فلسطين
الإثنين 26 أغسطس 2024 9:35 صباحًا - بتوقيت القدس
الضربة الاستباقية ورد حزب الله على اغتيال شكر ...فوق الصفر.. تحت التوريط!
رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم
فراس ياغي: ما حدث من تبادل للضربات بين إسرائيل وحزب الله يأتي في إطار قواعد الاشتباك المعمول بها
سري سمور: إسرائيل تتصرف بعناد غير مسبوق وحدث واحد قد يفجر الوضع ويتحول إلى حرب شاملة
سامر عنبتاوي: نتنياهو يماطل بالمفاوضات لكسب الوقت والوصول إلى ذكرى 7 أكتوبر ثم الانتخابات الأمريكية
سليمان بشارات: هناك معطيات إقليمية ودولية تؤثر على جولة المفاوضات أهمها رد حزب الله
أسامة الشريف: نتنياهو استفاد من زيارة بلينكن لأنه أعطاه شرعية لشروطه الجديدة والتي لن تكون الأخيرة
د. جمال سلامة: مفاوضات القاهرة ستكون اكثر صعوبة في ظل شروط نتنياهو الجديدة خاصة فيلادلفيا والمعبر
فضل طهبوب: الهوة واسعة بين الجانبين ومفاوضات القاهرة هدفها فقط كسب الوقت لصالح إسرائيل وأمريكا
بخلاف الأجواء التي رافقت الجولة السابقة في الدوحة، وتريُّث كل من إيران وحزب الله وأنصار الله في الرد على إسرائيل لإعطاء فرصة لنجاح المفاوضات ووقف حرب الإبادة في غزة، تأتي جولة مفاوضات القاهرة متزامنةً مع الهجوم الذي شنه حزب الله، فجر أمس، في العمق الإسرائيلي رداً على استهداف الضاحية الجنوبية، واغتيال القائد العسكري الكبير فؤاد شكر واستشهاد عدد من المدنيين قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.
وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتعمد التصعيد وارتكاب المجازر في قطاع غزة مع كل جولة مفاوضات، لممارسة الضغط على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، فإن هذه المعادلة انقلبت هذه المرة بحيث جعل هجوم حزب الله الانتقامي جولة القاهرة مفاوضات تحت النار لصالح المقاومة الفلسطينية، وسط توقعات متباينة حول إمكانية نجاحها أو فشلها، وذلك في ظل تمسك إسرائيل بمواقفها الرافضة وتوتر الأوضاع الأمنية في قطاع غزة وفي جبهة الشمال.
ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"ے" أن الأطراف المعنية تسعى لتحقيق تقدم في القضايا المطروحة في المفاوضات، لكن احتمالات التصعيد تبدو أكثر في ظل رفض إسرائيل وقف الحرب، واستمرارها في سياساتها العدوانية، مشيرين إلى أن التصعيد المتزايد في الشمال يهدد بانزلاق الأمور نحو مواجهة إقليمية شاملة، لكن مع حرص الجميع على تجنبها، والإبقاء على حالة من ضبط الأمور.
المفاوضات في القاهرة لا تبعث على التفاؤل
وقال الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي: إن المفاوضات الجارية في القاهرة بين الأطراف المعنية لا تبعث على التفاؤل، ولا يمكن الاعتماد على نجاحها، وقد تفشل، خاصة أن إسرائيل ترفض الانسحاب من محوري "فلادلفيا" و"نتساريم"، ما يجعل من الصعب على حركة حماس قبول الشروط الإسرائيلية الجديدة.
وأوضح ياغي أن هناك إطار اتفاق تم توقيعه في الثاني من يوليو/ تموز الماضي، حيث تبحث حماس الآن عن آلية لتنفيذ هذا الاتفاق بدلاً من الدخول في مفاوضات جديدة، لذا فإن احتمالية فشل المفاوضات تبدو أكبر من نجاحها في ظل الظروف الراهنة.
وفي ما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة في حال فشل المفاوضات، توقع ياغي أن تبقى الأمور على حالها، حيث سيتحكم الميدان بما سيحدث مستقبلاً.
وأكد ياغي أنه إذا تطورت الأوضاع الميدانية في قطاع غزة أو غيره من الساحات، فقد تظهر مستجدات تؤثر على مسار المفاوضات.
الداخل الإسرائيلي مع إبرام صفقة
من جهة أُخرى، أشار ياغي إلى أن الداخل الإسرائيلي يميل إلى إبرام صفقة ووقف الحرب على قطاع غزة، لتمكين الجيش الإسرائيلي من التحضير لمواجهة جبهات أُخرى، خاصة جبهة الشمال، ولكنّ هذا التوجه يصطدم برغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإبقاء حالة الحرب مستمرة، بالرغم من أنه لا يسعى لتوسيعها إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة ووقفت بجانب إسرائيل بشكل مباشر.
وتطرق إلى التصعيد في جبهة الشمال، مشيراً إلى أن ما حدث من تبادل للضربات بين إسرائيل وحزب الله يأتي في إطار قواعد الاشتباك المعمول بها بين الطرفين.
وأوضح ياغي أن إسرائيل استهدفت الضاحية الجنوبية واغتالت قائد الأركان في حزب الله فؤاد شكر، في حين يبدو أن حزب الله رد بضرب مواقع إسرائيلية حساسة لم تُعرف تفاصيلها حتى الآن.
وفي ما يتعلق بتأثير التصعيد على المفاوضات في القاهرة، قال ياغي: إن التصعيد قد يؤثر على المفاوضات إذا رغبت الولايات المتحدة في تهدئة الأوضاع ومنع تصاعد التوتر.
ومع ذلك، أوضح ياغي أنه إذا لم توسع إسرائيل من ردها، فإن جبهة الشمال ستظل جبهة إسناد كما كانت في السابق، ما يعني أن التوتر سيستمر بناءً على تطورات الميدان.
وشدد ياغي على أهمية مراقبة الجبهات الأُخرى، حيث لم تصدر ردود فعل من اليمن أو إيران حتى الآن، مشيراً إلى أن الساعات والأيام المقبلة قد تحمل تطوراتٍ جديدة.
الأطراف المعنية حريصة على استمرار المفاوضات
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي سري سمور: إن جولة المفاوضات الحالية في القاهرة ليست حاسمة كما يُشاع مع كل جولة مفاوضات جديدة، مشيراً إلى احتمالية استمرار المفاوضات في جولات أُخرى، سواء في القاهرة أو في أماكن أُخرى.
وأوضح سمور أن كل جولة من المفاوضات تُوصف أحياناً بأنها حاسمة بهدف زيادة الاهتمام أو دفع الأطراف نحو إتمام صفقة معينة، لكن الواقع يشير إلى أن العملية التفاوضية قد تستمر مدةً أطول.
ولفت إلى أنه بالرغم من احتمالية فشل هذه الجولة، فإن الأطراف المعنية حريصة على استمرار العملية التفاوضية، مع بقاء التصعيد كخيارٍ قائم.
وتطرق سمور إلى التصعيد في شمال فلسطين، مشيراً إلى أن دخول حزب الله على خط المواجهة جاء كجزء من جبهة إسناد لوقف العدوان على قطاع غزة.
وأشار إلى أن حزب الله مستعد لوقف التصعيد إذا كان هناك تقدمٌ حقيقيّ في المفاوضات، لكنّ رفض إسرائيل وقف العدوان هو ما يُبقي استمرار التصعيد.
وفي حال فشل المفاوضات الحالية في القاهرة، يرى سمور أن جبهة الإسناد سوف تستمر، وسيستمر معها التصعيد، ما قد يؤدي إلى تصاعد الأمور نحو مواجهة أكبر.
وأشار إلى أن المواجهة في الشمال قد تحولت إلى ما يشبه حرب استنزاف مفتوحة، قد تستمر ما لم يحدث اختراق أو يتم التوصل إلى صفقة تتعلق بقطاع غزة.
وفي ما يتعلق باحتمالية انزلاق التصعيد إلى حرب واسعة، قال سمور: إن الأمر غير محسوم حتى بالنسبة لأطراف الصراع نفسها.
الأوضاع ليست تحت السيطرة وحدث واحد قد يُفجر الأوضاع
وبالرغم من الشائعات بأن الأمور تحت السيطرة وتخضع لقواعد اشتباك، يرى سمور أن هذا الكلام غير دقيق، إذ إن حدثاً واحداً قد يُفجر الوضع ويتحول إلى حرب شاملة تشمل قصفاً متبادلاً بين بيروت وتل أبيب.
وأكد سمور أن التصعيد في الشمال مرتبط بشكل كبير بجبهة غزة، موضحاً أنه إذا لم تتوقف الحرب على غزة، فإن التصعيد في الشمال وحتى في جبهات أُخرى سيكون متوقعاً.
وأضاف: "الهجمات الإسرائيلية المستمرة قد تؤدي إلى تصعيد الأمور، والأيام المقبلة ستكشف ما سيحدث، لكن الأمور تتجه نحو التصعيد، سواء بشكل تدريجي بطيء أو سريع.
وفي ما يتعلق بموقف إيران، وحزب الله، والحوثيين في اليمن، والمقاومة العراقية، قال سمور: إنهم جميعاً مستعدون لوقف الهجمات والردود إذا تم وقف العدوان على قطاع غزة وإبرام صفقة تحقق شروط المقاومة، والتي تشمل: وقف العدوان، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار، وتبادل الأسرى.
وتابع سمور: "السؤال يبقى حول ما إذا كانت إسرائيل ستقبل بهذه الشروط"، مشيراً إلى أن إسرائيل تتصرف بعناد غير مسبوق، ما يجعل الحلول التفاوضية أكثر تعقيداً.
مفاوضات القاهرة ليست حاسمة
أما الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي، فقال: إن مفاوضات القاهرة الحالية ليست حاسمة، وذلك لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال متمسكاً بمواقفه الرافضة.
ووفق عنبتاوي، فإن نتنياهو يواصل رفضه الضغوطات، ويعمل على الالتفاف على بعض البنود، مثل التعديلات المتعلقة بانتشار الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، مع عدم إنهاء السيطرة الأمنية، وهو ما ترفضه المقاومة الفلسطينية ومصر على حد سواء.
وأوضح أن نتنياهو يسعى إلى كسب الوقت للوصول إلى الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر، ثم الانتخابات الأمريكية، ما يعني أنه سيماطل في المفاوضات، وربما يوافق تحت ضغوطات شديدة على المرحلة الأولى فقط، التي تهدف إلى إطلاق أكبر عدد من الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة، مع الاستمرار في الحرب العدوانية.
ويرى عنبتاوي أن نتنياهو لا يُمثل شخصه فقط، بل يمثل منظومة إسرائيلية متطرفة تحظى بدعمٍ من اليمين المتطرف داخل إسرائيل.
وعلى الرغم من الضغوطات الدولية، قال عنبتاوي: إن نتنياهو لا يزال يمتلك العديد من أدوات القوة، أهمها قدرته على تحشيد الداخل الإسرائيلي نحو اليمين والتطرف، مع إقناع الإسرائيليين بأن هذه معركة وجودية.
وأشار عنبتاوي إلى أن نتنياهو لا يزال يحظى بدعم قوي من حزب الليكود والكنيست الإسرائيلي، إضافة إلى استغلاله التناقضات بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة، ما يسمح له بالاستمرار في توجهاته وعدم الرغبة في إنهاء الحرب إلا بشروطه الخاصة.
الفرصة الأخيرة قبل التصعيد
وفي حال فشل المفاوضات، أكد عنبتاوي أن التصعيد سيكون سيد الموقف، مع احتمال أن تكون هذه الفرصة الأخيرة قبل التصعيد على المستوى الإقليمي، خاصة بعد رد حزب الله اللبناني، الذي قد يتبعه رد إيراني على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، ثم تصعيد من قبل الحوثيين في اليمن.
وأشار عنبتاوي إلى أن نتنياهو يسعى إلى التصعيد وتوريط الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب، ما يجعل البديل لعدم وجود صفقة هو التصعيد على كافة المستويات والمراحل، وفي جميع المواقع من غزة إلى الضفة الغربية، إلى الشمال، إلى إيران، إلى العراق وسوريا.
وأوضح أن هناك إرادة إسرائيلية للتصعيد، حيث ترى إسرائيل أن هذه فرصة للقضاء على القضية الفلسطينية وتصفية الوجود الفلسطيني، ما يدفعها إلى تصعيد الموقف في جميع الاتجاهات من أجل استدراج الولايات المتحدة إلى هذه المرحلة من المواجهة.
ولفت عنبتاوي إلى أن دولة الاحتلال اضطرت للتصعيد مع حزب الله بسبب افتقارها لضوء أخضر من الولايات المتحدة، ولذلك حاولت إسرائيل تنفيذ ضربات استباقية لتظهر للمجتمع الدولي أنها تمتلك اليد العليا، ولتحمي نفسها من الرد القوي المتوقع في هذه المرحلة.
ولفت عنبتاوي إلى أن حزب الله أكد أن ردوده ستأتي على مراحل، وأن المرحلة الأولى كانت مجرد بداية، ما يشير إلى احتمالية تصاعد الأمور في المستقبل.
وأعرب عن اعتقاده أن التصعيد في الشمال قد يتفاقم أكثر، وحينها قد يستغله نتنياهو للضغط من أجل عدم إتمام صفقة مع المقاومة الفلسطينية.
وأشار عنبتاوي إلى أن المواجهة لا تزال قائمة في الشمال، لكن مدى التصعيد وإمكانية تحوله إلى حرب إقليمية شاملة ما زالا غير معروفَين، خاصة أن دولة الاحتلال تفقد القدرة على الدخول في أكثر من جبهة دون الدعم الأمريكي.
جولة المفاوضات الحالية مختلفة
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات: إن جولة المفاوضات الحالية في القاهرة قد تختلف عن سابقاتها لعدة أسباب، رغم أن التفاؤل بشأن نجاحها ما يزال محدوداً.
وأوضح بشارات أن المفاوضات الحالية تركز على تفاصيل محددة وليست شاملة، حيث تتناول جوانب تنفيذية تتعلق بالوجود العسكري والأمني الإسرائيلي في قطاع غزة، والعلاقة المصرية الإسرائيلية في محور "فيلادلفيا"، بالإضافة إلى إمكانية وقف الحرب وإبرام صفقة.
وأشار بشارات إلى أن هذه الجولة، رغم أنها قد لا تكون نهائية، يمكن أن تضع أسساً مهمة للبناء عليها في المستقبل.
ولفت إلى أن هناك عدة معطيات إقليمية ودولية تؤثر على هذه الجولة من المفاوضات، أهمها رد حزب الله اللبناني على إسرائيل وما نتج عنه من توازن بين الطرفين، حيث يمكن للطرفين تسويق ما حدث على أنه تعزيز لمعادلة الردع دون أن يكون هناك خاسر واضح.
العامل الزمني الضاغط على إدارة بايدن
وحسب بشارات، فإن هذا التطور قد يمنح المسار التفاوضي قوة إضافية، وكذلك العامل الزمني الضاغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تسعى لتحقيق اختراق سياسي ليس فقط من باب المصالح الانتخابية، بل أيضاً للحفاظ على صورة إسرائيل ومكانتها ومستقبلها.
من جهة أخرى، يرى بشارات أن التغيرات في استراتيجية المقاومة في قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية، والتي ألحقت خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي، قد تفرض نفسها على المفاوضات. وبالرغم من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسويق هذه الخسائر على أنها جزء من الثمن للحفاظ على أمن إسرائيل، فإن استنزاف الجيش الإسرائيلي قد يؤدي إلى انعكاسات أمنية وسياسية كبيرة.
وفي ما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة حال فشلت المفاوضات في القاهرة، أوضح بشارات أن إسرائيل تدرك عدم قدرتها على فتح جبهة شاملة، مستشهداً بتعاملها مع رد حزب الله اللبناني، وتهديدات إيران واليمن، وهذا يعكس محدودية قدرة إسرائيل على خوض حرب متعددة الجبهات، خاصة مع التبعات الخطيرة التي قد تلحق بالمنظومة الأمنية ومستقبل إسرائيل.
رد حزب الله يُعزز موقف المقاومة الفلسطينية في المفاوضات
ويرى بشارات أن التصعيد في الشمال، بالرغم من أنه جاء منضبطاً، فإنه يُفترض أن يعزز موقف المقاومة الفلسطينية في المفاوضات، فالضربة التي وجهها حزب الله، وإن لم تُكشف تفاصيلها بالكامل، قد تكون جزءاً من تثبيت معادلة الردع بين إسرائيل ومحور المقاومة، كما أن هذا التصعيد يرسل رسالة واضحة بأن جبهة غزة لا يمكن تحييدها عن بقية الجبهات.
وأضاف بشارات: يعني استمرار الحرب وعدم الوصول إلى تهدئة إمكانية انزلاق الأمور نحو مواجهة شاملة، وهو ما أثبتت الوقائع أن إسرائيل غير قادرة على التعامل معه، كما أن الولايات المتحدة تدرك أن الانزلاق إلى حرب شاملة لن يكون حلاً للأزمة، وبناءً على ذلك، فإن التصعيد في الشمال قد لا يؤثر بشكل مباشر على جولة المفاوضات الحالية في القاهرة، لكنه سيعزز مطالب المقاومة الفلسطينية في جولات المفاوضات المقبلة.
وتابع: "التصعيد في الشمال لن ينزلق إلى حرب شاملة، حيث سارع حزب الله إلى وصف الرد على اغتيال فؤاد شكر بأنه رد أولي، في حين أكدت إسرائيل أنها لن تُصعد الأمور أكثر، وهذا يشير إلى أن جميع الأطراف باتت تدرك أن الانزلاق إلى حرب شاملة ليس في مصلحتها، وأن ما جرى يهدف إلى تثبيت قواعد الاشتباك واستثمار الميدان لتحقيق أهداف سياسية".
ومع ذلك، أشار بشارات إلى ان الميدان يبقى هو العامل الذي قد يجبر الأطراف على خوض مواجهة شاملة، رغم عدم رغبتها في ذلك، في ظل المحاولات الحالية لضبط الردود ووضع قواعد لمعادلة ردعية تخدم المصالح السياسية لكل طرف.
حماس لن تقبل بشروط نتنياهو الجديدة
وقال الصحفي والمعلق السياسي الأردني أسامة الشريف لـ"ے": "إن الأسابيع الماضية شهدت جولات حاسمة خاصة عندما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومدير وكالة الاستخبارات الأمريكية بيرنز في المنطقة. كانت هناك جولة في الدوحة ثم في القاهرة، ولا أعتقد أن الأمور تغيرت. واضح أن حماس مصرة على ما تم الاتفاق عليه في 2 تموز".
وأوضح أن "نتنياهو استفاد من زيارة بلينكن، لأنه أعطاه شرعية لشروطه الجديدة، التي لن تكون آخر الشروط في ما يتعلق بما سماه بلينكن "جسر الاتفاق"، وهي شروط نتنياهو. ووفق ما تم تسريبه فإن هذه الشروط تغيرت تماماً عما كانت في مبادرة بايدن ذات المراحل الثلاث".
ويرى الشريف أن "حماس ليست في وضع يمكنها من أن تقبل هذه الشروط لأنه ستكون بالنسبة لها هزيمة، لأنها حققت كل شروط نتنياهو، ولم تحقق شروطها، خاصة ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ومن محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وعودة النازحين إلى الشمال، ودخول المساعدات الذي لم يتم ذكره في اتفاق بلينكن".
نتنياهو يرغب في إطالة أمد الحرب
وأشار الشريف إلى أن "نتنياهو يريد تمديد الحرب إلى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر موعد الانتخابات الأمريكية وينتظر نتيجتها، ولكل حادث حديث"، لافتاً إلى أنه في هذه الفترة يستمر في تدمير ما تبقى من قطاع غزة حتى لو لم يكن هناك هدف عسكري واضح كتدمير حماس، لكنه يسبب أذى كبيراً للشعب الفلسطيني في غزة من قتل وتدمير لكل المنشآت، وحصار مليوني نسمة في مساحة نحو 35 كيلومتراً مربعاً، وربما يدفعهم للهجرة كما يأمل، ووجود عسكري دائم في غزة، وإطالة عمر الائتلاف وسط ارتفاع لشعبية نتنياهو في إسرائيل".
وحسب الشريف، فإن "صفقة الرهائن لن تتم في هذه الأثناء، وأعتقد أن هناك كثيراً من الرهائن على قيد الحياة، وربما نتنياهو يدرك ذلك، وبالتالي هو يهدف لإطالة الحرب، والوجود الأمريكي من الممكن أن يصبح دائماً في الشرق المتوسط لردع إيران. شاهدنا اليوم حزب الله ينفذ وعيده، وهناك غموض حول كيف تمت هذه العملية، هل كانت هناك ضربة استباقية إسرائيلية أم لا. الآن الكرة في ملعب طهران، هل ستنفذ ردها على اغتيال هنية أم ستؤجلها، وبالتالي لا أعتقد أن هناك تغييراً كبيراً في ما يتعلق بجولة المفاوضات في القاهرة".
لا خيار أمام الفلسطينيين سوى استمرار المقاومة
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس د. جمال سلامة لـ "ے" أنه لا يعول على جولة المفاوضات في القاهرة ، مشيراً إلى أنها ستكون اكثر صعوبة خاصة في ظل شروط نتنياهو الجديدة، ومنها قضية معبر رفح ومحور فيلادلفيا.
وأكد أن الوسيط الأمريكي أكثر انحيازاً لإسرائيل، فهو يقدم اقتراحات جديدة على خطة بايدن وبالتالي ما هو الجديد الذي ستحمله جولة المفاوضات الحالية؟ اعتقد أن لا جديد فيها.
وقال سلامة: "في حال فشل جولة المفاوضات فلا يوجد أمام الفلسطينيين سوى استمرار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولكنه سيكون على حساب دم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة في قطاع غزة، وأن حياته تحولت إلى جحيم، بغض النظر عن كل الشعارات في ظل تواطؤ وصمت المجتمع الدولي، ودعم الحكومة الأمريكية والحكومات الأوروبية الاحتلال الإسرائيلي العنصري".
لا تأثير لهجوم حزب الله على المفاوضات
وأضاف سلامة: "إن تأثير إطلاق حزب الله الرشقات الصاروخية أمس على جولة المفاوضات في القاهرة باعتقادي محدود، كون الحزب قال إنها المرحلة الأولى من الرد على اغتيال فؤاد شكر، ويجب معرفة مدى تأثير العملية إن كانت قوية أو محدودة".
وتابع: إن إسرائيل هددت مراراً وتكراراً بأنه في حال كان رد حزب الله قوياً فسيكون الرد مماثلاً على بيروت وليس على الضاحية الجنوبية.
واستبعد سلامة احتمال انزلاق المنطقة لحرب واسعة. وقال:"أستبعد ذلك لوجود البوارج الأمريكية، وخشية إيران من الرد على اغتيال هنية، خاصة أنه مضت 3 أسابيع على الاغتيال، ولم يحدث أي رد".
مفاوضات تآمرية لتنفيذ مخطط قتل الفلسطينيين
أما المحلل السياسي المقدسي فضل طهبوب فقال لـ"ے": "إن المفاوضات في القاهرة لا فائدة منها، وهدفها كسب الوقت لصالح إسرائيل وأمريكا في محاولة لتمكين نتنياهو من قتل الفلسطينيين".
وأضاف: "واضح أن هذه المفاوضات تآمرية من أجل تنفيذ مخطط قتل الفلسطينيين، فنتنياهو غير معني بالأسرى الإسرائيليين ولا بوقف إطلاق النار ولا الانسحاب من قطاع غزة"، مشيراً إلى "أن الفلسطينيين غير معنيين بتبادل أسرى ولا بصفقة إلا بإنهاء العدوان على قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل منه. هناك هوة واسعة في مواقف الجانبين، لذلك من الصعوبة التقدم في المفاوضات".
ورأى طهبوب أنه "في حال فشل المفاوضات فإن القتال سيستمر، وهذا سيعتمد على المقاومة من حزب الله والحوثيين وربما من إيران، وعندما تتوسع المعركة ستصبح إسرائيل في أزمة اقتصادية وأمنية، وعندها من الممكن أن تتغير الأمور".
وختم قائلاً: "ما دام ميزان القوى بهذا الشكل حتى الآن لا يمكن الوصول إلى صفقة".
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الضربة الاستباقية ورد حزب الله على اغتيال شكر ...فوق الصفر.. تحت التوريط!