Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 13 أغسطس 2022 3:49 مساءً - بتوقيت القدس

الاحتلال يهدد عائلات بالهدم والتشريد في جلبون الحدودية والجدارية

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي- يعيش الشاب خالد جمال محمد أبو الرب (26 عاماً)، من بلدة جلبون شرق جنين، حالة من الخوف والتوتر، بعدما تلقى إخطاراً من قوات الاحتلال بهدم منزله الذي يجهزه لزواجه، بعدما أصبح على وشك إنهاء تشطبيه وتجهيزه للسكن.


"حلمي مهدد بالضياع، وسأخسر تعبي وشقا عمري إذا هدم الاحتلال منزلي".. قال خالد الذي بدد الاحتلال فرحته وحوّل حياته إلى حزن وألم، مضيفًا "منذ أعوام، وحياتي عبارة عن عمل ومثابرة، أفنيت عمري بالعمل الصعب والشاق لجمع تكاليف البناء".


وتابع "بعدما أنجزت عملية تشطيب المنزل، وباشرت بالتجهيز لحفل زفافؤ، فوجئت بقرار الهدم التعسفي والظالم ، فقد شاهدت جنود الاحتلال والإدارة المدنية، يقومون بإلصاق إخطار الهدم على منزلي، ومنحي مدة 96 ساعة لتنفيذ القرار ".


حجة البناء دون ترخيص
يقع منزل أبو الرب شرق قرية جلبون، ومنذ تلقيه الإخطار، قدم عدة شكاوي، للمطالبة بإلغاء القرار.


ويقول " هذه جريمة، والقرار نكسة كبيرة، فكل ما جمعته في حياتي ولمستقبلي مهدد بالضياع والخسارة، ولا أدري ماذا سافعل لحماية منزلي وعدم هدمه، قدمت شكوى لهيئة مقاومة الجدار الاستيطان، لرفع قضية ضد الاحتلال للتراجع عن هذا الإخطار وعدم هدم منزلي"، مضيفًا "الاحتلال يزعم أن الهدم بحجة البناء دون ترخيص لوقوع منزلي في منطقة "ج"، لكن الاحتلال من يعرقلنا ويمنع التراخيص بشكل متعمد، لتضييق الخناق علينا ومنعنا من حقنا المشروع في البناء والاستقرار والحياة الآمنة "، ويكمل " هذه الممارسات، تندرج ضمن سياسات الاحتلال الذي يسعى لترحيل شعبنا واقتلاعنا"، مطالبًا بضرورة التحرك لوقف هذه السياسات فوراً ".


بتاريخ 21-6-2022، اقتحمت قوات الاحتلال قرية جلبون الحدودية والجدارية شرق من مدينة جنين، ووزعت إخطارات هدم ووقف بناء بحق 9 مواطنين في القرية التي تعاني بشكل كبير بسبب جدار الفصل العنصري الذي يحاصرها ويحيطها من الجهات الثلاث الشمالية والشرقية والجنوبية.


استهداف القرية

 وبحسب رئيس الجمعية الخيرية في جلبون علي أبو الرب، فإن الاحتلال يستهدف قريته منذ النكبة حتى اليوم، بسبب موقعها الاستراتيجي على خطوط الهدنة، وامتداد أراضيها في المناطق والأراضي التي احتلت من الاحتلال في نكبة عام 1948.


وذكر أبو الرب، أن مساحة أراضي جلبون كانت أكثر من 36 ألف دونم، تمتد في مناطق بيسان في الداخل وطوباس في الأغوار، وقد تعرضت للاستهداف المستمر، وقد صادر منها الاحتلال مايقارب 30 ألف دونمًا، وكافتها مزروعة بأشجار الزيتون، ولايزال كبار السن في القرية يتذكرون ويسترجعون فاكهة الرمان والتين والصبر والزيتون واللوز الذي كانت تحمله تلك الأشجار، موضحًا أن جميع الأراضي المصادرة كان يملك أصحابها أوراق طابو وثبوتية وقواشين رسمية، ورغم ذلك استهدفها وسرقها الاحتلال.


 ولم يكتفي بذلك، فبعد نكسة حزيران عام 1967، صادر المزيد من الأراضي التي أقيم عليها المستوطنات التي تحاصر جلبون، وهي؛ ميراف، ومعالي جلبوع، وملك يشوع. 


وأوضح أبو الرب، أن هذه المستوطنات المقامة على أراضي قرية جلبون، لها تاثيرات كبيرة ومضايقات كثيرة على المواطنين الذين يتعرضون للاعتداءات والتنكيل، إضافة لتحويل المياه العادمة في أراضي القرية مما يسبب تلف المزروعات وانتشار الأمراض والحشرات بشكل كبير، ما يؤثر على البيئة بشكل عام.


وفرض الاحتلال قيودًا على حياة وتحركات المواطنين والمزارعين، خاصة بعد بناء جدار الفصل العنصري داخل حدود جلبون، ما أدى كما يبين أبو الرب،إلى عزل مساحات واسعة من الأراضي خلف الجدار، وأصبح أصحابها ممنوعين من الوصول إليها، فالاحتلال لا يكتفي بنشر الأبقار لتدمير الأشجار وضخ المياه العادمة في الأراضي، بل ويتعمد المماطلة في إصدار التصاريح للمزارعين حتى في موسم الزيتون، حتى تصبح مهملة ويسهل مصادرتها وسرقتها.


هجمة جديدة 

فرض الاحتلال  رقابة صارمة من خلال المستوطنات، على حياة أهالي القرية التي تتعرض للحملات المستمرة، من مداهمات وحصار وقيود على الزراعة والبناء، كان آخرها الهجمة والحملة الجديدة قبل شهرين، وبحسب رئيس المجلس، فإن كافة المناطق القريبة من الجدار والمصنفة "ج"، مراقبة من الاحتلال الذي حاول منع التوسع والتمدد السكاني فيها، ويرفض إصدار تراخيص بشكل متعمد، بينما تتوسع المستوطنات والمناطق والمصانع الإسرائيلية المقامة فيها، وقد اقتحم الاحتلال وطواقم الإدارة المدنية فيها، المنازل قيد البناء والإعمار في المنطقة الشرقية والمصنفة أراضيها "ج"، ووزعوا إخطارات على أصحاب المنازل لهدمها فورًا.


المواطن محمد محمود أسعد أبو الرب (60 عاماً)، يُشكل نموذجاً لما تعرض له المواطنين من استهداف وقرارات جائرة، فالمسن الذي يعيل أسرة مكونة من 9 أنفار ، وتقاعد بعد سنوات طويلة من الخدمة كمعلم في التربية والتعليم، باشر منذ عام ونصف ببناء منزل لأسرته، ويقول " بدأت ببناء طابق واحد مساحته 240 متر، لنعيش وأسرتي حياة مستقرة تحت سقف واحد، لكن الاحتلال نغص علينا فرحتنا ونحن ما زلنا في قيد البناء، وأصدر قرارًا بوقف العمل والبناء الذي شمل عدة مواطنين، ما زالت منازلهم قيد الإنشاء، وما زلنا نتابع الشكوى لدى الارتباط الفلسطيني لمنع الهدم وتشريدنا "، ويكمل " هناك منازل تلقى أصحابها إخطار الهدم، رغم أنها مبينة ومسكونة من 30 عاماً، وبعد هذه السنوات  قرر الاحتلال هدمها فجأة،  في عودة لسياسات العقاب الجماعي والاقتلاع والتشريد التي مارسها عقب النكسة وطوال السنوات الأولى من الاحتلال ".


واعتبر المواطن محمد، هذا الإجراء، استمرار لفرض الاحتلال المصادرة التدريجية للمنطقة حدودية، وللتضييق على الناس ومنع الأهالي من التوسع كرسالة إنذار وتهديد لباقي الأهالي لمنعهم من إعمار وبناء بيوت جديدة والاستقرار بحياتهم، مضيفًا " أوراقنا جاهزة، ومستعدين للترخيص، لكن الاحتلال هو العائق لأنه يريد تضييق الخناق علينا، ومنعنا من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي".


ويؤكد رئيس الجمعية الخيرية أبو الرب، أن هذه الاجراءات مستمرة من قبل الاحتلال بشكل مستمر، وليست جديدة على قرية جلبون التي يرفض أهلها الخضوع لقراراته التعسفية، وما زالوا صامدين ومتمسكين بأرضهم وحمايتها، بينما  ناشد أصحاب المنازل المهددة، المؤسسات الانسانية والدولية، التحرك والضغط على الاحتلال، لإلغاء القرارات التعسفية، والسماح لهم بإكمال البناء والعيش بشكل طبيعي وفق ما كفلته الأعراف والقوانين الدولية لهم.

دلالات

شارك برأيك

الاحتلال يهدد عائلات بالهدم والتشريد في جلبون الحدودية والجدارية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)