فلسطين
الثّلاثاء 08 أكتوبر 2024 8:16 صباحًا - بتوقيت القدس
السابع من أكتوبر.. هذا ما خسرناه وما ربحناه!
رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم
د. أحمد رفيق عوض: إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة من الحرب بل تفاقمت مشكلاتها الداخلية والدولية
محمد جرادات: استعادة جزء من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وعزلة إسرائيلية عالمية غير مسبوقة
د. عبد المجيد سويلم: السابع من أكتوبر قلب الطاولة على تحولات خطيرة وترتيبات سياسية كانت تُعَد للمنطقة
محمد مناصرة: الشعب الفلسطيني تعرض لعمليات قتل واسعة وفقد التعاطف من الكثيرين في العالم
فراس ياغي: ميزان الخسائر والأرباح لا يمكن تقييمه إلا بعد انفضاض غبار الحرب وتداعياتها المستمرة
في الذكرى السنوية لأحداث السابع من أكتوبر، تبرز تحولاتٌ كبيرةٌ في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تلقت إسرائيل ضربات عسكرية وسياسية كشفت ضعفها الاستراتيجي، بالرغم من الدعم الدولي الذي تتلقاه، فيما تكبد الفلسطينيون خسائر كبيرة في قطاع غزة تحديداً، وعلى رغم ذلك برزت القضية الفلسطينية من جديد على الساحة الدولية، بعد أن كانت مهددة بالتهميش خلال السنوات الأخيرة، ما أعاد تسليط الضوء على أهمية إيجاد حل شامل للصراع.
ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ " ے "، أن من أبرز تداعيات الأحداث كان الانكشاف الكبير للقدرات العسكرية الإسرائيلية، وتراجع قدرتها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية في غزة ولبنان. وبالرغم من تنفيذ بعض العمليات الأمنية والاغتيالات، فإن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهداف الحرب باستعادة المحتجزين أو تحقيق استقرار أمني داخلي، ما أدى إلى تأزم وضعها على الساحتين الدولية والإقليمية، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تنفيذ هجماتها، ما يعكس قدرتها على الصمود، بالرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها الفلسطينيون.
ويشير الكتاب والمحللون إلى أن عزلة إسرائيل الدولية تعمقت، في حين اكتسبت القضية الفلسطينية زخماً دولياً جديداً، وأُعيد ترتيب الأولويات على الساحة الدولية، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، يشير المشهد الحالي إلى أن استقرار المنطقة يعتمد بشكل رئيسي على تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
خسائر إسرائيلية كبيرة
يستعرض الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض مشهد الخسائر والأرباح التي تكبدتها إسرائيل والشعب الفلسطيني جراء احداث السابع من أكتوبر.
ويرى عوض أن إسرائيل تعرضت لخسائر كبيرة، أبرزها انكشاف ضعفها العسكري، وكذا السياسي، حيث أظهرت الأحداث أنها لم تعد قادرة على الصمود لولا الدعم الغربي والأمريكي.
ويشير عوض إلى أن هذا الضعف تجلى في سقوط السرديات التي كانت تروجها إسرائيل بشأن قوتها العسكرية وقوة الردع التي تدعيها، إلى جانب ما وصفه بالتمزقات الداخلية والتآكل الذي أصاب المؤسسات الاجتماعية والسياسية الإسرائيلية.
ومن أبرز الخسائر التي تكبدتها إسرائيل أيضاً، وفقاً لعوض، الحصار الدولي الذي تعيشه، والتراجع الكبير في شرعية الاحتلال الإسرائيلي في أعين المجتمع الدولي، إذ فقدت إسرائيل القدرة على تبرير وجودها وممارساتها أمام العالم، هذا إلى جانب الخسائر البشرية والاقتصادية التي تزايدت بشكل ملحوظ.
ومع كل هذه المعطيات، يرى عوض أن إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة من هذه الحرب، بل تفاقمت مشكلاتها الداخلية والدولية.
تراجع السقف السياسي للقضية الفلسطينية
في الجانب الفلسطيني، يوضح عوض أن الشعب الفلسطيني تكبد خسائر فادحة على صعيد الأرواح والبنية التحتية، حيث أدى العدوان إلى تدمير واسع في غزة وفصل فعلي بين قطاع غزة والضفة الغربية.
ويؤكد أن السقف السياسي للقضية الفلسطينية قد تراجع بشكل كبير، ما حال دون تحقيق أي تقدم نحو تسوية سلمية أو مصالحات فلسطينية داخلية.
ويشير عوض إلى أن ضعف قدرة الإقليم على حل القضية الفلسطينية أصبح أكثر وضوحاً بعد السابع من أكتوبر، وأن المجتمع الدولي لم يتمكن بعد من تقديم حل نهائي وجذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لكن وبالرغم من هذه الخسائر، يرى عوض أن هناك بعض المكاسب التي تحققت للفلسطينيين، أهمها اتساع نطاق الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية يجب التعامل معها.
ويوضح عوض أن إسرائيل قد تكشفت أمام العالم، ما جعل قضية فلسطين محور اهتمام دولي لا يمكن تجاهله.
لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون دولة فلسطينية
ويؤكد عوض أن السابع من أكتوبر أظهر أن النظام الدولي عقيم وغير قادر على حل النزاعات المستمرة، كما بيّن أن النظام الإقليمي منهك وخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
في تحليله للأبعاد الاستراتيجية لأحداث السابع من أكتوبر، يؤكد د. عوض أن هذه الأحداث تطرح فكرة جوهرية، وهي أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ولا حتى لإسرائيل، دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ويرى عوض أن أحد أبرز تداعيات هذا اليوم هو إظهار الحضور المستمر للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، واستحالة تغييبها، كما أن السابع من أكتوبر يطرح تساؤلات حول نوعية التسوية الممكنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فهل هي تسوية بين عبد وسيد أم بين شركاء متساوين؟ يؤكد عوض أن أي محاولة لتسوية السلام بين عبيد وأسياد سيكون مصيرها الفشل.
غياب النظام العربي عن المشهد الدولي
ويشير عوض إلى أن السابع من أكتوبر كشف الغياب الكبير للنظام العربي عن المشهد الدولي، وبيّن مدى الفراغ الاستراتيجي في المنطقة، إذ تظل القوى الإقليمية تتحكم بمصيرها وتؤثر على مجريات الأمور.
ويرى أن هذه العيوب يجب معالجتها، وكذلك الإصلاحات يجب أن تُجرى بناءً على ما أظهرته أحداث السابع من أكتوبر.
أما بالنسبة لتوقعاته للمرحلة المقبلة، يرى عوض أن الأمور لا تزال في ذروتها، حيث اتسع العدوان الإسرائيلي ليشمل عدة جبهات، وليس فقط الشعب الفلسطيني.
ويشير عوض إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الحرب إلى إغلاق ملفاتها الاستراتيجية مع أعدائها في غزة ولبنان وإيران وغيرها من الجبهات.
ويعتقد عوض أن إسرائيل لن تتوقف عن مواصلة الحرب في المستقبل القريب، لكنها تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي.
ويطرح عوض تساؤلاً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في دعمها إسرائيل بهذه القوة، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
ويشير عوض إلى أن إسرائيل تعتبر هذه الحرب بمثابة "حرب استقلال ثانية"، معتقداً أن الحرب قد تستمر حتى عام 2026 في إطار سعي إسرائيل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
نقطة تحول في مسار الصراع
يتناول الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات تأثيرات السابع من أكتوبر بعد مرور عام على "طوفان الأقصى"، متتبعاً الأرباح والخسائر على كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
بحسب جرادات، يعكس هذا الحدث التاريخي تحولات جذرية على المستويين السياسي والعسكري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع التركيز على كيفية إحياء القضية الفلسطينية في الساحة الدولية وتأثير ذلك على إسرائيل.
ويشير جرادات إلى أن "طوفان الأقصى" قد أعاد إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت مهددة بالتهميش منذ الربيع العربي، خلال السنوات العشر التي أعقبت الثورات العربية، حيث تراجعت القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية، لكن السابع من أكتوبر نجح في إعادة وهجها إلى الساحة العالمية، ولأول مرة منذ فترة طويلة، أصبحت القضية الفلسطينية محل اهتمام واسع، ليس فقط على المستوى الشعبي بل أيضاً على المستوى السياسي الدولي.
ويوضح جرادات أن ما حدث إثر حرب الإبادة على قطاع غزة أدى إلى اتخاذ عدة قرارات داعمة للقضية الفلسطينية، سواء من قبل مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شهدت هذه الفترة موجة من الاعترافات بفلسطين كدولة، على الرغم من التحديات المرتبطة بهذا الاعتراف.
بالنسبة لجرادات، تعتبر هذه التطورات مكسباً للفلسطينيين وخسارة لإسرائيل، التي كانت تسعى إلى عزل القضية الفلسطينية سياسياً.
صمود فلسطيني.. وتغيّر طريقة التعامل الدولي
في السياق ذاته، يستشهد جرادات بالتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، الذي تجلى في مظاهرات واسعة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الجامعات الأمريكية والأوروبية والكندية، وهذه التحركات لم تعد تركز فقط على التسويات السلمية، بل باتت تنظر إلى فلسطين من منظور الحق التاريخي من البحر إلى النهر، ما يعكس تغييرًا كبيراً في طريقة تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية.
أما على مستوى الأوضاع المعيشية، فيؤكد جرادات أن العام الماضي كان عاماً دامياً للفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة الذي تعرض لمجازر وعمليات تدمير واسعة، فقد دُمرت البنية التحتية، وانتشر الجوع وسوء الرعاية الصحية، فيما فقد العمال في الضفة الغربية مصادر رزقهم بسبب القيود الإسرائيلية، ومع ذلك يشير جرادات إلى أن هذا الواقع المرير مؤقت، على الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها الفلسطينيون.
من الجانب العسكري، يوضح جرادات أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تحافظ على قدراتها، بالرغم من التضحيات الكبيرة.
ويشير جرادات إلى أنه بعد عام من هجوم السابع من أكتوبر، ما زالت المقاومة تواصل هجماتها على تل أبيب ومستعمرات غلاف غزة، وتنفذ عمليات نوعية كما حدث في يوم الذكرى الاولى لطوفان الاقصى، وهي تعكس سيطرتها الميدانية.
ويؤكد جرادات أن المقاومة صمدت على المستوى السياسي أيضاً، حيث حافظت على تماسكها وعلى وحدتها مع الفصائل الأخرى، مثل حركة الجهاد الإسلامي، رغم محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
إسرائيل تواجه تحديات كبيرة
على الجانب الإسرائيلي، يرى جرادات أن إسرائيل تعيش عزلة عالمية غير مسبوقة منذ تأسيسها في عام 1948، فبعد عام من طوفان الأقصى، وجدت إسرائيل نفسها تواجه تحديات كبيرة على عدة مستويات، بما في ذلك الاجتماعية والاقتصادية.
بالرغم من نجاحها في تنفيذ بعض الاغتيالات والعمليات الأمنية، فإن جرادات يؤكد أن الفشل الأمني كان واضحاً لدى إسرائيل، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع صواريخ المقاومة، حيث لم تستطع إسرائيل تحديد مصادر تلك الصواريخ، ما زاد من حالة الارتباك داخل صفوفها الأمنية، لافتاً إلى أن إسرائيل لم تستطع تحقيق أهدافها الاستراتيجية، على الرغم من نجاحاتها بالاغتيالات والتدمير.
من ناحية أخرى، يوضح جرادات انه لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية في غزة، إذ فشلت في استعادة المحتجزين أو إقامة حكومة تابعة لها في القطاع.
وعلى الجبهة اللبنانية، يشير جرادات إلى أن إسرائيل لم تستطع إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم، بل على العكس، زاد عمق النزوح نتيجة التهديدات المستمرة من حزب الله، كما أن قصف إيران لإسرائيل أضاف تحديًا آخر أمام قوة الردع الإسرائيلية، التي تراجعت بشكل ملحوظ.
ويشير جرادات إلى أن السابع من أكتوبر أوجد تحولات استراتيجية عميقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد أصبحت إسرائيل تعاني من أزمة على مستوى قوتها العسكرية، وكذلك السياسية، في حين استعاد الفلسطينيون جزءاً من الدعم الدولي لقضيتهم، بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدموها.
ويعتبر جرادات أن "طوفان الأقصى" يمثل نقطة تحول رئيسية في مسار الصراع، معززاً مكانة القضية الفلسطينية في الساحة الدولية، ومُضعفاً للمكانة الاستراتيجية لإسرائيل.
الشرق الأوسط يشهد تحولات سياسية كبرى
يرى الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم أن الهجوم الفلسطيني في السابع من أكتوبر، لم يكن مجرد رد فلسطيني عشوائي، بل كان نتاج تخطيط دقيق ومعد له بشكل مسبق، يهدف إلى قلب الطاولة على الترتيبات السياسية التي كانت تُعد للمنطقة.
ويشير سويلم إلى أن الشرق الأوسط يشهد تحولات سياسية كبرى، حيث بدأ يتشكل شرق أوسط جديد تقوده إسرائيل، التي ستتحول إلى قائدة إقليمية تحت مظلة الدعم الأمريكي، بدءاً من عهد الرئيسين الأمريكيين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب، الذين سعيا إلى دمج إسرائيل في الإقليم وفرضها كقوة محورية، مع تجاهل متعمد للقضية الفلسطينية.
من منظور سويلم، كانت عملية التطبيع العربي مع إسرائيل تُترجم إلى تجاوز واضح للقضية الفلسطينية، حيث تم التركيز على المصالح الاقتصادية بعيداً عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ومع تطور هذه التحالفات، بدا كأن القضية الفلسطينية باتت مهمشة في السياسة الإقليمية والدولية، ولكن هجوم السابع من أكتوبر جاء ليعيد هذه القضية إلى الواجهة.
ضربات قاسية لإسرائيل
يرى سويلم أن هذا الهجوم كان له أثر كبير على مكانة إسرائيل كقوة مهيمنة في المنطقة، فمنذ السابع من أكتوبر، تعرضت إسرائيل لضربات قاسية، حيث باتت تواجه تحديات غير مسبوقة من قبل الفصائل الفلسطينية في غزة، التي استمرت بعد عام من حرب الإبادة، في إطلاق الصواريخ على تل أبيب ومناطق الغلاف، إضافة إلى تصديها للقوات الإسرائيلية على الأرض.
ويعتقد سويلم أن إسرائيل تعرضت لضربة قاصمة لقوة ردعها، على الرغم من أنها لا تزال تمتلك القدرة على التدمير والقتل، لكنها لم تحقق الانتصار، فالتدمير لا يحققه.
ويشير إلى أن الفشل الإسرائيلي في تحقيق أي انتصار حاسم، سواء في غزة أو في لبنان، يعكس بداية النهاية لقدرتها على فرض هيمنتها في المنطقة، حيث إنه في لبنان، تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في العمليات البرية، حيث لم تستطع كسر شوكة حزب الله، الذي باتت نيرانه تستهدف مناطق الشمال ويقصف أهدافاً إسرائيلية بانتظام حتى وصوله لمعادلة قصف الضاحية الجنوبية يعني قصف حيفا.
ويلفت سويلم إلى مشاركة المقاومة في اليمن والمقاومة العراقية وإيران بهذه الحرب، فاليمن، على سبيل المثال، باتت تسيطر على الممرات البحرية في البحر الأحمر، بينما المقاومة العراقية تنفذ عمليات نوعية تساهم في تقوية محور المقاومة. أما إيران، فقد ردت بقوة على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وكل ذلك يعكس اتساع رقعة الصراع وتأزم الوضع الإقليمي.
في هذا السياق، يرى سويلم أن إسرائيل وجدت نفسها محاصرة بين خيارين: إما الاستمرار في الحرب التي لن تجدي نفعًا، أو العودة إلى طاولة المفاوضات.
سويلم يشير إلى أن الحرب المفتوحة بين إسرائيل ومحور المقاومة ستؤدي فقط إلى مزيد من الدمار والخسائر، لكنها لن تحقق انتصاراً إسرائيلياً حاسماً.
الخسائر الفلسطينية لا تؤثر على الميزان الاستراتيجي للصراع
وعلى الصعيد الفلسطيني، يعترف سويلم بأن الشعب الفلسطيني دفع ثمناً باهظاً نتيجة هذه الحرب، إذ فقد عشرات الآلاف حياتهم، ودُمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل في قطاع غزة، مما حوله إلى منطقة غير صالحة للحياة.
ومع ذلك، يؤكد سويلم أن هذه الخسائر لا تؤثر على الميزان الاستراتيجي للصراع، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من البقاء قوية واستمرت في توجيه الضربات لإسرائيل.
ويشير سويلم إلى أن إسرائيل تجد نفسها في مأزق عميق، ليس فقط على مستوى الصراع العسكري، ولكن أيضاً على مستوى مكانتها الإقليمية، إذ إن استمرارها في الحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.
ويتوقع سويلم أن الحرب قد تنتهي قريباً، إما خلال أسابيع أو أشهر قليلة، ولكن يبقى السؤال حول ما بعد هذه الحرب، لأن إسرائيل في مأزق يهدد وجودها.
بالنسبة لسويلم، فإن السابع من أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية، وفرض على الجميع الاعتراف بأن الحل الوحيد للاستقرار في المنطقة يمر عبر حل عادل للقضية الفلسطينية.
ويرى سويلم أن محور المقاومة، وعلى الرغم من الضغوط الهائلة التي تعرض لها، لم ينكسر وما زال قادراً على الصمود وتحقيق أهدافه، مؤكدًا أن السابع من أكتوبر قلب موازين القوى في المنطقة وأعاد ترتيب الأولويات على الساحة الدولية.
الشعب الفلسطيني لم يجد تعاطفاً من كثيرين
يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد موسى مناصرة أن الشعب الفلسطيني تم اقتياده إلى مواجهة دموية كارثية، حيث تعرض لعمليات قتل واسعة لم تجد تعاطفاً من كثيرين، بمن فيهم بعض المثقفين والنخب المحلية.
ويستعرض مناصرة مشكلة رئيسية تكمن في إسقاط البعض تخيلاتهم وأمنياتهم السياسية على أحداث السابع من أكتوبر، معتبرين أن الهدف منها كان مقاومة الاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.
ويعتقد مناصرة أن كتائب القسام فقدت القدرة على التحكم الكامل منذ شهور طويلة، حيث أصبح المقاتلون يعملون ضمن إطار من اللامركزية بعد استشهاد غالبية القيادات، ولم يتبقَ سوى عدد قليل منهم بجانب السنوار.
مناصرة يتناول حجم الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدها الفلسطينيون، حيث يشير إلى وجود نحو 200 ألف شهيد وجريح، وتدمير واسع لقطاع غزة، مما جعله غير صالح للحياة.
الفلسطينيون فقدوا السيطرة على مصيرهم السياسي
ويؤكد مناصرة أن الفلسطينيين فقدوا السيطرة على مصيرهم السياسي، وأصبحت الدول الكبرى مثل إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية هي من ستحدد مستقبل القضية الفلسطينية ضمن إطار شرق أوسط جديد.
من ناحية أخرى، ينتقد مناصرة بعض قادة حماس الذين وصفهم بأنهم منفصلون تماماً عن الواقع في غزة، كخالد مشعل الذي وصف الخسائر الضخمة بأنها مجرد "خسائر تكتيكية".
ويحذر مناصرة من أن القضية الوطنية الفلسطينية تواجه مرحلة قاتمة، نتيجة ما يصفه بمغامرات الإخوان المسلمين وقراراتهم الخاطئة، والتي افتقرت إلى قراءة دقيقة للأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية.
ويشير مناصرة إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في رفض القيادات الفلسطينية الحالية تقييم ما جرى خلال سنوات الكفاح السابقة والحالية، ما يضع مستقبل القضية برمته على المحك.
تداعيات الحرب لا تزال مستمرة في الإقليم
يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن ميزان الخسائر والأرباح في الحرب المستعرة بلا يمكن تقييمه إلا بعد انتهاء المعركة وانقشاع ما يعتريها من غبار مضلل بسبب طبيعتها.
ويشير ياغي إلى أن الحرب الجارية وتداعياتها لا تزال مستمرة، بل تتوسع لتشمل مناطق أخرى في الإقليم، بما في ذلك لبنان، وقد يمتد إلى مناطق أخرى بسبب سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويوضح ياغي أن نتنياهو يسعى إلى تحويل اسم العملية من "السيوف الحديدية" إلى "حرب القيامة"، معتبراً أن هذا يعكس طبيعتها الوجودية، حيث يطرح الصراع على أنه إما "نحن أو أنتم"، في إشارة إلى محاولة إسرائيل تدمير أعدائها بأي ثمن، وإخضاعهم بالقوة وفقاً للنظرية الجابوتنسكية.
ويرى ياغي أن إسرائيل، بالرغم من استخدامها للقوة العسكرية بشكل مكثف وتدميرها لغزة وأجزاء من لبنان، لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أهدافها المعلنة أو غير المعلنة.
ويشير إلى أن هذه الأهداف غير المعلنة تتعلق بمفهوم "التصفير الأمني" الذي يسعى إليه نتنياهو، والذي يتمحور حول القضاء على الوجود الفلسطيني والشيعي في المنطقة بشكل دائم، من خلال استهداف البيئة الاجتماعية والبشرية، وليس مجرد مواجهة عسكرية.
الفلسطينيون واللبنانيون يدفعون ثمناً باهظاً
وبالرغم من الخسائر الكبيرة التي تتكبدها إسرائيل، فإن ياغي يوضح أن الفلسطينيين واللبنانيين يدفعون ثمناً باهظاً وغير مسبوق في العصر الحديث بسبب القصف والعمليات الإسرائيلية التي تتسم بوحشية شديدة.
ويشدد ياغي على أن ما تقوم به إسرائيل لا يمكن وصفه بمعركة عسكرية تقليدية، بل هي عملية إبادة جماعية تستهدف الإنسان والحجر على حد سواء، فالإنسان يستشهد والبناية تستشهد.
وفي ما يتعلق بالخسائر الإسرائيلية، يشير ياغي إلى أن إسرائيل لم تحقق حتى اللحظة أهدافها الاستراتيجية، سواء المعلنة أو غير المعلنة، مثل تدمير الفصائل المقاومة في غزة أو الجنوب اللبناني، بل على العكس، تستمر المقاومة في صمودها وتوجيه ضربات مؤثرة، على الرغم مما تتكبده من خسائر بالارواح، وعلى الرغم مما تكبده الشعبان الفلسطيني واللبناني من أثمان باهظة جداً.
ياغي يربط إمكانية إنهاء هذه الحرب بتحولات سياسية داخل إسرائيل، أو تدخل أمريكي كبير، مشيراً إلى أن الحل يكون عبر تسويات سياسية تشمل انسحاب إسرائيل من غزة وعودة السلطة الفلسطينية وتوافقات وطنية بين الكل الفلسطيني.
ومع ذلك، يرى ياغي أن هذا السيناريو غير ممكن في ظل حكومة نتنياهو الحالية، التي تواصل اعلانها للسياسات التوسعية الإسرائيلية، بالتواطؤ مع الولايات المتحدة والغرب.
حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بات ضرورة دولية
ويؤكد ياغي أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بات ضرورة دولية، حيث أصبح الصراع جزءاً من الأجندة العالمية، ومن دون حل هذا الصراع، ستظل المنطقة تعاني من الحروب والاستنزاف.
لكن ياغي يلمح إلى أن الحل قد لا يكون في الأفق القريب، خاصة في ظل المناخ السياسي الحالي وعدم وجود نية حقيقية للتسوية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وأن الأمور ستتصاعد أو تراوح مكانها حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية.
دلالات
فلسطيني قبل حوالي شهر واحد
من الربح لفلسطين بعد سبعة اكتوبر أن العالم عرف ورأى العدو الاسرائيلي على حقيقته الوحشية التي يعاملنا بها ورأى الذل والخنوع الأنظمة العربية التي لم تحرك ساكنا ورأى بطولة الشعب الفلسطيني أمام اسرائيل
الأكثر تعليقاً
السيد الرئيس قبل أن تُغادر مكتبك
البرلمان العربي يدعو ترمب إلى تصحيح موقف بلاده ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني
اتصال هاتفي بين الرئيس عباس والرئيس المنتخب ترمب
اللواء النتشة: "أبو عمار" دفع حياته ثمنا لتمسكه بحقوق شعبنا العادلة وعدم تنازله عن الثوابت
مصادر أميركية: قطر وافقت على طرد قيادة حماس بناءً على طلب من إدارة بايدن
مصطفى يطالب الأمم المتحدة بدور أكثر فعالية لوقف جرائم الإبادة في قطاع غزة
أردوغان: الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة عار للإنسانية
الأكثر قراءة
احذروا التزوير الإسرائيلي
"إشكال دبلوماسي" بين فرنسا وإسرائيل في القدس.. ماذا حدث؟
مصادر أميركية: قطر وافقت على طرد قيادة حماس بناءً على طلب من إدارة بايدن
غالانت: لا أهمية للبقاء في محور فيلادلفيا
لقد عاد: ثلاثة عشر كاتب عمود يتحدثون عن أكثر ما يقلقهم بشأن عودة ترامب- وأسباب تفاؤلهم
زلزال في واشنطن.. عودة صاحب الصفقة!
السيد الرئيس قبل أن تُغادر مكتبك
أسعار العملات
السّبت 09 نوفمبر 2024 8:01 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.75
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.3
شراء 5.28
يورو / شيكل
بيع 4.03
شراء 4.01
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%60
%40
(مجموع المصوتين 83)
شارك برأيك
السابع من أكتوبر.. هذا ما خسرناه وما ربحناه!