Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الأربعاء 11 ديسمبر 2024 9:55 صباحًا - بتوقيت القدس

دولة أخرى يتم استيعابها داخل كتلة الإمبراطورية الأميركية

واشنطن – "القدس" دوت كوم سعيد عريقات

رحل الرئيس السوري بشار الأسد الذي حكم البلاد لأكثر من أربعة وعشرين من عاصمته دمشق إلى موسكو فجر يوم الأحد، 8 كانون الأول حيث ورد أنه حصل على حق اللجوء السياسي من روسيا. وأعلنت الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة التي طردته انتصار "المجاهدين" في دمشق. وادعى كل من الرئيس الأميركي جو بايدن ، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن الفضل يعود لهما في تغيير النظام، وبالطبع يستحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصة كبيرة من الفضل أيضًا.، رغم أنه كان أكثر تواضعا من بايدن ونتنياهو بادعائه أن الفضل يعود إليه بالإطاحة بالأسد.


ورغم ذلك، فمن الملاحظ أنه لا يزال هناك تحفظا في الإعلام والخطاب الغربي السائد حول وصف هذه العملية بأنها عملية تغيير نظام مدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها. حيث ادعى هؤلاء أن هذه كانت انتفاضة عضوية بنسبة 100٪ مدفوعة حصريًا من قبل الشعب السوري على الرغم من سنوات وأكوام من الأدلة تبين عكس ذلك.  تظاهر الغرب بأن هذه هي الحال (هبة شعبية) حتى بعد أن وقف العالم شاهدا على تحالف القوة الأميركية وأتباعها وهي تسحق سوريا باستخدام الحرب بالوكالة وعقوبات التجويع وعمليات القصف المستمرة والاحتلال العسكري المصمم صراحةً لقطع سوريا عن النفط والقمح من أجل منع إعادة إعمارها بعد الحرب الأهلية المدعومة من الغرب.


ويقول الخبراء إن الأحداث العالمية الكبرى لا تحدث بمعزل عن تصرفات القوى العالمية الكبرى التي لها مصلحة خاصة في نتائجها. ويشيرون إلى أن البعض قد يبدي انزعاجا وضجرا عند تبيان تورط تحالف القوة الأميركي في سوريا، "كونهم يفضلون الاعتقاد ، أو إعطاء الانطباع ، أن مجموعة شجاعة من المقاتلين الأبطال من أجل الحرية أطاحت بديكتاتور شرير خارق بمفردها كما لو كانت في فيلم من أفلام هوليوود. ولكن الحياة الواقعية لا تتحرك وفقاً لتفضيلاتهم ، ففي الحياة الواقعية، سوف تكون الإمبراطورية التي تمتد عبر العالم والتي وهي الولايات المتحدة متورطة بشكل موثوق في مثل هذه الأحداث." بحسب قول الباحثة الأسترالية كاتلين جونستون .


وتشرح الباحثة جونستون "عندما أقول هذا، قد يرغب البعض في اتهامي أنني أنكر قدرة السوريين على التصرف باستقلالية ، وأن ذلك يمثل أسوأ خطيئة يمكن أن يرتكبها أي شخص. ولكن لا شيء مما أقوله يتناقض في الواقع مع فكرة أن السوريين لديهم قدرتهم على التصرف. من الواضح أن العديد من السوريين أرادوا رحيل الأسد، ومن الواضح أن العديد من الناس لديهم أسبابهم الخاصة لمحاربته والتي لا علاقة لها بالإمبراطورية الأميركية. لا يوجد تناقض بين هذه الحقيقة الواضحة والحقيقة الموثقة جيدًا والتي مفادها أن بنية السلطة المركزية الأميركية كانت متجذرة في سوريا منذ بداية العنف في عام 2011، وأن تورطها أدى إلى الأحداث التي نشهدها اليوم."


وتشير جونستون إلى أن أحدا لا يزعم أن الإمبراطورية الأميركية سيطرت على عقول السوريين واجبرتهم على الانقلاب على حكومتهم دون أي وكالة خاصة بهم، "ولكن الحقيقة هي أن الإمبراطورية (الأميركية) وضعت إبهامًا كبيرًا على الميزان لضمان حصول مجموعة واحدة من السوريين على ما تريد بدلاً من مجموعة أخرى".


وتضيف الباحثة : "يمكنك أن تزعم أن التدخل الغربي لتغيير النظام سيؤدي إلى نتائج إيجابية هذه المرة (طالما أنك مستعد لتجاهل جبال من الأدلة التاريخية التي تثبت باستمرار العكس)، ولكن ما لا يمكنك فعله على أي أساس عقلاني هو إنكار حدوث التدخل الغربي لتغيير النظام في سوريا".


وتقول جونستون : "إن الليبرالية الغربية مضحكة في أن أتباعها يعتمدون بشكل كبير على قدرتهم على الفصل نفسياً (سايكولوجيا) بعيداً عن تصرفات الإمبراطورية الغربية، بل وبعيداً عن وجود تلك الإمبراطورية ذاته. ويعيش الليبرالي الغربي في عالم بديل خيالي حيث تهتم القوى الغربية بأعمالها الخاصة ويراقب القادة الغربيون العنف والدمار الذي يتكشف في جميع أنحاء العالم بينما ينادون بالسلام والدبلوماسية من على منصاتهم. إنهم يتظاهرون بأن الإمبراطورية غير موجودة، وأن الصراعات والانقلابات والانتفاضات لا تزال تحدث بطرق تخدم المصالح الإستراتيجية لواشنطن إلا من قبيل المصادفة البحتة".


في الواقع، تقول الباحثة، "من المستحيل أن نفهم ما يجري في العالم ما لم نفهم أن الولايات المتحدة هي مركز إمبراطورية غير معلنة تعمل بلا كلل من أجل وضع سكان العالم تحت مظلة قوة واحدة ترأسها. إن البلدان القليلة التي قاومت بنجاح الانغماس في هذه الكتلة الإمبريالية هي الأشرار الرسميون الذين دربنا نحن الغربيون جميعاً على كرههم: الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية وعدد قليل من الدول الاشتراكية في أميركا اللاتينية، وكنت أدرج سوريا في هذه القائمة، لكن هذا انتهى الآن، فقد استوعبت سوريا داخل الكتلة المهيمن عليها من قبل الإمبراطورية الأميركية".


وتتكهن الباحثة أنه في القريب العاجل سوف توجه الكتلة الإمبريالية نيرانها نحو الأمة التالية غير المستحوذ عليها، أو تلك التي تحاول التمسك بسيدتها الوطنية، "حيث أن هذه هي الديناميكية الأساسية وراء كل الصراعات الكبرى على وجه الأرض. يتم حذف هذه الديناميكية من النظرة العالمية الغربية السائدة بمساعدة خدمات الدعاية الغربية المعروفة باسم وسائل الإعلام الجماهيرية، فضلاً عن نظام التلقين الغربي المعروف باسم التعليم. يتم حذف هذه الديناميكية من نظرتنا للعالم وإخفائها عن انتباهنا من قبل البلوتوقراطيين ومديري الإمبراطورية الذين يعملون على التلاعب بأنظمة المعلومات لدينا، لأنه بخلاف ذلك كنا لندرك أن الإمبراطورية الأميركية هي بنية القوة الأكثر استبدادًا وإساءةً على هذا الكوكب اليوم".


ولا شك أنها كذلك بحسب جونستون، "فلم تقض أي قوة أخرى القرن، عدا الولايات المتحدة، القرن الحادي والعشرين –25 عاما منذ بدايته (وعقد التسعينات أيضا) في قتل البشر بالملايين في حروب عدوانية بينما مئات القواعد العسكرية حول العالم، وتعمل باستمرار على سحق أي مجموعة تعارض إملاءاتها في أي مكان على وجه الأرض؛ ليست الصين؛ ليست روسيا...بكل تأكيد ليست إيران، وليست كوبا. ليس بشار الأسد" أنها "الإمبراطورية الأميركية وحدها هي التي تمارس الاستبداد وإساءة معاملة العالم إلى هذا الحد في العصر الحديث. والآن تتدحرج الكتلة الإمبراطورية لامتصاص هدفها التالي، بعد أن تضاعف حجمها بمقدار حجم سوريا بعد أن أمضت سنوات في هضم تلك  الدولة (سوريا) عبر الحرب بالوكالة، والعقوبات، وحملات القصف المتواصلة من جانب إسرائيل، والاحتلال العسكري المصمم لسرقة طعامها ووقودها".


وتقول جونستون "إن عالمنا لا يمكن أن يعرف السلام طالما أننا نحكم من قبل إمبراطورية تغذيها أنهار لا نهاية لها من الدماء البشرية".

دلالات

شارك برأيك

دولة أخرى يتم استيعابها داخل كتلة الإمبراطورية الأميركية

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 11 ديسمبر 2024 9:42 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.06

شراء 5.05

يورو / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.78

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 213)