عربي ودولي

الثّلاثاء 06 ديسمبر 2022 4:48 مساءً - بتوقيت القدس

منظمة "جي ستريت" تحذر أن حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية ستقسم اليهود الأميركيين

واشنطن –"القدس" دوت كوم- سعيد عريقات- أنهت منظمة "جي-ستريت  J Street" التي تلقب نفسها ب"اللوبي الإسرائيلي الذي يؤمن بحل الدولتين، وإنهاء الاحتلال" مؤتمرها الرابع عشر، اليوم الثلاثاء، محذرةً من تشكيل "حكومة إسرائيلية هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، ومشيرة إلى أنه أصبح من الواضح بشكل متزايد أن بعض الشخصيات الأكثر تطرفًا في السياسة الإسرائيلية اليوم ستكافأ بأدوار رئيسية وسن سياسات متطرفة في صراع مباشر مع الولايات المتحدة بشأن المصالح والقيم ومع المبادئ التأسيسية للديمقراطية الإسرائيلية".


وكان رئيس وزراء إسرائيل المنتخب بنيامين نتنياهو قد وافق على تعيين مؤيد الإرهاب المدان إيتامار بن غفير من حزب القوة اليهودية كرئيس لـ "وزارة الأمن القومي" التي أعيدت تسميتها وتوسيعها والتي ستشرف ليس فقط على الشرطة الداخلية الإسرائيلية ، بل ستتولى زمام الأمور من قوة حرس الحدود في الضفة الغربية المحتلة ، وهو الذي لوح الشهر الماضي (بن غفير)  بمسدس في أحد أحياء القدس الشرقية المحتلة ، وصرخ للشرطة لفتح النار على المتظاهرين الفلسطينيين الذين يعيشون هناك - الآن سيكون مسؤولاً عن قوات الشرطة تلك.


وحذرت منظمة جي-ستريت من أنه "يتم وضع المتطرفين لتقويض التعددية التي تعتز بها إسرائيل ، حيث من المقرر أن يكون آفي ماعوز ، المعروف بنشاطه المناهض لمجتمع الميم وإنكار شرعية اليهودية غير الأرثوذكسية ، نائب وزير مسؤول عن سلطة جديدة مسؤولة عن الهوية اليهودية"


بدوره حذر جيريمي بن عامي، المدير التنفيذي للمنظمة، من أن "إن دعم اليهود الأميركيين لإسرائيل فيما تنتهك حقوق الإنسان للفلسطينيين يقوض القيم اليهودية ويتسبب في هجرة قطاعات واسعة خارجة دائرة العمل من أجل إسرائيل".


وأعلن بن عامي عن تحول رئيسي في سياسة المنظمة بدعوته  لتقييد المساعدة الأميركية لإسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني ، والابتعاد عن التأكيد على حل الدولتين.


وقال بن عامي: "ربما حان الوقت لبعض المراقبة الجادة والمساءلة حول كيفية استخدام مساعدتنا لإسرائيل فعليًا".


وقارن بن عامي بين ما يجري في فلسطين وما يجري في أوكرانيا تحت الغزو الروسي وقال إنه يتعين علينا التأكد من أن "أموال الضرائب الأميركية لا تُستخدم في التحريض على بناء المستوطنات أو هدم المنازل أو أي أعمال أخرى تعمق الاحتلال (في الأراضي الفلسطينية)".


وقال: "إن مثل هذه المساءلة "هي أمر أساسي لبقاء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة كما هي".


وقال موضحاً: "نعتقد أن مجتمعنا - لمصلحته الخاصة أكثر من مصلحة إسرائيل - يجب أن يتجذر في هويته في التزام ليس بعلم أو قطعة أرض (محددة) ولكن بمجموعة من المبادئ والقيم" محذرًا "إذا لم نفعل ذلك، فسنشهد خروج قطاعات كبيرة من مجتمعنا (اليهود الأميركيين)، لن يبتعدوا فقط عن التعامل مع إسرائيل - فهذا يحدث بالفعل. سوف يبتعدون عن الجالية اليهودية نفسها".


قال بن عامي: "إن الدعم الأعمى لإسرائيل من قبل  AIPAC (منظمة اللوبي الإسرائيلي القوية)  وغيرها من المنظمات اليهودية القديمة يشكل "أزمة أساسية" للحياة اليهودية في أمريكا لأنه يتعارض مع القيم اليهودية الليبرالية التقليدية".


وقد ردت إيباك على بن عامي بالقول : "إن منظمة جي ستريت تقف ضد إسرائيل".  


أعطت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بن عامي الافتتاح، قال بن عامي: "إن الحكومة الإسرائيلية المقبلة "يبدو من المرجح أن تتخذ المزيد من الإجراءات التي تتعارض مع القيم التي يعلمها اليهود الأمريكيون لأطفالنا أنها جوهر الهوية اليهودية"، بما في ذلك دعم الحقوق المدنية، والحركة العمالية، والحركة النسائية، والمثليين، الحريات".


كيف يمكننا أن نشرح لأبنائنا وأحفادنا، ناهيك عن أنفسنا، أن هذه القيم هي جوهر الهوية اليهودية، لكن دولة الشعب اليهودي تحرم شعبًا آخر من حقوقه ومساواته وتقوض حكم القانون الدولي، هذه أزمة أساسية تلوح في أفق مجتمعنا في السنوات القادمة، أولئك الذين يؤسسون مجتمعنا والذين يصرون على أن أمريكا اليهودية يجب أن تقف موحّدة ومخلصة بلا ريب لإسرائيل بغض النظر عما يلحق ضررًا عميقًا وعميقًا بصحة المجتمع اليهودي


وقد ردت إيباك بالفعل: "جي ستريت" تقف ضد إسرائيل ، كما تقول ووزير الخارجية توني بلينكن ملتزم بتقديم مساعدات غير مقيدة لإسرائيل.


وكانت قد حذرت منظمة ج ستريت في بيان قبيل افتتاح المؤتمر من أنه "في الأسابيع التي أعقبت الانتخابات، تم تعزيز الجناح اليميني في إسرائيل، بهجمات شرسة من قبل المستوطنين، بما في ذلك موجة من العنف ضد الفلسطينيين في الخليل والتي وصفت على نطاق واسع في إسرائيل بأنها مذبحة، وقد تم دعم وتحريض بعض هذه الهجمات من قبل الوحدات العسكرية الإسرائيلية، حيث تم احتجاز جنود إسرائيليين في إحدى الحالات للاشتباه في إلقاء عبوة ناسفة على منزل عائلة فلسطينية.


 تتزايد عمليات هدم منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم المجتمعية، حيث يعلن الجيش الإسرائيلي أن مساحات أخرى من الضفة الغربية المحتلة محظورة على الفلسطينيين وأنصارهم الذين يحتجون على هذا التهجير القسري".


وحذر البيان: "يجب أن لا نخطئ: نحن على شفا أزمة في علاقة إسرائيل ليس فقط بالولايات المتحدة، ولكن مع المعايير الديمقراطية والقانون الدولي ويهود الشتات، مع تفاوض الحكومة الإسرائيلية القادمة على هذه الالتزامات مع مكوناتها في الوقت الحالي، يجب على حكومة الولايات المتحدة ألا تتأخر في توضيح وجهات نظرها بشأن التهديدات التي تشكلها هذه التحركات - واتخاذ خطوات لمواجهتها".


وبحسب الخبراء، يتبع محور بن عامي مسار مؤيدي إسرائيل الآخرين، حيث أنه قبل 12 عامًا، قال الكاتب الأميركي اليهودي الشهير بيتر بينارت، الذي كان صهيونيا ليبراليا  آنذاك، "إن دعم المجتمع المنظم لإسرائيل ولّد أزمة في الحياة اليهودية. كما انتفضت المجموعة اليهودية اليسارية الشابة IfNotNow ضد المذبحة الإسرائيلية في حربها ضد قطاع غزة المحاصر عام 2014 وشجبت بقوة الفصل العنصري الإسرائيلي و AIPAC منذ ذلك الوقت".


ولطالما دفعت J Street للاعتراف بأن إسرائيل تمارس الفصل العنصري وتدمير حقوق الفلسطينيين الإنسانية وتنتهك القانون الدولي.


 وقال بن عامي: "إن دولة الشعب اليهودي تحرم شعبًا آخر من حقوقه والمساواة وتقوض قواعد القانون الدولي" وتفرض "عقابًا جماعيًا على الفلسطينيين، وتفرض نظامين من القانون على الجيران على أساس عرقهم".


ولا يزال بن عامي  يعتبر نفسه صهيونيًا متحمسًا (يوافق على جابوتنسكي، ويستشهد بوالديه الذين قاتلوا من أجل إسرائيل، بما في ذلك والده في ميليشيا إرغون الإرهابية). 


ولم يؤيد النداء الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان ويندد بحركة المقاطعة  BDS.

دلالات

شارك برأيك

منظمة "جي ستريت" تحذر أن حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية ستقسم اليهود الأميركيين

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 02 نوفمبر 2024 12:08 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 14)