لا شك أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية حدث مهم. فقد قاد هنية حركة حماس منذ عام 2017، عندما انتخب رئيسًا لها لأول مرة، ثم مرة أخرى في عام 2021 عندما انتخب للمرة الثانية.
ولا يزال من المبكر للغاية تحديد مدى تأثير اغتياله على الحرب وحماس كحركة، لكن توقيته في خضم الحرب، وبعد اغتيال المسؤول الكبير في حزب الله فؤاد شكر في لبنان وكذلك نائب هنية الشيخ صالح العاروري، قبل عدة أشهر، قد يكون له تأثير تراكمي.
ولابد أن نتذكر أن هنية لم يكن قط الرجل الأول في الحركة. ففي تاريخ حماس لم نجد قط شخصاً واحداً يحظى بمكانة مرموقة ومقبولة باعتباره أعلى من الجميع، باستثناء أحمد ياسين. وهذا أيضاً يوضح طبيعة الحركة وربما سر بقائها: امتلاكها لقاعدة شعبية عريضة للغاية واتخاذها للقرارات الأساسية بالإجماع والمسؤولية المشتركة. وسوف تجد حماس بسرعة بديلاً لهنية، وتواصل مسيرتها مع التكيف مع احتياجات الساعة.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين حدث تحول أدى إلى مشاركة حماس في انتخابات عام 2006، على النقيض من معارضتها للمشاركة في انتخابات عام 1996. والسؤال هو هل يمكن لحدث من هذا النوع أن يؤدي بعد عشرة أشهر من الحرب الدامية إلى طريقة تفكير جديدة في حماس؟ لا يزال من المبكر للغاية أن نقول ذلك، وأي تقييم في هذا الشأن قبل إطلاق سراح الرهائن ونهاية الحرب سيكون سابقًا لأوانه. ولكن كما ذكرنا، فإن التأثير التراكمي الذي يمكن أن يؤثر على إسرائيل في اتجاه إيجابي له أهمية أيضًا.
أما بالنسبة لإيران فإن اغتيال هنية يكشف عن نقاط ضعفها كدولة راعية، عاجزة عن حماية حلفائها الذين تستضيفهم، وعن نقاط ضعفها الاستخباراتية.
شارك برأيك
اغتيال اسماعيل هنية.. تطور مهم لكنه غير حاسم