فلسطين
الخميس 05 سبتمبر 2024 8:42 صباحًا - بتوقيت القدس
الإبادة في غزة والتهويد والأسرلة في المدينة المقدسة.. يا أُولى القبلتين.. يا ثالث الحرمين
القدس-خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-
عدنان الحسيني: إعمار المسجد الأقصى هو السبيل الوحيد للحفاظ عليه وحمايته من مخططات حكومة اليمين المتطرفة
الشيخ عكرمة صبري: اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في تزايد وهذا اعتداء صارخ وتحدٍ واستفزاز لمشاعر المسلمين
اللواء بلال النتشة: اقتحامات المستوطنين انتهاك واضح للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس
راسم عبيدات: الذين يحرمون من دخول الأقصى يلاحقون ويمنعون من الصلاة في مناطق قريبة من المسجد
خالد زبارقة: نحن أمام مرحلة خطيرة ومعقدة تستهدف هوية المسجد الإسلامية والوجود الإسلامي العربي في الأقصى
أسامة برهم: الأبواب التي كانت مفتوحة سابقًا أصبحت تحت رقابة مشددة ويمكن لأي جندي منع المصلين من الدخول
أحمد الصفدي: القبضة الحديدية تشتد على المدينة والمسجد الأقصى في عين العاصفة منذ بداية الحرب على غزة
لم يسلم المسجد الأقصى من ممارسات الاحتلال يوماً لا في "السلم" ولا في الحرب، وكان دوماً في عين العاصفة، غير أن الانتهاكات الإسرائيلية تتفاوت من وقت إلى آخر حسب المتغيرات السياسية والميدانية في مجمل الأراضي الفلسطينية.
وإذا لم تبدأ شرارة أي تفجير للمواجهات مع قوات الاحتلال من المسجد الأقصى كما حصل في السنوات الماضية، فإن الأحداث في باقي المناطق تجد صدى لها في مدينة القدس بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص، قمعاً وتضييقاً وتنكيلاً بحق المواطنين والمصلين، تماماً كما يحصل هذه الأيام ومنذ أحد عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة، والاعتداءات في باقي مناطق الضفة الغربية.
فدولة الاحتلال تعلم علم اليقين ما يمثله المسجد الأقصى من إجماع عند الكل الفلسطيني والعربي والإسلامي، ولذلك فهي تخشى أن يكون المسجد مكاناً للتجمعات الاحتجاجية، وهو ما يجعلها في حالة استنفار دائم، ولذلك تعمد إلى فرض قيود على دخول المصلين إلى المسجد، والاعتداء على كثيرين منهم.
وبالتوازي مع كل ذلك، فإن غلاة اليمين والتطرف يرون أن الفرصة سانحة في ظل حرب الإبادة في غزة للمضي في مشاريعهم التهويدية للمسجد، فلم يترددوا في الكشف عن مخططاتهم، كما صدر عن العنصري بن غفير حين تحدث مؤخراً عن إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى، وقاد بنفسه اقتحامات مئات المستوطنين لباحات الأقصى.
مضايقات إسرائيلية أيام الجمعة
من جانبه، ندد المهندس عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس، بالمضايقات والقيود الإسرائيلية تجاه المصلين، خاصة أيام الجمعة. وقال لـ"ے": "إن هذه المضايقات ما زالت مستمرة بوتيرة عالية وتستهدف الشبان في مسعى لتضييق الخناق على المواطنين حتى يمتنعوا عن الوصول إلى المسجد الأقصى".
وأشار الحسيني إلى أن الحواجز الإسرائيلية المقامة على أبواب البلدة القديمة والمسجد تؤدي إلى تأخير وصول المصلين إلى مسجدهم، مؤكداً أن الهدف من هذه السياسة الإسرائيلية هو تفريغ المسجد الأقصى من المصلين، وتمكين المستوطنين المتطرفين من أن يعيثوا فساداً فيه.
وأضاف الحسيني: "بالرغم من ذلك، المقدسيون والمصلون مصممون على الوصول إلى مسجدهم"، مؤكداً "أن إعمار المسجد هو السبيل الوحيد للحفاظ عليه وحمايته من المخططات التي تستهدفه من قبل حكومة اليمين المتطرف".
القدس تتحول ثكنة عسكرية الجمعة
من جانبه، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، لـ"ے": "تتحول مدينة القدس يوم الجمعة إلى ثكنة عسكرية، وتكثف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية انتشارها حول الأقصى، ما يؤدي إلى التضييق على المصلين وحرمان الآلاف من الدخول إلى الأقصى في هذا اليوم المبارك".
وأشار إلى أن "هذه الإجراءات قديمة جديدة، ونحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي توتر يحصل في الأقصى"، مؤكداً حق المسلمين في الصلاة في الأقصى التزاماً بنداء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بشد الرحال إلى المسجد الأقصى.
وأكد أن "الهدف من التضييقات الإسرائيلية هو تقليل عدد المصلين في الأقصى، وفرض واقع جديد لتسهيل دخول اليهود المتطرفين إلى المسجد"، مضيفاً: "إن الجماعات اليهودية المتطرفة تعتبر أن الوقت مناسب للانقضاض على الأقصى".
وذكّر الشيخ صبري بالفتوى الشرعية التي أصدرها بأن المسلم الذي ينوي الصلاة في الأقصى، ويُمنع بسبب الحواجز العسكرية، فإنه يصلي حيث يُمنع، وله ثواب من يصلي داخل الأقصى.
وأكد الشيخ صبري أن "اقتحامات المستوطنين للمسجد تزداد، وهذا اعتداء صارخ وتحد واستفزاز لمشاعر المسلمين".
مضايقات على مدار الأسبوع
بدوره، قال اللواء بلال النتشة الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، لـ"ے": إن سياسة التضييق على المصلين المسلمين في المسجد الاقصى المبارك لا تقتصر فقط على أيام الجمعة، وإنما باتت نهجاً مستداماً لدى سلطات الاحتلال في جميع أيام الأسبوع، خاصة بعد السابع من أكتوبر، غير أن وتيرتها تتصاعد في أيام الجمعة.
وأضاف النتشة: إن الصلاة في المسجد الأقصى المبارك تعدّ تحدياً استراتيجياً لدى الكل المقدسي، خاصة فئة الشباب التي تتعرض للمضايقات والاستفزازت على بوابات المسجد، ناهيك عن التنكيل بالنساء وبكبار السن، ومن يأتون بتصاريح من مناطق الضفة الغربية، وذلك في إطار الحرب الشاملة على كل ما هو فلسطيني في القدس.
وأوضح أن هذا السلوك الإسرائيلي المرفوض جملة وتفصيلاً، يهدف بالدرجة الأولى إلى توفير أجواء من الأمن والأمان للمستوطنين الذين يقتحمون المسجد يومياً بحماية الجيش والشرطة، في انتهاكٍ واضحٍ للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وشدد النتشة على أن المسجد الأقصى المبارك سيبقى إسلامياً عربياً خالصاً وملكاً للمسلمين وحدهم، لا ينازعهم فيه أحد، خاصة المستوطنين المتطرفين، شاء من شاء وأبى من أبى.
اعتداءات تطول الجميع حتى كبار السن
وقال الكاتب والمحلل المقدسي راسم عبيدات لـ"ے": "في كل يوم جمعة تشهد مدينة القدس تضييقات غير مسبوقة على المصلين والقادمين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وكأنه أصبح نهجاً ثابتاً في السياسة الاسرائيلية بعد معركة السابع من أكتوبر".
وأشار عبيدات إلى أن "المدينة المقدسة تتحول إلى ثكنة عسكرية، وتنتشر دوريات من الجيش والشرطة في كل مداخل القدس وأزقتها وأبواب الأقصى، وتشهد تضييقات على أبوابه، ويتم منع الشبان من الدخول للصلاة واستهدافهم بالضرب أو بالدفع أو بعمليات الاعتقال، وهذه تطول حتى جزءاً من كبار السن الذين لا يُسمح لهم بالدخول إلى الأقصى، إضافة إلى عمليات الإبعاد عن المسجد والبلدة القديمة والقدس، التي تشمل شخصيات دينية ووطنية، مثل الشيخ عكرمة صبري الذي تم إبعاده 6 أشهر عن المسجد".
وأوضح عبيدات أن "مَن يتم منعهم من الصلاة في الأقصى تتم ملاحقتهم لمنعهم من إقامة الصلاة في مناطق قريبة من بوابات المسجد، كما يحصل في باب الأسباط ومنطقة وادي الجوز وراس العمود والاعتداء عليهم من قبل قوات الاحتلال، وهذا حدث أكثر من مرة".
وأشار إلى أن الصحفيين تتم ملاحقتهم ويتعرضون لاعتداءات وتحطيم كاميراتهم والمعدات التي يقومون باستخدامها في عملهم الصحفي.
وذكر عبيدات أنه في أيام الجمعة السابقة كان عدد المصلين في المسجد يصل إلى ما بين 100-150 ألف مصلٍّ، أما حالياً فلا يتجاوز العدد 40 ألفاً، وذلك بسبب التضييقات والحواجز الثابتة والمتحركة وعمليات القمع والتنكيل بحق المصلين والوافدين للمسجد، ما يوحي بوجود سياسة جديدة تستهدف تفريغ المسجد لفرض وقائع جديدة تغير من طابعه الديني والتاريخي.
قوات الاحتلال داخل المسجد وخارجه
وقال المحامي المختص في شؤون القدس والأقصى خالد زبارقة لـ"ے": "إن سلطات الاحتلال عسكرت المسجد الأقصى المبارك بقوى عسكرية قوامها مئات العناصر داخل وفي محيط المسجد، وهو مظهر من مظاهر الاحتلال".
وأشار إلى أن هذه القوات العسكرية أصبح لها دور في منع المصلين المسلمين من الدخول للأقصى والاعتداء عليهم، وتنفيرهم من التواصل مع المسجد.
وقال زبارقة: "وصلت شهادات عن منع المصلين الذين يأتون يوم الجمعة فجراً للصلاة في الأقصى، ويتم منعهم والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بهم، واعتقال بعضهم".
وأضاف: وصلتنا شكاوى أُخرى عن ملاحقة الشبان داخل ساحات المسجد الأقصى وإخراجهم من المسجد، وهو مظهر آخر من مظاهر سلوك شرطة الاحتلال.
وتابع زبارقة: "إننا أمام مرحلة خطيرة ومعقدة تستهدف هوية المسجد الإسلامية والوجود الإسلامي العربي الفلسطيني في داخل الأقصى، في محاولة لخلق بيئة طاردة للمسلمين بهدف تفريغ المسجد من المسلمين والتواجد الإسلامي لافساح المجال لاقتحامات اليهود".
وأضاف: "نحن أمام تغيرات جذرية في كل ما يخص الأقصى، بحيث نشهد يومياً إقامة طقوس تلمودية، خاصة في الساحة الشرقية من المسجد"، واصفاً ما يحدث بأنه انتهاك صارخ للقدسية الدينية الإسلامية للأقصى وانتهاك للوصاية الهاشمية أيضاً.
الأوضاع في الأقصى بعد 7 أكتوبر
وتحدث الكاتب المقدسي أسامة برهم، لـ "ے"، عن الأوضاع الصعبة التي يمر بها المسجد الأقصى بعد السابع من أكتوبر، حيث تطرق للتغيرات الجذرية التي طرأت على الوضع هناك، موضحًا أن "المسجد الأقصى، الذي كان يُعتقد أنه مفتوح وميسر قبل هذه الفترة، أصبح يشهد تضييقات وقيوداً شديدة."
وأشار برهم إلى أن "الأوضاع في المسجد الأقصى قبل السابع من أكتوبر لم تكن على النحو الذي كان يُتصور، حيث لم يكن هناك وجود مكثف لجنود الاحتلال أو إجراءات أمنية مشددة كما هي الحال الآن".
ولفت برهم إلى التغير الملحوظ في تصاعد الاعتقالات والاعتداءات والإبعاد، مشيراً إلى أن الاقتحامات أصبحت أكثر تكراراً وأشد تأثيراً.
وأوضح أن أحد أبرز التغيرات التي طرأت بعد السابع من أكتوبر هو منع دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى، ليس فقط أثناء الاقتحامات، ولكن أيضاً بعدها. كما لفت إلى أن الأبواب التي كانت مفتوحة سابقاً أصبحت تحت رقابة مشددة، حيث يمكن لأي جندي منع المصلين من الدخول من دون سبب واضح.
وفي ما يخص الجنائز، أشار برهم إلى أن ظروف المشاركة في الجنائز أصبحت أكثر صعوبة، حيث يُجبَر المصلون أحياناً على الانتظار خارج أبواب المسجد الأقصى في ساحة الغزالي.
وبالرغم من جميع هذه التحديات والتضييقات، أكد برهم أن "أبناء القدس ما زالوا يصرون على التواجد والصلاة في المسجد الأقصى، حيث يبذلون جهداً كبيراً للدخول إليه، حتى وإن تطلب الأمر الصلاة على الإسفلت".
إتاحة المجال لطقوس المستوطنين التلمودية
وأشار الناشط المقدسي أحمد الصفدي، في حديثه لـ"ے"، إلى تعاظُم سياسة القبضة الحديدية التي تشتد على المدينة، ولا تنفك أبداً، في الفترة الأخيرة، وكذلك استهداف المسجد الأقصى الذي هو في عين العاصفة منذ بداية الحرب على غزة، خاصة بعد تصريحات بن غفير المتعلقة ببناء كنيس في المسجد الأقصى".
وأضاف: "هذا فتح شهية المستوطنين على الاقتحامات وشهية السلطات الإسرائيلية على قمع الفلسطينيين وموظفي الأوقاف وتقييد الدخول للمسجد الأقصى، في انتهاكات مركبة، منها الإبعاد والاعتقالات الإدارية ومنع الشباب من الصلاة".
وأكد الصفدي أن "كل هذه الممارسات لإتاحة الحيز كلياً للمستوطنين، وتمكينهم من إقامة صلوات تلمودية وانبطاح ملحمي في باحات المسجد".
دلالات
محمد قبل 3 شهر
إلى متى سيبقى دمنا مستباح واقصانا مستباح ومخيمات العزة مستباحة اين الوصاية الهاشمية اين حامي الحرمين اين أوصياء الحكم العثماني أي الرجال الرجال افيقو قبل فوات الاوان
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الإبادة في غزة والتهويد والأسرلة في المدينة المقدسة.. يا أُولى القبلتين.. يا ثالث الحرمين