عربي ودولي
الجمعة 22 يوليو 2022 12:01 مساءً - بتوقيت القدس
تونس مهد "الربيع العربي"
تونس - (أ ف ب) -تعد تونس، مهد "الربيع العربي" في 2011، نموذجا للانتقال الديموقراطي الناجح في العالم العربي رغم الصعوبات الاقتصادية وتستعد لاستفتاء شعبي حول دستور جديد أقرّه الرئيس قيس سعيّد الذي يحتكر السلطات منذ عام.
وهذا البلد الواقع في المغرب العربي مفتوح شمالا وشرقا على البحر الأبيض المتوسط مع شواطئ يبلغ طولها نحو 1300 كلم، كما أنه يجاور الجزائر من الغرب وليبيا من الجنوب، ويبلغ عدد سكانه نحو 12 مليون نسمة.
في آذار/مارس 1956، حصلت تونس، المحميّة الفرنسية منذ 1881، على استقلالها. وبعد عام أعلنت الجمهورية وتمّ خلع البايات، وأصبح "المجاهد الأكبر" الحبيب بورقيبة أوّل رئيس للبلاد.
وتمّت إزاحة هذا الأخير عام 1987 بعد انحرافات في السلطة استمرت طويلا، من قبل رئيس وزرائه زين العابدين بن علي الذي تم انتخابه لاحقا رئيسا لولايات عدة في عمليات اقتراع مثيرة للجدل.
في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010، أضرم البائع المتجوّل محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد (وسط غرب) النار في نفسه بسبب البؤس ومضايقات الشرطة حول مكان إيقاف عربته، ما أثار احتجاجات واسعة على البطالة وغلاء المعيشة.
وسرعان ما انتشرت التظاهرات التي تخللتها أحداث شغب دامية في جميع أنحاء البلاد قبل أن تتخذ طابعا سياسيا.
في 14 كانون الثاني/يناير 2011، هرب بن علي الى السعودية بينما عمت الاحتجاجات الشعبية دولا عربية أخرى.
في تشرين الأول/أكتوبر 2011، فازت حركة النهضة الاسلامية التي حصلت على ترخيص للنشاط في آذار/مارس، ب89 من أصل 217 مقعدا في المجلس التأسيسي في أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد. في كانون الأول/ديسمبر، انتخبت الجمعية التأسيسية المنصف المرزوقي، الناشط اليساري وخصم بن علي، رئيسا للبلاد.
في 26 كانون الثاني/يناير 2014، بعد أشهر من المفاوضات للخروج من الأزمة، تم إقرار دستور جديد.
في الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/اكتوبر، فاز حزب "نداء تونس" بزعامة الباجي قائد السبسي، وهو حزب مناهض للإسلاميين وكان يضم شخصيات يسارية ووسطية ومقربين من نظام بن علي، متقدما على "النهضة".
بعد شهرين، فاز قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية بمواجهة المرزوقي. وتوفي في تموز/يوليو 2019.
وفي نهاية العام 219 أنتخب أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد رئيسا وفي 25 تمّوز/يوليو 2021 قام بإقالة رئيس الحكومة السابق واحتكر السلطات وعلّق عمل البرلمان ثم حلّه وأصبح يدير البلاد بمراسيم.
وبعد عام طرح سعيّد دستورا جديدا للبلاد ودعا التونسيين للاستفتاء وقد ضمنه صلاحيات واسعة لسلطة الرئيس.
ويعتبر معارضو الرئيس ما قام به "انقلابا على الثورة".
تعتبر تونس رائدة عربيا في مجال حقوق المرأة منذ اعتماد قانون الأحوال الشخصية في عام 1956 والذي منح التونسيات حقوقا غير مسبوقة.
وألغى هذا القانون تعدد الزوجات وأعطى النساء حق طلب الطلاق في المحكمة، وحدّد السنّ الأدنى للزواج ب17 عاما "في حال موافقتها". كما أقر حرية المرأة في اختيار زوجها وحقها في التعليم، وكرس الزواج المدني.
وحدد الدستور الجديد الذي اعتمد عام 2014 هدف المساواة في الهيئات المنتخبة. في 2017، صوت البرلمان على قانون لمكافحة العنف ضد النساء.
عانت البلاد بعد ثورتها في 2011 من صعود الحركات الجهادية المسلحة.
وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن ثلاثة اعتداءات كبرى هزت تونس عام 2015 وأسفرت عن مقتل 72 شخصا معظمهم من السياح الأجانب وعناصر قوى الأمن في متحف باردو في تونس العاصمة، وفي أحد فنادق سوسة، وفي هجوم على حافلة تابعة للحرس الرئاسي في العاصمة.
في 2016، هاجم جهاديون منشآت أمنية في بنقردان (جنوب شرقي) ما أدى الى مقتل 13 عنصرا من قوات الأمن وسبعة مدنيين اضافة للقضاء على عشرات المسلحين المتطرفين.
وتحسن الوضع الامني في السنوات الأخيرة في تونس، لكن البلاد ما زالت تعيش في ظل حالة الطوارئ.
بعد أن تضرر بشدة من جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى انخفاض إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 8,7 بالمئة في 2020، سجل الاقتصاد التونسي نموا نسبته 3,3 بالمئة في 2021، حسب البنك الدولي.
ولم يتم حل مشاكل البطالة (16,8 بالمئة في 2021 حسب ارقام البنك الدولي) وتدهور البنية التحتية العامة التي كانت من أسباب انتفاضة 2010.
ويعتبر الفوسفات قطاعا استراتيجيا للاقتصاد التونسي، لكن إنتاجه واجه عقبات مرات عدة بسبب نقص الاستثمارات واضطرابات اجتماعية متكررة. وتعتبر البلاد أحد أبرز منتجي زيت الزيتون في العالم.
في تونس عدد كبير من المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ضمنها المدن القديمة في العاصمة وسوسة والموقع الأثري في قرطاج، المدينة التي تحدّت روما في العصور القديمة.
فمدينة القيروان التي تبعد حوالى 160 كيلومترا جنوب تونس العاصمة والمعروفة بانها أول المدن الإسلامية في افريقيا (تأسست سنة 50 هجرية اي قبل نحو 1400 عام) وكانت عاصمة للبلاد في القرن الثامن ميلادي، مدرجة أيضا على لائحة التراث العالمي لليونسكو.
ويعتبر قصر الجم في وسط البلاد، من أهم المسارح الرومانية في العالم.
كما يشتهر متحف باردو بمجموعة استثنائية من الفسيفساء فضلا عن قطع أثرية تغطي عصور ما قبل التاريخ والأزمنة الفينيقية وحقبة قرطاج والعصور الرومانية والمسيحية والعربية الإسلامية.
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
تونس مهد "الربيع العربي"