Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 20 ديسمبر 2024 9:08 صباحًا - بتوقيت القدس

أهمية "بوصلة فلسطين" في هزيمة "جنرال التجهيل"

معلوم أن الإعلام هو أحد أهم أدوات تشكيل الرأي العام وإدارة الصراعات. وفي أعقاب "طوفان الأقصى" وطوال عام ونصف حتى الآن؛ شهدنا – على امتداد العالم- ما يمكن تلخيصه بعبارة "الطوفان الإعلامي الجماهيري"، أو "طوفان الوعي الجديد" الرافض للرواية الإسرائيلية، والمؤيد للسردية الفلسطينية.. وفي هذا مكسب هائل للقضية المركزية العربية: قضية فلسطين. فكيف نحافظ على هذا الزخم المبهر سواء في محتوى و/ أو مستوى الإعلام أو الوعي الجديدين؟


في معرض الإجابة عن هذا السؤال المزدوج، لا بد لنا من العودة إلى البروفيسور نعوم تشومسكي، المفكر واللغوي الشهير- شافاه الله وعافاه - الذي أظهر لنا كيف يُمكن أن يكون الإعلام سلاحاً مزدوج الاستخدام. فوفقاً لنظرية تشومسكي في "الفلاتر الخمسة للإعلام"؛ تتلاعب وسائل الإعلام العالمية بتصوراتنا بطرق منهجية لتحقيق أهداف محددة، غالبًا ما تكون لصالح النخب على حساب الحقيقة. واستنادًا إلى نظريته حول "صناعة الطاعة"؛ فإن الإعلام العالمي والمحلي يلعب دورًا كبيرًا في تحويل الانتباه عن القضية المركزية، حيث تعمل وسائل الإعلام عبر هذه الخمسة فلاتر لتُنتج سرديات تخدم السلطة، وهي: الملكية، والإعلانات، والنخب الإعلامية، وانتقاد الأصوات المعارضة، والعدو المشترك. وغالباً ما يتم استهداف الأصوات التي تفضح الحقيقة، مثل جوليان أسانج وغيره، وبالذات الشخصيات والهيئات الدولية التي تتحدث عن ممارسات إسرائيل العدوانية المفزعة، سواء في فلسطين أو لبنان. وفي العادة، يتم خلق عدو وهمي مشترك، مثل "الإرهاب"، أو "س" من البلدان لتحويل الأنظار عن الفاعل أو العدو الحقيقي وهلم جرّا. وحين ينجح التجهيل ويسود الجهل، "تتحقق" هزيمتنا!


ومع تصاعد الأحداث في سورية، وتضارب السرديات الإعلامية المحيطة بها؛ تبرز الحاجة إلى قراءة دقيقة تعيد تركيز البوصلة نحو الحدث الأساس؛ ألا وهي جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية. ورغم أن المشهد السوري ملتهب بالأحداث والتحليلات (وهو قطعاً مشهد مهم جداً في تطوراته للقضية الفلسطينية، بل والعربية، وسيترك بصماته عليهما)؛ فإن صرف الانتباه عن فلسطين (بحدث محلي يقع هنا أو هناك) هو انتصار لاستراتيجية الاحتلال، التي تعتمد على تحويل الأنظار عن مشروعها الاستعماري/ الاستيطاني والتوسعي والتهجيري الذي يزداد زخما ً!


إسرائيل، التي أنشبت أنيابها في سورية عبر قصف ممنهج لمقوماتها واحتلال لأراضيها واستغلال لانشغالها بالصراعات الداخلية؛ تسعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم طموحاتها الإستعمارية/ الاستيطانية. وهنا، أيضاً يتم سياسياً وإعلامياً إغفال هذه المقارفات الإسرائيلية في سورية، وكذلك في فلسطين، حيث الجذر الحقيقي للمأساة. وإسرائيل في مضيها قدمًا على درب استكمال احتلال الأراضي الفلسطينية، وإخضاع شعبها، وأعمال الإبادة في القطاع، ومساعي التهجير القسري أو الناعم في الضفة، والاستيلاء الدائم على الأراضي، وجرائم أخرى في مسلسل حربها المتواصلة، يجب أن تبقى في بؤرة الأضواء الإعلامية المركزة. غير أن الإعلام العالمي- كما شرح تشومسكي بخصوص خطاب/عملية "صناعة الطاعة"- يتابع تحوير الحقائق وإشغال الجماهير بقضايا أخرى، مهمة حيناً وهامشية أحياناً.


والحال كذلك، على العرب والمسلمين، شعوبًا وإعلامًا، إدراك أن العدو الحقيقي هو إسرائيل، مع التركيز على جرائم الدولة الصهيونية في فلسطين، خاصة في القطاع والضفة، وبالذات بعد أن جرى تغييب المجازر في القطاع (والتي تحصد يومياً عشرات الأرواح) عن شاشات التلفزة، ونشرات الأخبار العالمية، مثلما هي اختفت في تصريحات المسؤولين في العالم الغربي! وإن نحن لم نتابع هذا الواجب الأخلاقي والديني والوطني والقومي، فإننا سنفقد البوصلة الهادية: (كل الأنظار إلى فلسطين) التي لطالما تحدث عنها بوعي لافت الصديق العزيز عبد المنعم النهار. ولو نحن فقدنا هذه البوصلة فإننا سنقع عندئذ في شباك "جنرال التجهيل"، أحد أبرز الجنرالات القادرين – دون غيرهم - على هزيمتنا استراتيجياً، لا قدّر الله! وفي هذا السياق، يتوجب علينا، بمساعدة شرفاء العالم الذين اكتشفوا مؤخراً كذب الرواية الإسرائيلية، وصحّة السردية الفلسطينية، الإبقاء دوماً على قضية القضايا - قضية فلسطين- على الشاشات، وعلى الرادارات، باعتبارها البوصلة المركزية التي حددت وتحددّ اتجاهات السلام، (وطبعاً اتجاهات الحرب)، منذ ما يزيد عن قرن كامل من الزمن.

دلالات

شارك برأيك

أهمية "بوصلة فلسطين" في هزيمة "جنرال التجهيل"

المزيد في أقلام وأراء

أكبر كارثة في العالم ..تحصل في غزة

حديث القدس

التعصب الحزبي.. الكارثة الأكبر التي تهدد القضية الفلسطينية

شادي زماعره

الديمقراطيون".. وتحليل أسباب الهزيمة

جيمس زغبي

سوريا ما بعد الأسد وانعكاساتها على القضية الفلسطينية

فراس ياغي

الدول العربية المنسية عربياً

جواد العناني

صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع ، و الكلاب التي تنهش جثث الشهداء في غزة

د. الباقر عبد القيوم على

عندما يتسابق جنود الاحتلال ويتباهون بقتل المدنيين

حديث القدس

غزة بين المذبحة والمأساة.. رؤية الرئيس أبو مازن وإفشال مخططات الاحتلال

إياد أبو روك

وجع غزة غير المسبوق

حمادة فراعنة

سوريا في لحظة "الانتقال".. ألغام يتعين تفكيكها

عريب الرنتاوي

سوريا تحت الانتداب التركي والاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي

راسم عبيدات

بين خطة الضم وتطبيق صفقة القرن هناك انقلاب هادئ

المحامي مدحت ديبه

منح ملكية سخية لتذهيب قبة الصخرة وتأسيس جامعة ارثوذكسية

كريستين حنا نصر

تغيير المجتمعات العربية -أدونيس.. مرّةً أُخرى-

المتوكل طه

في مواجهة خطّة اجتثاث الأمل

عوض عبد الفتّاح

من هو البديل لإيران؟

حمادة فراعنة

قضية الأسرى الفلسطينيين إلى أين؟

عقل صلاح

قداسة البابا فرنسيس والرئيس عباس: رجلا سلام

الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة

حركة "فتح" وسوريا الجديدة

بكر أبوبكر

إسرائيل تستغل المرحلة الانتقالية كي تدمر قدرات سورية العسكرية

ماهر الشريف

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 273)