رام الله- خاص بـ"القدس"دوت كوم- بعد مرور أكثر من أسبوعين على الإعلان عن تعليق الأسير خليل عواودة (40 عامًا) من بلدة إذنا غرب الخليل إضرابه عن الطعام 111 يومًا بشكل متواصل، ثم تحويله مجددًا للاعتقال الإداري مدة أربعة أشهر إدارية، بعد يومين على تعليقه الإضراب، تكشف عائلة عواودة لـ"القدس"دوت كوم كيف تحايلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إضرابه، وكيفية علمه تجديد اعتقاله الإداري.

هكذا علم بتمديد اعتقاله
توضح زوجته دلال عواودة في حديث لـ"القدس"دوت كوم، أن زوجها خليل استأنف إضرابه عن الطعام منذ السبت الماضي، بعد يوم واحد فقط، من معرفته أنه تم تمديد اعتقاله مدة أربعة أشهر، رغم تلقيه وعودًا شفوية بالإفراج عنه، حيث أعلن تعليق إضرابه، وعانى عواودة من وضع صحي سيء نتيجة الإضراب عن الطعام طيلة 111 يومًا.

تقول زوجته: "لقد تفاجأ خليل وهو بمستشفى سجن الرملة حاليًا، حينما اتصلت هاتفيًا للمشاركة ببرنامج تبثه إحدى الإذاعات المحلية، وأبلغه أنه قد تم تحويله للاعتقال الإداري مدة أربعة أشهر جديدة، رغم تعليقه للإضراب، حيث لم يكن خليل يعرف على مدار أسبوعين أنه قد تم تحويله للاعتقال الإداري مجددًا، وحينما علم بذلك، قرر في اليوم التالي استئناف الإضراب".

وتشير دلال عواودة إلى أن زوجها تحايلت سلطات الاحتلال على قضية إضرابه، حيث تم إبلاغه شفويًا بأنه سوف يتم الإفراج عنه، وجاء التعليق بناء على ذلك، وفي إحدى المرات أخرجوه بسيارة الإفراج إلى حاجز ترقوميا، ثم أعادوه، وحينما سألهم لمذا تمت إعادتي، أبلغوه لأن وضعه الصحي لا يسمح بذلك، "وهذه مؤامرات ضد خليل لم يكن يعرفها".

وتشدد دلال عواودة على أن ما جرى مع زوجها خليل بعد الفرحة بتعليق إضرابه وانتصاره، هو انتكاسة بالنسبة لخليل وللعائلة، وكذلك للشعب الفلسطيني، حيث إن قوات الاحتلال نكثت العهد مع خليل.

محاكمة جديدة وقلق على وضعه الصحي
رغم مرور أكثر من أسبوعين على تعليقه الإضراب وتلقيه المدعمات، إلا أن الأسير خليل عواودة لا زال يعاني من وضع صحي صعب، وفقد الرؤيا بشكل جزئي، ويعاني من قلة التركيز، ولا يستطيع الوقوف، وفق ما تؤكده زوجته.

في حين، تؤكد هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان سابق لها، أن قوات الاحتلال تعتقل الأسير خليل عواودة داخل ما يسمى عيادة "سجن الرملة" في وضع صحي خطير للغاية حيث فقد الكثير من وزنه، ويعاني من هزال واضح وصعوبة في الكلام، كما يشتكي من آلام حادة في مختلف أنحاء جسده، ويتقيأ بشكل مستمر، ويتنقل على كرسي متحرك.

تقول زوجته: "إن سلطات الاحتلال عقدت جلسة محاكمة يوم الثلاثاء الماضي، لزوجي من أجل تثبيت الحكم الإداري الجديد الصادر بحقه لمدة أربعة أشهر، ولم يتمكن من الحضور، إلا عبر الشاشة، حينها قرر قاضي المحكمة تأجيل البثت بالقضية إلى يوم الثلاثاء المقبل.

معاناة بدأت منذ 20 عاماً
خليل عواودة متزوج وأب لأربعة طفلات وهن: تولين، ولورين، وماريا، ومريم، أكبرهن تولين 9 سنوات، وأصغرهن مريم عام ونصف، وهو من عائلة مكونة من عشرة أفراد، فقد أحدهم قبل مواجهته للاعتقال. ‏

كان خليل من الطلبة المتميزين، حصل على معدل 92 بالثانوية العامة الفرع العلمي، وكان حلمه دراسة الطب في الخارج، إلا أنّه لظروف لم يتمكّن من تحقيق حلمه، والتحق بجامعة بوليتكنك فلسطين لدراسة الهندسة، إلا أنّ الاحتلال حرمه من الشروع بدراسته، حيث اعتقله عام 2002، وحكم عليه بالسّجن الفعلي لمدة خمس سنوات ونصف.

وبعد تحرره بفترة وجيزة عام 2007، أعاد الاحتلال اعتقاله وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ لمدة 33 شهرًا، ومنذ ذلك الوقت حتّى اليوم تعرض خليل للاعتقال مرات عديدة بين أحكام واعتقال إداريّ.

يُعرف عن خليل أنّه شاب مثقف وحافظ للقرآن الكريم، وفاعل اجتماعيًا على مستوى بلدته، حيث قام بعدة حملات مع مجموعة من المتطوعين لخدمة أهل بلدته.

التحق في السنوات الأخيرة بدراسة علم الاقتصاد في جامعة القدس المفتوحة إلى جانب قيامه بأعمال حرة لرعاية عائلته واستكمال دراسته، وهو من أوائل الطلبة في دفعته، وكان من المفترض أن يكون تخرجه من الجامعة هذا العام، إلا أنّ الاحتلال مجددًا أعاد اعتقاله في في الـ 27 من كانون الأول/ ديسمبر 2021، وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ مدته ستة أشهر.

وفي تاريخ الثالث من مارس\ آذار العام الجاري، أعلّن الأسير عواوده إضرابه عن الطعام رفضًا لاعتقاله الإداريّ الذي يواجهه إلى جانب 640 معتقلًا إداريّا في سجون الاحتلال تحت ذريعة وجود "ملف سري".