Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 05 يناير 2025 9:38 صباحًا - بتوقيت القدس

لا إنسانية في قاموس إسرائيل

الإنسانية التي تعني قيمة الحياة والكرامة والحرية، وتحسين ظروف العيش لأسباب دينية واخلاقية واجتماعية، يبدو أن إسرائيل لم تستوعب حقيقتها وأهميتها وأثرها على البشرية، ففي الوقت الذي يستحق فيه جميع البشر دون استثناء الاحترام والكرامة والمساواة، فإن إسرائيل ما زالت  تصر على التعامل بمبدأ الضد لها على الإطلاق، من خلال القبلية والعنصرية، فتواصل انتهاك الحقوق الأساسية للحياة، والحقوق الإنسانية التي تكفلها كل الشرائع والديانات السماوية، ورغم أن الإنسانية تدفع البشر لإنقاذ الأرواح، فإن إسرائيل تدفع على الهلاك وقتل الأرواح وزيادة حجم المعاناة، والانتقاص من الكرامة الإنسانية.


هناك مقولة تاريخيّة  للفيلسوف والطبيب والعالم الديني والموسيقي الألماني ألبرت شفايتزر الحاصل عام 1952 على جائزة نوبل للسلام، لفلسفته عن تقديس الحياة  وتأسيسه وإدارته لمستشفى في الغابون، غرب وسط أفريقيا جاء فيها ما يلي : 


«تتمثل الإنسانية في عدم التضحية بإنسان من أجل غاية ما».


تنطبق هذه المقولة تماماً على الواقع الذي نعيشه اليوم، فبالأمس نشرت كتائب القسام رسالة مصورة جديدة لمحتجزة إسرائيلية، وهي المجندة ليري إلباج، تتحدث فيها من داخل مكان الحجز في أول أيام العام الجديد، وتقول إنها تبلغ ١٩ عاماً فقط، وإن حياتها كلها أمامها، وتوجه أصابع الاتهام للحكومة الإسرائيلية والجيش الذي لا يضع المحتجزين على سلم أولوياته، حتى إن العالم بدأ ينسى معاناة المحتجزين ووجودهم في أنفاق مظلمة، وتقول إن لها زميلة مصابة بجروح خطيرة جراء عمليات الجيش وقصفه العشوائي، وإن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش الإسرائيلي، وتسأل الحكومة الإسرائيلية، وتقول: حقاً أريد أن أسألكم، هل تريدون قتلنا؟ لقد أدركت أن حياتنا ليست مهمة لديكم؟ فهمت أننا لعبة بأيديكم وأنكم تتلاعبون بأقدارنا ولن تستطيعوا بعمليات عسكرية إخراجنا من هنا.. إلى نهاية الرسالة.


منذ بداية الحرب يدرك الشارع الإسرائيلي جيداً أن نتنياهو غير معني بصفقة تبادل والإفراج عن حفنة من المحتجزين، وهو يضحي فعلاً بحياتهم لغايات تحقيق أهدافه الحزبية والشخصية ومواصلة الحرب، ورغم مسارعته هو والرئيس الإسرائيلي ووزير الجيش ورئيس الأركان بالاتصال بعائلة المجندة التي ظهرت في الفيديو، والادعاء بأنهم يهتمون بقضية الرهائن ويسعون للإفراج عنهم، فإن ذلك الأمر لدى مطابقته على أرض الواقع يبدو مغايراً تماماً للحقائق، فإسرائيل لا تعترف بقاموسها الإجرامي القائم على الاحتلال وقتل النفوس البشرية، بأي معنى للإنسانية، وترتدي بدلاً من ذلك ثوب الحقد والكراهية والقتل.


في الوقت الذي تسمح فيه المقاومة بين الفينة والأُخرى بنشر فيديوهات عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين، فإن إسرائيل تواصل جرائمها الفظيعة بحق من تعتقلهم، حيث تحتجزهم في ظروف غير إنسانية على الإطلاق، وتأخذهم من المستشفيات والمراكز الصحية والخيام ومقرات اللجوء، وتفرض عليهم خلع ملابسهم تحت لسعة البرد وفي ظروف قاسية وصعبة، كما كشفت المحطات التلفزيونية مساء أمس، وتقوم بالتحقيق معهم بقسوة بالغة، الأمر الذي أدى ويؤدي إلى استشهاد عشرات الأسرى الفلسطينيين، دون مراعاة لأي ظرف إنساني، ومنعهم من أبسط حقوقهم المتمثلة بالدواء والماء والغذاء، ومنع المحامين من مقابلتهم أو التعرف على أوضاعهم.


إن قضية الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون من الآلام والأوجاع جراء الظروف القاسية جداً التي تفرضها عليهم إدارة السجون، هي واحدة من القضايا المهمة في هذه الحرب الشرسة، ومن حقهم نيل حريتهم وكرامتهم لإكمال ما تبقى من حياتهم خارج المعتقلات وزنازين التحقيق ومراكز التوقيف، مع عائلاتهم وذويهم، ومن هنا يتوجب العمل والضغط  بقوة من قبل كافة شعوب العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية على إسرائيل لوقف معاناة ومأساة الاسرى الإنسانية، وعلى إسرائيل أن تدرك جيداً أن بمقدورها الحصول على كافة محتجزيها بشرط وقفها حرب الإبادة وانسحابها من قطاع غزة، فهل وصلت رسالة المجندة إلباج وأثرت؟ أم أن الموقف الإسرائيلي الرسمي سيبقى على حاله مجرداً من أي مشاعر إنسانية.

دلالات

شارك برأيك

لا إنسانية في قاموس إسرائيل

المزيد في أقلام وأراء

ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟

حديث القدس

الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو‎

هاني المصري

​ المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها

حمدي فراج

ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي

راسم عبيدات

سوريا إلى أين؟

حمادة فراعنة

المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة

كريستين حنا نصر

أسرى فلسطين في معسكرات الموت

حديث القدس

الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"

اللواء المتقاعد أحمد عيسى

البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال

مروان اميل طوباسي

قد تتوقف الإبادة ولكن !

بهاء رحال

رحيل عيسى الشعيبي

حمادة فراعنة

أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف

د. أحمد رفيق عوض

آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ

ثروت زيد الكيلاني

حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق

كريستين حنا نصر

بوادر اتفاق تلوح بالأفق!

حديث القدس

الدبلوماسية العامة والمؤثرون.. أداة قوة ناعمة

دلال صائب عريقات ‏

هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟

عبدالله جناحي

جابوتنسكي ونظرية الأمن الإسرائيلي

أسماء ناصر أبو عيّاش

هل كانت لداود مملكة في هذه البلاد؟!

تيسير خالد

منطق استعماري قديم

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%59

%41

(مجموع المصوتين 413)