فلسطين

الثّلاثاء 26 أبريل 2022 4:55 صباحًا - بتوقيت القدس

المعتكفون في المسجد الأقصى أيقونة الرباط والتحدي

القدس - "القدس" دوت كوم - مصطفى صبري - خيام المعتكفين في المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان تضم في ثناياها شبابًا جاءوا من الضفة الغربية ومن القدس وضواحيها من الداخل الفلسطيني كي يرابطوا داخل المسجد و يعمروه بالتواجد فيه على مدار الساعة،فهذه الخيام تعتبر من أركان الإعمار في المسجد لشباب تسلقوا الجدار وخاضوا رحلة خطيرة من أجل الوصول إليه.


المرابط أحمد حماد من شمال الضفة الغربية يقول: "جئنا في العشر الأواخر من رمضان للاعتكاف في المسجد الأقصى، وكانت الرحلة محفوفة بالمخاطر وعند وصولنا لاحقنا جنود الاحتلال أثناء الاقتحامات وتم اعتقال المئات و إبعادهم عن المسجد، ومع ذلك هناك أكثر من ثلاثة آلاف معتكف من كل الجنسيات والدول".


وأضاف: "هذه الخيام يوجد فيها شباب يقومون بإعمار المسجد الأقصى بتقديم خدمات لكافة المعتكفين والزوار والوافدين وتحضير الطعام ومساعدة المرضى والعمل مع طاقم العيادة وتنظيف الساحات العامة وإصلاح ما يمكن إصلاحه من ترميم للمتوضأ وغيرها من الأمور العامة التي تظهر الأقصى بصورة جميلة رغم الاقتحامات والتخريب من قبل الاحتلال والمستوطنين".


وتابع: "نحن هنا عصب الحياة في المسجد الأقصى، ونقوم بمهمة عظيمة وهي الخدمة العامة والقيام على توفير احتياجات الجميع بدون تردد،فهذا الوجود هو آخر جدار يحمي المسجد من التهويد والتدنيس".


أما المرابط عبد الحليم عطار يقول: "كل معتكف له قصة هنا سواء كان من فلسطين أو من خارجها، فالحياة هنا كموسم الحج من جنسيات مختلفة ولكن الهدف واحد وهو الرباط وشد الرحال رغم الملاحقة والألم والاعتقال والإبعاد،فهنا التواجد داخل المسجد الأقصى له ضريبية وفاتورة باهظة، بينما موسم الحج في مكة يكون الحاج آمنًا وغير ملاحق، وتكون حياة الحجاج عادية بدون رصاص وقنابل غاز واعتقال وسحل وضرب".


وأضاف: "المرابط هنا كالقابض على الجمر يتلقى الضربات ولا يستسلم، ويبقى صامدًا في وجه المستوطنين وجنود الاحتلال".


وأشار إلى أنه مع بداية العشر الأواخر نجح المعتكفون والمرابطون في وقف الاقتحامات وإعادة الأمور إلى طبيعتها، مشيرًا إلى أن العديد من المعتكفين العام الماضي حرموا هذا العام من الوصول للأقصى والاعتكاف والرباط بداخله.


ويقول الشاب أنس داوود من شمال الضفة الغربية: "وجودنا في المسجد الأقصى يعتبر انجاز بمعنى الكلمة، فلم يعد الأقصى لكبار السن، بل أن الشباب هم الصفة الغالبة على المعتكفين من جميع الجنسيات، وهذا مؤشر إيجابي على أن المسجد في قلوب الشبان الذين واصلو الليل بالنهار حتى يتمكنون تخطي العقبات والصعاب والوصول إليه والاعتكاف فيه وتنظيم فعاليات تضيف البهجة والسرور لكل من يأتي إلى هنا".


وأضاف: الاحتلال يسعى إلى إفراغ ساحات المسجد الأقصى من كل المظاهر، إلا أن خيام المعتكفين ومجموعاتهم تضفي الحياة داخله،فهذا الاعتكاف يشكل جدار حماية للمسجد، وإعماره يعتبر رسالة لكل العالم أن المسجد الأقصى للمسلمين ولا أحد له حق فيه سواهم".


الضرير علي حنون من مزرعة القبلية في رام الله، والذي اعتقل داخل المسجد الأقصى، وتم ابعاده عن مدينة القدس، يقول: "استطعت بالرغم من عدم رؤيتي من الوصول إلى الأقصى والرباط فيه، في وقت الاقتحامات خلال الأسبوع الثاني من رمضان، وتم اعتقالي من داخل ساحاته مع المئات من شباب القدس والضفة والداخل، والتحقيق معنا".


ويضيف: "كنت أسيرًا لعدة سنوات في سجون الاحتلال وتم التهديد والوعيد لي وزملائي إذا عدنا إلى المسجد الأقصى، فهم لا يريدون لنا أن نكون فيه ونعتكف في ساحاته ومصلياته وأروقته ومحاريبه،إلا أن هناك قوة خفية لدى الشباب من أجل الوصول إليه والرباط فيه، ومن الذين تم اعتقالهم وإبعادهم عادوا مرة أخرى، وتجاوزا الحدود، ومنهم من دخل للمسجد رغم أنف الاحتلال".


ويتابع: "الاعتكاف في كل عام يضم العديد من الشبان الجدد، وهنا يكون الاعتكاف مدرسة في تدافع الأجيال نحو المسجد الأقصى، وتربية النفوس على حب الأقصى، فكل معتكف بمثابة سفير لعائلته وعشيرته وبلدته ومدينته ودولته".

شارك برأيك

المعتكفون في المسجد الأقصى أيقونة الرباط والتحدي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 24 أبريل 2024 8:19 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.75

دينار / شيكل

بيع 5.36

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.01

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%4

(مجموع المصوتين 157)

القدس حالة الطقس