عربي ودولي

الإثنين 11 سبتمبر 2023 5:59 مساءً - بتوقيت القدس

رغم مرور 22 عاما على حدوثها، لا تزال تداعيات هجمات 11 أيلول تؤرق الأميركيين

واشنطن - "القدس"دوت كوم – سعيد عريقات

مع حلول الذكرى السنوية الثانية والعشرين لهجمات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة لا تزال الولايات المتحدة تضمد جراحها من هذه الهجمات المميتة على رموز المال والتجارة والقوة الأميركية العسكرية الخارقة في تدمير مركز التجارة العالمي في قلب مدينة نيويورك، وبناية وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قرب العاصمة الأميركية، على يدي 19 خاطفا إرهابيا ، حين استفاق الأميركيون صباح الثلاثاء 11 أيلول 2001، على خبر تعرض الولايات المتحدة لأربع هجمات إرهابية منسقة نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي الذي كان يرأسها أسامة بن لادن.


وأحيت الولايات المتحدة الذكرى 22 في أماكن عدة في الولايات المتحدة ، أهمها واشنطن العاصمة ونيويورك، للاعتداء الأقوى على أراضي الولايات المتحدة في تاريخ وجودها، والذي ذهب ضحيته ثلاثة آلاف أميركي، حيث عمد الخاطفون لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك، وطائرة ثالثة في مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في أرلينغتون بولاية فيرجينيا.


أما الطائرة الرابعة، وكانت على الأرجح تحاول التوجه إلى مبنى الكابيتول أو البيت الأبيض، فقد تحطمت في إحدى غابات ولاية بنسلفانيا، إثر اندلاع عراك بين ركاب الطائرة وخاطفيها.


وبعد مرور أكثر من عقدين من الزمن على تلك الهجمات ، ، وبتكلفة مذهلة بلغت 8 تريليون دولار ومقتل ما يقرب من 5 ملايين شخص (حول العالم)، لا يزال رعب الأحداث وتداعياتها يطارد ألأميركيين، الذي فقدوا حيزا كبيرا من حرياتهم الشخصية بسبب الهجوم. 


ورغم انحسار الصراعات العلنية في "الحرب العالمية على الإرهاب" مع رحيل الولايات المتحدة من العراق وأفغانستان، يقول الخبراء أنه يمكن إرجاع العديد من التوترات والاضطرابات السياسية اليوم بشكل مباشر إلى القوى التي تحركت أثناء الحرب العالمية التي قادها حلف شمال الأطلسي. ويستمر تمويل مكافحة الإرهاب في التدفق مع قيود قليلة، ما يعزز قوات الأمن والصناعة العسكرية العالمية. كما يسلط تصاعد الانقلابات المستمرة في غرب إفريقيا الضوء على مأزق المساعدات الغربية التي تدعم المؤسسات العسكرية على حساب الحكم المدني.


وفي شمال العالم، يدعو خبراء مكافحة الإرهاب، بعد أن أعادوا تصنيف أنفسهم باعتبارهم خبراء أمنيين شموليين، إلى إتباع نهج أكثر تشددا في مواجهة الصين وروسيا.


وعلى نحو مماثل، في آسيا الوسطى، اختلقت الشبكات والمنظمات العالمية صناعة مساعدات تنموية لا تتماشى دائماً مع احتياجات الشعوب على الأرض، ولكن الكلمات الطنانة مثل "الإرهاب" و"الأمن" أصبحت بمثابة موسيقى تطرب آذان المانحين الدوليين. وفي الوقت نفسه، وفي أماكن متنوعة مثل نيبال، يمكن الشعور بتموجات الحرب العالمية على الإرهاب بشكل مباشر مع إحياء معاهد تدريب الجورخا، التي كانت تستخدمها قوات التحالف ذات يوم في العراق وأفغانستان، ولكنها الآن تحت تصرف شركات الأمن الخاصة.


وإلى جانب بصمتها العسكرية، أنتجت الحرب العالمية على الإرهاب موجة شديدة القسوة من المنطق الأمني والأطر القانونية الغازية. فمن المملكة المتحدة وفرنسا إلى الهند وإندونيسيا، استحضرت الدول "لحظات 11 أيلول " الخاصة بها في أعقاب حوادث الإرهاب المحلية، كاشفة عن سلسلة من القوانين القمعية التي لا تزال سارية. وقد سمحت هذه المراسيم باعتقالات لفترات طويلة دون محاكمة، وانتهاكات واسعة النطاق للخصوصية تتطلب التنازل عن الحرية من أجل الأمن. كما أعاد زعماء آسيا الوسطى والشرق الأوسط، رغم توجهاتهم السلطوية، تصوير أنفسهم باعتبارهم لا غنى عنهم في البنية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة، مستفيدين من روح الحرب العالمية على الإرهاب لقمع المعارضة الداخلية.


وحتى في أمريكا اللاتينية، التي تبدو بعيدة عن مركز أحداث 11 أيلول ، استخدمت الحكومات هذه الأدوات القانونية كسلاح ضد مجموعة واسعة من الخصوم المفترضين، بما في ذلك المجتمع المدني والمنظمات الشعبية، فيما يظل المسلمون في جميع أنحاء العالم في مرمى النيران، حتى مع تراجع أصداء أحداث 11 أيلول.  


أما مروجو نظريات المؤامرة ، فلا يزالون يتداولون قصصا ومزاعم ظهرت منذ اللحظات الأولى لوقوع الهجمات، تلقي باللوم على مراكز ودول ومؤسسات مختلفة. ومن بين النظريات هذه، واحدة تحدثت أن برجي التجارة العالميين سقطا نتيجة انفجارات متعمدة في أساساتهما وليس بسبب اصطدام الطائرتين المختطفتين ، حيث ساعد انهيار مبنى مركز التجارة العالمي 7، وهو ناطحة سحاب مكونة من 47 طابقا في محيط البرجين التوأمين، في انتشار العديد من نظريات المؤامرة. وانهار هذا المبنى، الذي يضم مكاتب وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع ومكتب إدارة الطوارئ، بعد ساعات من انهيار البرجين التوأمين دون أن تضربه طائرة أو يستهدف بشكل مباشر.


لكن في عام 2008، خلص تحقيق أجراه المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا استغرق ثلاث سنوات، أن البرج انهار بسبب حرائق كثيفة وخارجة عن السيطرة استمرت لما يقرب من سبع ساعات، بدأت بسبب الحطام الناتج عن سقوط البرج الشمالي القريب.


كذلك سادت ادعاءات على نطاق واسع بأن "وقود الطائرات لا يمكنه إذابة العوارض الفولاذية" التي يتكون منها برجا التجارة العالميين، مما يشير إلى أنهما ربما تعرضا للهدم بالمتفجرات. ولكن وفقا لتقرير رسمي، فإن الطائرات التي ارتطمت بهما ألحقت أضرارا كبيرة بأعمدة الدعم في كلا البرجين وأزاحت المواد المقاومة للحريق.


بالإضافة إلى ذلك، وصلت درجة حرارة الحرائق إلى ألف درجة مئوية في بعض الأجزاء، مما تسبب في تشوه العوارض الفولاذية وانهيار المبنيين في نهاية المطاف.

دلالات

شارك برأيك

رغم مرور 22 عاما على حدوثها، لا تزال تداعيات هجمات 11 أيلول تؤرق الأميركيين

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 218)

القدس حالة الطقس