فلسطين
الجمعة 05 يوليو 2024 8:17 صباحًا - بتوقيت القدس
حسابات الحقل عند حماس قد تُفشلها حسابات البيدر عند نتنياهو
تلخيص
رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم
سليمان بشارات: رد حماس مختلف ويشكل أرضية جديدة للتفاوض
سامر عنبتاوي: مقترح وقف إطلاق النار في أفضل ظروف نجاحه
عماد موسى: أي التزام لنتنياهو بمقترح الصفقة تكتيكي.. ويراهن على فوز ترامب
فراس ياغي: نتنياهو يريد صفقة من مرحلة أولى ولا يرغب في وقف إطلاق النار
أجمع كتاب ومحللون سياسيون في أحاديث لـ"القدس" دوت كوم، على أن المداولات التي أجرتها حركة حماس مؤخراً مع مصر وقطر حول مقترح الرئيس الأميركي المتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في غزة إيجابية، وتفتح آفاقاً جديدة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وتمثل أرضية لمرحلة تفاوضية جديدة، لكنهم شككوا بنوايا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقالوا إنه لا يرغب في التوصل إلى وقف إطلاق النار وسيبذلك قصارى جهده لإفشال الصفقة لإنها ليست في صالحه.
وقدم الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو/ أيار الماضي، مقترحاً لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن مقترحه اصطدم بتعنت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يريد على استمرار الحرب، مقابل تمسك وإصرار حركة حماس على وقف الحرب كهدف نهائي للصفقة، وقف معاناة أبناء القطاع.
وكانت حركة حماس، أكدت في بيان لها، أول أمس الأربعاء، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أجرى اتصالات مع مصر وقطر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وأنها "تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية".
ويرى الكتاب والمحللون السياسيون أن رد حماس الإيجابي مهم، لكنه قد يصطدم مجددًا بموقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم، الذي يسعى لاستمرار الحرب، لتحقيق السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وتنفيذ مخططات استيطانية بالضفة الغربية، وكذلك إيجاد طوق نجاة لنتنياهو من المحاسبة والبقاء في الحكم.
اتفاق مرهون بشخص نتنياهو
وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن المعطيات الأولية حول رد حماس بشأن مقترح صفقة التبادل تشير إلى أن الأمر مختلف عن السابق، ما يشكل أرضية لمرحلة تفاوضية جديدة.
وأضاف بشارات: "هناك خمسة أطراف رئيسية في معادلة التوصل لاتفاق إطلاق نار، وهي: رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وحزب الله اللبناني"، مؤكدًا أن مصير الاتفاق يبقى مرهوناً بشخص نتنياهو وقدرته على تمرير الاتفاق، خاصة بعد منحه صلاحيات لـ بن غفير وسموتريتش قبل عطلة الكنيست، أو ربما يحاول تعزيز فرص استمرار الحرب، وهو ما قد يعمق الأزمة الداخلية في إسرائيل.
وقف الحرب حاجة إسرائيلية وفلسطينية
ووفق بشارات، فإن نتنياهو يواجه إشكالية كبرى، إذ إن عدم التوصل إلى اتفاق سيشكل إحراجاً له أمام المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية والأمنية، بينما تسعى تلك المؤسسة لقطع الطريق على نتنياهو في التفرد بالقرار، وهو ما صرح به مسؤولون محذرين من أن الحرب ستستمر سنوات، وستكون تكاليفها باهظة جداً، إضافةً إلى أنهم يرغبون في تهدئة الشمال الذي أصبح ضاغطاً.
وتريد المقاومة الفلسطينية حسب بشارات، إنهاء الحرب، وفتح ملفات أخرى مثل رفع الحصار، وهي تدرك الحاجة للتكيف مع الوضع السياسي الإقليمي، وتسعى لإيجاد نقاط مشتركة تفضي إلى وقف الحرب والانسحاب من غزة، مشيرًا إلى أنه قد يكون هناك توافق بين حماس والسلطة الفلسطينية على إدارة القطاع.
إنجاز يُعزز موقف بايدن
ولفت بشارات إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى لتعزيز موقفها بعد المناظرة الانتخابية الأخيرة بين بايدن وترامب، وتضع الإدارة ثقلها لتحقيق إنجاز يعزز موقف بايدن في الانتخابات المقبلة، وقد بدأت بالفعل حراكاً على مستوى الوسطاء ولقاءات مع الإسرائيليين.
وأشار بشارات إلى أن حزب الله يدير جبهة الإسناد منذ بدء الحرب، لكنه لا يريد فتح جبهة الشمال، ويسعى لمنح الوسطاء مزيداً من الوقت للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
خلافات داخلية وحراك في إسرائيل
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن مقترح وقف إطلاق النار الحالي يمر في أفضل ظروف نجاحه حتى الآن، مشيراً إلى موافقة حركة حماس على تذليل العقبات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، وهذا يأتي في ظل الحراك الإسرائيلي والخلافات الداخلية التي تؤثر على موقف نتنياهو إذا استمر في رفضه التوصل لوقف إطلاق النار.
وأشار عنبتاوي إلى موقف الجيش الإسرائيلي الذي تلقى مقترح الصفقة بإيجابية، حيث يرغب في وقف الحرب لعدم تحقيقها الأهداف التي شنّت من أجلها، كما أن بعض القيادات السياسية الإسرائيلية تتبنى مواقف مماثلة، ما يضيف ضغطاً على نتنياهو، بينما يشكل أهالي المحتجزين الإسرائيليين ضغطاً إضافياً، حيث هددوا بتصعيد الوضع إذا لم يتم إبرام صفقة، معتبرين المقترح فرصة ذهبية لتحقيق الصفقة.
الكرة في ملعب نتنياهو
وأضاف: "إن ما يجري الآن يشكل طوق ضغط على نتنياهو، حيث حدد المقترح خياراته بالمناورة، ولم يترك له أية قوة لرفض التسوية، ورغم ذلك، لم يحسم نتنياهو موقفه بعد، ولم يعط إجابة إيجابية، في محاولة منه للمراوغة ،ووضع خياراته الخاصة، بالإضافة إلى محاولاته الضغط على بايدن، الذي تواجه إدارته ضغوطاً داخلية، ما يقلل من فرص نجاح محاولات نتنياهو للضغط عليها".
وأكد عنبتاوي أن "الكرة الآن في ملعب نتنياهو، ولا أحد يلقي باللوم على المقاومة، إلا أن ما يجري يتم بحذر، ونتنياهو سيظل يحاول تخريب الاتفاق، حيث يعتبر استمرار الحرب طوق النجاة له".
استمرار الحرب طوق نجاة لنتنياهو
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى إن الموافقة على مقترح الصفقة مرهون، بعد رد حماس الإيجابي، بالتزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستوى السياسي، معربًا عن شكوكه في التزامهم الكامل بالصفقة.
ويرى موسى أن أي التزام من جانب نتنياهو سيكون تكتيكيًا، إذ يراهن على فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة، ويعتقد أن استمرار الحرب هو طوق النجاة له، مشيرًا إلى أن نتنياهو، بمواقفه هذه، يعمق الأزمة الداخلية في إسرائيل. فهو يخشى على نفسه ويسعى للنجاة من المحاسبة الدولية والداخلية.
وقال موسى أن الإدارة الأمريكية هي الوحيدة التي تستطيع إجبار نتنياهو على القبول بالصفقة، حيث تمده بالمال والسلاح والدعم السياسي.
وأوضح أنه لا يمكن الحكم على الصفقة حتى يتم تنفيذها على الأرض، مشيرًا إلى أن التزام نتنياهو يبقى محل شكوك، ما يضيف المزيد من التعقيدات للأزمة الداخلية في إسرائيل.
ياغي: رد حماس إيجابي ويفتح آفاقاً جديدة
الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي قال إن رد حركة حماس على مقترح الصفقة إيجابي ويفتح آفاقاً جديدة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، حيث أجلت الحركة اشتراطاتها فيما يتعلق بالإنسحاب الكامل في المرحلة الأولى، وكانت مرنة فيما يتعلق بالمفاوضات التي ستبدأ في اليوم السادس عشر حول المرحلة الثانية والثالثة، مع وجود ضمانات أميركية باستمرار وقف إطلاق النار أثناء التفاوض، ولكن حركة حماس لا زالت تصر على مطالباتها بالانسحاب من محور فلادلفيا ومعبر رفح، وتصر على الذهاب لإنهاء العدوان والإنسحاب الشامل، وترفض أي "فيتو" إسرائيلي على هوية الأسرى ذوي الأحكام العالية.
نتنياهو يسعى لإفشال الصفقة
ويرى ياغي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يرغب في التوصل إلى وقف إطلاق النار ويسعى لإفشال الصفقة، حيث يوجد خلاف بين المستوى الأمني الذي يرى في رد حماس أمرا إيجابياً في حين يرى المستوى السياسي بأن لا جديد في رد حماس، وهذا ظهر في تصريحات سموترتش والتسريبات من مكتب نتنياهو.
وأضاف: "إن موافقة حركة حماس على مقترح الصفقة يفتح آفاقاً جديدة، لكن يظل موقف نتنياهو المعارض والعقبات السياسية الداخلية في إسرائيل عقبة أمام التوصل إلى وقف إطلاق النار وتحقيق السلام في المنطقة".
وأشار ياغي إلى أن نتنياهو يماطل من أجل الدخول في عطلة الكنيست في السابع والعشرين من الشهر الجاري، ما يسمح له بالتفرد بالقرار لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
ووفق ياغي، فإن نتنياهو لا يريد إيقاف الحرب في غزة، حيث يسعى للسيطرة الأمنية على القطاع، والحفاظ على ائتلافه الحاكم، وتحقيق انتصار يعزز صورته ويبقيه في الحكم لعامين آخرين.
ولفت ياغي إلى أن الذهاب إلى صفقة في مرحلتها الأولى لمدة 42 يوماً سيجعل من الصعب على نتنياهو التراجع عن بقية مراحل الصفقة كما يريد، لأجل استمرار الحرب.
المرحلة الأولى فقط
وتابع: بينما يتزايد عدد الإسرائيليين المطالبين بوقف الحرب بالكامل، إلا أن نتنياهو يسعى إلى صفقة من مرحلة أولى فقط، والتي تسمى المرحلة الإنسانية، حيث سيتم الإفراج عن المرضى وكبار السن والنساء والمجندات، ومن ثم الاستمرار في الحرب للسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة.
وأوضح ياغي أن مصلحة الائتلاف الحاكم الإسرائيلي تكمن في عدم التوصل لاتفاق، حيث لا يرغبون بأي هدوء في غزة، لأن ذلك سينعكس على الوضع الداخلي الإسرائيلي بما يؤدي لمطالبات بلجان تحقيق في ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأثناء الحرب، والمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، كما أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل يفضل استمرار الحرب تحت عنوان القضاء على حركة حماس، وذلك للتغطية أيضاً على تنفيذ المخططات الاستيطانية غير المسبوقة في الضفة الغربية.
دلالات
فلسطيني قبل 5 شهر
لا يمكن أن تتم صفقة ونتن ياهو بالحكم لأن ليس من مصلحته الشخصية إنهاء الحرب وهو لا يستطيع أن يعيش في جو سلام وهدوء
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
حسابات الحقل عند حماس قد تُفشلها حسابات البيدر عند نتنياهو