Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الإثنين 21 أكتوبر 2024 12:46 مساءً - بتوقيت القدس

المجازر الـمُروّعة في شمال غزة .. تقتيل.. تجويع.. تهجير

رام الله - خاص بـ "القدس" دوت كوم



سامر عنبتاوي: المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً شاملاً على كل الجبهات والاحتلال يسعى لخطط تهجير واسعة بغزة 

د. أشرف بدر: تصريحات بايدن حول سهولة الحل في لبنان أكثر من غزة تستند إلى سعي إسرائيل لتدمير "حماس"

نزار نزال: إسرائيل ماضية في تطبيق "خطة الجنرالات" وتتجه لطرد سكان شمال غزة بالكامل لبناء المستوطنات 

د. أحمد رفيق عوض: الأوضاع بغزة تتجه نحو استمرارية الحرب.. والحل يكمن في جهد عربي فلسطيني منسق مع المجتمع الدولي 

عماد موسى: المرحلة المقبلة قد تشهد بناء معسكرات إسرائيلية في القطاع لتحويلها تدريجياً إلى مستعمرات دائمة


 يبرز تصعيد الاحتلال الإسرائيلي للمجازر التي يرتكبها خلال الأيام الماضية، خصوصاً المدنيين، الخشية من تنفيذ استراتيجية تهدف إلى تهجير المواطنين في قطاع غزة، خاصة في الشمال، وإعادة هيكلة التركيبة السكانية، وبناء مستوطنات جديدة في القطاع.

ويوضح كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذه الاستراتيجية والتحركات تأتي ضمن خطة إسرائيلية أوسع لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وربما حتى المناطق المحتلة عام 1948، في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي، بالرغم من أن المخططات الإسرائيلية قد تقفز لتشمل الإقليم، وقد يستغل الاحتلال الفوضى الناجمة عن تصعيد الحرب لتنفيذ مخططات التهجير واطباق سيطرته على فلسطين التاريخية.


الإبادة الجماعية والتهجير في قطاع غزة


يرى الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن الأهداف المعلنة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية الحرب على غزة تمثلت في القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى، لكن عنبتاوي يشير إلى وجود أهداف غير معلنة تعتبر الهدف الحقيقي من الحرب، وهي الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتهجير سكانه، والاستيلاء على نحو 40% من مساحة القطاع، خاصة في الشمال.

وبحسب عنبتاوي، فإن هذا النهج يفسر عمليات القتل والتهجير الجماعي التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، حيث يُستهدف حتى من ينجح في النزوح من المناطق المنكوبة، ما يعزز الفرضية بأن الاحتلال يسعى إلى تهجير السكان وبناء مستوطنات جديدة في شمال غزة.

عنبتاوي يصف الحرب على قطاع غزة بأنها جزء من خطة أوسع تشمل كافة الأراضي الفلسطينية، ويعتبر أن المرحلة التالية ستكون الضفة الغربية وربما المناطق المحتلة عام 1948، مع استهداف الفلسطينيين في الداخل. 

ويعتقد عنبتاوي أن الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال الإسرائيلي ترى في هذه الحرب فرصة تاريخية لتحقيق أهدافها القديمة في توسيع الاستيطان والتهجير، مستغلة بذلك التواطؤ الدولي والصمت العربي، رغم أن هذا الأمر يهدد الأمن القومي العربي بشكل مباشر.


الاحتلال يسعى لتمرير مشاريعه التوسعية الاستيطانية 


ويتوقع عنبتاوي أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً شاملاً على كل الجبهات، وربما تصل الأمور إلى مواجهة مع إيران. 

ويعتقد عنبتاوي أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى في خضم هذه الفوضى العارمة الناتجة عن الحرب والتصعيد إلى تنفيذ خطط تهجير واسعة، ما يسهل عليه تمرير مشاريعه الاستيطانية التوسعية في المنطقة.

وفي ما يتعلق بالمقاومة، يؤكد عنبتاوي أن المقاومة في قطاع غزة، بالرغم من كل ما تتعرض له، تواصل استنزاف الاحتلال، خاصة من خلال العمليات النوعية، لكن الاحتلال يستهدف المدنيين والبنية التحتية.

وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول سهولة إنهاء الحرب في لبنان، يشير عنبتاوي إلى أن المقاومة اللبنانية مصممة على دعم غزة ولن توقف العمليات العسكرية إلا بوقف العدوان على غزة.

أما ما يتعلق بتصريحات نتنياهو بأن الحرب قد تستمر سنوات، فيوضح عنبتاوي أن ذلك يعني إصرار إسرائيل على القضاء الكامل على المقاومة واحتلال قطاع غزة، وهو أمر يتطلب وقتاً طويلاً. 


المطلوب موقف عربي وإسلامي موحد وموقف دولي واضح


من جانب آخر، يرى عنبتاوي أن المخرج الوحيد لإنهاء هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة هو موقف عربي وإسلامي موحد، وموقف دولي صلب وواضح.

وعلى الرغم من صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، يشير عنبتاوي إلى الثمن الباهظ الذي يدفعه الفلسطينيون، خاصة في ظل استخدام الاحتلال قنابل محظورة دولياً، والمشاركة الأمريكية في هذه الحرب، كل هذه الأمور تؤدي إلى تصاعد العنف الوحشي الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة.

ويرى عنبتاوي أن الحل الوحيد لإيقاف هذا العدوان هو تحرك دولي وعربي وإسلامي واضح، يدرك خطورة المرحلة ويضع حداً للجرائم الإسرائيلية التي تنتهك حقوق الإنسان وتتعارض مع المبادئ الأوروبية والأمريكية. 

ويشير عنبتاوي إلى أن اشتعال المعركة على مستوى الإقليم وتوسيع دائرة المواجهة سيشكل ضغطاً كبيراً على إسرائيل، خاصة إذا انهارت الجبهة الداخلية الإسرائيلية واضطرت إسرائيل للاستعانة بدعم إقليمي ودولي، ما قد يغير ميزان القوة ويزيد من وطأة الحرب على غزة وتنفيذ الاحتلال مخططاته.


تنفيذ "خطة الجنرالات"


يعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. أشرف بدر أن المرحلة الحالية التي تمر بها غزة تتسم بمزيج من الترحيل القسري، والإبادة الجماعية، والحصار الشديد. 

هذه المرحلة، وفقاً لبدر، تنبثق من خطة الجنرالات التي قُدمت لمجلس الوزراء الإسرائيلي، حيث تم بحثها، وهي كجزء من عملية تهدف إلى القضاء على المقاتلين الفلسطينيين في القطاع، بدءاً بحصار منطقة الشمال، حيث إن هذا الحصار يهدف إلى إجبار المدنيين على النزوح من تلك المنطقة، ما يؤدي إلى عزل المقاتلين عن السكان المدنيين.

ويشير بدر إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتمد في استراتيجيتها على منع المقاتلين من الانتقال جنوباً من خلال إقامة حواجز ونقاط تفتيش، ما يترك أمام هؤلاء المقاتلين خيارين فقط: إما الموت جوعاً أو الاستسلام. 

ولكن بدر يشير إلى أن هذا السيناريو قد يتغير إذا دخلت قوى إقليمية، مثل إيران، إلى المعركة بشكل مباشر، وهو ما قد يقصر أمد الحرب ويغير قواعد الاشتباك في غزة.

وفي ما يتعلق بالتصريحات الأمريكية، يشير بدر إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتبر إنهاء الحرب في لبنان أسهل من إنهائها في غزة، بناء على أن إسرائيل تسعى في غزة إلى تدمير البنية التحتية المدنية والعسكرية لحركة حماس، وهو ما يتطلب وقتاً طويلاً لتحقيقه. 

ومع ذلك، يرى بدر أن هذا الخيار، بالرغم من صعوبته الشديدة، سيظل قائماً في حال إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القضاء على حماس ككيان منظم، لكن بدر يشكك في إمكانية القضاء على الفكر الذي تمثله الحركة.


الوضع في لبنان يختلف عن غزة


وعلى الجانب الآخر، يوضح بدر أن الوضع في لبنان يختلف، حيث لا تسعى إسرائيل إلى القضاء على حزب الله بشكل كامل أو تدمير بنيته التحتية، حيث أن الهدف المطروح هنا هو إضعاف حزب الله ودفعه للعودة إلى ما قبل نهر الليطاني. 

ويعتقد بدر أنه في حال شنّت إسرائيل اجتياحاً برياً لجنوب لبنان وحققت هدفها بإعادة حزب الله إلى تلك المنطقة، فمن المحتمل أن يتم إبرام اتفاقية تنهي الحرب وتثبت الابتعاد عن الحدود.

ويرى بدر أن تصريحات نتنياهو بشأن استمرار الحرب لسنوات ليست مجرد تهديدات، بل تأتي من مراكز أبحاث وخبراء أمنيين يدركون أن القضاء على المقاومة في غزة يحتاج إلى وقت طويل. 

ويشير بدر إلى أن إمكانية تجنيب غزة المزيد من الويلات تعتمد على حلول سياسية، مثل إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية، التي قد تساهم في فتح باب لحل إدارة القطاع. 

ومع ذلك، فإن بدر يرى أن وقف المجازر يعتمد على قدرة المجتمع الدولي على لجم إسرائيل، مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في السياسات الإسرائيلية وليس في الفلسطينيين.

ويرى بدر أن الخيارات المطروحة أمام الفلسطينيين محدودة للغاية، مشيراً إلى أن الخيار الوحيد الذي تطرحه إسرائيل حالياً هو الاستسلام، وهو خيار مرفوض بشكل واسع لدى الفلسطينيين، وهذا يعني، وفقاً لبدر، أن المجازر ستستمر ما لم يتم كبح جماح العدوان الإسرائيلي.


إسرائيل تتجه لتأسيس مرحلة جديدة من الاستيطان


يرى الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي وقضايا الصراع نزار نزال أن إسرائيل ماضية في تطبيق خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة، وهو ما يترجم على الأرض بإعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي غير مسبوقة في التاريخ. 

ويعتقد نزال أن إسرائيل تتجه إلى طرد سكان شمال القطاع بالكامل، حيث إن من لا يرحل سيكون مصيره الموت، ما يشير إلى أن الهدف الإسرائيلي هو دفع السكان جنوباً إلى ما وراء محور "نتساريم" ليتسنى لها بناء مستوطنات في شمال قطاع غزة.

ويوضح نزال أن هذه التحركات الإسرائيلية تؤسس لمرحلة جديدة من الاستيطان في المنطقة، حيث ستحكم السيطرة على كامل الجغرافيا في قطاع غزة. 


حكم عسكري مباشر لفترة طويلة


ومن المتوقع وفق نزال، أن يخضع سكان قطاع غزة بحسب المخطط الإسرائيلي لحكم عسكري مباشر لفترة طويلة، وبعدها سيتم التوسع الاستيطاني في وسط وجنوب القطاع. 

ويشير نزال إلى أن هذا السعي الإسرائيلي يهدف إلى إنهاء أي كيان فلسطيني في غزة والقضاء على التهديدات التي كانت قائمة قبل السابع من أكتوبر. 

ووفق نزال، فإن هذه الرؤية مدعومة أمريكياً وأوروبياً، لكن يبقى التساؤل حول ما إذا كان الوقت سيسعف حكومة نتنياهو لتنفيذ هذا السيناريو بالكامل.


سيناريوهات أُخرى


وفي ما يتعلق بالسيناريوهات الأخرى حول الوضع في فلسطين بشكل عام، يشير نزال إلى حديث أمريكي عن خطة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، التي تهدف إلى جلب قوات دولية إلى غزة لفترة مؤقتة، على أن يتم لاحقاً طرح حل الدولتين. 

إلا أن هذه الخطة، وفقاً لنزال، مرفوضة من حكومة نتنياهو، كما أنها لا تحظى بقبول من بعض الدول التي ترفض إرسال قوات إلى غزة. 

ويعتقد نزال أن هذه الخطة تهدف إلى تهميش السلطة الفلسطينية، ويشير إلى أن مستقبل هذه الرؤية غامض، خاصة مع اقتراب انتهاء ولاية بلينكن في منصبه.

في سياق آخر، يوضح نزال أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ترى أن وقف إطلاق النار في لبنان قد يكون أسهل من غزة، بناءً على تصورات إسرائيلية بأن القضاء على المقاومة في غزة قد يؤدي إلى انتهاء الحرب في لبنان بشكل أسرع. 


طموحات استيطانية إسرائيلية في لبنان 


ومع ذلك، يشير نزال إلى أن إسرائيل لديها طموحات استيطانية في لبنان أيضاً، وتسعى إلى تحطيم قدرات حزب الله وتحويله إلى حزب سياسي دون جناح عسكري، مع التدخل في الشأن السياسي اللبناني لإشعال حرب أهلية في البلاد.

ويستشهد نزال بتصريحات نتنياهو التي تحدث فيها عن أن الحرب على غزة ستستمر طويلاً لأنها، وفقاً لرؤيته، ستغير وجه الشرق الأوسط. 

ويرى نزال أن هذه التصريحات تفسر ما قاله الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في عام 1996 عن "الشرق الأوسط الجديد"، وهو ما تكرر بعد عشر سنوات على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس. 

ويشير نزال إلى أن إسرائيل، اليوم، تؤدي دوراً وظيفياً للولايات المتحدة وأوروبا في إعادة رسم الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط بما يخدم توسيع النفوذ الإسرائيلي وتقسيم بعض الدول العربية، مع استهداف إيران وحلفائها.

لكن نزال يتساءل عن قدرة إسرائيل على تنفيذ هذا المشروع الطموح في ظل معارضة روسية وصينية، مشيراً إلى أن إيران تمثل قوة لا يستهان بها، ما قد يعرقل هذه الخطة، خاصة في ظل قصر الوقت المتاح أمام حكومة نتنياهو. 

ويرى نزال أن المنطقة العربية تواجه خطراً حقيقياً، حيث تعتبر جبهتا غزة ولبنان العقبتين الرئيسيتين أمام تحقيق مشروع "الشرق الأوسط الجديد" وفقاً للرؤية الإسرائيلية الأمريكية الغربية.


الحلول السياسية لغزة غير مطروحة حالياً


وفي ظل صمت دولي وعجز عربي وتواطؤ أمريكي مع إسرائيل، لا يرى نزال أي مخارج أو سيناريوهات قد تجنب غزة ويلات الحرب والفناء. 

إسرائيل، بحسب نزال، مصممة على تنفيذ مشروعها وسط هذا الصمت والعجز الدوليين، ويعتقد نزال أن الحلول السياسية غير مطروحة حالياً لإخراج غزة من أزمتها. 

ومع ذلك، يرى نزال أن إسرائيل ورغم الحرب الدموية، لم تتمكن من تحقيق أهدافها في القطاع، مشيراً إلى أن الأمور قد تتغير إذا اندلعت حرب بين إيران وإسرائيل، وهو ما قد ينعكس إيجابياً على الأوضاع في غزة.


استمرار الحرب أداة لضمان بقاء نتنياهو في السلطة


يرى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن الأوضاع في قطاع غزة تتجه نحو استمرارية الحرب كما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن عزمه مواصلة الحرب بالرغم من استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار. 

ويعتبر عوض أن تصريحات نتنياهو تعكس بوضوح موقف الحكومة الإسرائيلية التي ترى في استمرار الحرب أداة لضمان شرعيتها والبقاء في السلطة، حيث إن وقف الحرب أو إبرام صفقة مع حركة حماس قد يسقط الحكومة ويدفع إسرائيل نحو الهزيمة أمام محور المقاومة.

ويرى عوض أن الحرب في غزة لن تنتهي إلا إذا حقق نتنياهو ما يراه "نصراً كاملاً"، وهو ما سيجعل هذه الحرب تستمر، وإن كان بوتيرة منخفضة في المرحلة المقبلة بسبب عدم وجود أهداف كبيرة أخرى. 

ويوضح عوض أن الاحتلال يسعى الآن إلى فرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة، مع البحث عن أطراف محلية أو إقليمية لإدارة القطاع، وهو ما قد يؤدي إلى الإعلان عن وقف العمليات العسكرية، لكن بقاء الاحتلال وقتاً طويلاً.

ويشير عوض إلى أن تصريحات نتنياهو بشأن استمرار الحرب في قطاع غزة لسنوات تعني أن العمليات العسكرية قد تتوقف، لكن الاحتلال سيستمر في غزة. ويرى أن إسرائيل قد تسعى في المستقبل إلى ترتيب الوضع الداخلي في غزة عبر تسليم القطاع إلى جهات أو إدارات مقبولة إسرائيلياً وأمريكياً وعربياً، لكن هذا الأمر يتطلب وقتاً طويلاً وترتيبات معقدة. وبالتالي، ستظل الأوضاع في غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي فترة غير محددة.


الوضع في غزة أكثر تعقيداً


وفي ما يتعلق بالوضع في لبنان، يشير عوض إلى أن التسوية هناك تبدو أسهل، وفق ما يراه الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ تقتصر المطالب على نشر الجيش اللبناني في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والحدود مع إسرائيل، وهو ما تم الاتفاق عليه منذ عام 2008. وعلى العكس، فإن الوضع في غزة أكثر تعقيداً لأن إسرائيل تسعى إلى احتلال القطاع بشكل كامل، وتحويله إلى منطقة تحت سيطرتها الكاملة، سواء من خلال الاستفادة من موارده الطبيعية أو جعله مركزاً للمواصلات والاتصالات، فضلاً عن تحويله إلى منطقة لا تشكل تهديداً أمنياً مستقبلياً كما حدث في هجمات 7 أكتوبر.

ويؤكد عوض أن التسوية في قطاع غزة صعبة جداً لأن إسرائيل تعتبره جزءاً من أراضي فلسطين التاريخية، وتريد احتلاله بالكامل، بينما في لبنان، لا توجد لإسرائيل أطماع تكتيكية بالسيطرة على الأراضي اللبنانية، وكل ما يهمها هو وقف هجمات حزب الله، وهو أمر يمكن أن يتحقق باتفاق مع الدولة اللبنانية وضمانات دولية.

وفي سياق السيناريوهات المطروحة لتجنب الدمار الكامل في غزة، يرى عوض أن الحل يكمن في جهد عربي وفلسطيني منسق مع المجتمع الدولي لإنقاذ الوضع ومنع فناء قطاع غزة.

ويؤكد عوض أن أي صفقة شاملة لحل الأزمة يجب أن تتضمن تسوية تشمل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، لأن الحرب الحالية على غزة والشعب الفلسطيني تطرح تساؤلات حول مستقبل القضية الفلسطينية.

ويؤكد عوض أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة سيؤدي إلى أزمة طويلة الأمد، ما يجعل التسوية مع ما يسميه "الاعتدال العربي" المخرج الأقرب والأكثر احتمالاً لتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.


استراتيجية إسرائيلية لإخضاع دول المنطقة


يوضح الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى أن ما يحدث في قطاع غزة هو نموذج لممارسات الإبادة بأشكالها المختلفة، مدعومة بشراكة أمريكية – سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي– تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية. 

ويعتقد موسى أن هذه السياسات تأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى إخضاع شعوب ودول المنطقة، وعزلها جيوسياسياً عن قوى كبرى مثل روسيا والصين وإيران. 

ويتوقع موسى أنه في الأيام المقبلة ستقوم حكومة نتنياهو بزيادة تمركزها العسكري في قطاع غزة، وذلك في محاولة لتثبيت الاحتلال وقد نشهد بناء معسكرات قد تتحول تدريجياً إلى مستعمرات دائمة، ما يتيح لإسرائيل السيطرة على من تبقى من سكان القطاع.


بايدن يحاول فك ارتباط المقاومة اللبنانية بالفلسطينية


من جانب آخر، يشير موسى إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بتصريحاته حول سهولة الحل في لبنان أكثر منه في غزة، يحاول فك ارتباط المقاومة اللبنانية بالمقاومة الفلسطينية في غزة من خلال زرع الوهم في أذهان اللبنانيين وبذور الشك في نفوس الفلسطينيين في القطاع، والهدف من هذه الاستراتيجية هو خلق حالة من عدم الثقة بين الفصائل المقاومة، وتصوير حزب الله على أنه قد يتخلى عن دعم المقاومة في غزة. 

ويعتبر موسى أن هذه التكتيكات هي جزء من الحرب الإسرائيلية-الأمريكية على الشعب الفلسطيني ولبنان، إضافة إلى محاولة تهدئة فرنسا، التي تسعى للاستثمار في حقول الغاز والبترول اللبنانية. 

ولكن، وفقاً لموسى، فإن الشراكة الأمريكية- الإسرائيلية أقوى من التنافس الفرنسي- الأمريكي في لبنان، وهو ما بدأ يظهر في تضارب المصالح الاقتصادية والسياسية بين الطرفين في المنطقة.


 نتنياهو يسعى لإعادة بناء صورة القوة لإسرائيل


وفي سياق آخر، يشير موسى إلى أن نتنياهو يسعى جاهداً لإعادة بناء صورة القوة لإسرائيل بعد أن فقدت قدرتها على الردع العسكري وتضليل الرأي العام العالمي، كما أن إسرائيل تعرضت لضربات متتالية على مستوى صورتها الديمقراطية، خصوصاً بعد هجومها العنيف على الأمم المتحدة، بما في ذلك هجومها على أمينها العام ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). 

هذه التصرفات، وفقاً لموسى، ساهمت في خلق حالة من الاصطفاف الدولي ضد إسرائيل، وهو ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التصريح بأن الأمم المتحدة هي التي منحت إسرائيل "شهادة الميلاد"، في المقابل، رد نتنياهو بأن الحروب هي من منحت الاعتراف بإسرائيل، في إشارة إلى أن الحروب هي التي ستحافظ على وجودها. 

ويوضح موسى أن تصريحات نتنياهو تعكس رؤية الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي ترى أن سحب "شهادة الميلاد" لإسرائيل يعني إعلان وفاتها، وبالتالي تسعى لمواصلة الإبادة والعدوان تحت ذريعة "التهديد الوجودي" لإسرائيل.

وفي ما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، يرى موسى أن هناك قراراً أمريكياً ثابتاً يستهدف تفريغ القطاع من سكانه، بهدف تمهيد الطريق أمام الشركات الأمريكية للبدء في التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة. 

ويرى موسى أن هذا السيناريو قد بدأ بالفعل في جنوب لبنان، حيث تتحرك المصالح الاقتصادية بالتوازي مع الأهداف العسكرية والسياسية الأمريكية والإسرائيلية.

دلالات

شارك برأيك

المجازر الـمُروّعة في شمال غزة .. تقتيل.. تجويع.. تهجير

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)