فلسطين

الإثنين 21 أكتوبر 2024 7:04 مساءً - بتوقيت القدس

بعد موت السنوار.. الدولة الفلسطينية تبدو أبعد من أي وقت مضى

واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حل الدولتين لا يزال هو هدف الولايات المتحدة والغرب، لكن كثيرين في المنطقة يقولون إن الدمار في غزة والافتقار إلى القيادة الفلسطينية الفعّالة يجعلان من هذا احتمالاً بعيدًا.


وتقول الصحيفة : "لقد أثار مقتل يحيى السنوار، زعيم حماس، الآمال في إدارة بايدن في أن يساعد ذلك في تمهيد الطريق لإنشاء دولة فلسطينية في نهاية المطاف".


لكن من نواحٍ عديدة يبدو هدف الدولة الفلسطينية المستقلة أبعد من أي وقت مضى. ففي غزة، كان هناك موت ودمار على نطاق مدمر. وهناك نقص في القيادة الفلسطينية الواضحة والمتينة. وتكافح إسرائيل مع صدمتها الخاصة بشأن الهجوم الذي قادته حماس في 7 تشرين الأول 2023.


ويأمل الرئيس بايدن أن يؤدي موت السنوار إلى وقف إطلاق النار المؤقت في غزة وعودة الرهائن الإسرائيليين، مع إنتاج مسار نحو المفاوضات بشأن إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل - ما يسمى حل الدولتين. ولكن من غير الواضح من الذي يستطيع أن يتحدث باسم حماس الآن في غزة، أو حتى ما إذا كانت الجماعة تعرف حقاً أين يوجد كل الرهائن أو عدد الذين بقوا على قيد الحياة وفق الصحيفة.


وقد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب ضد حماس في حين يواصل حربا أخرى على حزب الله في جنوب لبنان وبيروت، وكذلك بالانتقام من إيران. ومنذ السابع من تشرين الأول، استبعد مراراً وتكراراً إمكانية حل الدولتين، واستقرار حكومته الائتلافية يعتمد على الوزراء اليمينيين المتطرفين الذين يعارضون الدولة الفلسطينية من أي نوع.


"كل هذا يجعل احتمال موافقة إسرائيل على مفاوضات جادة بشأن الدولة الفلسطينية غير مرجح للغاية، كما يقول مخيمر أبو سعدة، وهو باحث من غزة وأستاذ زائر في جامعة نورث وسترن" بحسب الصحيفة.


وقال أبو سعدة: "لقد قال نتنياهو عدة مرات مؤخراً إن الدولة الفلسطينية من شأنها أن تعرض أمن إسرائيل للخطر. ومع وصول الجزء المتطرف من إسرائيل إلى السلطة الآن، فإن الأمر ليس على أجندتهم".


كان من المفترض أن تؤدي اتفاقيات أوسلو في تسعينيات القرن العشرين، وهي الإطار السلمي الذي يهدف إلى حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة. وكان من المفترض أن تكون السلطة الفلسطينية التي أنشئت بموجب الاتفاقيات هيئة مؤقتة تمارس حكماً ذاتياً فلسطينياً محدوداً في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن حماس طردتها من غزة في عام 2007، وهي تسيطر الآن على جزء فقط من الضفة الغربية، وينظر إليها الفلسطينيون على أنها فاسدة وغير فعالة.


"وفي السنوات الأخيرة، وسط دورات العنف، تراجعت الآمال في حل الدولتين. وبعد السابع من تشرين الأول والاستجابة الإسرائيلية المدمرة في غزة، عادت الولايات المتحدة وأوروبا، فضلاً عن بعض البلدان في الشرق الأوسط، إلى الضغط على هذه القضية باعتبارها أفضل وسيلة لتحقيق سلام مستدام وآمن بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتصر المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، على أن أي اعتراف بإسرائيل يتوقف على مسار موثوق نحو دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة" بحسب الصحيفة.


ولكن حتى لو قرر نتنياهو تغيير سياسته، فإن المحللين يقولون إن القيادة الفلسطينية المجزأة والضعيفة سوف تشكل عائقاً خطيراً أمام التقدم في هذه القضية.


وتنسب الصحيفة إلى معين رباني، وهو زميل غير مقيم في مركز دراسات الصراعات والإنسانية ومقره الدوحة، إن أي اتفاق يتطلب قيادة فلسطينية واسعة النطاق، بما في ذلك موافقة حماس، للدفاع عن الفكرة ودعمها. "لكن السلطة الفلسطينية فقدت إلى حد كبير أي شرعية ربما كانت لديها. وأتوقع أن تتبنى حماس الآن خطاً أكثر تطرفاً".


وأضاف رباني للصحيفة قائلا أن إصرار الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الاستمرار في الضغط من أجل حل الدولتين تجاهل هذا الفراغ في القيادة الفلسطينية والتأثير المتطرف للحرب في غزة على السياسة الفلسطينية. 


وقال رباني إن "حل الدولتين هو ورقة توت تسمح للولايات المتحدة وأوروبا بالتظاهر بأنهما جادان في حل القضية دون الاعتراف بالتغيرات في الواقع على الأرض والتي تتناقض مع إمكانية تحقيق هذا الهدف". 


ومما يزيد الأمر تعقيداً النمو السريع للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، فضلاً عن الغارات المكثفة التي تشنها إسرائيل على الأراضي في أعقاب هجوم السابع من تشرين الأول.

دلالات

شارك برأيك

بعد موت السنوار.. الدولة الفلسطينية تبدو أبعد من أي وقت مضى

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 19 أكتوبر 2024 8:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%17

%83

(مجموع المصوتين 431)