فلسطين
السّبت 04 يونيو 2022 8:23 صباحًا - بتوقيت القدس
الفتى عودة صدقة.. شهيد المدية الأول منذ الانتفاضة الأولى
رام الله- تقرير"القدس"دوت كوم- لم يكن الفتى عودة محمد عودة صدقة (17 عامًا) والذي من المفترض أن ينهي دراسته في الصف الحادي عشر في الفرع الأدبي نهاية الأسبوع الجاري، يعلم أن ذهابه للتنزه في الأراضي الزراعية من قريته المدية غرب رام الله والتي تبعد نحو كيلو مترًا واحدًا، سببًا في استشهاده، وحرمانه من إكمال حلم عائلته، حيث كان يستعد للانتقال مطلع العام الدراسي المقبل في الصف الثاني عشر "التوجيهي"، وتبددت الأحلام برصاصة من قناص إسرائيلي مساء الخميس الماضي، اخترقت قلبه.
ويقول راغب صدقة، الرئيس السابق لمجلس قروي المدية ومن أقرباء الشهيد، لـ "القدس"دوت كوم: "إن الفتى عودة كان موجودًا بمنطقة زراعية بعيدة جدًا عن الجدار الفاصل وعن مستوطنة (حشمونائيم)، حيث كان متواجدًا بأراضي بين المنازل وتبعد نحو كيلو متر واحد فقط، إلا أن قناصًا من جيش الاحتلال كان يتواجد على برج عسكري أطلق النار عليه بهدف قتله، دون سبب، فأصابه في قلبه بشكل مباشر".
المفاجاة!.. الأم تكتشف ابنها مصابًا! ثم شهيدًا
المفاجأة الأكثر ألماً أن الأهالي حينما سمعوا صوت إطلاق النار في أراضي القرية الهادئة والمتكاتفة، خرجوا لتفقد ما يجري خشية على أبنائهم وأحبابهم، وكانت السيدة ألفت صدقة، والدة الفتى عودة بين أولئك الباحثين عن الحقيقة، لتتفاجأ، وفق رئيس المجلس القروي السابق، بأن من أصيب كان فلذة كبدها البكر، "لقد كان موقفًا مؤثرًا وحزينًا، منذ إصابة عودة إلى إعلان استشهاده بعد نقله إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، لقد اختلطت دموعها بدم ابنها".
بعد أيام فقط كان من المفترض أن ينهي عودة دراسته بالصف الحادي عشر الأدبي، لينتقل بعدها إلى الصف الثاني عشر "التوجيهي"، كانت عائلته تبني أحلامها التي انتظرتها سنوات طويلة، فهو من عائلة تتكون من الأب والأم وأربعة من الأبناء والبنات، وهم: عودة أكبرهم، وشقيق آخر يبلغ من العمر عامين فقط، إضافة لشقيقتين.
الشهيد الأول منذ الانتفاضة الأولى
عودة صدقة الفتى الخلوق والمحبوب من جميع أهالي قريته، هو أول شهيد يرتقي في المدية منذ الانتفاضة الأولى، بحسب الرئيس السابق لمجلس قروي المدية راغب صدقة، حيث لم يكن هناك شهداء في الانتفاضة الأولى وحتى ارتقاء عودة أمس الخميس، أما قبل الانتفاضة الأولى فقد كان هناك شهداء، لكن عودة أول شهيد منذ الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987.
ولم تكتف قوات الاحتلال بقتل الفتى عودة صدقة، بل حاولت الاعتداء على موكب تشييع جثمانه اليوم الجمعة، بعدما انطلق من أمام مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله بمسيرة مركبات.
وبحسب رئيس المجلس القروي السابق لقرية المدية، فإنه وحين وصول موكب التشييع بالقرب من قرية نعلين المجاورة لقرية المدية اعترضت قوات الاحتلال الموكب، واندلعت مواجهات أطلقت خلالها تلك القوات قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، دون وقوع إصابات، بعدها أصر أهالي المدية والقرى المجاورة على إكمال المسيرة، وحمل الشهيد على الأكتاف ملفوفًا بعلم فلسطين، وشيعوه بمسيرة راجلة جابت شوارع قرية المدية، ثم ووري الجثمان الثرى بمقبرة المدية مسقط رأس الشهيد، بمشاركة نحو ألفي مواطن، على وقع الهتافات الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال.
ومنذ بداية العام الجاري 2022، استشهد 67 مواطنًا من كافة أنحاء فلسطين التاريخية، بينهم 14 طفلاً، وخمس إناث، ومن بين الشهداء أربعة من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 و20 شهيدًا من محافظة جنين.
استهداف لأهالي المدية
يخشى أهالي المدية بعد استشهاد الفتى صدقة من إمكانية استهدافهم بالرصاص، إن ذهبوا إلى أراضيهم، وبحسب رئيس مجلس قروي المدية السابق راغب صدقة، فإنه في حال استمرت قوات الاحتلال بترهيب الناس وإطلاق الرصاص عليهم، فإن ذلك سيؤدي إلى المواجهة والتصعيد وربما ارتقاء شهداء جدد، خاصة أن المنطقة قريبة جدًا بمنازلها وأراضيها من جدار الفصل العنصري.
ووفق صدقة، فإن قوات الاحتلال ومنذ موجة العمليات الأخيرة، سعت لإغلاق فتحات جدار الفصل العنصري في كل مناطق الجدار المقام على أراضي الضفة، إذ لاحظ الأهالي إضافة إلى إغلاق فتحات الجدار والانتشار المكثف لقوات الاحتلال، وخاصة منذ 3 أسابيع، بإطلاق قوات الاحتلال الرصاص باتجاه الأهالي والمزارعين ورعاة الأغنام، ومحاولة طردهم من المكان، في محاولة لترهيبهم ومنعهم الاقتراب من أراضيهم، بل إن القرية شهدت اعتقال 5 شبان خلال الأسابيع الأخيرة وتم الإفراج عنهم، ضمن عملية ترهيب للأهالي.
ويبلغ عدد أهالي قرية المدية غرب رام الله 1750 نسمة بين ذكور وإناث من مختلف الفئات العمرية، وفيها مدرسة واحدة مختلطة من الصف الأول الأساسي حتى الثاني عشر "التوجيهي"، وفيها عيادة صحية واحدة، ويعمل أهلها بالزراعة ورعي الأغنام ومنهم أيادي عاملة، وقبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 كانت مساحة أراضيها نحو 8 آلاف دونم، وبعد الاحتلال استولى الاحتلال على غالبية أراضيها، لتصبح فقط 1350 دونم.
ضرورة توفير سيارة إسعاف
بالنسبة لأهالي المدية وكذلك القرى الغربية من منطقة رام الله، فإن هنالك ضرورة ماسة لتوفير سيارة إسعاف خاصة بتلك القرى، إذ يتم نقل المرضى والجرحى بسيارات خاصة، وهو يعني الخطورة على حياتهم، بل إن بعضهم توفي بسبب التأخر بالنقل للمستشفيات، كما أن الشهيد عودة صدقة نقل بمركبة خاصة بعد إصابته، يؤكد الرئيس السابق لمجلس قروي المدية راغب صدقة في حديث لـ"القدس"دوت كوم.
وينوه صدقة إلى أن أهالي القرى والبلدات الغربية من رام الله اجتمعوا عدة مرات مع مسؤولين ووزراء وطلبوا احتياجات الأهالي هناك، وكان بين الاحتياجات ضرورة توفير سيارة إسعاف، نظرًا لأن تلك القرى والبلدات تقع في مناطق حدودية وقريبة من جدار الفصل العنصري، وتحدث مواجهات باستمرار، يصاب فيها عدد من الأهالي، فيما يناشد صدقة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتوفير سيارة إسعاف للأهالي، بعدما تم سحب سيارة إسعاف تتبع للجمعية من المنطقة الغربية قبل عدة أشهر.
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الفتى عودة صدقة.. شهيد المدية الأول منذ الانتفاضة الأولى