قال المفتش العام للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في تقرير صدر، يوم الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر ببناء رصيف مؤقت قبالة غزة على الرغم من مخاوف الوكالة من أن المشروع من شأنه أن يقوض الجهود الرامية إلى الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع عبر المعابر البرية.

وقال التقرير إن العديد من مسؤولي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (U.S.A.I.D) "أعربوا عن مخاوفهم" من أن التركيز على الرصيف كون أن "من شأنه أن ينتقص من دعوة الوكالة لفتح المعابر البرية، والتي يُنظر إليها على أنها طرق أكثر كفاءة وثباتًا لنقل المساعدات إلى غزة".

و عندما أمر الرئيس بايدن لأول مرة ببناء الرصيف خلال خطابه عن حالة الاتحاد في يوم 7 آذار، وصفت جماعات الإغاثة هذه الخطوة بأنها "حيلة علاقات عامة". 

وأشاروا إلى أنه من الأكثر كفاءة تسليم المساعدات من خلال المعابر البرية، والتي أبقت إسرائيل معظمها مغلقة أمام المساعدات.

كما كان البنتاغون مدركًا أن استخدام الرصيف في شرق البحر الأبيض المتوسط سيكون صعبًا بسبب الظروف الجوية. 

وقال التقرير إن المبادئ التوجيهية التي وضعها البنتاغون بشأن الرصيف "ذكرت أن استخدامه يعتمد على الطقس وأنه لا يمكن تشغيله في ظروف تتجاوز ما يُعرف بحالة البحر 3، أو الأمواج القصيرة والمعتدلة. ومع ذلك، فإن البحر الأبيض المتوسط غالبًا ما يكون في حالة البحر 4 مع رياح وأمواج كبيرة".

وأخرج الطقس الرصيف من الخدمة عدة مرات أثناء استخدامه القصير قبالة ساحل غزة. وعمل الرصيف لمدة 20 يومًا فقط وسلم جزءًا ضئيلًا من المساعدات التي قالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إنه كان من المفترض أن يقدمها بسبب البحار وعدم وجود خطة حقيقية لتسليم المساعدات.

وجاء في التقرير "بسبب الأضرار الهيكلية الناجمة عن الطقس العاصف والبحر العاصف، عمل الرصيف لمدة 20 يومًا فقط وتم إيقاف تشغيله في 17 تموز . وبالإضافة إلى ذلك، عانت عمليات توزيع المساعدات بمجرد وصولها إلى الشاطئ من تحديات أمنية وتحديات في الوصول"، كما أنه "نتيجة لذلك، فشلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في تحقيق هدفها المتمثل في توفير المساعدات لـ 500 ألف فلسطيني أو أكثر كل شهر لمدة ثلاثة أشهر، وبدلاً من ذلك سلمت مساعدات كافية لإطعام 450 ألف شخص لمدة شهر واحد".

وقال التقرير إن المشروع الفاشل كلف الولايات المتحدة 230 مليون دولار. وفي مرحلة ما، تسببت أمواج البحر الهائجة في تحطيم الرصيف، الأمر الذي كلف إصلاحه 22 مليون دولار على الأقل.

 كما هدد المشروع بتصعيد تورط الولايات المتحدة في حرب الإبادة الجماعية في غزة، حيث كان من الممكن أن تصبح القوات الأميركية العاملة قبالة الساحل مباشرة أهدافاً لصواريخ مقاتلي حركة حماس. 

وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قد أقر بخطر تعرض القوات الأميركية للهجوم وقال إنها ستكون لديها السلطة لإطلاق النار على غزة.