واشنطن –"القدس" دوت كوم- سعيد عريقات-دعا الرئيس جو بايدن، خلال خطاب "حالة الاتحاد"، مساء الثلاثاء، أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين إلى العمل معا، وذكر بالنجاحات الاقتصادية التي حققتها إدارته خلال عامين، كما أشاد بقوة وصلابة الديمقراطية الأميركية.

واستخدم الرئيس بايدن خطاب حالة الاتحاد، وهو الخطاب الأول الذي يلقيه أمام الكونجرس الأميركي بشقيه منذ فوز الحزب الجمهوري بأغلبية بسيطة في مجلس النواب في تشرين الثاني الماضي، لحث الكونجرس المنقسم حديثًا على "إنهاء المهمة" لمساعدة الأمة من خلال سلسلة من المحاكمات التاريخية.

لكن نداءه من أجل الشراكة بين الحزبين ترافق أيضًا مع تناقض ضمني مع العناصر المتطرفة للحزب الجمهوري .

وكرس بايدن معظم خطابه للحديث عن الاقتصاد الأميركي والأمور الداخلية ووصفاته للحافظ على الولايات المتحدة القوة الأقوى في العالم، ولم يأت على ذكر السياسة الخارجية التي خص به الحرب الروسية الأوكرانية، والتنافس مع الصين إلا في نهاية الخطاب ولدقائق تعد على أصابع اليد الواحدة.

وحول الحرب الروسية الوكرانية، قال بايدن :"لقد تحدثت من هذه القاعة قبل عام واحد ، بعد أيام فقط من شن فلاديمير بوتين العنان لحربه الوحشية ضد أوكرانيا...هجوم قاتل يستحضر صور الموت والدمار الذي عانت منه أوروبا في الحرب العالمية الثانية".

وأضاف بايدن "كان غزو بوتين بمثابة اختبار على مر العصور. اختبار لأميركا... اختبار للعالم...هل نقف مع أبسط المبادئ؟ هل ندافع عن السيادة؟ هل ندافع عن حق الناس في أن يعيشوا متحررين من الاستبداد؟ هل ندافع عن الديمقراطية؟! لأن مثل هذا الدفاع يهمنا لأنه يحافظ على السلام ويمنع الموسم المفتوح للمعتدين المحتملين لتهديد أمننا وازدهارنا. بعد عام واحد ، عرفنا الجواب؛ نعم ، سنفعل ونعم ، فعلنا".

وقال : "معًا ، فعلنا ما تفعله أمريكا دائمًا في أفضل حالاتنا: وحدنا حلف الناتو وأقمنا تحالفًا عالميًا وقفنا ضد عدوان بوتين.؛وقفنا مع الشعب الأوكراني أميركا متحدة في دعمنا لأوكرانيا، مهما طال الوقت ، حيث أن أمتنا تعمل من أجل مزيد من الحرية ، ومزيد من الكرامة ، ومزيد من السلام ، ليس فقط في أوروبا ، ولكن في كل مكان".

وحول التنافس مع الصين ، قال بايدن :"قبل أن أتولى منصبي ، كانت القصة تدور حول كيفية زيادة جمهورية الصين الشعبية من قوتها وهبوط أمريكا في العالم؛ ولكن ليس بعد الآن، ولقد أوضحت مع الرئيس شي جينبنج أننا نسعى إلى المنافسة وليس الصراع".

وأضاف "لن أقدم أي اعتذار لأننا نستثمر لجعل أمريكا قوية.. الاستثمار في الابتكار الأميركي ، في الصناعات التي ستحدد المستقبل ، وحكومة الصين عازمة على الهيمنة...الاستثمار في تحالفاتنا والعمل مع حلفائنا لحماية تقنياتنا المتقدمة حتى لا يتم استخدامها ضدنا".

وقال : "اليوم ، نحن في أقوى مركز منذ عقود للتنافس مع الصين أو أي شخص آخر في العالم، وأنا ملتزم بالعمل مع الصين بما يخدم تعزيز المصالح الأميركية وإفادة العالم".

وحول إسقاط المنطاد الصيني يوم السبت الماضي ، قال بايدن " لكننا لا نخطئ، كما أوضحنا الأسبوع الماضي ، إذا هددت الصين سيادتنا ، فسنعمل على حماية بلدنا، كما فعلنا".

وتعهد بتحديث القوات المسلحة الأميركية للحفاظ على الاستقرار وردع العدوان.

وكان بايدن بدأ الرئيس خطابه بممازحة رئيس البرلمان، الجمهوري كيفن مكارثي، قائلا "أهنئك كيفن مكارثي على فوزك برئاسة مجلس النواب، ومع أنني لا أريد تشويه سمعتك، إلا أنني أتطلع للتعاون معك"، كما أشاد برئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي قائلا إنها كانت "أفضل رئيس في تاريخ الكونجرس". 

وذكر بايدن بحالة الاقتصاد حينما تولى الرئاسة قبل عامين، مؤكدا "الاقتصاد كان مترنحا، لكننا استحدثنا في عامين 12 مليون وظيفة وهو ما لم يحققه أي رئيس خلال أربع سنوات".

وتابع "نحن الأمة الوحيدة التي تخرج من الأزمات أقوى في وضع أقوى مما كانت عليه في السابق".

وقال "أعدنا الوظائف والكرامة بعد أربع سنوات من الفوضى الاقتصادية".

وحول كوفيد قال بايدن إن "كوفيد لا يتحكم بحياتنا كما في السابق حينما عطل المصانع وسرق الكثير من تجربة الدراسة في المدارس".

وأضاف "كما أن ديمقراطيتنا كانت مهددة قبل عامين والآن أثبتنا أن جذور ديمقراطيتنا لم تنحنِ ولم تكسر".

وأشاد الرئيس بالنجاحات التي حققها تعاون الديمقراطيين والجمهوريين، ودعا الجمهوريين إلى العمل والتعاون مضيفا قوله: "عملنا سويا في الكونغرس الماضي ولا يوجد سبب يمنعنا من ذلك في هذا الكونغرس".

وتابع "النزاع من أجل النزاع والسلطة من أجل السلطة لن يحقق أية نتائج"، داعيا إلى استعادة روح الأمة وبناء "العمود الفقري للأمة، وهي الطبقة الوسطى".

ولم يأت الرئيس الأميركي في خطابه الذي استمر أكثر من 75 دقيقة على ذكر الزلزال المدمر الذي ألم بسوريا وتركيا أو مسائل الشرق الأوسط.