أفادت صحيفة واشنطن بوست، يوم الأربعاء، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استلمت ما يقرب من 500 تقرير عن استخدام إسرائيل للأسلحة الأميركية لقتل المدنيين دون داعٍ، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء.

وبرفضها التصرف، تنتهك وزارة الخارجية سياستها التي بدأت في آب 2023 استجابة للمخاوف بشأن استخدام المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للأسلحة الأميركية لقتل المدنيين في اليمن. وتوجه السياسة، المعروفة باسم "عملية توجيه الاستجابة لحوادث الأذى المدني" (CHIRG)، المسؤولين الأميركيين للتحقيق في الحوادث والتوصية باتخاذ إجراء في غضون شهرين.

ووفقًا لتقرير واشنطن بوست، لم يصل أي من التقارير البالغ عددها 500 تقرير تقريبًا إلى مرحلة "الإجراء". وقال مسؤولون أميركيون إن عملية CHIRG أصبحت غير ذات صلة وظيفيًا لأن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية يرفضون أي مصدر غير إسرائيلي.

وقال مايك كيسي، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية استقال في تموز الماضي، إن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية كثيراً ما يرفضون مصداقية المصادر الفلسطينية، وروايات شهود العيان، والمنظمات غير الحكومية، والسلطة الفلسطينية، والأمم المتحدة.

وأفادت مصادر لصحيفة واشنطن بوست أن ربع الحالات على الأقل تم رفضها في المرحلة الأولى من ثلاث مراحل تحقيقية لأنها اعتبرت غير موثوقة أو لأن المسؤولين اعتقدوا أن الأسلحة الأميركية لم تستخدم. أما بقية الحالات فقد وصلت إلى "مرحلة التحقق"، ولكن هذا لم يتضمن سوى سؤال إسرائيل عن الحالات، مما أعطى الحكومة الإسرائيلية الفرصة لتقديم الأعذار لجرائمها.

وقال مسؤول سابق: "نحن نسأل [حكومة إسرائيل] عن الحالات: هل حذرتم؟ لماذا ضربتم هذه المدرسة أو الطريق الآمن أو المنطقة الآمنة؟".

وما زالت أكثر من ثلثي الحالات دون حل لأنها تنتظر رداً من الحكومة الإسرائيلية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية مات ميلر قد أوضح طوال العام الماضي أن الولايات المتحدة كانت تتراجع عن إخضاع إسرائيل للمساءلة عندما سُئلت عن الفظائع التي ارتكبت بأسلحة أميركية.

ويوم الثلاثاء، قتلت الغارات الإسرائيلية على مبنى سكني في بيت لاهيا شمال غزة ما لا يقل عن 109 فلسطينيين، بما في ذلك أكثر من عشرين طفلاً. وردًا على سؤال مراسل القس حول هذه المسألة، قال ميلر أن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" بشأن "الحادث المروع" لكنه قال فقط إن الولايات المتحدة ستسأل إسرائيل عن الهجوم ولم تدع إلى إجراء تحقيق أو تقترح اتخاذ أي إجراء أمريكي. وقال: "لقد تواصلنا مع حكومة إسرائيل لنسأل عما حدث هنا".

إن الولايات المتحدة تنتهك قوانين المساعدات الأجنبية المتعددة من خلال الاستمرار في توريد الأسلحة إلى إسرائيل حيث تتعمد منع المساعدات الغذائية للسكان الفلسطينيين الجائعين وتذبح النساء والأطفال على أساس يومي. وقد قدرت مجموعة من العاملين الصحيين الأمريكيين المتطوعين في غزة أن حملة القصف والحصار الإسرائيلي المدعومة من الولايات المتحدة قتلت ما لا يقل عن 118.908 فلسطينيًا، بما في ذلك أكثر من 60.000 ماتوا جوعًا.

لقد أنفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار على دعم الحملة الإبادة الجماعية في عام واحد، بما في ذلك 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية المباشرة و4.8 مليار دولار على العمليات العسكرية لدعم إسرائيل في المنطقة.