فلسطين

الجمعة 21 يونيو 2024 9:18 صباحًا - بتوقيت القدس

هكذا أمضى جواد حجاج العيد في جنين بعيدًا عن والديه وطفليه في غزة

تلخيص

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

تجمع رفاقه الذين يشاركونه نفس المعاناة، وبعض أصدقائه الذين تعرف عليهم بعد نفي الاحتلال له من سجن "عتليت" إلى جنين، لكن كل ذلك لم يخفف من ألم وحزن العامل الغزي جواد إبراهيم كامل حجاج، لقضائه عيد الأضحى بعيداً عن أسرته التي تنحدر من مدينة غزة، وأصبحت بسبب الحرب الإسرائيلية مشردة بين دير البلح وخان يونس ورفح وغزة، بينما فجع برحيل عدد منهم خلال مجازر الإبادة الجماعية بين شهيد وجريح أو من ذوي الإعاقة، عدا عن هدم منازلهم كما حدث مع أسرته التي كانت تعيش في شارع القدس، لكن تعرض منزلها للقصف والتدمير ودفن تحت أنقاضه اثنين من أبناء شقيقه سائد.


منذ ثمانية شهور، يعيش جواد مع عشرات العمال الغزيين الذين أبعدتهم قوات الاحتلال لمدينة جنين، بعد اعتقالهم من أمكان عملهم في الداخل، ورغم تقديمه طلبات متكررة بالسماح له بالعودة إلى أسرته لكن الاحتلال لازال يرفض، والسبب كما يرى، استمرار سياسة العقاب والانتقام والتنكيل والتدمير لحياة الفلسطينيين ويقول: "نحن كنا نعمل بشكل طبيعي، ولم نقم بأية مخالفات أو تجاوز للقانون، الاحتلال أعطانى تصاريح، وسمح لنا بالعمل في الداخل، فجأة اعتقلونا وعذبونا وطردونا، ومازال يمنعنا من العودة، لايوجد أي مبرر لمثل هذه الممارسات، ونحن لا نريد سوى العودة لغزة ولعائلاتنا حتى لو كان الثمن استشهادنا أو تعذيبنا، فالأفضل لنا أن نكون بين أهلنا حتى لو كنا شهداء".


لم يغمض جفن للغزي جواد ليلة عرفة، فقد أمضاها بين الصلوات والابتهالات والدعوات وسط الدموع، على أمل أن يتحقق حلم حياته باجتماع الشمل مع عائلته، ويقول لـ"القدس" دوت كوم: "لا يغيب عني ذكرياتهم وصورهم، التي تخفف عني الكثير من أوجاعي، وكل لحظة أكتشف أن حياتي بدونهم لا تساوي شيئاً، وحدها الصور التي أرسلوها لي عبر منصات التواصل الاجتماعي من يخفف أحزاني التي لا يوجد لها مثيل".


ويضيف: "طوال وقفة العيد أعيش حالة مأساوية بعدما تبخر الحلم لتوقيع صفقة وهدنة قريبة، ولم أعد أرى في أحلامي سوى كوابيس الخوف، وصور الشهداء والدم، هذه الحياة لم تعد تطاق، ولا يوجد لدي إمكانية لاحتمال الفراق عنهم أكثر".


ويكمل جواد: "كنا نقضي أيامًا جميلة في العيد، وسط أهلنا في غزة، لكن اليوم لا نرى سوى القصف والموت والخطر، الذي يهدد كل أبناء شعبنا في القطاع، بين دقيقة ودقيقة نفتقد حبيبًا، أو قريبًا، أو صديقًا، أو جارًا، فإلى متى يستمر هذا الحال؟ ومن سيحقق أحلامنا؟".


أحلام لا يراها جواد سهلة المنال، في ظل استمرار الحرب والعدوان، ويقول: "كل العالم يقف عاجزًا أمام العدوان والحرب، فكيف يمكن أن نعيش ونفكر ونخطط ونحلم، ونحن لا نرى سوى الجثتت والدمار والتهجير والجوع والأسر والظلم، نستغرب كل هذا الصمت الذي يستغله نتيناهو لقتلنا بدم بارد! للأسف لا يوجد من يشعر بنا، منذ وقفة العيد وأنا مريض وحزين ومدمر، فقد شردوا أسرتي مرة تلو الأخرى، وكل لحظة معرضين للموت، لا حماية ولا أمان لهم فوق الأرض وتحت السماء، وكل ما درسناه وسمعناه عن حقوق الإنسان ليس له قيمة أو معنى".


ويضيف جواد: "تخرجت من كلية القانون، وركضت خلف أحلامي لأصبح محاميًا، ولكن بسبب الفقر وضيق الحال لم يكن أمامي خيار سوى العمل في كل مهنة، حتى تزوجت ورزقت بطفلين، وبعدها وجدت نفسي عاملاً في الداخل، ونسيت القانون وما تعلمته من أجل قوت أطفالي وأسرتي المنكوبة بالأمراض".


ويكمل، "بعد أسبوع من السابع من أكتوبر\ تشرين الأول الماضي، اعتقلوني وعذبوني، حتى نسيت اسمي، ثم اكتشفوا وجود تشابه بالأسماء بعدما مورس بحقي كل أشكال التحقيق الوحشي لأيام وليالَ طويلة، لم أعرف فيها طعم النوم والحياة، ثم أبقوني شهرًا بالزنازين عاريًا، وحرموني من الحمام حتى أصبت بالجرب، وبعدها ألقوني على جاجز برطعة، ومنذ وصولي إلى جنين يرفضون السماح لي بالعودة لغزة، وكل يوم تصلني أخبار تزيد مأساتي وعذابي، بسبب وضع أسرتي التي قدمت عددًا من الشهداء والجرحى والمفقودين حتى اليوم".


يمسح جواد دموعه وهو يقبل صور أطفاله، يتنتهد ويضغط على سيجارته، ويقول: "من يصدق أين وصلت أوضاعنا وحياتنا، إلى أي جحيم يرسلوننا؟ ألا يكتفون بكل هذا القتل والتدمير والألم، نريد العودة حتى لو عشنا في الخيام، حلمي أن يكون صباحي القادم بين أحضان والديّ وطفليّ وتراب غزة، حتى لو كان آخر أحلام عمري".

دلالات

شارك برأيك

هكذا أمضى جواد حجاج العيد في جنين بعيدًا عن والديه وطفليه في غزة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 27 يونيو 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.75

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.01

شراء 4.0

قرار تجنيد الحريديم.. هل يطيح بحكومة نتنياهو؟

%67

%33

(مجموع المصوتين 3)