المرضى والجرحى يصارعون الموت

 الجريحة سحر الأسمر تصارع الموت لعدم توفر العلاج.. والدتها: "هينا قاعدين بنستنى رحمة ربنا"

الطفل محمد عبد الهادي يعيش كابوساً حقيقياً خوفاً من بتر قدمه في أية لحظة

تهاني حسنين تصارع السرطان منذ 5 سنوات: عندي طفلان يعانيان من شلل الدماغ.. مجبرة أن أقاوم من أجلهما

أبو ريان: 25 ألف مريض وجريح يحتاجون للعلاج بالخارج بينهم ١٠ آلاف مريض بالسرطان

أكثر من شهر والفتاة سحر الأسمر (14 عاماً) تصارع الموت على سرير مستشفى شهداء الأقصى، بعد إصابتها في قصف إسرائيلي، فلا يوجد علاج ينقذ حياتها داخل مستشفيات القطاع.

تقول والدتها لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "أصيبت سحر بكسور في الجمجمة، وخرج جزء من دماغها، واخترقت الشظايا كافة أنحاء جسدها". تردف: "كانت ذاهبة لجلب طعام من التكية، وكنت رافضة ذهابها، لكن قدر الله، وما شاء فعل".

لكن المأساة الحقيقية، عدم سيطرة سحر على الجهة اليسرى من جسمها، بسبب الإصابة، ناهيك عن فقدانها القدرة على الكلام والسمع والبصر.

تتابع والدتها: "أصيبت أيضاً بحروق في وجهها، وتعاني حالياً من كدمات في جسدها، والتهابات في الشعب الهوائية، ما اضطر الأطباء إلى زرع جهاز في رقبتها لتتنفس منه".

تردف الأم ودموعها على خديها: "هينا قاعدين بنستنى رحمة ربنا".

ترقد الفتاة سحر منذ إصابتها في حالة صعبة للغاية، ولا تتلقى علاجها المطلوب، وكل ما تأخذه فقط المسكنات في حال توفرها. تكمل والدتها: "يجري لها الأطباء علاجاً طبيعياً، ويعطونها مضاداً حيوياً في حال توفره".

تحتاج سحر لعمليات جراحية عدة، أهمها زراعة عظم في جمجمتها، وتناشد والدتها جميع المؤسسات المعنية بحقوق الطفل والإنسان العمل لإنقاذها من خلال تعجيل سفرها إلى الخارج لتلقي العلاج المطلوب.

طار من شدة الانفجار وحط على ركام بيت الجيران

أما الطفل محمد عبد الهادي، فيعيش كابوس حقيقي وحالة رعب من بتر قدمه في أي لحظة، فهي مهددة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك بعد إصابته بجروح خطيرة جراء قصف الاحتلال بيت عائلته في مخيم البريج.

طار الطفل محمد من شدة الانفجار وحط على ركام بيت جيرانهم، فتمزق إثر ذلك جسده وتكسرت عظامه.

 تتابع والدته: "أصيب بكسرين في الحوض، وكسر في الفخذ، وجرح كبير وعميق في الجهة اليمنى من قدمه، وحروق في يديه وقدميه".

تردف: "لا يستطيع الأطباء زرع جهاز بلاتين داخل قدمه، لأنها تحتاج إلى زراعة عظم".

أجرى الأطباء لمحمد أكثر من مئة عملية جراحية كلها عبارة عن تنظيف للجرح حتى لا يتعفن ويملؤه "السوس".

تفشى "السوس" داخل قدم محمد، وأصبحت مهددة بالبتر في أي لحظة إذا لم تُجر له عملية زراعة عظم.

تتابع والدته: "أخبرني الأطباء أن نسبة نجاح العملية قبل الحرب داخل القطاع تتراوح ما بين 30-40%، أما الآن فلا توجد مستلزمات طبية ولا علاج مناسب لإجرائها".

وتطالب والدة محمد بالتدخل العاجل ليتمكن من السفر إلى الخارج لإجراء عملية جراحية، مردفةً: "نسبة نجاحها في الخارج من 70-80%، أتمنى مساعدته حتى لا يفقد قدمه ويصبح عاجزاً".

مرضى السرطان يواجهون الموت ببطء

الوجع لا يقتصر على الجرحى والمصابين فقط، بل يطال أيضاً مرضى السرطان الذين يواجهون الموت ببطء شديد، فالمريضة تهاني حسنين (42 عاماً)، تعاني منذ خمس سنوات من سرطان في الرحم، ولا تتلقى العلاج المطلوب لعدم توفره في مستشفيات القطاع.

تقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "في الحرب ساءت حالتي، واكتشف الأطباء كتلتين سرطانيتين في رقبتي، وحالياً أحتاج لعملية جراحية خارج قطاع غزة".

تضيف: "حتى عملية الرحم التي أجريتها قبل الحرب بحاجة لمتابعة حيث أعاني من نزف مستمر حالياً وتخرج من الجرح رائحة كريهة".

عدم تلقي تهاني العلاج فاقم من حالتها، حيث تعاني من ارتفاع الحرارة والخنقة الدائمة، تضيف: "أضطر للنوم على ثلاث وسادات، ورغم ذلك لا أنام سوى ساعة في الليل".

تردف وعيناها غارقتان بالدموع: "أشعر بشيء يخنقني من رقبتي... نفسي أنام زي الناس. بتمنى حدا يسمع صوتي لأسافر وأتعالج، "عندي طفلان يعانيان من مرض شلل الدماغ، فأنا مجبرة أن أقاوم من أجلهما، بموت كل يوم من أجلهما".

مستشفيات القطاع تفتقر للمستلزمات الطبية

بدوره، قال رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى محمد ريان لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "إن 25 ألف مريض ومصاب يحتاجون للسفر إلى خارج القطاع لتلقي العلاج، من بينهم 10 آلاف مريض بالسرطان".

وأكد ريان أن مستشفيات قطاع غزة بالكامل تفتقر بنسبة كبيرة للمستلزمات الطبية والصحية، مردفاً: "عشرات المصابين يكون وضعهم الصحي متوسطاً، لكنه يتدهور في ظل النقص الشديد، ناهيك أن الأطباء يضطرون في معظم الأحيان لبتر أحد أطراف المصاب لإنقاذ حياته".

وأشار ريان إلى أن الممرضين والأطباء داخل المستشفى اضطروا إلى استخدام نفس الأدوات لأكثر من مريض ومصاب، فلا توجد معدات كافية لاستخدامها لكل مصاب على حده.

وطالب جميع المؤسسات والمنظمات المعنية بالصحة بالعمل سريعا من أجل سفر المرضى والمصابين إلى مستشفيات الخارج لتلقي العلاج حتى لا يفقدون حياتهم.

كما ناشد العالم أجمع سرعة إدخال الأدوية وكافة المستلزمات الطبية حتى لا يقضي من تبقى من المصابين شهداء.

ومستشفى شهداء الأقصى هو المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمات الصحية والطبية لأكثر من 200 ألف مواطن ونازح.