فلسطين

الأربعاء 29 يونيو 2022 9:58 صباحًا - بتوقيت القدس

هل يستعيد قطاع غزة بهجة عيد الأضحى؟

بقلم : منير الغول 


بعد أعوام متتالية غابت فيها مظاهر البهجة والفرح ومشاعر السعادة والغبطة عن قطاع غزة جراء الحصار الاسرائيلي المتواصل الذي تزامن مع هجمات متفرقة من قبل الجيش الاسرائيلي تارة ومع ظروف جائحة كورونا خلال العامين الماضيين تارة أخرى تستعد الشوارع والأسواق في قطاع غزة لأقصى درجة تفاعل مع قرب حلول عيد الأضحى وسط انتعاشة حقيقية كما كان الحال في عيد الفطر،حيث شهدنا حركة نشطة للمواطنين على الاسواق تغلبت على المظاهر الاعتيادية في السنوات السابقة في ظل عدم انتظام صرف الرواتب والاغلاق المحكم والحصار المشدد.


لا زال الحصار قائما منذ أكثر من 16 عاما لكن رفع عدد التصاريح للعاملين من القطاع في الداخل الفلسطيني والمنحة القطرية الثابتة واستقرار دفع الرواتب وقبل كل شيىء الهدوء الذي يسود القطاع لمدة تزيد عن عام ونصف كلها عوامل تدفع المواطن الغزي اليوم الى التفكير بكيفية جلب المتعة والسعادة لأطفاله وعائلته وتحويل مظاهر العيد الكئيبة سابقا الى فرصة حقيقية لاعلان الذات والتواجد على منصة الفرح بقوة....صحيح أن النوافذ برا وبحرا وجوا لا زالت موصدة باحكام الا أن بصيص الأمل يمنح غزة الكبرياء الذي تستحقه ومن هنا فمن حقها أن تحتفل بالعيد.


قبل عشرة أيام من حلول العيد تبدو الاستعدادات شبه عادية حيث نلحظ بوضوح التحرر من قيود جائحة كورونا بشكل تام، بعيدا عن الكمامات وأدوات الوقاية اللازمة من الفيروس ورغم تحذير وزارة الصحة الفلسطينية من انتشار موجة سادسة من الفيروس الا أن الحياة في قطاع غزة تبدو طبيعية ولكن بصورة حذرة ويتوقع أن تزداد حركة الاقبال على الاسواق مع اقتراب عطلة العيد لشراء كل ما هو متاح.


وما يساهم بتوسيع رقعة البهجة هذا العام أن موسم افتتاح المدارس والذي يثقل كاهل الاهالي لا زال على بعد شهرين تقريبا من مناسبة العيد وبالتالي فان هذه المدة الزمنية تبدو كافية لتبديد القلق لدى المواطنين الذين تأثرت مظاهر احتفالهم بالعيد في القطاع سابقا بسبب تزامنه مع الاستعداد لموسم المدارس حيث يركز أهالي قطاع غزة على شراء مستلزمات المدارس لأبنائهم والاكتفاء بما اشتروه من ملابس ومستلزمات في قت سابق لاستخدامها للعيد والمدارس حيث ينصاع غالبية تجار غزة لرغبات المواطنين بعرض بضاعة المدارس فقط من ملابس مدرسية وحقائب وقرطاسية بعيداً عن بيع مستلزمات الأعياد، مما جعل فرحة الفلسطينيين في قطاع غزة بالعيد باهتة ولكن نعتقد هذه المرة أن الوضع سيتغير نحو الأفضل في ضوء تحرر العديد من العقبات الاقتصادية والمادية رغم اقرارنا باستمرار العبء الكبير على أهالي القطاع.

ويتأثر الواقع الاقتصادي في قطاع غزة بمصادر الأموال التي يكتسبها المواطنون والتي تتأثر بشكل كبير،بسبب التقليصات وعدم انتظام الرواتب وعدم وجود آلية جذرية واستراتيجية في التعامل مع الازمة المالية لأن المنحات والهبات تساهم بحلول مؤقتة فقط كما أن معضلة عدم انتظام الرواتب تجعل المواطن الغزي رهنا للظروف ومن هنا فان غالبية المواطنين تبدو حركتهم في الأسواق شكلية، إذ يفتقدون القدرة الشرائية وتماما مثل مواطني الضفة الغربية فانهم لا يركزون على شراء الملابس لأبنائهم في عيد الأضحى واستخدام ملابس عيد الفطر السعيد.


إن تزامن المناسبات يعتبر أمراً مرهقاً لغالبية العائلات الفلسطينية مع ضغوط الظروف الاقتصادية، التي تبدد خيارات وأولويات المواطنين في شراء المستلزمات الأكثر أهمية، إذ ما أخذنا بعين الاعتبار أن أكثر من 70 في المئة من الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر مع ارتفاع نسب البطالة إلى أكثر من 40 بالمئة فهل ينجح مواطنو غزة رغم كل هذه الظروف برسم معالم البجة على وجوه اطفالهم خلال عيد الاضحى المرتقب.


بالطبع فان الجواب على هذا التساؤل سيأخذ بعين الاعتبار مسألة النسبية واختلاف الظروف من مواطن الى آخر دون فروقات حقيقية كبيرة أو فجوات شاسعة لأن المناخ العام في القطاع يضع المواطنين في خانة تصنيف واحدة باستثناء فئات قليلة جدا.


أمام ما تقدم نعتقد أن بهجة العيد ستحضر لكن أهالي وسكان غزة لن تكون لهم بهجة حقيقية الا إذا فتحت أمامهم كل الطرق المؤدية الى العالم الخارجي برا وبحرا وجوا ليتمكنوا من تحقيق حلمهم بعيش كريم ومستقر .


عيد الاضحى في العالمين العربي والاسلامي مناسبة دينية صاخبة تصل فيها مظاهر الاحتفال الى أعلى درجة ممكنة في مختلف الدول بعد أداء فريضة الحج وهو العيد الثاني بعد عيد الفطر اللذان يحتفل بهما المسلمون بشكل خاص ومهما كانت ظروف الشعب الفلسطيني الا أنه يسعى جاهدا للاحتفال بهما تقديرا لمن صاموا وحل عليهم عيد الفطر ولمن أدوا شعائر الحج وحل عليهم عيد الاضحى المبارك وسط انتشار عملية ذبح الأضاحي التي اشتهر بها الشعب الفلسطيني كثيرا في القدس والضفة وقطاع غزة والداخل وكل ذلك من أجل ابقاء جذوة الفرح والأمل في النفوس فهل يستعيد قطاع غزة بهجة العيد؟ 

دلالات

شارك برأيك

هل يستعيد قطاع غزة بهجة عيد الأضحى؟

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 24 أبريل 2024 8:19 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.75

دينار / شيكل

بيع 5.36

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.01

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%5

(مجموع المصوتين 153)

القدس حالة الطقس