فلسطين

السّبت 12 أغسطس 2023 10:24 صباحًا - بتوقيت القدس

شهود يروون لـ"القدس" تفاصيل عملية إعدام الشهداء جنوب جنين

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي

في بضع ثوانٍ، قطعت وحدات المستعربين الإسرائيلية الخاصة بواسطة مركبات محلية تحمل لوحات فلسطينية، الشارع الرئيسي جنين – نابلس، قرب قرية "بئر الباشا"، وشرعت بإطلاق زخات كثيفة من الرصاص نحو مركبة من نوع "بيجو 2006"، ثم استهدفت مركبة أخرى بالمزيد من الرصاص، في عملية إعدام زعم جيش الاحتلال في بيانه أنها استهدفت خلية فلسطينية كانت في طريقها لتنفيذ هجوم.


وخلال لحظات، تحولت المنطقة لعسكرية مغلقة بعدما زج الاحتلال بالمزيدات من التعزيزات العسكرية لمساندة الوحدة الخاصة التي نفذت العملية بالتعاون مع جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك"، بينما عمت أجواء من الغضب والاستنفار في منطقة جنين في ظل سيطرة الاحتلال على المنطقة وعدم توفر معلومات عن المستهدفين قبل اعلان الاحتلال عن تصفيته لثلاثة مقاومين، في وقت احتجز طواقم الاسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ومنعها من الوصول للمركبة.


المواطن أبو علام الذي يقع منزله في المنطقة، قال لـ "القدس" دوت كوم: فجأة سمعنا صوت اطلاق نار كثيف في المنطقة المزدحمة بالمركبات، إلا أن جنود الاحتلال لم يراعوا أي معايير وأطلقوا النار بدون توقف على مركبة انحرفت عن مسارها، وكل من بداخلها باتوا بلا حركة، وتم إعدامهم فورًا.


في مسرح العملية، كان يمر المواطن سامر محمود بمركيته مع أسرته، وفوجيء من هول ما شاهده، ويقول: كنت أقود مركبتي بشكل طبيعي، وبأعجوبة نجوت من الكمين، فقد فوجئت بثلاثة مركبات فلسطينية، تتوقف وسط الطريق، واحدة على بعد أمتار منا، والثانية والثالثة أغلقتا الشارع، وقبل التفكير بما يحدث، شاهدت 10 جنود مسلحين بزيهم العسكري، يفتحون نيران أسلحتهم دون توقف نحو مركبة من نوع بيجو، و لا أعلم كيف توقفت وتراجعت للخلف، واستمر الجنود باطلاق النار على المركبة التي توقفت ولم نتمكن من رؤية من فيها، ورغم عدم ظهور أي حركة، لم يتوقف اطلاق النار عليها، ثم على مركبة أخرى، خرجت عن الشارع وارتطمت بالأشجار قرب الرصيف".


خلال ذلك، ظهرت مجموعة أخرى من الوحدات الخاصة بمركبات فلسطينية، لمساندة وحدة الاعدام، وأغلقت الشارع الرئيسي من مدخل بلدة عرابة وتقاطع الدوار الرئيسي حتى مسرح العملية، وأطلقوا النار نحو الجموع الفلسطينية التي احتشدت في حالة ذهول وصدمة من هول المشهد مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة استمرت حتى اقتحمت قوات كبيرة من الاحتلال المنطقة عبر دوريات عسكرية  وفرضت كما أفاد الشهود، حصاراً مشدداً عليها، كما توجهت قوة أخرى لموقع مسرح الجريمة.


لم ينتهي المشهد عند تلك اللحظة، وذكر الشهود لمراسل "القدس" دوت كوم، أن الاحتلال احتجز سيارات الاسعاف الفلسطينية التي هرعت للموقع ومنعها من دخوله، وبعد 15 دقيقة، والتأكد من عملية الاعدام، تقدم الجنود الذين أطلقوا النار نحو المركبة.


وبحسب الأهالي، قام جنود الاحتلال بتفتيش جثامين الشهداء والمركبتين، ثم سحبوا مركبة البيجو التي كان بداخلها الشهداء الثلاثة إلى حاجز "دوثان" العسكري قرب  بلدة عرابة، ورصد النشطاء الذين وثقوا الجريمة أن الرصاص اخترقها  بكثافة من كل الجهات وسط تقديرات أن أكثر من 100 رصاصة أطلقت نحو المركبة لاكمال عملية الاعدام.


بعد انسحاب قوات الاحتلال وسحب المركبة، عثر الأهالي على مقربة منها على أجزاء من أدمغة الشبان على الأرض، ناجمة عن تفجير رؤوسهم بإطلاق النار عليهم من النقطة صفر.


وأثار احتجاز الاحتلال لجثامين الشهداء الغضب، وخرجت حينها مسيرات حاشدة في مخيم ومدينة جنين وقرية جلقموس، حملت الاحتلال المسؤولية عن جريمة الاعدام، وطالبت بتسليم جثامين الشهداء الثلاثة وهم : نايف جهاد أبو صويص (26 عاماً)، والمقاوم خليل ( لؤي) نزار نمر أبو ناعسة (24 عاماً)، والطفل براء أحمد فايز القرم (15 عاماً) من قرية جلقموس شرق جنين.

دلالات

شارك برأيك

شهود يروون لـ"القدس" تفاصيل عملية إعدام الشهداء جنوب جنين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 08 مايو 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.22

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 232)

القدس حالة الطقس