فلسطين

السّبت 02 يوليو 2022 6:38 مساءً - بتوقيت القدس

صور|| "الوحدات الخاصة" سلاح الاحتلال في اصطياد المطلوبين بعد فشله في مواجهتهم عسكريًا

جنين – "القدس" دوت كوم - تقرير: علي سمودي - بعد يومين من اتصال ضابط المخابرات الإسرائيلية مع المطارد براء لحلوح من مخيم جنين، نفذت قوات الاحتلال تهديدها باغتياله مع اثنين من رفاقه الشهيدين يوسف ناصر أبو صلاح وليث أبو سرور.


أصبح سلاح "الوحدات الخاصة" هو كلمة السر التي تستخدم من قبل "إسرائيل" لقيادة كل العمليات في مدينة جنين ومخيمها، مع استمرار الفشل العسكري الكبير في كبح جماح المقاومة والوصول لـ "المطاردين" الذين ازداد عددهم في الآونة الأخيرة، بحسب مصادر فلسطينية في مخيم جنين.



ويقول كمال لحلوح والد الشهيد براء لـ "القدس" دوت كوم، إن نجله الذي انضم للمقاومة منذ فترة والتحق في صفوف كتيبة جنين، رفض كل عروضه للزواج، معبرًا بشكل مستمر عن حلمه وأمنيته بالشهادة كابن عمه مجد الذي ارتقى خلال انتفاضة الأقصى.


ويشير لحلوح إلى أن نجله تمتع بالجرأة والشجاعة، وتملكه حب الوطن ولم يكن يتأخر يومًا عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وتقدم الصفوف دومًا، ولم يكن يخاف إطلاقًا وقد اتصل به ضابط المخابرات وطلب منه تسليم نفسه، لكنه رفض وتمرد رغم الخطر الذي أصبح يهدده بتصفيته.


ويضيف: "كان براء دومًا يردد: إذا تمكنوا مني فلن يوقفوني إلا بعد قبض روحي، فإما الشهادة أو الشهادة، ولن أذهب للسجن".



يروي رفاق براء، أن تهديدات الاحتلال لم تنال من عزيمته، بل كان دومًا في مقدمة المواجهات مع الاحتلال، حتى وقع في الكمين الذي نصب له فجر تاريخ 17/6/2022، وبحسب الإفادات التي وثقها مراسل "القدس" دوت كوم، فإن وحدات إسرائيلية خاصة استخدمت مركبات تحمل لوحات ترخيص فلسطينية إلى عدة أحياء في مدينة جنين، بدعم من طائرات بدون طيار حلقت على ارتفاع منخفض، وقد تمكنت هذه الوحدات من التسلل إلى المنازل واحتلالها ونصب كمائن داخلها، لرصد وملاحقة تحركات المقاومين وبعدما استحكمت وتمركزت في عدد من العمارات المرتفعة، اقتحمت الدوريات العسكرية المدينة لتبدأ العملية التي استهدفت جر المطلوبين إلى موقع الكمائن.


وذكر مصدر في المقاومة لمراسلنا: إن الفشل الإسرائيلي الكبير في كل عملية عسكرية في منع ووقف المقاومة التي كانت تتصدى للدوريات والجيش بقوة وشراسة، دفع الاحتلال للاعتماد على وحدات المستعربين لتنفيذ عملياتها، والتخطيط لتنفيذ كمائن للاغتيال والقتل، كما حدث مع الشهداء الثلاثة الذين استبسلوا في التصدي للاحتلال ومقاومته عندما اقتحمت الدوريات المدينة، لكنهم لم يتمكنوا من معرفة حقيقة أن هنالك كمين إسرائيلي وقوات خاصة تنتظرهم لتنفيذ عملية الإعدام، التي جرت بدم بارد.



"حي الدبوس" الواقع في أطراف واد عز الدين وقرب حي المراح شكل الهدف لقوات الاحتلال والمستعربين، وذكر الأهالي أنهم فوجئوا بالوحدات الخاصة وهي تقتحم منازلهم وتحتجزهم وتمنعهم من الحركة لعدة ساعات.


وقالت المواطنة أم سليم لـ "القدس"دوت كوم، إن أكثر من 30 جنديًا داهموا منزلها واحتجزوا أسرتها في غرفة واحدة وصغيرة لمدة ساعتين حتى سمع صوت إطلاق نار كثيف في المنطقة ثم انسحبوا بعدما عاثوا في المنزل فسادًا وتخريبًا.


في حوالي الساعة الثالثة فجرًا سُمع صوت إطلاق نار كثيف في حي الدبوس، مما أثار حالة من الهلع والخوف لدى سكان المنطقة الذين استيقظوا مذعورين دون معرفة ما يحدث، لكن سرعان ماتبين أن الوحدات الخاصة وبدعم من الجيش أطلقوا النار على مركبة محلية "مازدا" ثم غادروا المنطقة بعد تصفية المتواجدين فيها، وووثق نشطاء لحظة الاغتيال والتي ظهرت فيها المركبة عندما وصلت إلى الحي لدى مرور دوريات الاحتلال فتوقفت على جانب الطريق دون أي حراك بانتظار انسحاب الجيش بشكل كامل، لكن وبعد مرور عدة دوريات تبين أن هنالك كمين بسبب عملية رصد للمركبة.



ويقول والد الشهيد يوسف أبو صلاح ،إن دوريات الجيش والوحدات الخاصة اعترضت المركبة وأغلقت الطريق أمامها من الأمام والخلف، وأطلقت النيران بشكل مباشر نحوها، ولم يكتفي الجنود بذلك بل تقدموا من المركبة وأطلقوا النار داخلها مما أدى إلى استشهاد يوسف وبراء وليث.


ويؤكد أبو صلاح وشهود العيان لـ "القدس" دوت كوم، إن الوحدات الخاصة تعمدت تصفيتهم وإعدامهم بدم بارد داخل المركبة رغم أنه كان بالإمكان اعتقالهم أو حتى إصابتهم، ويعلق الوالد المكلوم الذي قدم شهيدًا ثانيًا خلال انتفاضة الأقصى: "الاحتلال يريد قتل وتصفية واعدام كل مناضل حر يتمرد ويرفض الخنوع والاستسلام، فابني يوسف اختار طريق النضال والمقاومة، ورغم تعرضه للاعتقال ومعاناته بسبب الاحتلال أصر على أن يكون له دور في المقاومة والمعركة".


وأضاف،"لم يكن هنالك مبرر لعملية الإعدام والتي تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال ومخططاته للقضاء على وجودنا وشعبنا، فإلى متى سيستمر هذا الظلم والجرائم على مرآى ومسمع من العالم؟".


فيما يقول والد الشهيد ليث أبو سرور: "لم ولن نستغرب ما جرى لأن  هذا هو الاحتلال الذي أعدم واغتال ابني علاء بتاريخ 25/8/ 2007، بعد أن باغتته وحدة خاصة وسط جنين وأطلقوا النار عليه وقتلوه مع الشاب مصطفى نادر برباري، وبعد 15 عامًا يتكرر المشهد والضحية الجديدة ابني ليث وأطفاله".


ويضيف أبو سرور: "هذه الجرائم لن تنال من عزيمتنا وارادتنا، وسنبقى نقدم ونفخر بتضحيات أبنائنا وشهادتهم وكلهم في سبيل القدس وفلسطين".



ومنذ تلك العملية لم تتوقف تحركات الوحدات الخاصة حول جنين، وتكررت عمليات الدهم ونصب الكمائن في عدة مناطق، ويوم الثلاثاء الماضي هاجمت مركية على شارع جنين - يعبد، وبحسب الشهود نجا ركابها من الموت بأعجوبة، بعد أن توقفوا قبل وصولهم لمكان كمين الوحدة التي أوسعتهم ضربًا واحتجزتهم واعتقلت أحدهم بدعوى أنه مطلوب، رغم أنه يعيش حياة طبيعية ونفت عائلته أنه يكون مستهدفًا.


وفي حوالي الساعة العاشرة من صبيحة ذاك اليوم، اختطفت الوحدات الخاصة الشاب ريان أحمد استيتي 25 عامًا من الشارع العسكري في جنين، وأفاد شهود عيان، أن الوحدات الخاصة استخدمت مركية من نوع "جيمس" ، تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، وتسللت إلى المنطقة التي يعمل فيها استيتي وقد باغتته وانتزعته من مكان عمله وخلال ثواني وبعد وضع السلاح في رأسه اقتادوه إلى المركبة وغادروا المدينة قبل اكتشاف هذه العملية، التي تشير إلى أن الاحتلال يستمر في تغيير أساليبه وسياساته للهرب من رصاص المقاومة الذي يطارده خلال ساعات الليل.



على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تحولت بلدة اليامون غرب جنين لمركز لاستهداف الاحتلال، التي داهمتها عدة مرات، بقيادة وحدات المستعربين، ويروي نشطاء البلدة أنه قبل كل عملية تدفع قوات الاحتلال بالوحدات الخاصة لنصب الكمائن ورصد المواقع المستهدفة، كما حصل مع المواطن عزمي صلاح أبو حسن الذي حوصر منزله خلال يومين مرتين ثم اقتحمت الدوريات العسكرية البلدة وداهمت منزله.


وذكرت عائلة أبو حسن لـ "القدس" دوت كوم، أن العشرات من الجنود اقتحموا منزلها فجر الخميس، وبعد تفتيش المنزل والعبث في محتوياته اعتقلوه ثم أطلقوا سراحه في وقت لاحق، لكن فجر اليوم السبت، عادت قوات الاحتلال لاقتحام المنزل مرة أخرى، وبعد تفتيشه وترويع العائلة اعتقلوا عزمي وشقيقه إبراهيم دون معرفة الأسباب، وجرى نقلهما لجهة مجهولة.



بشكل مستمر، لم تعد طائرات الرصد والاستطلاع تغادر سماء جنين، حتى أصبحت تقض مضاجع المواطنين الذين أصبحوا يتذمرون منها، ويقول المواطن إبراهيم ديب من مخيم جنين، إنه يشعر بأن الطائرات تعيش معه في منزله فهي لا تتوقف عن التحليق بشكل منخفض ويثير صوتها حالة من التوتر والغضب.


أما المواطن بلال عطا، فاعتبر وجود الطائرة منغص آخر على حياتهم لأنها لا تتوقف كما يقول عن "الزن"، حتى يشعر أن المنزل مسكون بالطائرات.


أما المقاومة، فقد ردت بتكرار اطلاق النار على هذه الطائرات، كما عبرت عن موقفها من عمليات الاحتلال واستهدافه للمقاومة من خلال عدة عروض ومناورات عسكرية أعلنت في نهايتها أن مخيم جنين أصبح أرضًا حرة ومحررة ومحرمة على الاحتلال ولن يسمح بدخلوها مهما كان الثمن، مؤكدةً من خلال عرض ماتملكه من أدوات مواجهة بسيطة مثل "العبوات الناسفة" المصنعة محليًا، أن المقاومة عصية على الكسر ولن ترفع الراية البيضاء وجاهزة لخوض معركة نيسان جديدة ".

دلالات

شارك برأيك

صور|| "الوحدات الخاصة" سلاح الاحتلال في اصطياد المطلوبين بعد فشله في مواجهتهم عسكريًا

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 522)