Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 11 نوفمبر 2022 5:15 مساءً - بتوقيت القدس

بعد 18 عامًا. أهالي نابلس يفتقدون الرئيس الراحل ياسر عرفات

نابلس – "القدس" دوت كوم - عماد سعادة - في الخامس عشر من كانون أول عام 1994، وفي لحظات تاريخية، اعتلى القائد الشهيد ياسر عرفات سطح  مبنى المقاطعة في نابلس في أول زيارة له للمدينة بعد جلاء الاحتلال عنها، ووقف مخاطبًا آلاف المواطنين الذين احتشدوا فيما يشبه بحرًا من البشر قائلاً أمامهم: "يا أحبائي، يا أهلي، يا كل أهلي، يا ربعي، يا كل ربعي".. وما كاد أبو عمار ينطق بهذه الكلمات، حتى قاطعته الجماهير هاتفة "بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار"، لكن القائد يأبى إلا أن يتدخل ويصوب الهتاف، محولاَ إياه إلى "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".


ويتابع القائد في كلمته: "من عاصمة جبل النار، من نابلس البطولة، من نابلس الانتفاضة، من نابلس أرض البطولات، أرض الشهداء، أرض الجرحى، أرض الأسرى، أرض الأحرار، أرض الشرفاء، نعم من نابلس جبل النار، من مخيماتها بلاطة وعسكر وعين بيت الماء، من مدن وقرى ومخيمات جبل النار ننطلق هاتفين الله أكبر وتحيا فلسطين".


وعلى الرغم من مرور نحو (28 عامًا) على ذلك الخطاب التاريخي، و(18 عامًا) بالتمام على استشهاده، فإن المواطنين في محافظة نابلس يفتقدون القائد والرئيس الراحل عرفات، ويعرفون جيدًا أنه كان القاسم المشترك بين كل مكونات المجتمع، وأن ما قبل استشهاده ليس كما بعده، ويؤكدون أن كل المستويات الرسمية والشعبية والقانونية والحقوقية لدينا قد شابها التقصير حيال قضية استشهاده وعدم الكشف حتى الآن عن تفاصيلها وأبعادها وكل خيوطها.


وفي ذاك الخطاب التاريخي فوق سطح المقاطعة، مضى عرفات قائلاً: "يا أحبائي نتذكر عندما كنا هنا نتحرك خفية وسرًا، والآن ها نحن نقف لنتعانق ونعاهدكم ونعاهد الشعب ونعاهد الأمة أن نستمر جنبًا إلى جنب لبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".


وكان عرفات قد اتخذ من بلدة نابلس القديمة مخبأً سريًا له بعد  هزيمة عام 1967، وبدأ من أحواشها وحاراتها بترتيب شؤون الثورة الفلسطينية وبناء الخلايا المسلحة لمقاومة الاحتلال، قبل مغادرته للخارج لإدارة الثورة من هناك.


وفي زيارته الأولى لنابلس عام 1994، حرص أبو عمار على زيارة البلدة القديمة وبشكل خاص "حوش العطعوط"  في قلب حي الياسمية والذي كان يتوارى عن الأنظار في بدايات الثورة، وفي تلك الزيارة المؤثرة روى شهود أن عيني عرفات قد اغرورقت بالدموع ما أن وطأت قدماه أرض الحوش.


ولا زال أهالي نابلس يتذكرون زيارات الرئيس الراحل المتكررة لمدينتهم، وكيف كانت طائرته الهليكوبتر تهبط في ساحة سجن الجنيد، غرب المدينة وكيف كان القادة وممثلو المؤسسات والفعاليات المختلفة يصطفون لاستقباله، وكيف كان الرئيس يتوقف ليقبل أيادي الأطفال المرافقين لآبائهم أو أمهاتهم خلال الاستقبال، قبل أن ينطلق موكبه إلى المقاطعة مرورًا بشوارع المدينة.


كما يتذكر أهالي المحافظة مواقف الرئيس وقربه من شعبه واستقباله للناس والاستماع إلى طلباتهم ومساعدتهم، ويتحسرون على تلك الأيام، ورغم أن الكثيرين أيضًا كانوا يختلفون مع سياسته، ولكنهم لا يختلفون عليه.


وقال الأربعيني (أبو أسعد)، بأنه يفتقد (أبو عمار) في كل وقت، مضيفًا: "كان عرفات، رحمه الله، الأب الحنون للجميع، وهو القائد ومفجر الثورة، وقد ناضل وصمد وخاض المعارك، إلى أن استشهد رحمه الله، ولكننا قصرنا كثيرًا في حقه وفي قضية استشهاده".


من جهته، قال المواطن سليم عيسى (56 عامًا): "عندما كان عرفات موجودًا، كان العالم يحسب لنا ألف حساب، ولم تكن لتجرؤ أي دولة عربية على التطبيع مع الاحتلال".


وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تيسير خالد، بأن الراحل الكبير  ياسر عرفات، كان رجلاً استثنائيًا وعنوانًا للوحدة الوطنية وللصمود في وجه الأعاصير، عنيدًا في الدفاع عن الثوابت والحقوق وكان حضوره يتجاوز في حجمه ودوره حدود وطنه فلسطين، وعلينا أن نذكره كزعيم حافظ على الوحدة الوطنية ووحدة منظمة التحرير الفلسطينية ووحدة الشعب بجميع مكوناته السياسية في مختلف المحطات الصعبة.


وتابع: الواجب يملي علينا في هذه المناسبة أن نعبر عن الوفاء للرئيس الشهيد الراحل ولشهداء الشعب الفلسطيني بالتمسك بالوحدة الوطنية والشراكة السياسية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية الموحدة والتمسك بحق شعبنا في تقرير المصير.


وقالت المدرسة (أم سليم) وهي في الأربعينات من عمرها: "كلنا نعرف أن الاحتلال هو من يقف وراء تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات، ولكن شعبنا يتوق لمعرفة كل التفاصيل المتعلقة بهذه القضية، واعتقد أن 18 عامًا كانت كافية لإنهاء التحقيقات واطلاع الجماهير وكل العالم على الحقائق كاملة".


بدورها عبرت الشاعرة الفلسطينية الصاعدة، كفا خضر، عن تقديرها للرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات بأبيات من الشعر الحر قالت فيها:
طالت خطى المشوار.. وتعبت يا ختيار
 وتركت وعدك للمساجد والكنائس
يا حبيب الدار
 ما كنت ورقة توتنا يا ياسر الثوار
 يوم انبري تشرين
يسقط نضرة الأشجار
والغيم يحبس دمعه
والصمت يصرخ
 والندى محتار
 يحيا أبو عمار
 في قلب ذاك الياسمين
في جرحنا في فرحنا في حلمنا
في العزم والإصرار
 جنات خلد يا شهيد ونعم نعم الدار

دلالات

شارك برأيك

بعد 18 عامًا. أهالي نابلس يفتقدون الرئيس الراحل ياسر عرفات

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)