Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

MISCELLANEOUS

Wed 15 Mar 2023 9:35 pm - Jerusalem Time

The virtue of the last ten days of Ramadan

‏بقلم الدكتورة/دعاء يوسف ‏سلامة
دكتوراه في الحديث الشريف ‏وعلومه


‏ أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ ( كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ‏وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ). ‏
في الحديث الشريف كناية عن اجتهاد الرسول – صلّى الله عليه وسلّم- في العبادة، وإنما خَصَّ بذلك – ‏صلّى الله عليه وسلّم- آخر رمضان لِقُرْب خروج وقت العبادة فيجتهد فيه؛ لأَنّه خاتمة العمل والأعمال ‏بخواتيمها.‏


إننا نتفيَّأ ظلال العشر الأواخر من شهر البرّ والخير والطاعة، والتي هي من أفضل الأيام عند الله ‏سبحانه وتعالى، تتضاعف فيها الحسنات، وتتنزل فيها الرحمات، وتُجَاب فيها الدعوات. ‏
لقد كان للعشر الأواخر من رمضان أهمية كبيرة عند النبي – صلّى الله عليه وسلّم-، فقد كان يخصُّها ما ‏لا يخصُّ غيرها بأعمال يعملها في بَقِيَّة الشهر، ومن هَدْيه – صلّى الله عليه وسلّم- في هذه الأيام الفضيلة ما ‏يلي: ‏
‏- الاجتهاد في العبادة: فقد كان – صلّى الله عليه وسلّم- يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، كما جاء ‏في الحديث الشريف عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي ‏الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ). (أخرجه مسلم)، وهذا شامل للاجتهاد في جميع أنواع العبادة من صلاة ‏وقراءة للقرآن والذكر والصدقة وغيرها. ‏
‏- إحياء الليل : فإذا جاء رمضان كان – صلّى الله عليه وسلّم – يقوم ليله وينام، حتى إذا ما دخلت ‏العشر الأواخر أحيا مُعظم ليله، بياناً لعظيم فضلها، كما جاء في الحديث الشريف عن عائشة – رضي الله ‏عنها-: (كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخلِطُ العِشرينَ بصَلاةٍ ونَومٍ، فإذا كان العَشرُ، شمَّرَ وشدَّ المِئزَرَ‎ ‎‏). ‏‏(أخرجه أحمد).‏
‏- إيقاظ أهله: مما يَدُلّ على فضل العشر الأواخر من رمضان أَنَّ النبي – صلّى الله عليه وسلّم- كان ‏يُوقظ أهله فيه للصلاة والذكر، حرصاً على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة، كما جاء ‏في الحديث عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- قال: (كَانَ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوقِظُ ‏أهلَه‎ ‎في‎ ‎الْعَشْرِ الأَواخِرِ‎ ‎من رمضانَ). ( أخرجه الترمذي).‏
‏-شدّ المئزر: والمراد به اعتزاله النساء للتفرّغ للعبادة، كما جاء في الحديث الشريف عن علي بن أبي ‏طالب – رضي الله عنه- قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، وَيَرْفَعُ ‏الْمِئْزَرَ‏).( أخرجه أحمد).‏


‏- الاعتكاف: والاعتكاف هو لزوم المسجد للتفرّغ لطاعة الله عزَّ وجلَّ، وهو من السُّنَن الثابتة بكتاب ‏الله وسُنّة رسوله – صلّى الله عليه وسلّم-، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي ‏الْمَسَاجِدِ}.( البقرة:187)، وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال : (كَانَ النَّبِيُّ -صلّى الله ‏عليه وسلّم- يَعْتَكِفُ كُلَّ رَمَضَانَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا). ( أخرجه ‏البخاري) ‏، والمقصود من الاعتكاف انقطاع العبد عن الناس ليتفرّغ لِشَتَّى أنواع العبادات من صلاة وذكر ودعاء ‏وقراءة القرآن، طلباً لرضا الله وفضله، وإدراك ليلة القدر.‏
‏- تحرّي ليلة القدر: في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر التي شرَّفها الله عزَّ وجلَّ على غيرها ‏من الليالي بإنزال القرآن الكريم فيها ، فهي ليلة خير من ألف شهر، وقد حثَّ النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- ‏على تحرِّيها، كما جاء في الحديث الشريف عن عائشة – رضي الله عنها – أَنّ رسول الله – صلّى الله عليه ‏وسلّم – قال: ( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِن الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ).(أخرجه البخاري)، وعن أبي هريرة ‏‏– رضي الله عنه- عن النبي – صلّى الله عليه وسلّم- قال: ( مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَيُوَافِقُهَا - أُرَاهُ قَالَ - إِيمَانًا ‏وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ ‏).( أخرجه مسلم)‏ ‏.‏ ‏
إِنَّ في العشر الأواخر فرصة لمن لم يُحسن العمل في أوائل شهر رمضان المبارك، فيعوِّض فيها ما ‏فاته من تقصير، بالاجتهاد في العبادة ومزيد التقرّب من الله سبحانه وتعالى، وليكن لكم في رسول الله – صلّى ‏الله عليه وسلّم – الأسوة الحسنة، فاعرفوا رحمكم الله لهذه العشر فضلها، ولا تُضَيِّعوها فوقتها ثمين، وخيرها ‏ظاهر مُبين .‏

اللهم وَفِّقْنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين
‏ برحمتك يا أرحم الراحمين

وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

Share your opinion

The virtue of the last ten days of Ramadan