أهملت الجمعية العامة (المجلس النيابي) في ولاية جورجيا إصدار تشريع يتبنى تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) المثير للجدل لمعاداة السامية (الذي يصنف انتقاد الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين كمعاداة للسامية) في الشهر الماضي، للمرة الثالثة في ضربة موجعة لمساعي اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.  إنها المرة الثالثة التي يفشل فيها مشروع القانون هذا.

ومن المتوقع إعادة تقديمها مرة أخرى في المستقبل القريب كون أن اللوبي الإسرائيلي لا يكل ولا يمل.

لطالما حذر النشطاء والأكاديميون وجماعات حقوق الإنسان من أنه يمكن بسهولة استخدام التعريف كأداة لخنق الخطاب المؤيد لحق الفلسطينيين في النضال ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي ، وذلك بسبب موض صياغته والأمثلة المعاصرة المتعلقة بانتقاد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

"نحن لسنا قلقين بشأن استخدام القانون لتجريم الكلام ضد إسرائيل" ، هذا ما ورد في مقال رأي في صحيفة أتلانتا جورنال-دستور من سكان يهود معنيين قبل التصويت. "نحن على يقين من أنه سيتم اعتباره غير دستوري إذا تم استخدامه بهذه الطريقة. . . ما يقلقنا هو تهمة معاداة السامية التي سيتم فرضها على الأشخاص الذين يتحدثون علانية ضد انتهاكات حقوق الإنسان في إسرائيل ، وخاصة الطلاب والأساتذة في الجامعات الذين يعملون من أجل العدالة في فلسطين ".

على الرغم من هذه المعارضة ، صاغت النائبة الديمقراطية في جورجيا إستر بانيتش (المشرعة اليهودية الوحيدة في الولاية) القضية على أنها مسألة بسيطة تتعلق بقمع معاداة السامية.

وقالت بانيتش لموقع ألجامينلر The Algemeiner المؤيد لإسرائيل على الإنترنت: "كان من المدمر مشاهدة مجلس الشيوخ الجورجي ، للسنة الثانية على التوالي ، يتجاهل صرخات الجالية اليهودية في جورجيا طلبا للمساعدة وسط تصاعد معاداة السامية". "ولكن إذا كنت تعتقد أننا انتهينا ، فأنت مخطئ. أولئك الذين يسعون لإيذاء اليهود ينتهي بهم الأمر دائمًا إلى سلة مهملات التاريخ ، لكن علينا أن نمنع الضرر الذي يتسببون فيه في طريقهم إلى هناك. كان من الممكن أن يجعل التشريع المذكور التعرف عليهم أسهل ، على الرغم من أنهم تفوقوا على أنفسهم مؤخرًا. يقول لنا اليمين المتطرف أن نعود إلى إسرائيل ويريد أقصى اليسار تدمير إسرائيل. لن يسود أي منهما". فواتير IHRA عبر البلاد

ومات مشروع قانون جورجيا (تشريعيا) بعد فترة وجيزة بعد أن أصبحت ولاية فيرجينيا وولاية أركنساس أحدث ولايتين تتبنيان  التعريف الذي يهدف إلى تجريم انتقاد إسرائيل، وفقًا للجنة اليهودية الأميركية ، كما اعتمدت 29 ولاية بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا التعريف من خلال الإعلان أو الأمر التنفيذي أو التشريع.

يذكر أن التعريف العملي "للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)" ، والذي تم تطويره لأول مرة في عام 2016 ، يتبنى تفسيرًا غامضًا لمعاداة السامية ، ويعتبر انتقاد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين أو وصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري ، كمواقف معادية للسامية.

ولطالما حذر النقاد من أنه يمكن استخدام التعريف العملي كأداة لقمع الدعوة إلى قيام دولة فلسطينية حيث وجه أكثر من 100 منظمة من منظمات المجتمع المدني رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مطلع الأسبوع تحث الأمم المتحدة على عدم اعتماد هذا التعريف.

تقول الرسالة: "غالبًا ما يتم تأطير تبني التعريف من قبل الحكومات والمؤسسات كخطوة أساسية في الجهود المبذولة لمكافحة معاداة السامية". "من الناحية العملية غالبًا ما يتم استخدام تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لوصف انتقاد إسرائيل بشكل خاطئ بأنه معاد للسامية ، وبالتالي قمع الاحتجاج غير العنيف والنشاط والخطاب الذي ينتقد إسرائيل و / أو الصهيونية ، بما في ذلك في الولايات المتحدة و أوروبا".

يذكر أنه في عام 2019 ، وقع الرئيس السابق دونالد ترامب على أمر تنفيذي يفرض على الوكالات الفيدرالية النظر في تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) أثناء تطبيق المادة السادسة من القانون التعليمي الأميركي عبر المدارس والجامعات في الولايات المتحدة. ودفعت هذه الخطوة عددًا من الجماعات الموالية لإسرائيل إلى استخدام القرار كوسيلة لرفع دعاوى تمييز ضد الجامعات.