يعتقد المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل تخطط لشن غزو بري على لبنان في أواخر الربيع أو أوائل الصيف إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن يوم الخميس.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن لم يذكر اسمه للموقع: "نحن نعمل على افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة". وأضاف "ليس بالضرورة وشيكًا في الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع، احتمال عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة هو احتمال واضح".

وتبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بكثافة عبر الحدود منذ 7 تشرين الأول، وكان المسؤولون الإسرائيليون يلمحون إلى غزو جنوب لبنان إذا لم يتراجع حزب الله عن الحدود. لكن مسؤول الإدارة قال لشبكة CNN إن الاتفاق الذي يدفع حزب الله فقط إلى التراجع لن يكون كافياً لإسرائيل".

وقال المسؤول إن إسرائيل تريد الدخول إلى لبنان “لجز العشب” لتدمير بعض البنية التحتية لحزب الله. وقال المسؤول إنه إذا لم يحدث غزو، فستكون هناك حاجة إلى نوع من المنطقة العازلة حيث يتم نشر قوات من الجيش النظامي اللبناني أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وقال مسؤول ثانٍ في الإدارة إنه في حين أن هناك حديثاً عن حل دبلوماسي، فإن هناك "مجموعة متنامية" داخل الحكومة الإسرائيلية "تقول: مهلاً، دعونا نلقي نظرة على الأمر". وقال المسؤول إن التوغل البري الإسرائيلي يمكن أن يؤدي إلى "تصعيد كبير جدًا لا نعرف حتى أبعاده".

وقد قررت الاستخبارات الأميركية أنه إذا قامت إسرائيل بتصعيد الوضع إلى حرب شاملة، فمن المرجح أنها لن تكون قادرة على التعامل مع قتال حزب الله والحفاظ على العمليات العسكرية في غزة. وهذا يعني أن إسرائيل قد تأمل في التدخل العسكري الأمريكي المباشر إذا تصاعدت الأمور.

وقال تقرير شبكة سي إن إن إن الولايات المتحدة هي الوسيط الرئيسي بين الجانبين، لكن الولايات المتحدة لا تتحدث مباشرة مع حزب الله. والمسؤول الأميركي المكلف بإيجاد حل دبلوماسي هو عاموس هوشستين، الذي ولد في إسرائيل وخدم في قوات الدفاع الإسرائيلية، مما يجعل من غير المرجح أن ينظر إليه حزب الله كوسيط محايد.

وقالت مصادر قريبة من حزب الله إن حزب الله سيوقف الهجمات على شمال إسرائيل إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. لكن إسرائيل تبعث برسالة معاكسة، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن التوقف في غزة سيعني تصعيداً في جنوب لبنان.

واعترف المسؤولون الأميركيون بأن الحرب في لبنان ستفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المتوقع أن يواجه حساباً سياسياً لسماحه بشن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر بمجرد انتهاء العمليات الإسرائيلية في غزة.

وقال مسؤول في الإدارة: «بمجرد انتهاء الحرب، يصل تاريخ انتهاء صلاحيته». “لذلك فهو بحاجة إلى الحفاظ على الانطباع، والحفاظ على الرواية القائلة بأن إسرائيل لا تزال في منتصف الحملة، لمحاولة درء الجهود الرامية إلى إزاحته”.

وعلى الرغم من دوافع نتنياهو لشن حرب إقليمية كبرى ومعدل الضحايا الضخم بين المدنيين في غزة، تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري لإسرائيل. وسبق أن قال مسؤولون أمريكيون لـHuffPost إنهم يعتقدون أن سياسة الرئيس بايدن المتمثلة في المساعدات العسكرية غير المشروطة لإسرائيل يمكن أن تشجع إسرائيل على التوسع في لبنان وتقود الولايات المتحدة إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط.