أقلام وأراء
الخميس 30 يناير 2025 9:09 صباحًا - بتوقيت القدس
التهدئة في لبنان.. الغموض سيد الموقف
التهدئة التي انتهت مدة الـ 60 يوماً المقررة لها في الـ27 من هذا الشهر، تلك التهدئة التي التزمت بها المقاومة اللبنانية والحزب، التزاماً بموقف الدولة والحكومة اللبنانية، رغم أنها لم تكن متفقة معها، والتي استمرت اسرائيل خلال الستين يوماً في انتهاكها بالقتل والجرح والتدمير والنسف والتفجير والتوغل والإختراق واستباحة السيادة اللبنانية، والتي كما قال الشيخ نعيم القاسم في كلمته الاثنين27-1-2025، احترمنا تلك الهدنة رغم الشعور بالمهانة والأعمال الإنتقامية، ووصول تلك الاختراقات إلى أكثر من 1350 اختراقا.
هناك تصريحات لبنانية رسمية ومن المقاومة اللبنانية متضاربة بشأنها، فالأمريكي طلب لشريكه الإسرائيلي تمديداً حتى الـ 28 من الشهر المقبل، وعندما رفض الطلب لبنانياً، قال التمديد حتى الثامن عشر من الشهر القادم، وعندما رفض الطلب لبنانياً أيضاً، قال إن هناك خمس تلال مشرفة يحتاج الجيش الإسرائيلي للبقاء فيها، وتم رفض طلبه أيضاَ، واللافت أن رئيس حكومة تصريف الأعمال ميقاتي، قال إنه قبل التمديد حتى الثامن عشر من الشهر القادم بالتشاور مع الأمريكي، والتفاوض حول ملف الأسرى اللبنانيين عند الإسرائيليين، وأيضاً تشاور مع رئيس الجمهورية جوزيف عون، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بري الذي قال أنه اشترط للتمديد وقف القتل والتدمير، وبما أن الاحتلال لم يلتزم بذلك فالهدنة سقطت، في حين أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، قال إن الهدنة انتهت ولا تمديد ليوم واحد، والمقاومة تحدد شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها، والتمديد هو تفاهم إسرائيلي- أمريكي غير ملزم لها، واضح بأن هناك ميوعة رسمية لبنانية في الموقف من التهدئة، في حين هناك موقف حاسم منها من قبل الحزب، وهذا يعكس ضبابية الموقف اللبناني، الذي يفترض أن يكون واضحاً وحازماً وصلباً، والجماهير الشعبية اللبنانية التي زحفت للعودة إلى قراها الحدودية المحتلة، وواجهت الرصاص والدبابات الإسرائيلية من نقطة الصفر، ودفعت ثمن صمودها وزحفها شهداء وجرحى، اكثر من 25 شهيداً و128 جريحاً، كانت مواقفها متقدمة على مواقف الحكومة والجيش، والقائلين من المتأمريكين والمتصهينين في الداخل اللبناني، بأن الظروف الإقليمية والدولية قد تغيرت، وبأن الجيش بات قادراً على الدفاع عن لبنان، وبأن المقاومة بات سلاحها عبئاً على الجنوبيين، ما يجري في الجنوب اللبناني وتلكؤ ومماطلة إسرائيل في تنفيذ شروط الهدنة، تقول ما قاله الشيخ نعيم قاسم بأن ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة"، هي الثلاثية التي تحمي سيادة لبنان ووحدة أراضيه وأمنه واستقراره. العودة والزحف الجماعي للجماهير الفلسطينية واللبنانية إلى شمال قطاع غزة وإلى قرى لبنان الجنوبية، أسقط أهداف الحرب الإسرائيلية الاستراتيجية على الجبهتين، تلك الأهداف التي حددها نتنياهو ومجلس حربه، فمع بداية الحرب البرية على قرى لبنان الجنوبية، والتي استخدم فيها الجيش الإسرائيلي خمس فرق ولوائين، من أجل تحقيق نصر يمكنه من فرض شروطه وإملاءاته على المقاومة اللبنانية، ورفعت إسرائيل سقوف مطالبها الأمنية والعسكرية، لا انسحاب بدون نزع سلاح المقاومة، والاحتفاظ بشريط أمني في جنوب لبنان تقرره إسرائيل، وحرية الحركة البرية لجيشها في جنوب لبنان، واستمرار استباحة الأجواء اللبنانية، ولكن مع تعمق الحرب البرية وتوسعها، دعت المقاومتان اللبنانية والفلسطينية إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، والتأكيد على الانسحاب الإسرائيلي الشامل، وبما لا يمكن إسرائيل، من تحقيق أي مكاسب أمنية وسياسية. مع فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي اختراق جدي في قرى وبلدات الجنوب اللبناني، بدأ بالهبوط بسقف مطالبه، إلى التفاوض تحت النار، واستبدال نزع سلاح المقاومة، بانسحابها إلى ما وراء الليطاني، باعتبار ذلك بنداً من بنود القرار(1701). أما على جبهة قطاع غزة، فكان الرد الإٍسرائيلي، لا إنسحاب بالمطلق، ولكن مع جر المقاومة لجيشه إلى معركة وحرب استنزاف طويلة، ودخولة في مرحلة من الإنهاك والإعياء وتراجع الروح القتالية والمعنوية، بدأ يتحدث عن انسحاب مشروط بضمان سيطره أمنية على نقاط ومحاور استراتيجية كما يدعي ضرورية لأمنه، محوري نتساريم وفلادلفيا، وأرفق هذا المطلب، بمطلب القضاء على المقاومة الفلسطينية، وعندما بدأ يتأكد من استحالة تحقيق الهدف ربط وقف إطلاق النار بهدنة تبادل أسرى لا يلتزم بإنهاء الحرب فيها، مخترعاً نظرية اليوم التالي لنهاية الحرب، ومحورها إيجاد حكم بديل لحماس في غزة، ولـ" تقبر" مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيلية في الدفعتين الأولى والثانية من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى أحلام نتنياهو بما يسمى بالنصر الاستراتيجي والقضاء على حماس عسكرياً وعلى حكمها مدنياً، ولتجعل منه الصحافة الإٍسرائيلية والمعلقون العسكريون والقادة الأمنيون "مسخرة" بالقول هذه المشاهد تقول بهزيمة استراتيجية واستسلام ونصر استراتيجي لحماس. وقف إطلاق النار على قطاع غزة، كانت له تداعيات كبرى على حكومة نتنياهو والمجتمع الإسرائيلي، فحكومة الحرب باتت مهددة بالسقوط، بسبب انسحاب بن غفير وحزبه من الحكومة والائتلاف، ووصف ما جرى مع مشاهد وصور صفقات التبادل، ليس فقط أن ذلك شكل نصراً استراتيجياً لحماس، وخطراً على الأمن القومي الإٍسرائيلي، بل اعتبر ذلك إهانة "وطنية" لكل إسرائيلي. ولم تسلم المؤسسة العسكرية من تلك التداعيات، حيث هناك "مجزرة" استقالات، افتتحها أهارون هليفا مسؤول الاستخبارات العسكرية الداخلية "أمان، وكذلك هيرتسي هليفي رئيس الأركان وقائد الوحدة التجسسية 8200 وقائد الفرقةالجنوبية، وقائد لواء غزة الشمالي، وقائد سلاح الجو وقائد سلاح البحرية وصولاً إلى غونين بار مسؤول جهاز الأمن العام "الشاباك". صور دموع الجنود الإسرائيليين المنسحبين من محور نتساريم، وأقوال رئيس مستوطنة المطلة ديفيد أزولاي، حول ما يعرف بالنصر الساحق، هذا النصر تحقق في العودة الشعبية لسكان بلدة حولا اللبنانية المواجهة لمستوطنتي مرغليوت والمطلة، وكذلك أحد قادة الجيش الإسرائيلي قال للقناة العبرية 12، إن المستوطنين في الشمال لم تكن لديهم الحافزية والدافعية للعودة، كما هو حال سكان القرى الجنوبية اللبنانية الذين عادوا وزحفوا لقراهم تحت نيران الجيش الإسرائيلي، ولذلك دموع الجنود الإسرائيليين المنسحبين من محور نتساريم والدماء التي دفعت لبنانياً في مارون الرأس في العودة للقرى الجنوبية، تقول من انتصر ومن هزم على الجبهتين. عودة مئات الآلاف من الغزيين إلى منازلهم المدمرة في الشمال، مشياً على الأقدام، يبعت برسالة واضحة لإسرائيل، بأن هذه بروفة للعودة الكبرى القادمة، ولن يكون هناك تهجير آخر، ولا خطة جنرالات تفصل شمال القطاع عن جنوبه، ولا عودة للاستيطان في قطاع غزة، ولا "هندسة" جغرافية له، كما يحلم المتطرف سموتريتش، بتقليص عدد سكان غزة إلى النصف في العامين القادمين بتشجيع الهجرة الطوعية وكذلك الهجرة القسرية، ولا نجاح لمشروع ترامب بتهجير شعبنا الفلسطيني إلى العديد من الدول، وفي المقدمة منها مصر والأردن، واللتين رفضتا مشروع ومخطط ترامب بشكل قاطع، فأرض قطاع غزة ليست صفقة تجارية مغرية للمضاربة وتحقيق الأرباح، بل هي أرض لشعب له قضية وحقوق وطنية سياسية، وجزء من دولة فلسطينية قادمة، فهذه المشاريع والمخططات باتت من خلف ظهر الشعب الفلسطيني، والتباكي على إعمار قطاع غزة، والقول بأنه بات أرضاً غير قابلة للحياة، الهدف منه ليس بناء غزة وإعمارها، وخدمة الشعب الفلسطيني، بل أن تكون هناك مناطق عازلة في قطاع غزة، وفي جنوب لبنان، تحمي أمن اسرائيل.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
غزة أسقطت مخطط التهجير يا سيد ترامب
بهاء رحال
في العيد 63 لميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني دعم ومساندة الشعب الفلسطيني مستمر
كريستين حنا نصر
حرب إسرائيل على المخيمات الفلسطينية.. إلى أين؟
حديث القدس
النازحين يبدأون العودة إلى شمال قطاع غزة
سري القدوة
عائد إلى الشمال.. حين يكون الركامُ وطناً
أمين الحاج
إخوته هم قاتلوه!
بكر أبو بكر
هل يكفي وقف إطلاق النار لإنقاذ غزة؟
ياسر منّاع
خطة ترمب.. صفقة القرن
حمادة فراعنة
نعم لخطة ترامب، نعم للتهجير
مؤيد شعبان
تهجير الفلسطينيين.. جريمة حرب
حديث القدس
طوفان عودة النازحين من الجنوب للشمال
وليد العوض
عودة اللاجئين إلى مناطق 48
حمادة فراعنة
لكُم فرحُكم.. ولي حُزني!
بثينة حمدان
ما بين المقاومة السلمية والمقاومة العسكرية
ناجي صادق شراب
ترمب ومخططه الخطير لنقل سكان غزة لدول الجوار
سري القدوة
الضفة الغربية والفولاذ الفلسطيني
حمزة البشتاوي
القدس ورحلة الإسراء والمعراج.. تذكير بالقداسة ودروس الصمود
عبد الله توفيق كنعان
جائزة الشارقة في المالية العامة: أهدافها وقِيمها، وتجربة فلسطين بالفوز بالمركز الأول
بقلم: أ. هاني أبو سنفة.
المجد يركع لكم…
حديث القدس
العودة إلى الشمال
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
بين يدَي الذكرى العطرة
إنه الفلسطيني يا غبي!
نتنياهو: حماس هم النازيون الجدد ونحن ملتزمون بهزيمتهم نهائيا
عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال
أبو عبيدة يعلن رسمياً استشهاد محمد الضيف ومروان عيسى
بعد دعوة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة.. قطر: حل الدولتين الطريق الوحيد
محدث: ثمانية شهداء وعدة إصابات في قصف للاحتلال شرق طوباس
الأكثر قراءة
خلافات حادة بين عائلات المحتجزين بغزة وبن غفير خلال جلسة بالكنيست
تعهدات أميركية لإسرائيل بتعطيل إعادة الإعمار وإدخال "الكرفانات" شمالي غزة
سويسرا ترحل الصحفي الأميركي الفلسطيني علي أبو نعمة بعد اعتقال جائر
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوافقون على تفعيل مهمة المراقبة في معبر رفح
أنتوني بلينكن يوقع عقدا لكتاب عن سنواته كوزير خارجية جو بايدن
إعلان أسماء الأسرى المحررين من سجون الاحتلال ضمن الدفعة الثالثة من التبادل
"أنا بخير في غزة".. سرايا القدس تبث مقطعًا مسجلًا للمحتجزة أربيل يهود
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 530)
شارك برأيك
التهدئة في لبنان.. الغموض سيد الموقف