فلسطين

الإثنين 08 أبريل 2024 3:46 مساءً - بتوقيت القدس

الفلسطينيون يصارعون في ظل استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة

تلخيص

غزة - (شينخوا)

 ما زال الفلسطينيون يصارعون من أجل البقاء على الرغم من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها مع مرور ستة أشهر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.


ويشتكي الفلسطينيون بأن الحرب قلبت حياتهم رأسا على عقب في ظل انعدام غالبية متطلبات حياتهم الآدمية اليومية والموارد الأساسية التي يحتاجونها مثل الغذاء والماء والكهرباء وكذلك المأوى.


وتشن إسرائيل حربا واسعة النطاق على الجيب الساحلي الذي يؤوي أكثر من 2.3 مليون فلسطيني وذلك في إطار ردها "العنيف" على تنفيذ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما عسكريا مباغتا على البلدات الإسرائيلية ومواقع للجيش الإسرائيلي المحاذية لقطاع غزة.


في هجوم حماس، الذي أدانته غالبية الدول الأوربية وكذلك العربية، قتل حوالي 1200 شخص من بينهم مدنيون إسرائيليون وجنود وأجانب ومزدوجي الجنسية، بحسب ما أعلنت عنه مصادر رسمية إسرائيلية.


إلى جانب ذلك، أسرت حماس وفصائل فلسطينية أخرى مسلحة من بينها الجهاد الإسلامي حوالي 239 شخصا آخرين، وتم إطلاق سراح حوالي 105 منهم في صفقة تبادل مع حماس تنفيذا لبنود هدنة إنسانية استمرت لسبعة أيام في نوفمبر الماضي برعاية مصرية وقطرية وأمريكية.


ومنذ ذلك الوقت، فشلت جميع الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى إتفاق هدنة جديد لتحرير المزيد من الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين ووضع حد لمعاناة السكان المحليين في قطاع غزة الذي وصل إلى حد "التحذير من مجاعة حقيقية تجتاح المنطقة".

 الموت والدمار يتصدران المشهد بغزة
بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، تحولت غالبية محافظات القطاع إلى مناطق منكوبة ومدمرة يصعب على المارة السير بها بسهولة.


فبعد أسابيع وأشهر طويلة من القصف، يقول راجي أبو سلمية من مدينة غزة، بأن معالم مدينته "الجميلة" غابت تماما وتحولت أحياء كاملة داخلها إلى مجرد ركام وحطام، فيما اقتلعت شوارعها من جذورها واستبدلت بحفر كبيرة تحول دون سير المركبات بها".


ويضيف أبو سلمية (35 عاما) وهو أب لثلاثة أبناء "قررت البقاء هنا معتقدا بأن الحرب لن تطول وأننا سنتمكن قريبا من استعادة حياتنا الطبيعة (...) ولكن للأسف كل اعتقاداتي كانت خاطئة ويبدو أن إسرائيل مصرة على تدمير كل شيء هنا ليس فقط البشر ولكن أيضا الحجر".


ولا يتوقف القصف الإسرائيلي الشديد على مدينة غزة والذي يحصد عشرات وأحيانا مئات الأرواح، فيما يزيد من حجم الدمار وتشريد عشرات العائلات التي نزحت أكثر من مرة داخليا.


ويتابع في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن لا نمتلك أي مقومات للحياة هنا فقط الموت والدمار هما اللذان يتصدران المشهد".


وبسبب غياب عدد كبير من الصحفيين عن المدينة والذين أجبروا على النزوح منها إلى المناطق الجنوبية، قرر أبو سلمية بالإضافة إلى العشرات من سكان المدينة تولي زمام الأمور بأنفسهم وتوثيق الدمار غير المسؤول وغير المنطقي ونشره عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي حين يتوفر لديهم الإنترنت.

 مهمة يومية شاقة للحصول على الغذاء


ومع دخول الحرب الإسرائيلية شهرها السابع على التوالي، ما زال إسماعيل الحلو، وهو فلسطيني نازح في مدينة دير البلح وسط القطاع، يعاني كثيرا قبل توفير وجبة طعام لأطفاله الثمانية، مما يجعلها "مهمة شاقة" بالنسبة له.


وعلى مدار ثلاثة أيام أسبوعيا، يضطر الحلو (54 عاما) أن يقف ساعات في طابور طويل في أحد مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالمدينة للحصول على حصته الغذائية لعائلته.


وغالبا ما تكون تلك الحصة "مخيبة للأمل" على حد قوله، وذلك لأنها بالكاد تكفي لشخص واحد وليس لعائلة كاملة.
ويقول إسماعيل لـ ((شينخوا)) "أحيانا يعطونني القليل من الخضراوات التي لا تكفي لإعداد طبق من السلطة، وفي أحيان أخرى يعطونني بسكويت، هل سأطعم أطفالي بسكويت".


ويضيف "كل شيء أصبح مهين في غزة، فلا طعام متوفر ولا كهرباء ولا ماء ولا بيت ولا أي شيء. وبسبب قلة الطعام، فقد جميع أطفالي الكثير من أوزانهم وأنا أخشى أن يصبحوا يعانون من المجاعة الحقيقية وأن يموتوا كما مات العشرات من السكان بسببها".


ومنذ بدء الحرب، قتل أكثر من 33 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من 75 ألف آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة بغزة.


بالإضافة إلى ذلك، توفى أكثر من 30 فلسطينيا من بينهم أطفال وكبار سن بسبب سوء التغذية والجفاف الناتج عن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع ومنع دخول كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفق ما أعلنت عنه مصادر رسمية فلسطينية.

 مستقبل مجهول


وبحسب تقديرات أممية وفلسطينية، فإن حوالي 1.9 فلسطيني نزحوا إلى المناطق الوسطى والجنوبية منذ بدء الحرب، غالبيتهم يعيشون في خيام مؤقتة تم إنشاؤها في المناطق غير المأهولة، فيما لجأ آخرون إلى منازل أقاربهم وعشرات الآلاف إلى المدارس الحكومية وتلك التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين وسط ظروف حياتية صعبة.


وتعيش إيناس الشيخ، وهي نازحة فلسطينية من مدينة غزة، في خيمة أقامتها في منطقة مواصي رفح جنوب القطاع مع أطفالها الستة بعدما فقدت زوجها بإحدى الغارات الإسرائيلية على منزلهم بغزة قبل ستة أشهر.


وتقول إيناس الشيخ (45 عاما) لـ ((شينخوا)) "نحن نفتقد كل شيء هنا، لا يوجد لدينا أدنى مقومات الحياة، ولكن الأكثر صعوبة بالنسبة لي هو عدم توفر الأمان وأننا نواجه مستقبلا مجهولا".


وتضيف بينما كانت تطعم طفلتها الصغيرة "نحن لا نعرف ما الذي ينتظرنا، هل سنعود إلى بيوتنا المدمرة،أم أننا سنبقى مشردون هنا، أم أنه سيتم تهجيرنا إلى مصر، نحن لا نعرف ما هو مستقبلنا ولا مستقبل أطفالنا".


وتشتكي المرأة المكلومة بأن جميع الفلسطينيين بغزة "دفعوا ثمنا باهظا لهذه الحرب دون أن يرتكبوا أي ذنب".

استراتيجيات أممية لمستقبل غزة


ومن جانبها، بدأت وكالات الأمم المتحدة بالفعل وضع استراتيجيات للمستقبل رغم عدم اليقين وذلك بعد ستة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس.


وقال خبراء اقتصاديون فلسطينيون ودوليون في تصريحات لموقع يتبع للأمم المتحدة بإنه إذا بدأت عملية إعادة الإعمار فور انتهاء الحرب وانتهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ومع نمو مستمر بمقدار 10%، سيستغرق القطاع حتى عام 2035 للعودة للمستويات التي كان عليها في 2006 أي قبل الحصار الاسرائيلي للقطاع.


أما في حال العودة إلى الوضع القائم قبل السابع من أكتوبر الماضي، حيث كان معدل النمو السنوي للاقتصاد في قطاع غزة خلال الـ 16 عاما الماضية 0.4 % فقط، فإن القطاع سيحتاج فترة تمتد حتى عام 2092، على حد قول الخبراء الاقتصاديون.
واعتبر الخبراء أن إعادة الإعمار غير الكافية ليست خيارا لسكان غزة، قائلين "نحن بحاجة إلى استعادة الأمل لدى الناس في المستقبل، وأعتقد أن ذلك لن يأتي إلا عبر خطة سياسية شاملة تتضمن حل الدولتين". 

دلالات

شارك برأيك

الفلسطينيون يصارعون في ظل استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 203)

القدس حالة الطقس