Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 24 أكتوبر 2024 9:25 صباحًا - بتوقيت القدس

المشهد الفني الفلسطيني: غيابٌ للحاضنة والرؤى التطويرية

خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم- شادن عمر

ملك أبو غربية: التحاقي بالتمثيل لم يكن سهلاً ومقبولاً لولا دعم عائلتي.. وفرص العمل فيه ضئيلة ولا تكفي للعيش

بترا البرغوثي: لدينا ندرة وضعف في المؤسسات التي تُعلم الفن ولا توجد للحكومة استراتيجية تطويرية للثقافة والفنون

فراس عبيد: المشهد الفني الفلسطيني متقدم ومتفوق ووزارة الثقافة منذ تأسيسها تقدم له الدعم بكل الطرق المتاحة والممكنة


يواجه المشهد الفني الفلسطيني، وتحديداً المسرح والسينما، تحدياتٍ جَمّة، من قلة الدعم وغياب المؤسسة الحاضنة، وندرة المدارس والأكاديميات التي تعلم التمثيل والدراما بشكلٍ مُمنهج، إضافةً إلى الصعوبات التي يواجهها الفنانون والفنانات، وأهمها عدم توفر فرص عمل، فلا يمكن أن يكون التمثيل هنا مصدراً أساسياً للدخل. 

وبالرغم من المكانة المهة للمرأة الفلسطينية في المسرح والسينما وبقية الفنون، فقد تُطيح عقباتٌ مجتمعيةٌ مرتبطةٌ بالنظرة الذكورية بطموح الكثير من الفتيات والشابات اللواتي يرغبن في الالتحاق بركب المسرح والتمثيل، في ظل عدم وجود رؤية أو استراتيجية تنموية وتطويرية لدى جُلّ المؤسسات الحكومية والخاصة ذات الشأن لجعل هذا الفن جزءاً أصيلاً من حياة الناس وثقافتهم.


نظرة مجتمعية سلبية وغياب الدعم


الممثلة الشابة ملك أبو غربية تحدثت عن تجربتها وبداية التحاقها بالتمثيل، فتقول: منذ أنهيتُ دراستي بالثانوية العامة، قررتُ أن أدرس التمثيل، ومن حسن حظي أنه كانت توجد في مدينة رام الله أكاديمية للدراما في مسرح وسينماتك القصبة، بالتعاون مع جامعة فولغوانج الألمانية، فالتحقتُ بها، وتخرجتُ منها قبل أن تغلق أبوابها بعد ما يقارب سبع سنوات من انطلاقها.

وتشير إلى أن خيار التحاقها بالتمثيل لم يكن سهلاً، بسبب نظرة المجتمع السلبية لهذه المهنة، ولكن كانت أُسرتها الصغيرة (أبوها وأمها وإخوتها) تشجعها، وقدمت لها الدعم، بالرغم من استغراب المجتمع المحيط بها وعائلتها الممتدة، "التي كانت ترفض هذا الخيار لأيٍّ من أبنائها الذكور، فكيف إذا كانت فتاة؟!".

وتضيف ملك: "بعد أن تخرجتُ وقدمتُ أعمالاً مسرحية وتلفزيونية لقيت نجاحاً، لاحظتُ أن النظرة السلبية التي كانت موجودةً لدى عدد من المحيطين بي بدأت تتغيّر، وحتى الجمهور الذي حضر أعمالي كنتُ أجد منه تشجيعاً، بسبب قيمة الأعمال التي قدمتُها".


عمل أو عملان على مدار العام


وبالنسبة لفرص العمل، توضح ملك أنها ضئيلة، فبالكاد تلتحق بعمل أو عملين على مدار العام، ولا توجد استمرارية، ولا يوجد دخل شهري، متمنيةً لو أنها درست إلى جانب التمثيل تخصصاً  آخر لتعتاش منه، بالرغم من أنها تُعِدّ نفسها محظوظةً لأنها التحقت بأعمال فنية عقب تخرّجها مباشرة، "ولكن للأسف في مجتمعنا لا يُعدّ التمثيل مهنة".

وتؤكد ملك وجود تقصيرٍ كبيرٍ من المؤسسات الحكومية والخاصة تجاه المشهد الفني والفنانين والفنانات، وغياب الدعم لهم، متسائلةً عن أسباب ذلك التقصير وكأن هناك عدم ثقة بالفنان الفلسطيني، على الرغم من أن هناك أعمالاً فلسطينية منافسة، وتفوز بجوائز عربية أو دولية.

وفي هذا الشأن تشير إلى أنها حصلت مؤخراً على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان العودة السينمائي الدولي، ولم تلقَ أيّ شكر أو دعمٍ أو احتضانٍ من أي مؤسسة فلسطينية، بالرغم من أنها تقدم أعمالاً فنية منذ عشرة أعوام.


خطة استراتيجية تنموية


بدورها، تقول المدربة بترا البرغوثي، مديرة مدرسة طقس للمسرح: لدينا خطة استراتيجية تنموية للفنون بشكل عام، وبالتحديد المسرح، الذي نطمح أن يكون متاحاً للجمهور، وفي سن مبكرة، فنقوم بتعليم المسرح الممنهج من عمر 6 سنوات إلى عمر 18 سنة، وكذلك من فوق 18 سنة إلى أي عمرٍ كان، محاولين إدخال المسرح في جو العائلة، وفق تعليم منهجي على مدار عام كامل".

وتضيف البرغوثي: "إن المادة التي نقدمها تأتي من المجتمع نفسه، من مجموع الأطفال والمشاركين الذين يطرحون قضاياهم المجتمعية وأحلامهم وقضاياهم،  فعملياً نحن كمدرسة نعيد بناء ثقافة المجتمع تجاه الفنون من خلال إشراكه ليكون جزءاً من إنتاج هذا الفن، فبالتالي يتبنى وجهة النظر التي تطرحها هذه الأعمال الفنية ويدافع عنها".

وعن المعيقات التي تواجه الفنانات الفلسطينيات تحديداً، تقول البرغوثي: أعتقد أن المعيقات تواجه الفنانين والفنانات بشكل عام، ولا تقتصر على الفنانات وحدهن، خصوصاً أن لدينا ندرةً وضعفاً في المدارس والمؤسسات التي تعلم الفن، وتحديداً المسرح، وهذا يدل على أنه يتم اعتبار الفن جانباً ترفيهياً وليس تطويرياً.

وتضيف: " قد يُعدّ المجتمع الفلسطيني أكثر تقدماً من مجتمعات عربية أُخرى في النظرة إلى الفن بشكلٍ عام، والفنانات على وجه الخصوص، وذلك كونه في حالة تفاعل دائم مع قضاياه السياسية والوطنية، وعلى مدار السنوات الماضية لم تنفصل الفنون عن الوضع السياسي، فهي تحاكيه وتعبّر عنه".


اغتراب المسرح عن المجتمع بسبب ممارسات البعض


وتوضح أن "هناك أحياناً ممارسات جانبية في المسرح والتمثيل غير صحية وغير ناضجة تؤثر على نظرة الجمهور للمسرح وتقبُّلهم له، فالمشكلة من صُنّاع المسرح غير المحترفين وغير الممنهجين وغير الدارسين للمجتمع وثقافته، فيصبح هناك نوعٌ من الفرقة والغرابة، لأنهم يقدمون أعمالاً إما هزلية جداً، وإما مستغرِبة لا تحاكي مجتمعنا، فيسيئون للمسرح ولتقبُّله من المجتمع، وبالتالي يكون الوضع أصعب على الفنانين، وبشكلٍ خاص الفنانات".

وتشير البرغوثي إلى أن "نسبة الإناث في مدرسة طقس أكثر من الذكور، وذلك يدل على أن المجتمع منفتح على الفن والمسرح، ويتقبل أن تلتحق الفتيات بهذا المجال، ولكن عندما يرى أن المادة التي تُقدَّم أصيلة ومن المجتمع، وتطور شيئاً في الشخص الذي يتدرب، سواء أكان ذكراً أم أنُثى".

وتضيف: "من المفترض أن نعمل كمؤسسات ثقافية وفنية على تغيير النظرة المجتمعية السلبية تجاه الفن والفنانين والفنانات عبر الممارسة العملية والنتائج، وبناء نظرة تراكمية إيجابية وتفاعلية".


إنتاج فني على مقاس الـمُموّل!


وعن دعم المؤسسات الفنية والفنانين، تقول بترا: "للأسف، بعد أوسلو أصبحنا مجتمعاً اتكالياً يبحث عن المموّل، وبالتالي يتحكم الممول بالإنتاج، ولذلك خرجت بعض الأعمال الفنية الغريبة عن مجتمعنا لأنها تلبي طموحات الممول، ونحن في مدرسة طقس قررنا أن يكون اعتمادنا على الأقساط من الطلبة أنفسهم، وهي أقساط معقولة، ولا نعتمد على أي تمويل خارجي، كي تكون لدينا حرية واستمرارية".

وتتابع: "أما الحكومة، فهي حالياً تواجه صعوبة في دفع رواتب لموظفيها، وباعتقادي لا تعتبر الجانب الثقافي والفني أولوية، والأصل أن تكون الحركة الفنية مدعومة من الحكومة، لكن لا توجد لديها استراتيجية تنموية تطويرية تجاه الثقافة والفن".


"الثقافة": شراء واستئجار مبانٍ قديمة لصالح بعض المسارح



من جانبه، يقول الكاتب فراس عبيد، المدير في وزارة الثقافة: "إن المشهد الفني الفلسطيني بكل فروعه وأجزائه من موسيقى وسينما ومسرح وفن تشكيلي هو مشهد متقدم ومتفوق، وإن وزارة الثقافة منذ تأسيسها قدمت الدعم بكل الطرق المتاحة لهذا المشهد، خاصة للقطاع المسرحي، وبأشكال مختلفة".

ويضيف: "إن الوزارة قدمت دعماً مالياً لعددٍ من المسارح الفلسطينية، وقامت أيضاً بشراء مبانٍ قديمةٍ كانت تستخدمها بعض المسارح، ولكن لم تستطع تملُّكها أو شراءها، فقامت الوزارة بشرائها أو دفع إيجارها، لتوفيرها للمسارح والتدريب أو العرض فيها"، مشيراً في هذا السياق إلى أن الوزارة قدمت ثلاثين ألف دولار دعماً لأحد المسارح في مدينة رام الله.

ويوضح عبيد أن "الوزارة لديها ذراع أُخرى رافدة في الدعم المقدم للحركة الفنية والثقافية، وللمسرح تحديداً، وهي الصندوق الثقافي الفلسطيني، ومع ذلك فإن الحركة الفنية تحتاج المزيد من الدعم، ولكن الوزارة هي جزء من الوضع الفلسطيني، وبالتالي فإن هناك سقفاً لقدرتها على الدعم، وتبذل جهدها لتقديم ما تستطيع من أجل توفير موازنات كبيرة، والبحث عن شركاء داعمين كبار للنهوض بالمشهد الفني". 

ويستدرك: ولكن أن نعمل مشاريع كدعم ثابت للقطاع الفني، مع وجود طابع التشغيل والديمومة، فهذا من اختصاص الحكومة، وليس من اختصاص الوزارة، ولكن الوزارة لها طرق أُخرى في الدعم، مثل دعم إنتاجات الفنانين أو المؤسسات الفنية وشراء هذه المنتجات".


دفع رواتب للفنانين يحتاج خططاً كثيرة


ويتابع عبيد: إن الدعم بطرق تأخذ صفة الديمومة، كأن تكون هناك رواتب شهرية للفنانين وضمان اجتماعي، موضوع كبير وبحاجة لخطط كثيرة، وله معايير أخرى، وبحاجة لتوافقات ومشاركة من القطاعات الفنية نفسها والممثلين عنها، كجسم نقابي مثلاً، لإيجاد طرق دعم ولو بالحد الأدني للفنانين، خاصة عندما يكبرون في العمر.

وبشأن النظرة المجتمعية السلبية تجاه التحاق الفتيات أو الشابات بالفن، يقول عبيد: إن هذه النظرة كانت موجودة قديماً، أما الآن فهناك حضور مهم للمرأة في الفن الفلسطيني، فالمجتمع الفلسطيني يسير على طريق التطور، وإن كانت هذه النظرة موجودة فهي في بيئات منغلقة ثقافياً واجتماعياً، أو لدى اتجاهات مجتمعية محددة.

ويضيف: "إن الحكومة الفلسطينية وضعت موضوع المرأة كجزء من الأجندة التطويرية في المؤسسات الحكومية وفي المجتمع، بمعنى أن تأخذ المرأة دورها في الوظائف وفي التمثيل المجتمعي، والمرأة ممثلة في مؤسسات الحكومة، وكذك ممثَّللة فنياً وثقافياً، وهي لا تنتظر أحداً يأخذ بيدها، بل هي بنفسها قطعت مسافةً متقدمةً في العديد من المجالات، ولدينا مسؤولات في مؤسسات ثقافية وفنية ومخرجات وفنانات كثيرات".


ملك أبو غربية: التحاقي بالتمثيل لم يكن سهلاً ومقبولاً لولا دعم عائلتي.. وفرص العمل فيه ضئيلة ولا تكفي للعيش




بترا البرغوثي: لدينا ندرة وضعف في المؤسسات التي تُعلم الفن ولا توجد للحكومة استراتيجية تطويرية للثقافة والفنون




فراس عبيد: المشهد الفني الفلسطيني متقدم ومتفوق ووزارة الثقافة منذ تأسيسها تقدم له الدعم بكل الطرق المتاحة والممكنة

دلالات

شارك برأيك

المشهد الفني الفلسطيني: غيابٌ للحاضنة والرؤى التطويرية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)