أقلام وأراء
الأحد 15 ديسمبر 2024 9:10 صباحًا - بتوقيت القدس
من ترميم نوتردام إلى طقم المهد في الفاتيكان.. الدبلوماسية الثقافية الفلسطينية.. ماذا بعد؟
في عالم مليء بالتحديات وعدم اليقين، تتجلى أهمية استثمار التراث الثقافي والديني كوسيلة لإحياء الأمل وتعزيز الدبلوماسية العامة. تجربة ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس كانت نموذجًا عالميًا يحتذى به، حيث تحولت الكارثة (الحريق) إلى فرصة لإحياء الروح الجماعية والتأكيد على أهمية الحفاظ على الإرث الثقافي والإنساني وهذا ما شهدناه باستضافة فرنسا لمشاهير وصانعي القرار من حول العالم.
على ذات النهج، تقدم مدينة بيت لحم، مهد المسيح، نموذجًا فلسطينيًا رائدًا في استثمار الثقافة والإبداع لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية. ورغم غياب الاحتفالات بعيد الميلاد للسنة الثانية على التوالي، فإن بيت لحم لم تغب عن المشهد العالمي، بل أطلقت مبادرات تعكس الحضور الفلسطيني على مستوى دولي.
أبرز هذه المبادرات كان مشروع طقم المهد الذي صممه الفنان الفلسطيني جوني أندونيا من جامعة دار الكلمة، بالتعاون مع سفارة فلسطين في الفاتيكان واللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس. وقد افتتح البابا فرنسيس هذا العمل الفني الذي يروي قصة الميلاد برؤية فلسطينية، مجسدًا التعاون بين المؤسسات الثقافية الفلسطينية والحرفيين المهرة في بيت لحم. تم نحت الشخصيات من شجرة زيتون واحدة على يد الفنان بيتر خانو، وصُنعت النجمة من عرق اللؤلؤ بأيدي حرفيي مركز Piccirillo، بينما قام أطفال ذوو الإعاقة من مؤسسة L’Arche بصناعة الخروف من الصوف. هذه التحفة اليدوية ستبقى معروضة في قاعة الفاتيكان خلال موسم عيد الميلاد، حاملة رسالة فلسطين إلى العالم.
في هذا السياق، تظهر أهمية تحويل التحديات إلى فرص. في ظل جريمة الابادة وغياب الاستقرار السياسي والاقتصادي لا يعني غياب القدرة على التأثير، بل يدفع نحو البحث عن طرق مبتكرة لتقديم الرواية الفلسطينية للعالم. اليوم، النجاح لا يُقاس فقط بالقوة العسكرية أو الاقتصادية، بل بمدى قدرة الشعوب على نقل قصصها والتأثير في عقول وقلوب الآخرين. في معركة الروايات، المنتصر هو من يتمكن من تقديم قضيته بأسلوب يلهم ويؤثر ويقنع، الرابح هو من تنتصر روايته.
فلسطين تمتلك كل المقومات لتحقيق الانتصار في معركة الرواية، بدءًا من إرثها التاريخي والثقافي، مرورًا بإبداع شعبها، وصولًا إلى عدالة قضيتها. المطلوب اليوم هو العمل بجدية وخيال لابتكار وسائل جديدة تصل بقضيتنا إلى العالم، وتعيد رسم صورة فلسطين كأرض ثقافة وإبداع وإنسانية.
كما توحد العالم لإعادة ترميم كاتدرائية نوتردام، لدينا فرصة لتوحيد العالم في كنيسة المهد، يجب أن يكون إبداع بيت لحم حافزًا لتجديد التضامن العالمي مع فلسطين. هذه المبادرات ليست مجرد رموز، بل أدوات حقيقية للدبلوماسية العامة، تعزز من حضورنا الدولي وتفتح آفاقًا جديدة لنقل قضيتنا إلى عقول وقلوب العالم. فلسطين تستحق منا جميعًا العمل بإخلاص وإبداع لرواية قصتها وإحياء الأمل في تحقيق العدالة والسلام.
التدويل لا يعني فقط التواجد الفلسطيني حول العالم بل إحضار العالم إلى فلسطين ومن هنا دعوة مباشرة للجنة الرئاسية لشؤون الكنائس ولوزارة السياحة ووزارة الخارجية ومحافظة وبلدية بيت لحم لبدء التحضير واستلهاما بما فعله الرئيس الفرنسي ماكرون بدعوة العالم لكنيسة المهد للعام القادم احتفاء بترميم الكنيسة، وتأكيداً علئ تاريخ الحق الفلسطيني، إضافة لترجمة عملية للدبلوماسية من أرض فلسطين. لا حديث ولا مشاركة تضاهي أثر التجربة العملية من أرض الواقع تثبيتاً للاعتراف الدولي.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
احتفالات الميلاد.. تغيب للسنة الثانية عن أرض الميلاد
راسم عبيدات
جحيم الإبادة في شمال القطاع
بهاء رحال
قيادات قيد التحقيق لدى المستعمرة
حمادة فراعنة
تصريحات بابا الفاتيكان وجيك سوليفان
د. أحمد رفيق عوض
يمكننا تحقيق حل الدولتين ولكن ذلك يتطلب تغيير طريقة تفكيرنا وقيادة الشعبين
جرشون باسكين وسامر سنجلاوي
عندما تصبح جثامين الشهداء هياكل عظمية
حديث القدس
الرضيعة عائشة القصاص تجمد جسدها حد الموت
بهاء رحال
ترامب.. الرئيس القوي
د. ناجي صادق شراب
نحن لا نتضامن مع جنين.. نحن لسنا إلا جنين نفسها!
د. رمزي عودة
الأمن العربي في خطر.. البداية فلسطين والدول المحيطة
فوزي علي السمهوري
الاستيطان والاحتلال والفكر البراغماتي
د. دلال صائب عريقات
دولة الزينكو...
حسام أبو النصر
الذكاء الاصطناعي: أداة ربات البيوت الفلسطينيات في إدارة المنزل وتدريس الأبناء
بقلم : صدقي ابوضهير " باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
من أنا؟ الذكاء الاصطناعي يجيب!
عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
أنفاسٌ مكتومةٌ تحت الركام!
ابراهيم ملحم
أكبر كارثة في العالم ..تحصل في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
رجب: عملية "حماية وطن" تتقدم وتحقق نجاحات وإنجازات في حماية أهلنا بمخيم جنين
واشنطن ترفض تقرير "هيومان رايتس ووتش" بشأن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بغزة
صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع ، و الكلاب التي تنهش جثث الشهداء في غزة
تشييع جثمان المناضل الوطني اللواء فؤاد الشوبكي
حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
استشهاد طفل وشاب برصاص الاحتلال في جنين وبيت لحم
الأكثر قراءة
قوات خاصة إسرائيلية تعتقل مواطنا من كفر عقب شمال القدس
رحيل الأسير فؤاد الشوبكي بعد 21 عاما في سجون الاحتلال
صحيفة:الولايات المتحدة دعمت مجموعة مسلحة لإطاحة النظام في سوريا
"حماس" و"إسرائيل" تقتربان من الصفقة
عملية استشهادية في مخيم جباليا لأول مرة منذ بداية الحرب
وصفوه بالإيجابي.. وفد امريكي يلتقي "الشرع" في دمشق
رجب: عملية "حماية وطن" تتقدم وتحقق نجاحات وإنجازات في حماية أهلنا بمخيم جنين
أسعار العملات
الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
يورو / شيكل
بيع 3.76
شراء 3.76
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 287)
شارك برأيك
من ترميم نوتردام إلى طقم المهد في الفاتيكان.. الدبلوماسية الثقافية الفلسطينية.. ماذا بعد؟