فلسطين
السّبت 11 يناير 2025 7:51 صباحًا - بتوقيت القدس
نذر فوضى عالمية...سموتريتش وترمب.. تلاقح الأفكار والخرائط
رام الله - خاص بالـ "القدس" دوت كوم -
د.حسين الديك: هناك تناغم أيديولوجي بين ترمب وسموتريتش في نظرتهما التوسعية مع اختلافات جوهرية في الواقع السياسي
نعمان عابد: إذا نُفذت سياسات ترمب التوسعية فستُحدث فوضى عالمية وستُقوض النظام الدولي المبني على احترام سيادة الدول
د.عمر رحال: تصريحات ترمب حول ضم كندا واحتلال غرينلاند تُعيد للأذهان تصريحات هتلر التي سبقت الحرب العالمية الثانية
د.عقل صلاح: ترمب كرجل صفقات ينظر إلى كندا باعتبارها فرصة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من عجز متزايد
د. عمرو حسين: تصريحات ترمب "فقاعات إعلامية" اعتاد إطلاقها لكنها تعكس شخصيته كرجل أعمال يفكر من منطلق اقتصادي
يتصاعد الجدل حول تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب مع قرب تسلمه زمام الحكم، حول إمكانية ضم كندا وغرينلاند إلى الولايات المتحدة، وهو ما من شأنه أن يهدد الاستقرار العالمي ويضع المنظومة الأممية على المحك، فيما تعيد تلك التصريحات إلى الأذهان سلوكيات المنظومة الاستعمارية التي ترى باستهداف الدول فرصة لتحقيق أطماعها.
ويرى كتاب ومحللون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن تصريحات ترمب تعكس نهجاً شعبوياً ونزعة توسعية متأصلة في سياساته منذ ولايته الأولى، كما أن تلك التصريحات، التي وصفها البعض بأنها "غوغائية"، تجسد شخصية ترمب كرجل أعمال ينظر إلى العلاقات الدولية من زاوية المصالح الاقتصادية والصفقات، متجاهلًا القانون الدولي وأسس العلاقات الدبلوماسية.
ويعتقد الكتاب والمحللون أن النظام السياسي الأمريكي، بما يتضمنه من مؤسسات قوية ودستور يحكم العلاقة بين السلطات، سيحول دون تنفيذ هذه الأفكار، فالقوانين التي تنظم اتخاذ القرارات الكبرى، مثل الحرب والسلم، تعتمد على موافقة الكونغرس ومؤسسات الدولة، ما يجعل مثل هذه التصريحات غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
ومع ذلك، يرى الكتاب والمحللون أن هذه التصريحات لترمب تثير مخاوف حلفاء الولايات المتحدة، خاصة الدول الأوروبية وكندا، التي ترى فيها تهديدًا للنظام الدولي والاستقرار الإقليمي.
ويلفت الكتاب والمحللون إلى أن التقاطع بين سياسات ترمب وبعض قيادات اليمين الإسرائيلي، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يكشف عن رؤية ايدولوجية تتعلق بالتوسعية المشتركة، وإن اختلفت دوافعها، فبينما يسعى ترمب لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، يركز سموتريتش على أهداف دينية وأيديولوجية تهدف إلى توسيع حدود إسرائيل.
ويعتبر الكتاب والمحللون أنه رغم أن هذه التصريحات لا تمثل سوى شعارات إعلامية تهدف لإثارة الجدل، لكنها تعكس في الوقت ذاته خطرًا على العلاقات الدولية إذا ما حاولت الولايات المتحدة تنفيذ سياسات مشابهة.
طموحات غير واقعية لرئيس يفتقر لرؤية استراتيجية للدولة
يرى الكاتب والمحلل السياسي، والمختص بالشأن الأمريكي د.حسين الديك أن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب حول إمكانية ضم كندا أو جزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة الأمريكية تمثل نموذجاً للتصريحات الشعبوية التي تعكس شخصية ترمب النرجسية والجدلية.
ويصف الديك هذه التصريحات بأنها "غوغائية" وتعبر عن طموحات غير واقعية لرئيس يفتقر إلى رؤية استراتيجية للدولة، مفضلاً إطلاق شعارات إعلامية تستهدف إثارة الجدل.
ويشير الديك إلى أن الولايات المتحدة دولة مؤسسية يحكمها الدستور والقانون، ما يجعل من المستحيل تنفيذ هذه الأفكار التي طرحها ترمب.
ويوضح الديك أن النظام السياسي الأمريكي لا يخضع لرغبات رئيس شعبوي، إذ ترتكز السياسات الكبرى، خاصة المتعلقة بالحرب والسلم، على موافقة الكونغرس والمؤسسات الأمريكية الأخرى، وليس على قرارات فردية.
ويقول الديك: "عندما يتولى ترمب أو غيره منصب الرئاسة، سيصطدم بالمنظومة القانونية والمؤسسية في الولايات المتحدة، والتي تضع حدوداً واضحة لأي طموحات غير واقعية".
وفي هذا السياق، يشير الديك إلى أن كندا والدنمارك، التي تتبع لها جزيرة غرينلاند، عضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو تحالف عسكري تأسس بعد الحرب العالمية الثانية بهدف حماية الأمن المشترك، أي أن أي محاولة للاعتداء على سيادة هاتين الدولتين ستؤدي إلى انهيار التحالف برمته وتفكك العلاقات بين ضفتي الأطلسي.
ويشدد الديك على أن تصريحات ترمب تتناقض مع المبادئ الأساسية التي تأسست عليها الأمم المتحدة، وأبرزها احترام سيادة الدول الأعضاء والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
ويرى الديك أن العمل على تنفيذ مثل هذه الأفكار قد يؤدي إلى تدمير النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويقول الديك: "إن ضم كندا أو غرينلاند من خلال القوة العسكرية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، واعتداءً على سيادة دول أعضاء في الأمم المتحدة. هذه التصريحات تُظهر نزعة ترمب الشعبوية والنرجسية، التي تفتقر إلى أي أسس واقعية أو قانونية".
ويرى الديك أن تصريحات ترمب أثارت جدلاً واسعاً، خاصة في الأوساط الأوروبية، مشيراً إلى أن هذه السجالات لم تقتصر على الردود من الدول المستهدفة مثل كندا والدنمارك، بل امتدت إلى بقية الدول الأوروبية، التي ترى في مثل هذه التصريحات تهديداً للنظام الدولي.
ومع ذلك، يوضح الديك أن هذا الجدل لم يصل إلى المؤسسات الرسمية الأمريكية أو النخب السياسية، بل بقي محصوراً في تصريحات ترمب الشخصية، ما يعكس طبيعته الشعبوية ونزوعه إلى إطلاق شعارات تستهدف استثارة الجدل.
وفيما يتعلق بمستقبل ترمب السياسي، يرى الديك أن ولايته الثانية، في حال فوزه بالانتخابات، لن تكون "مفروشة بالورود".
ويوضح الديك أن هناك العديد من القضايا القانونية التي تُلاحق ترمب، مثل قضية "شراء الصمت" مع ممثلة أمريكية سابقة، والتي قد تؤدي إلى محاكمات معقدة.
ويشير الديك إلى أن ترمب سيواجه عقبات داخلية كبيرة، بما في ذلك الخلافات داخل الحزب الجمهوري نفسه، حيث لا يتفق جميع الجمهوريين مع طروحاته.
ويقول الديك: "ترمب لن يحظى بدعم كامل داخل الكونغرس، على الرغم من سيطرة الجمهوريين. هناك انقسامات واضحة داخل الحزب بشأن سياساته وتوجهاته".
ويشير الديك إلى وجود تشابه أيديولوجي بين ترمب واليمين الإسرائيلي، ممثلاً في وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، خاصة في نظرتهم التوسعية.
ويقول الديك: "يتناغم الفكر التوسعي لترمب مع سياسات سموتريتش، ولكن هناك اختلافات جوهرية في الواقع السياسي لكل منهما. في إسرائيل، تنبع سياسات الضم من منطلقات عقدية ودينية، وتحظى بدعم المؤسسات السياسية والعسكرية مثل الكنيست والجيش. أما في الولايات المتحدة، فإن أفكار ترمب التوسعية لا تنبع من أيديولوجيا، بل من طموحات شخصية اقتصادية ومصلحية".
ويؤكد الديك أن إسرائيل تعتمد على "سلطة الأمر الواقع" في تطبيق سياسات الضم، بينما تفتقر الولايات المتحدة إلى أي سياق مؤسسي أو دولي يمكن أن يدعم مثل هذه التوجهات.
ويحذر الديك من أن تصريحات ترمب قد تؤدي إلى تعميق الانقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، خاصة في ظل تعقيد العلاقات بين ضفتي الأطلسي.
ويقول الديك: "هذه التصريحات تزيد من حالة التخبط في السياسة الخارجية الأمريكية، وتُضعف التحالف الغربي التقليدي. كما تُعطي الانطباع بأن الولايات المتحدة في عهد ترمب مستعدة لتجاوز القوانين الدولية لتحقيق أهدافها، ما يُضعف مصداقيتها عالمياً".
ويؤكد الديك أن ضم كندا أو غرينلاند ليس مجرد صفقة عقارية أو مشروع استثماري يمكن أن يُنفذه ترمب، بل هو مسألة سيادة وطنية للشعوب المستهدفة، وحقها في تقرير مصيرها.
ويقول الديك: "لا يمكن تجاوز القانون الدولي أو المبادئ التي تأسست عليها المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، فتصريحات ترمب تعكس فهماً محدوداً لهذه المبادئ، وتفتقر إلى الواقعية السياسية".
ويؤكد الديك أن تصريحات ترمب لن تتجاوز كونها شعارات شعبوية تُطلق لإثارة الجدل.
ويقول الديك: "النظام السياسي الأمريكي، القائم على مؤسسات قوية ودولة عميقة، لن يسمح بخروج هذه التصريحات عن نطاق الإعلام. كما أن المجتمع الدولي، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، لن يتسامح مع أي محاولة للاعتداء على سيادة دول أعضاء في الأمم المتحدة. ما يفعله ترمب هو محاولة توظيف هذه التصريحات لخدمة طموحاته الشخصية، لكنها تفتقر لأي أرضية واقعية أو سياسية لتنفيذها".
مزيج من نظريتي "الرجل المجنون" و"مدرسة جاكسون"
يرى الكاتب والمحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية نعمان عابد أن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب حول ضم كندا وغرينلاند، إضافة إلى إعادة السيطرة على قناة بنما، تعكس توجهاً جدلياً يعيد تشكيل السياسة الأمريكية تحت مظلة ما يُعرف بـ"عقيدة ترمب".
هذه العقيدة، كما يصفها عابد، تستند إلى مزيج من نظريتي "الرجل المجنون" ومدرسة الرئيس السابع للولايات المتحدة أندرو جاكسون، حيث تغلب النزعة التوسعية والشعبوية على رؤية ترمب السياسية.
ويشير عابد إلى أن نظرية "الرجل المجنون"، التي اشتهرت مع الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، تنطبق على ترمب بشكل واضح.
ويُفسر عابد ذلك بأن ترمب يتخذ قرارات وتصريحات متهورة، غير مدروسة، وتفتقر إلى العقلانية، ما يُربك حلفاء الولايات المتحدة قبل خصومها.
ويقول عابد: "إن ترمب شخصية شعبوية، يضع دائماً أمريكا أولاً على حساب النظام الدولي والقوانين التي تنظم العلاقات بين الدول، ويُظهر استعداداً للتخلي عن الحلفاء إذا رأى في ذلك مصلحة للولايات المتحدة".
ووفق عابد، تُعد تصريحات ترمب حول ضم كندا مثالاً واضحاً على استهزائه بالحلفاء التقليديين، حيث إن ترمب، خلال استقباله لرئيس الوزراء الكندي قبل استقالته، وصفه بـ"الحاكم"، في إشارة ضمنية إلى أن كندا ليست سوى "الولاية 51" للولايات المتحدة.
ويقول عابد: "ترمب يرى أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا لكندا دون مقابل، وبالتالي يمكن استغلال العلاقة الاقتصادية والسياسية بين البلدين لضم كندا بشكل أو بآخر".
ورغم أن ترمب لم يهدد كندا باستخدام القوة العسكرية، فإن حديثه عن "الحرب الاقتصادية" أثار ردود فعل غاضبة من المسؤولين الكنديين، حيث يشير عابد إلى أن هذه التصريحات تعكس رغبة ترمب في تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية دون اعتبار للعواقب الدولية.
ويتناول عابد تصريحات ترمب حول جرينلاند وقناة بنما، مشيراً إلى أنها تندرج ضمن سياسته التوسعية التي تتناغم مع مصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية. ويقول عابد: "ترمب يرى في غرينلاند فرصة لتوسيع نفوذ الولايات المتحدة في القطب الشمالي، ومواجهة التوسع الروسي والصيني في المنطقة. أما قناة بنما، فيعتبرها ترمب جزءاً من الإرث الأمريكي الذي يجب استعادته لتعزيز السيطرة على خطوط الملاحة العالمية".
ومع ذلك، يوضح عابد أن هذه التصريحات أثارت مخاوف دولية، خاصة بين الدول الأوروبية، التي رأت فيها تهديداً للنظام العالمي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويشير عابد إلى أن هذه التصريحات تُظهر تناقضاً في سياسات ترمب، الذي يرفض خوض حروب تكلف الخزينة الأمريكية، لكنه مستعد للانخراط في صراعات تضمن مكاسب اقتصادية وجيوسياسية.
ويشير عابد إلى وجود تناغم فكري بين ترمب واليمين الإسرائيلي المتطرف، خاصة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
ويقول عابد: "ترمب وسموتريتش يشتركان في الرؤية التوسعية، لكن الدوافع تختلف. بينما يستند سموتريتش إلى أيديولوجيا دينية تهدف إلى تحقيق حلم إسرائيل الكبرى، يستند ترمب إلى مصلحة اقتصادية بحتة، تعكس رؤيته كرجل أعمال قبل أن يكون سياسيًا".
ويرى أن تصريحات ترمب حول توسيع الولايات المتحدة تتناغم مع دعمه لتوسيع مساحة إسرائيل، وهو ما ظهر عملياً في سياساته تجاه الجولان السوري المحتل والضفة الغربية، وهذه المواقف تُظهر عدم اهتمام ترمب بالقانون الدولي أو التوازنات الإقليمية.
ويعتبر عابد أن تنفيذ أي من هذه التصريحات سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على السلم العالمي، خاصة أن الدول المستهدفة، مثل كندا والدنمارك، عضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويقول عابد: "مثل هذه التحركات ستُفكك الحلف، وتُضعف التحالفات الغربية التقليدية، مما يخلق فراغًا يمكن أن تستغله قوى أخرى، مثل روسيا والصين".
ويُحذر عابد من أن سياسات ترمب التوسعية، إذا ما نُفذت، ستُحدث فوضى عالمية، وستُقوض النظام الدولي الذي بُني على احترام سيادة الدول وحقوقها.
ويعتقد عابد أن هذه السياسات قد تُفاقم من التوترات الاقتصادية والسياسية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي ستكون الأكثر تأثراً بأي تغيرات في السياسة الأمريكية.
ويؤكد عابد أن تصريحات ترمب ستظل شعارات جدلية تهدف إلى تحقيق مكاسب إعلامية وشعبية، دون أن تجد طريقها للتنفيذ العملي.
ويقول عابد: "النظام السياسي الأمريكي، الذي يعتمد على المؤسسات والقانون، سيحول دون تنفيذ مثل هذه الأفكار، كما أن ردود الفعل الدولية، وخاصة من الحلفاء الأوروبيين والكنديين، تُظهر أن العالم لن يقبل بسياسات ترمب الشعبوية التي تُهدد استقرار النظام العالمي".
خلط كبير بين رئاسة الدول ورئاسة الشركات الربحية
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي د.عمر رحال أن تصريحات ترمب حول إمكانية ضم كندا أو احتلال جزيرة غرينلاند، تُظهر افتقاره وضحالة ثقافته وخبرته في العلاقات الدولية، وفي السياسة الدولية، وتدل تلك التصريحات على عدم قدرته على الفصل ما بين تجارته من جهة، واستحواذ الشركات الكبرى والغنية على الشركات الصغيرة والمتعثرة من جهة ثانية، وما بين الدول كاملة السيادة، وتحريم القانون الدولي الاستحواذ على أراضي الدول الأخرى عن طريق الغزو أو الضم أو الاحتلال من جهة ثالثة، وهذا يؤكد الخلط الكبير بين رئاسة الدول ورئاسة الشركات الربحية، وما بين إدارة الشعوب وإدارة الأموال.
ويصف رحال هذه التصريحات بأنها "غير مسؤولة" و"تهدد السلم والأمن الدوليين"، محذراً من أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة حال السعي لتنفيذها.
ويشدد رحال على أن ترمب لا يمكن وصفه برجل دولة، بل هو "تاجر"، وفي أحسن الأحول "رجل أعمال" ينظر إلى القضايا السياسية من زاوية الصفقات التجارية والاقتصادية.
ويقول رحال: "هذه العقلية التجارية والشخصية النرجسية التي يتصف بها ترمب تجعله يتخذ قرارات وتصريحات غير مدروسة وغير مسؤولة، ما يهدد الاستقرار العالمي".
ويُشبّه رحال نهج ترمب بتصرفات المستبدين في التاريخ، مثل هتلر، الذين اتبعوا سياسات التوسع والاعتداء على الدول المجاورة.
ويقول رحال: "تصريحات ترمب حول ضم كندا واحتلال جرينلاند تُعيد للأذهان ما فعله هتلر من استباحة واحتلال واعتداء على الدول الضعيفة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، فهذه التصرفات تُشكل تهديداً مباشراً للسلم العالمي".
ويرى رحال أن العالم لن يقبل بهذه التصريحات العبثية، مشيراً إلى أن كندا دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، كما أن أوروبا، كحليف تقليدي للولايات المتحدة، لن تسمح بمثل هذه السياسات العدوانية التي تُهدد الاستقرار العالمي.
ويصف رحال تصريحات ترمب بأنها "لا تساوي الحبر الذي كُتبت به"، مؤكداً أن المؤسسات الأمريكية، بما في ذلك الكونغرس والبنتاغون، وجماعات الضغط والمصالح، ستعيق تنفيذ أي تحركات مشابهة.
ويرى رحال أن استمرار ترمب بالإدلاء بتصريحات غريبة، أو اتخاذ قرارات من شأنها تأزيم العلاقات الدولية يطرح على طاولة البحث أهلية الرئيس، ومدى قدرته على قيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع ذلك، يشير رحال إلى أن الكونغرس الحالي بشقيه غالباً ما سيتماهى مع رغبات الرئيس، واصفاً الرئيس الأمريكي، وفق المادة الثانية من الدستور الأمريكي، بـ"الإمبراطور الصغير".
وينتقد رحال نهج ترمب في السياسة الخارجية، الذي يقوم على الابتزاز والتهديد، قائلاً: "سياسة ترمب تعتمد على الصفقات الاقتصادية والتهديد بالعقوبات والقوة، ما يزيد من المخاطر ويقوض العلاقات الدولية إلى حافة الهاوية".
في هذه الأثناء، يرى رحال أن ترمب يتناغم فكرياً مع سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف، مثل بتسلئيل سموتريتش حول الضم والتوسع، ما يعكس عقيدة استعمارية تهدف إلى التوسع على حساب الآخرين.
ويشير رحال إلى أن تصريحات ترمب لا تنفصل عن الخلفية الأيديولوجية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة كدولة تقوم سياستها على الهيمنة ونهب مقدرات الشعوب.
ويقول رحال: "ما يقوم به ترمب يتناغم مع الفكر التوسعي لسموتريتش، فكلاهما يسعى لتحقيق أهدافه من خلال الضم والاحتلال، ما يُظهر الوجه الحقيقي للولايات المتحدة كدولة استُعمرت على أنقاض الشعوب الأصلية".
ويرى رحال أن هذه السياسات تُظهر استمراراً للنهج الأمريكي القائم على استغلال النفوذ وفرض الهيمنة على الدول الأخرى، رغم أن أمريكا لا تحتاج إلى مزيد من الأراضي، فهي القوة الأولى عالمياً وتستحوذ على نفوذ واسع، لكن ترمب يسعى لتعزيز مصالحه الشخصية والسياسية عبر تصريحات استفزازية وعبثية.
ويحذر رحال من أن تصريحات ترمب قد تُلقي بظلالها على العلاقات الخارجية للولايات المتحدة.
ويقول رحال: "هذه التصريحات تُضيف مزيداً من العبثية إلى السياسة الأمريكية الخارجية، وقد تؤدي إلى تصعيد الأزمات مع الدول الأخرى، سواء كندا أو غيرها، فالسياسات التي تعتمد على الضغط والتهديدات قد تُفاقم الأوضاع وتُعرض العالم لمزيد من المخاطر والأزمات في العلاقات الدولية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب بين الولايات المتحدة ودول أخرى".
يرى الكاتب والباحث السياسي د.عقل صلاح أن تصريحات ترمب حول ضم كندا وغرينلاند ليست جديدة في مضمونها، إذ تتماشى مع سياسته التي اتبعها منذ ولايته الأولى، والتي تركز على تعزيز الاقتصاد الأمريكي بأي وسيلة، بما في ذلك السيطرة على موارد وثروات الدول الأخرى.
ويؤكد صلاح أن هذه التصريحات، بالرغم من طبيعتها الجدلية، تحمل في طياتها أبعاداً اقتصادية واستراتيجية واضحة.
ويعتبر صلاح أن كندا تمثل هدفاً مغرياً بالنسبة لترمب بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي، حيث تحيطها ثلاثة محيطات، إضافة إلى ثرواتها الهائلة كمصدر للطاقة والمعادن والمواد الغذائية، كما تُعد كندا من أكثر الدول تطوراً في المجالات التكنولوجية والخدمية، ما يجعلها هدفاً مناسباً لسياسات ترمب الاقتصادية.
ويقول صلاح: "ترمب، كرجل صفقات، ينظر إلى كندا باعتبارها فرصة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من عجز متزايد. ويبدو أن هذا العجز هو الدافع الرئيسي وراء سياساته التي تسعى إلى السيطرة على مقدرات الدول، تمامًا كما حدث في العراق وسوريا، حيث ركزت الولايات المتحدة على السيطرة على موارد الطاقة".
بالرغم من ذلك، يرى صلاح أن تصريحات ترمب حول ضم كندا غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، حيث إن القرار يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداءً على سيادة كندا كدولة مستقلة.
ويُشير صلاح إلى أن الولايات المتحدة، حتى لو كانت تتمتع بنفوذ عالمي، لا يمكنها فرض مثل هذه السياسات دون مواجهة ردود فعل دولية حاسمة.
ويقول صلاح: "هذه التصريحات، بالرغم من طابعها الاستفزازي، ستُواجه بمقاومة سياسية قوية من الدول المهددة بالضم، وستصل إلى الهيئات الدولية لتحديد موقفها. كما أن مثل هذه السياسات قد تؤثر سلباً على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والدول المستهدفة".
ويشير صلاح إلى وجود تقاطع واضح بين سياسات ترمب واليمين الإسرائيلي المتطرف، خاصة سموتريتش، حيث إن هذا التقاطع يتمثل في النزعة التوسعية التي يتبناها الطرفان، بالرغم من اختلاف دوافعهما.
ويقول صلاح: "بينما يركز ترمب على الأهداف الاقتصادية لتعزيز الاقتصاد الأمريكي، ينطلق سموتريتش من دوافع دينية وتوراتية تهدف إلى تحقيق حلم إسرائيل الكبرى".
ويُبين صلاح أن هناك ثلاثة عوامل شجعت اليمين الإسرائيلي على المضي قدماً في سياساته التوسعية: وصول قيادات اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في إسرائيل، والشعور بامتلاك القوة لتحقيق أهدافهم دون معارضة حقيقية، والدعم الضمني الذي يُقدمه ترمب من خلال سياساته وتصريحاته.
ويعتبر صلاح أن تصريحات ترمب حول ضم كندا وغرينلاند تتقاطع مع تصريحاته السابقة حول توسيع مساحة إسرائيل، حيث أكد قبل أشهر أن إسرائيل بحاجة إلى التوسع جغرافياً.
ويرى صلاح أن هذه التصريحات تعكس دعماً ضمنياً لإسرائيل مقابل الحصول على دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
ويصف صلاح تصريحات ترمب حول كندا وبنما وجرينلاند بأنها "عدائية وبلطجية"، تعكس رغبته في السيطرة على شعوب وجغرافيا الدول الأخرى.
ويقول صلاح: "هذه التصريحات تكشف الوجه الحقيقي لسياسات ترمب، التي تقوم على استغلال موارد الدول المستهدفة لتحقيق مكاسب اقتصادية للولايات المتحدة، بغض النظر عن التكاليف الإنسانية أو السياسية".
ويعتبر صلاح أن تصريحات ترمب حول كندا وغرينلاند وقناة بنما تمثل استمرارية لنمط سياسي يعتمد على إثارة الجدل، وتُبرز نزعة ترمب لتوسيع نفوذ الولايات المتحدة عالمياً، بما يتماشى مع طموحاته الاقتصادية.
ويرى صلاح أن تنفيذ أي من هذه التصريحات سيُسبب فوضى في النظام الدولي، وسيتسبب في عزلة سياسية للولايات المتحدة.
ويقول صلاح: "الدول المستهدفة، مثل كندا، لن تقبل بمثل هذه السياسات وستُطالب بردود فعل حازمة من المجتمع الدولي. كما أن التصريحات ستُفاقم التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة في أوروبا وكندا".
ويؤكد صلاح أن تصريحات ترمب ليست مجرد شعارات جدلية، بل تعكس سياسة توسعية تهدف إلى تعزيز السيطرة الأمريكية عالميًا، ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تفتقر إلى الأساس القانوني والشرعي، ما يجعلها أقرب إلى أدوات دعائية تخدم طموحات ترمب السياسية والاقتصادية، دون أن تكون قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
"فقاعات إعلامية" اعتاد ترمب إطلاقها
يرى الكاتب والمحلل السياسي المصري والمختص بالعلاقات الدولية والاستراتيجية د.عمرو حسين أن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب بشأن ضم كندا وغرينلاند تندرج ضمن سلسلة "الفقاعات الإعلامية" التي اعتاد إطلاقها منذ ولايته الرئاسية الأولى.
ويصف حسين هذه التصريحات بأنها انعكاس لشخصية ترمب كرجل أعمال يفكر من منطلق اقتصادي وتجاري، أكثر من كونها تعبيراً عن توجه سياسي جاد.
ويشير حسين إلى أن تصريحات ترمب تتناغم مع مواقف سابقة أبدى فيها دعمه لتوسيع مساحة إسرائيل، وهو ما تُرجم عملياً عبر سياسات الاحتلال الإسرائيلية في أجزاء من سوريا وجنوب لبنان.
ويعتقد حسين أن مثل هذه التصريحات تأتي في إطار إثارة الجدل الإعلامي والسياسي، خصوصًا قبيل تسلم ترمب مقاليد الحكم في البيت الأبيض.
ويرى حسين أن النظام السياسي الأمريكي، المحكوم بضوابط دبلوماسية وقوانين العلاقات الدولية، سيمنع أي تصرفات غير واقعية من هذا النوع بعد تسلم ترمب الحكم.
ويؤكد حسين أن تصريحات ضم كندا تحديداً قد تعكس رغبة في "الضم الاقتصادي" وليس الضم الفعلي، وهو ما يتماشى مع تفكير ترمب التجاري، وجاءت التصريحات ضمن فقاعات إعلامية اعتاد ترمب ممارستها.
ويؤكد حسين أن هذه التصريحات لترمب ستبقى مجرد شعارات مثيرة للجدل، تُستخدم لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية، دون أن يكون لها أي تطبيق عملي على أرض الواقع.
دلالات
فلسطيني قبل حوالي 2 ساعة
الطيور على اشكالها تقع
الأكثر تعليقاً
"فتح" .. هل ما زالت مؤهلة لقيادة المرحلة؟
ترامب يقول إنه "أفضل صديق" لإسرائيل على الإطلاق، ويكرر التهديد لحماس
"الرئاسة": نشر الخرائط الإسرائيلية مرفوض ولن يحقق الأمن في المنطقة
أيرلندا تنضم إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائي
بايدن: أحرزنا تقدم حقيقي نحو صفقة تبادل الرهائن
ماذا تبقّى من "الأونروا"؟.. النكبة الأولى أنشأتها والثانية قوّضتها
اجتماع أوروبي أميركي الخميس لبحث الملف السوري
الأكثر قراءة
أهالي أسرى إسرائيليين محتجزين بغزة يتظاهرون أمام وزارة الدفاع
بلينكن: "نحن قريبون جدًا" من اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن
السعودية ترفض خريطة مزعومة لإسرائيل تضم أراضي عربية
"قراءة استشرافية".. ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية
ضغوط دولية تدفع إسرائيل وحماس نحو اتفاق لوقف إطلاق النار
تهديدات نتنياهو وسموتريتش للضفة.. رخصة للتقتيل توطئةً للتهجير
ترامب يقول إنه "أفضل صديق" لإسرائيل على الإطلاق، ويكرر التهديد لحماس
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%60
%40
(مجموع المصوتين 386)
شارك برأيك
نذر فوضى عالمية...سموتريتش وترمب.. تلاقح الأفكار والخرائط