رام الله- خاص بـ"القدس"دوت كوم- منذ 3 سنوات اكتشفت وزارة الزراعة وجود إصابات لثمار الصبار (التين الشوكي) بـ"الحشرة القرمزية" في قرية فقوعة شرق جنين، ومنذ ذلك الحين تواصل جهودها لمكافحة هذه الحشرة، التي تؤرق فاكهة الصيف اللذيذة، ووصل الحد إلى إعدام بعض أشجار الصبار للتخلص من هذه الآفة، التي باتت تهاجم مواطن اشتهار الصبار بالضفة الغربية.

وقال مدير دائرة تشخيص الآفات في وزارة الزراعة سلامة شبيب لـ"القدس"دوت كوم: "إن هذه الآفة انتقلت إلى شمال فلسطين عام 2017، وتم رصدها لأول مرة من قبل وزارة الزراعة في قرية فقوعة شرق جنين عام 2019، ومنذ ذلك الحين والجهود متواصلة للقضاء على هذه الآفة.

ووفق شبيب، فإن أحد المزارعين في جنوب لبنان أحضر هذه الحشرة من المكسيك، إذ إنها تفرز مادة قرزمية، يتم استخراج صبغة منها بلون قرمزي "مادة الكارمن" التي تستخدم بإنتاج مواد التجميل ويباع الغرام الواحد من تلك المادة بمبالغ كبيرة، علمًا بأن الحشرة القرمزية توجد على ألواح الصبار مثل شكل القطن، وحين الضغط عليها تخرج منها مادة قرمزية اللون أو "الأحمر الفاتح".

ويتابع شبيب، فإن تلك الحشرة التي انتشرت في جنوب لبنان عام 2014، انتتقلت إلى شمال فلسطين بعدها عام 2017، وهي موجودة لدى دولة الاحتلال، لكن لم يتمكنوا من السيطرة عليها، لأن الصبار ليس محصول أساسي بالنسبة لهم.

وأكد شبيب أن وزارة الزراعة تمكنت من السيطرة بشكل كبير على تلك الآفة في قرية فقوعة، باستخدام المبيدات الحشرية مضافًا إليها سائل الصابون، وفي بعض الأحيان كان يتم إعدام بعض أشجار الصبار.

وأشار شبيب إلى أن وزارة الزراعة أعطت دورات للمزارعين والمؤسسات من أجل العمل على مكافحة هذه الآفة، لكن شبيب يؤكد أن اهتمام المزارع بأرضه مهم للسيطرة على هذه الآفة، من خلال الإبلاغ المبكر عن الآفة، وتقليم أشجار الصبار.

وقد يستخدم عدو طبيعي للحشرة القرمزية، وهي "الخنفساء" التي تقوم بالقضاء على هذه الحشرة، كما حصل في بعض قرى رام الله، وفق شبيب، الذي يشير كذلك إلى أنه وفي المناطق التي تمت السيطرة عليها العام الماضي، عاودت الحشرة للانتشار مجددًا، و"نأمل أن يتم القضاء والسيطرة عليها".

وتنتشر آفة "الحشرة القرمزية" في عدة مناطق بالضفة خاصة تلك القريبة من جدار الفصل العنصري، حيث توجد هذه الحشرة وفق شبيب، في "قريتي نعلين وبدرس غرب رام الله، وقرى سلفيت الغربية، وقرى جلبون وعرانة وفقوعة شرق جنين، وقريتي تل وعراق بورين بمحافظة نابلس".

ويشير شبيب إلى أن 90% من أماكن تواجد الصبار يكون عشوائيًا، ما يكون سبباً في صعوبة إحصاء تواجد الإصابة بالحشرة القرمزية من أجل متابعتها ومكافحتها، مؤكدًا على أهمية زراعة الصبار في مناطق منتظمة.