Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 20 ديسمبر 2024 9:11 صباحًا - بتوقيت القدس

الديمقراطيون".. وتحليل أسباب الهزيمة

لا يزال "الديمقراطيون" يعانون من صدمة الخسارة أمام دونالد ترامب مرة أخرى. وبينما يستمر التلاوم والتفكير العميق، كتب الصحافيون والناشطون "تحليلات تشريحية" لفهم أسباب الهزيمة والدروس المستفادة منها. لن أكون متشككاً جداً بشأن جدوى هذه التحليلات، لو لم تكن تركز بشكل محدود على هذه الانتخابات فقط، وكأن هذه المشاكل ظهرت فجأة، ولو لم يكن من المرجح أن يتم تجاهلها ونسيانها بسرعة. أي تحليل جاد يسعى لفهم ما حدث في الخامس من نوفمبر، يجب أن يبدأ بالاعتراف بأن بذور هذه الهزيمة "الديمقراطية" زُرعت منذ عقود. قبل أسابيع قليلة، كتبت مقالاً ألقيت فيه باللوم على جهات محددة، لكنني الآن أرغب في النظر بعمق أكبر في القوى التي تشكل المشهد السياسي لدينا:


1-  التغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية العميقة في الحياة الأميركية، تركت ملايين الناخبين في حالة من الاضطراب وعدم الأمان والغضب. إنهم يبحثون عن اليقين. تاريخياً، كانت الشعوب التي تعرضت لمثل هذه الاضطرابات تميل إلى أشكال من الأصولية - فتجد اليقين في ماضٍ أسطوري ومجيد - أو إلى "قادة أقوياء" يفهمون معاناتهم.


2-  بالإضافة إلى التغيرات المجتمعية، تركت الأحداث التحويلية الدرامية جروحاً عميقة في نفسية الأميركيين. الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر والحروب الفاشلة في العراق وأفغانستان جعلت الأميركيين يشعرون بالضعف مع تراجع مكانتنا في العالم. أضف إلى ذلك الانهيار الاقتصادي في عامي 2008 و2009 الذي حطم الثقة في الحلم الأميركي، وحوادث إطلاق النار الجماعي المتكررة، والتأثيرات المؤلمة لكوفيد - 19، وستجد مجتمعاً على حافة الانهيار.


3-  في ظل هذا السياق، يصبح رد فعل القيادة السياسية على الناخبين القلقين أمراً بالغ الأهمية. فمنذ رئاسة نيكسون وحتى اليوم، كان هناك خيط ثابت في استراتيجية "الجمهوريين" يتمثل في استغلال مخاوف وانعدام أمان الناخبين، مستهدفين في البداية "المستفيدين السود من الرفاه الاجتماعي" أو "المجرمين". قام ترامب بتوسيع قائمة الأهداف لتشمل المهاجرين، خاصة المكسيكيين والمسلمين، و"الدولة العميقة"، وعملياً أي معارض له - مستخدماً "الخوف من الآخرين" كسلاح قوي. أما "الديمقراطيون" فقد بدوا منفصلين عن تحديات معظم الناخبين، وفشلوا في التحدث إلى معاناتهم.


بدلاً من ذلك، تحدثوا عن برامجهم، وتقدمهم في خلق الوظائف، وحماية البيئة، والدفاع عن خيارات الرعاية الصحية للنساء، والدعوة إلى نهج متوازن للهجرة. رغم صحة هذه السياسات، فإن خطابهم يجعلهم يبدون بعيدين عن الواقع، أو متعالين، أو حتى مستهترين. يريد الناخبون مرشحين يفهمون شعورهم بانعدام الأمن لديهم وغضبهم.


وكان بعض "الديمقراطيين" فعالين في القيام بذلك: فقد حول باراك أوباما الناخبين من الخوف إلى الأمل. لقد أظهر بيرني ساندرز وجو بايدن للناخبين غضبهما إزاء عدم المساواة في الدخل وفقدان الوظائف، ووعدا بالقتال من أجلهم.


 4- لعقود، كان "الديمقراطيون" الحزب الذي يدعم العدالة الاقتصادية للعمال ويؤمن بدور الحكومة. بينما كان "الجمهوريون" حزباً يحمي الأثرياء، معلنين "خفض الضرائب، وتقليص دور الحكومة".


اليوم، كما تفاخر أحد أعضاء مجلس الشيوخ "الجمهوري" مؤخراً، "لقد أصبحنا حزب الطبقة العاملة، بينما أصبح الديمقراطيون حزب النخب". هذا غير صحيح، لكنهم نجحوا في خلق هذا التصور. كيف؟ إذا سألت ديمقراطياً اليوم عما يمثله الحزب، ستحصل على محاضرة حول مجموعة من القضايا الاجتماعية دون خيط يربطها أو يجعلها ذات صلة بالناخبين من الطبقة العاملة. وإذا سُئل "الجمهوريون" عما يمثلونه، فلن يقولوا خفض الضرائب. بدلاً من ذلك، سيرددون قائمة ترامب من "الأعداء" والقضايا الثقافية التي يكرهها "الديمقراطيون".


أو سيقولون ببساطة: "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" - وهي عبارة شاملة تستحضر العودة إلى "المجد" الماضي، ومقاومة التغيير الثقافي، أو الدفاع عن ترامب. وكما قال إعلان تلفزيوني جمهوري ناجح: "هي تقاتل من أجلهم، وهو يقاتل من أجلنا".


 5- كانت الأحزاب السياسية في الماضي تقود السياسة المنظمات الحقيقية من المستوى المحلي، إلى مستوى الولاية، إلى المستوى الوطني. وكان الناس ينتمون إلى الأحزاب.


واليوم، أصبحت الأحزاب أدوات لجمع التبرعات، وتكدس الثروات لدفع أجور المستشارين الذين يديرون الحملات الانتخابية والأحزاب نفسها. وبينما يساهم العديد من الناخبين بمبالغ صغيرة، فإن كبار المانحين يساهمون بمبالغ تصل إلى سبعة وثمانية أرقام. مستشارو "الديمقراطيين" هم المجموعة نفسها التي كانت تدير السياسة وتفسدها لعقود - يتبعون نفس القواعد دون إدراك للناخبين المتغيرين. وبسبب افتقارهم إلى الخيال وكرههم للمخاطرة، فإنهم يقيدون المرشحين حول ما يمكنهم قوله وما لا يمكنهم قوله.


أما ترامب، فقد حرر نفسه من قبضة المستشارين الجمهوريين، متبعاً قناعاته وهو ما اعتبره الناخبون أصيلاً. ما حدث في هذه الانتخابات كان يتراكم منذ عقود. ما لم ينظر "الديمقراطيون" بجدية إلى أسباب فقدانهم الاتصال بالناخبين من الطبقة العاملة وكيف أنهم سمحوا للمستشارين بالسيطرة على رسائلهم وأساليب التواصل، فقد تتكرر هزيمة الخامس من نوفمبر.


دلالات

شارك برأيك

الديمقراطيون".. وتحليل أسباب الهزيمة

المزيد في أقلام وأراء

أكبر كارثة في العالم ..تحصل في غزة

حديث القدس

التعصب الحزبي.. الكارثة الأكبر التي تهدد القضية الفلسطينية

شادي زماعره

سوريا ما بعد الأسد وانعكاساتها على القضية الفلسطينية

فراس ياغي

أهمية "بوصلة فلسطين" في هزيمة "جنرال التجهيل"

د. أسعد عبد الرحمن

الدول العربية المنسية عربياً

جواد العناني

صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع ، و الكلاب التي تنهش جثث الشهداء في غزة

د. الباقر عبد القيوم على

عندما يتسابق جنود الاحتلال ويتباهون بقتل المدنيين

حديث القدس

غزة بين المذبحة والمأساة.. رؤية الرئيس أبو مازن وإفشال مخططات الاحتلال

إياد أبو روك

وجع غزة غير المسبوق

حمادة فراعنة

سوريا في لحظة "الانتقال".. ألغام يتعين تفكيكها

عريب الرنتاوي

سوريا تحت الانتداب التركي والاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي

راسم عبيدات

بين خطة الضم وتطبيق صفقة القرن هناك انقلاب هادئ

المحامي مدحت ديبه

منح ملكية سخية لتذهيب قبة الصخرة وتأسيس جامعة ارثوذكسية

كريستين حنا نصر

تغيير المجتمعات العربية -أدونيس.. مرّةً أُخرى-

المتوكل طه

في مواجهة خطّة اجتثاث الأمل

عوض عبد الفتّاح

من هو البديل لإيران؟

حمادة فراعنة

قضية الأسرى الفلسطينيين إلى أين؟

عقل صلاح

قداسة البابا فرنسيس والرئيس عباس: رجلا سلام

الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة

حركة "فتح" وسوريا الجديدة

بكر أبوبكر

إسرائيل تستغل المرحلة الانتقالية كي تدمر قدرات سورية العسكرية

ماهر الشريف

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 273)