فلسطين
الإثنين 08 أغسطس 2022 9:37 صباحًا - بتوقيت القدس
ماذا علق المحللون العسكريون الإسرائيليون على عملية غزة؟!
ترجمة خاصة بـ "القدس" دوت كوم - نشرت الصحف العبرية الصادرة اليوم الإثنين، العديد من التقارير والمقالات التحليلية للمراسلين والمحللين العسكريين التابعين لها، حول العملية العسكرية في قطاع غزة والتي انتهت مساء أمس باتفاق وقف إطلاق نار.
ويرى يوسي يهوشع من يديعوت أحرونوت، أن عملية "الفجر الصادق"، انتهت بنجاح كبير لصالح الجيش الإسرائيلي والشاباك، وأنه تم توجيه ضربة قوية لحركة الجهاد الإسلامي التي خرجت متضررة ومكتومة بدون رأس، بعد القضاء على أبرز قيادات جناحها العسكري وتدمير جزء كبير من قدراتها، وخرجت من المعركة بدون أي إنجاز.
واعتبر أن عمليات الاغتيال ضد تيسير الجعبري وخالد منصور من أبرز قادة سرايا القدس، سيكون له تأثير رادع ويعزز من ردع إسرائيل في المنطقة، وسيخيف قادة حزب الله في لبنان والذين تابعوا العملية وفهموا مدى عمق قدرات المخابرات الإسرائيلية وقدرات الهجوم الدقيقة لدى الجيش الإسرائيلي.
ورأى أن العملية التي وقعت، كانت ضد من وصفه بـ "التنظيم الضعيف" في قطاع غزة، حيث أن مخزونه من الصواريخ محدود وذو نوعية رديئة لدرجة أن عددًا كبيرًا من صواريخه سقطت في غزة. وفق ادعائه.
واعتبر أن من انجازات العملية عزل غزة عن باقي المناطق، على عكس ما جرى في "حارس الأسوار/ سيف القدس" في مايو/ أيار من العام الماضي، حيث بقيت الضفة الغربية هادئة رغم استمرار الاعتقالات، في حين مر يوم "خراب الهيكل" في القدس بهدوء رغم "دخول/ اقتحام" الإسرائيليين للأقصى، وكذلك ساد الصمت في مدن الداخل، ولم تطلق أي صواريخ من لبنان أو سوريا رغم التوترات مع حزب الله، وكان كل شيء هادئًا.
وقال: إن النشاط الهجومي للقوات الجوية كان جراحيًا ودقيقًا، وكان للتفوق التكنولوجي والاستخباراتي للجيش الإسرائيلي بالتعاون مع الشاباك، كبير جدًا، وتم الامتناع عن مهاجمة البنية التحتية المدنية. وفق زعمه.
ولفت إلى أنه على الرغم من ذلك، إلا أن إسرائيل ستبدأ حاليًا الاستعداد للجولة التالية، وفي المقابل فإنها ستنظر إلى حماس حاليًا بإدخال مساعدات إنسانية إضافية وتحسين مزيد من الوضع بعد أن وقفت جانبًا، والنظر أيضًا في مطالب عوائل الأسرى الإسرائيليين الذين يطالبون بوقف هذه المساعدات وربطها بعودة أبنائهم.
من جهته يرى عاموس هرئيل من صحيفة هآرتس العبرية، أن اغتيال قادة الجهاد ليس سوى انتصارًا تكتيكيًا، وليس استراتيجيًا، وأن الافتراض بأن تحسن الوضع الاقتصادي سوف يدفع حماس للحد من أنشطة المنظمات الأخيرة قد أظهر عدم صحته إلى حد كبير.
وأشار هرئيل إلى أن تعقيد مفاوضات التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار كان بسبب الاغتيال الأخير لمنصور، إلى جانب بحث الجهاد الإسلامي عن تحقيق إنجاز صعب، ولأن عملية صنع اتخاذ القرار كانت معقدة بسبب وجود غالبية القيادة السياسية للحركة في الخارج مثل سوريا وإيران.
ولفت إلى أن المخاوف لدى إسرائيل كانت سقوط مزيد من المدنيين الفلسطينيين ما يدفع حماس للتدخل والتي كانت ستجد صعوبة في الحفاظ على ضبط النفس، في وقت كان هناك فيه إجماع على المستويين السياسي والعسكري بضرورة وقف العملية في أسرع وقت بعد أن فوجئت إسرائيل بنفسها بالانجازات العملياتية التي حققتها بعد اغتيال قادة القطاعات الشمالية والجنوبية في الجهاد الإسلامي، إلى جانب اغتيال قائد وحدة الدروع.
واعتبر أن عمليات الاغتيال لكبار قادة الجهاد تشير إلى مستوى عالٍ من التنسيق بين الشاباك والجيش الإسرائيلي والقوات الجوية، وحتى على مستوى القدرات الدفاعية بتشغيل القبة الحديدية بشكل رائع. وفق وصفه.
وقال: كل هذا بالطبع، يعكس نجاحات تكتيكية وليس انتصارًا استراتيجيًا كان يمكن أن ينتهي بفشل، في حال نجح فلسطيني في ضرب العمق، أو بوقوع هجوم بالقرب من السياج الحدودي لغزة، أو ظهور موقف دولي ضد إسرائيل، كما أن القدس والضفة الغربية والمدن المختلطة جميعها بقيت هادئة.
وأشار إلى أن إسرائيل لم تتوقع رد الفعل الحاد من الجهاد على اعتقال زعيمه في جنين بسام السعدي والذي كان اعتقل سابقًا 6 مرات، واتضح أن التنسيق المبكر بين قيادة الجيش الإسرائيلي بالضفة وغزة لم يكن موجودًا، وبعد تهديد الجهاد بالرد بعد الاعتقال تم تسريع اتخاذ الإجراءات على الحدود.
ويرى أن إسرائيل تسعى حاليًا في المقام الأول الضغط على حماس لممارسة المزيد من ضبط النفس تجاه نشاطات الجهاد الإسلامي مستقبلًا، ويبدو أن هذا هدف يمكن تحقيقه بعد الجولة الأخيرة.
من جهته قال المراسل العسكري الآخر لـ "هآرتس" يانيف كوبوفيتش، إنه على الرغم من أن حركة الجهاد الإسلامي هي ثاني أكبر قوة مسلحة في غزة، إلا أنها لا تزال بعيدة عن حماس، ورغم امتلاكها لقدرات صاروخية وصواريخ مضادة للدبابات وطائرات بدون طيار وقوة بحرية محدودة، إلا أن الأضرار التي لحقت بها خلال عملية "الحزام الأسود" عام 2019، و "حارس الأسوار/ سيف القدس" العام الماضي، تركتها محدودة الإمكانيات، ومع ذلك يرى مصدر أمني إسرائيلي أن التنظيم لا زال قادرًا على خوض جولات قتالية تستمر عدة أيام وتعطيل حياة الإسرائيليين.
ويشير كوبوفيتش إلى أنه حتى عملية "الحزام الأسود" التي بدأت باغتيال القيادي بالجهاد بهاء أبو العطا، كان لدى الحركة مجموعة كبيرة من الصواريخ بنحو 8 آلاف، منها قصيرة المدى ومتوسطة المدى، وعدد قليل بعيدة المدى، وكان عناصر التنظيم يصل إلى 9 آلاف مجند، منهم 6 آلاف مقاتل.
وخلال تلك العملية، قصف الجيش الإسرائيلي مواقع إنتاج صواريخ الجهاد والبنى التحتية، وقتل 26 من عناصره، وتعرض لضربة أخرى خلال "حارس الأسوار/ سيف القدس"، وعشية العملية الأخيرة كان التنظيم يملك نحو 5 آلاف صاروخ، معظمها قصير المدى، وعدد محدود يصل إلى 40 كيلو مترا، وعدد هامشي من الصواريخ بعيدة المدى. كما يقول.
وأضاف: مع انتهاء عملية "الحزام الأسود"، بذل الجهاد الإسلامي جهودًا كبيرة لاستعادة قوته العسكرية، لكن كان عليه أولاً الاكتفاء بإنتاجه للصواريخ داخل القطاع، وذلك باستخدام موارد محدودة مع إلحاق أضرار عرضية بالبنية التحتية للتنظيم من قبل الجيش الإسرائيلي، ثم تحول الجهاد لاحقًا إلى إنتاج أسلحة في سوريا بتوجيهات ودعم من إيران وحزب الله، وفي شباط / فبراير 2020، هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافًا للجهاد في سوريا وغزة لمنع الحركة من تكثيف وتعزيز قدراتها.
وأشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تحاول مؤخرًا تعزيز حضورها في الضفة الغربية على أمل أن ذلك يؤثر على حضورها بغزة، ولذلك نجح في تشكيل خلايا في جنين ونابلس تقوم بتنفيذ هعمليات إطلاق نار، وقام الجيش الإسرائيلي بعمليات ضدها، وقتل بعضهم واعتقل عدد آخر.
ويشير إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتبر أن اغتيال الجعبري ومنصور ألحق أضرارًا كبيرة بالجهاد الإسلامي، وأنه من المتوقع أن تتولى شخصيات شابة مناصب رئيسية في قمة التنظيم ممن لا يرتبطون بالقيادة السياسية للجهاد في لبنان وسوريا، ومن المتوقع أن تستمر طهران في تمويل الجهاد الإسلامي على التسلح وصرف رواتب عناصره، في حين ستحاول حماس عدم السماح للجهاد بطريقة تحديها في غزة. وفق قوله.
من ناحيته، يقول تال ليف رام من صحيفة معاريف، إن الانجازات التي حققتها العملية كانت "مثيرة للإعجاب"، وأن حركة الجهاد الإسلامي عانت من أضرار عملياتية كبيرة، وأنه كان هناك إجماع على المستوى الأمني والسياسي على أهداف العملية وقد تم تحقيقها بالكامل.
وأضاف: إن إسرائيل غير معنية بالسماح للجهاد الإسلامي بإقامة واقع جديد تحاول فيه فرض معادلة تربط نشاط العمليات الروتينية ضد نشطاء التنظيم في الضفة الغربية، بساحة غزة والإضرار بحياة سكان الغلاف.
وأكد على ضرورة وضع الانجازات التي تجققت في سياقها باعتبار أن قدرات حركة الجهاد الإسلامي ليس مثل حماس وحزب الله، وأن عدم دخول حماس في المواجهة كان قرارًا ليس بسبب الردع من عملية "حارس الأسوار/ سيف القدس"، ولكن بسبب منطق أن المواجهة مع إسرائيل حاليًا لا تخدم مصالحها، ورغبتها في استعادة قدراتها العسكرية التي فقدتها، ومع ذلك فإن حماس تمثل تحديًا أكبر من الجهاد الإسلامي، ونسبة نجاح القبة الحديدية في حملة ضد حماس ستكون أقل من الرقم غير المسبوق الذي حققته في الجولة الحالية.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
ماذا يقول القانون الدولي عن الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان؟
الأكثر قراءة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
ماذا علق المحللون العسكريون الإسرائيليون على عملية غزة؟!