رام الله - "القدس" دوت كوم- احتفت وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، والاتحاد الأوروبي باليوم العالمي للمعلمين الذي يصادف الخامس من تشرين الأول من كل عام، تحت شعار "التحول في التعليم يبدأ بالمعلمين".

واُفتتح الحفل، الذي اُقيم في مدينة رام الله، اليوم الخميس، باستعراض قصص نجاح معلمين من مختلف محافظات الوطن.وقال وزير التربية والتعليم مروان عورتاني إن التعليم في فلسطين يكتسب معنى خاص، فهو محفوف بالمخاطر، من الوصول للمدرسة والبقاء فيها إلى العودة للمنزل، لذلك يعد التعليم في فلسطين نموذجا للإصرار والتعليم المقاوم.

وشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، وأن يكون له موقف واضح تجاه ما يحدث من استهداف المدارس والمعلمين والطلبة، خاصة في ظل ما يحدث في مدارس تقوع ومسافر يطا وغيرها، حتى أن الأمر لم يقتصر على جنود الاحتلال، وإنما اُطلقت اليد للمستوطنين في تصعيد اعتداءاتهم على المدارس.

وتابع: "يتهمنا الاحتلال بأننا نعلم أولادنا كره الآخر والتحريض، بمجرد أن المنهاج يحتوي على معلومات تتعلق بتاريخ فلسطين، والجرائم التي ارتكبها، وهذ أمر سيادي لا علاقة للاحتلال به، ولكن الاحتلال يتعدى على تلك السيادة فيقوم بحذف وتزييف كل ما له علاقة بفلسطين، وهذا مخالف لكل القوانين الدولية".

بدورها، قالت مدير مكتب اليونسكو الوطني في فلسطين نهى بوازير إن هذا اليوم يأتي ليذكرنا بأهمية الدور يلعبه المعلمون حول العالم، كونهم يعطون أكثر ما لديهم، والنماذج التي عُرضت مُلهمة وتمثل فلسطين، ومن الضروري المحافظة عليها.

وأضافت أن المعلمين الفلسطينيين تقع عليهم مسؤولية أكبر من التعليم، وهي أن يحموا أنفسهم والطلاب من هجمات الاحتلال.

ودعت بوازير إلى احترام المعلمين وحماية حقوقهم، وضمان حصولهم على بيئة عمل ملائمة، كون مهنتهم من أصعب المهن في العالم، ويستحقون الأفضل.

من جانبه، قال مدير التعاون في الاتحاد الأوروبي إبراهيم لافية إن التعليم عنصر أساسي لبناء مجتمع ديمقراطي يحترم التعددية وحقوق الانسان.

وأردف: "رأينا اليوم نماذج مبدعة وملهمة، فكل قصة وتجربة هي حكاية كل فلسطيني يتحدى الواقع الصعب، ليخلق جيلا قادرا على الإنجاز وتغيير الواقع، فهذه النماذج قادرة على الإبداع والتفكير خارج الصندوق".

وشدد لافية على أهمية الشراكة في بناء الدولة الفلسطينية، القائمة على الحرية واحترام القيم الفردية والجماعية.

بدوره، قال مدير عمليات وكالة الغوث الدولية في الضفة الغربية ادم بلولوكس "يهمنا أن يشعر الطلاب أنهم آمنين، لكي يكونوا قادرين على تحقيق الإبداع".إلى ذلك، قال الأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين سائد ارزيقات إن المعلمين يتعرضون إلى استهداف واضح، هدفه تغييب القضية، خاصة في المناطق النائية والمهمشة ومناطق "ج"، معرجا على اغتيال الاحتلال للمرشد التربوي محمد أبو كافية، واستشهاد طالب المدرسة ريان سليمان خوفا من جنود الاحتلال.

وطالب المجتمع الفلسطيني أن يكون منتصرا للقيم والمبادئ والحقوق الدولية، مشيرا إلى "القصور الواضح في المجتمع الدولي، الذي يكيل بمكيالين".وتخلل الحفل عرض "فيديو" من مسافر يطا والقدس، يبعث رسائل تهنئة للمعلمين من أولياء أمور وطلبة.

واختتم الحفل بتكريم المعلمين والمعلمات، الذين استعرضوا قصص نجاحهم.