فلسطين
الأربعاء 29 يونيو 2022 11:10 صباحًا - بتوقيت القدس
محللان لـ "القدس": إعلان "القسام" يحمل رسائل عدة أهمها محاولة تحريك ملف مفاوضات تبادل الأسرى
غزة - "القدس" دوت كوم - محمود أبو عواد - أثار الإعلان غير المعتاد من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس حول تدهور طرأ على حالة أسير إسرائيلي لديها، قبل أن تتبع ذلك بمقطع فيديو ظهر فيه "هشام السيد"، أحد الأسرى لدى المقاومة وهو بحالة مرضية، الكثير من الجدل حول هذا الإعلان وتوقيته مع اقتراب ذكرى أسر بعضهم وخاصة الجنديين هدار غولدن، وأورون شاؤول خلال عدوان 2014.
وأدى نشر الفيديو إلى ردود فعل إسرائيلية رسمية وإعلامية وإفراد مساحات واسعة له في القنوات العبرية التي سعت إلى التركيز على أن "السيد" بأنه "مجرد مريض عقلي، وليس جنديًا"، بعد أن وصفته المقاومة في مقطع الفيديو بأنه أحد جنود الاحتلال.
ويجمع محللان تحدثا لـ "القدس"، على أن الإعلان من قبل كتائب القسام يحمل رسائل عدة من أهمها محاولة تحريك ملف الأسرى الذي يشهد جمودًا منذ سنوات.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا، إن هذا الإعلان يعكس التزام المقاومة الفلسطينية بالقوانين والأعراف ذات العلاقة بالحرص على حياة وصحة الأسرى لديها وتتعامل بقيم أخلاقية سامية تعكس سمو هذا النضال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
ولفت الظاظا، إلى أن المقاومة لم تكشف عن طبيعة الخطر المحدق بالأسير الإسرائيلي والأسرى الآخرين، لظروف مختلفة منها أمنية وأخرى تتعلق بالغموض، ولتحميل الاحتلال المسؤولية عن أي تأخير في صفقة جديدة قد يعرض هؤلاء الجنود إلى خطر حقيقي يفقدهم حياتهم في استحضار حقيقي لقضية الطيار الإسرائيلي رون أراد في ثمانينيات القرن الماضي.
واعتبر الظاظا، أن مماطلة الاحتلال في عقد صفقة مع المقاومة اللبنانية في ذاك الوقت أضاع فرصة حقيقية لعودة أراد لعائلته، حتى تأكد وفاته واختفاء جثته، مشيرًا إلى أن المقاومة في غزة لا تريد أن تصل هذه القضية لنفس المصير وترى أن هناك فرصة معقولة لعقد صفقة بحصول هؤلاء الأسرى الجنود على حريتهم مقابل حرية الآلاف من الأسرى الفلسطينيين والذين تحددهم المقاومة للإفراج عنهم.
وبين أن ما جرى يأتي في سياق إدارة المقاومة لملف الأسرى، مشيرًا إلى خبرتها في ذلك بعد أن أتمت بنجاح صفقة "وفاء الأحرار/ الجندي شاليط" عام 2011، والتي استطاعت لفترة 5 سنوات بإخفاء الجندي قبل أن تحقق مطالبها بتحرير 1027 أسيرًا وأسيرة، مقابل جندي واحد.
ويقول الظاظا، إنه مهما حاول الاحتلال تجاهل إعلان القسام، إلا أن الرأي العام الإسرائيلي بدأ يثير تساؤلات حول صحة أسراه، وخاصة أنه يدرك مدى مصداقية المقاومة العالية بهذا الصدد وهو ظهر في تهديدات سابقة لها بمعارك أخرى، وهو الأمر الذي يعكس الحاجة للحصول على معلومات عن هؤلاء الأسرى وصحتهم، وهو ما يؤكد ما ورد من تقارير إخبارية عن طلب إسرائيلي من مصر للتأكد من حالتهم.
وأضاف: "تداعيات هذا الإعلام في الرأي العام الإسرائيلي تعكس أهميته وتوقيته وقدرة المقاومة على إدارة هذا الملف وخاصة أن الحكومة الاسرائيلية في أضعف حالاتها، وكل رؤساء حكومات الاحتلال الذين تعاقبوا منذ نتنياهو، وبينيت والآن لابيد، في رأي الجمهور الإسرائيلي سيظهر انهم تجاهلوا مصير الجنود الأسرى لدى المقاومة، وهذا ينعكس بشكل واضح على نفسية الجيش الإسرائيلي الذي لا يقوم بالدور المطلوب منه من وجهة النظر العام الإسرائيلية من أجل حرية هؤلاء الأسرى وعودتهم من أسر المقاومة الفلسطينية، وكان ذلك واضحًا في خوف الجيش الإسرائيلي ورئيس أركانه أفيف كوخافي من الامتناع عن إرسال قوات برية في معركة سيف القدس إلى داخل غزة، وكل ذلك خوفًا من وقوع مزيد من الأسرى الجنود الإسرائيليين في قبضة المقاومة والتي بدورها تحاول زيادة الغلة، وهو ما يضع متخذي القرار في إسرائيل أمام خيارات صعبة".
وأشار إلى أن الرأي العام الفلسطيني يثق بالمقاومة وبمصداقيتها، لافتًا إلى أن حرية الأسرى تستحق مزيد من الصبر والثبات والتضحية، وإدارة هذا الملف يحتاج لحكمة وحنكة عالية.
من ناحيته يقول المحلل العسكري رامي أبو زبيدة، إن المقاومة من خلال هذا الإعلان إنما تريد أن تضغط على الحكومة الإسرائيلية، والمجتمع الإسرائيلي وأهالي الجنود لدى المقاومة، وفتح المجال أمام حالة الجمود التي يشهدها ملف الأسرى في ظل محاولة تجاهل هذا الملف من قبل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية وعدم إبداء أي جدية إزاء ذلك، وإيحائها لمجتمعها أن أسراها وخاصة الجنديين هدار غولدن وأرون شاؤول مجرد جثث.
ولفت أبو زبيدة، إلى أن المقاومة ومن خلال هذه الرسالة تحاول تفكيك حالة الغموض لدى المجتمع الإسرائيلي وإظهار مدى كذب الساسة الإسرائيليين عليهم بشأن حقيقة أسر جنودهم وفيما إذا كانوا أموت أو أحياء، مشيرًا إلى أن الإعلان عن تدهور صحة أحدهم يثبت ويفضح رواية قادة الاحتلال وهو الأمر الذي كان له تداعيات وربما يخلط الأوراق بين الأحزاب الإسرائيلية.
ورأى أبو زبيدة، أن الاحتلال سيرضخ آجلاً أو عاجلًا أمام شروط المقاومة، كما أن هذا الإعلان رسالة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال لتعزيز قوتهم وللعمل على تحقيق مطالبهم في ظل الخطوات التصعيدية المعلنة من حين إلى آخر.
وأشار إلى هذا الإعلان قد يسرع عملية تبادل جديدة ويحرك الوسطاء من جديد بهذا الملف، خاصة وأن الفيديو الذي التقط لأحد الأسرى كان له صدى إعلامي كبير في أوساط وسائل الإعلام العبرية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحول كبير في مسار التحرك بهذا الملف.
دلالات
محمد قبل أكثر من 2 سنة
ما بجيب الرطل الا الرطلان
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
الأكثر قراءة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
محللان لـ "القدس": إعلان "القسام" يحمل رسائل عدة أهمها محاولة تحريك ملف مفاوضات تبادل الأسرى