عربي ودولي

الثّلاثاء 07 فبراير 2023 3:30 مساءً - بتوقيت القدس

الزلزال يجبر سوريين على ترك منازلهم بعدما صمدوا فيها خلال سنوات الحرب

حلب، سوريا - (شينخوا) "أكثر من عشر سنوات من الحرب لم تستطع إجبارنا على مغادرة منازلنا، لكن هذا الزلزال الذي دام ثواني دفعنا جميعا إلى الخارج"، بهذه الكلمات لخص الخمسيني السوري جوهر جروج أوجاعه بعد الزلزال المميت الذي ضرب الاثنين أجزاء من سوريا وتركيا المتجاورتين.


واستيقظ جوهر (57 عاما)، مثله مثل جميع ضحايا الزلزال المميت، على وقع اهتزاز منزله في حي السليمانية في مدينة حلب القديمة، واعتقد في البداية، هو وأفراد آخرون من عائلته أنها هزة بسيطة وقرروا مواصلة النوم.


إلا أن موجة زلزالية أخرى وقعت مباشرة بعد الموجة الأولى وكانت قوية جدا لدرجة أن جوهر وأفراد عائلته اضطروا إلى النزول إلى الشوارع.


وعندما انتهى الزلزال، تعرض المبنى الذي يسكنون فيه لبعض التشققات وأصبح من الخطر البقاء فيه، لذلك لجأ جوهر إلى دير الأخوين ماريان في حلب.


وقال جوهر لوكالة أنباء ((شينخوا))، على الرغم من العثور على مأوى، إلا أنه وأفراد عائلته لم يتمكنوا من النوم، بعد اللحظات المرعبة التي عاشوها بسبب الزلزال.


وأضاف "لم ننم منذ الأمس حتى الآن بسبب التعب والرعب، حتى أطفالي الصغار لا يستطيعون النوم، لقد كان الأمر رعبا كبيرا".


وشهدت حلب على مدار سنوات الأزمة التي اندلعت في سوريا عام 2011، مواجهات عنيفة بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على الأحياء الشرقية منها إلى أن استعاد الجيش السوري السيطرة على كامل المدينة في 2016.


وتضررت البنى التحتية والكثير من المباني السكنية في تلك الأحياء بسبب الأعمال القتالية التي دارت فيها.


واضطر سامر سامحني، وهو أب لخمسة أطفال، إلى مغادرة منزله في منطقة "مساكن السبيل" واللجوء إلى الدير بعد تعرضه أيضا إلى تشققات في الجدران والسقف بسبب الزلزال.


وقال سامر لـ ((شينخوا))، إنه شخصيا لم يختبر أي شيء من هذا القبيل طوال حياته وأثناء الحرب السورية طويلة الأمد، مؤكدا أن خوف وصراخ أطفاله كان أكثر ما يخيفه.


وأضاف الرجل "في هذه الحالة الصعبة والمرعبة، أجبرت على المغادرة لأحمي أطفالي، لقد كان شيئا قويا، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أشهد فيها مثل هذا الشيء".


وتابع "شعرت بالخوف على الأطفال عندما كانوا يصرخون خوفا مما جعلني أكثر خوفا".


واستقبل دير الأخوين ماريان أكثر من 750 نازحا منذ صباح الاثنين بحسب جورج السباعي مدير الدير الذي أكد تزويد الضيوف بكل ما يحتاجون إليه.


وقال جورج لـ ((شينخوا))، "منذ الصباح استقبلنا أكثر من 750 شخصا وافتتحت جميع قاعات الدير وقدمنا وجبات الإفطار والغداء والعشاء، كما قدمنا التدفئة والأهم من ذلك السلامة حتى يشعر الناس بالأمان بعد هذا اليوم العصيب".


وضرب زلزال بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر فجر أمس (الاثنين) منطقة لواء إسكندرون، تلاه زلزال آخر بقوة 6.4 درجة في منطقة طوروس على الحدود السورية التركية وعدد من الهزات الارتدادية الأضعف شدة، تأثرت بها محافظات سورية عدة وتضرر عدد من الأبنية، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية.


وأعلنت وزارة الصحة السورية اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 812 قتيلا و1449 مصابا في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس، وذلك في حصيلة غير نهائية، وسط توقعات رسمية بزيادة أعداد القتلى والمصابين مع تواصل جهود الإنقاذ والإغاثة.

دلالات

شارك برأيك

الزلزال يجبر سوريين على ترك منازلهم بعدما صمدوا فيها خلال سنوات الحرب

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 203)

القدس حالة الطقس