فلسطين
الأحد 20 أكتوبر 2024 2:33 مساءً - بتوقيت القدس
ماذا بعد استشهاد السنوار؟ التصعيد أم عودة المفاوضات من جديد؟
رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم
محمد هواش: استشهاد السنوار لن يؤثر تأثيراً جوهرياً على مجريات الحرب في غزة أو على بنية "حماس"
سري سمور: خليفة السنوار المحتمل يرجح أنه من غزة سواء ممن يقيمون في الخارج أو داخل القطاع
د. قصي حامد: إسرائيل مستمرة في حربها واستشهاد السنوار قد يعيد القرار السياسي للحركة إلى الخارج
فراس ياغي: فكر المقاومة داخل "حماس" سيتعزز ومَن يعتقد أن قادة معتدلين سيأتون بعد السنوار مخطئ
عدنان الصباح: ليس من مصلحة "حماس" الإعلان عن خليفة للسنوار في التوقيت الحالي نظراً للأوضاع الحالية
يثير استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار مشتبكاً في ساحة المعركة الأربعاء الماضي، إمكانية أن يؤثر ذلك على الحرب في قطاع غزة وإمكانية إبرام صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس.
ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن استشهاده لن يؤدي إلى تأثير جوهري على مجريات الحرب على غزة، وكذلك لن يخلخل ذلك موقف حركة حماس من صفقة التبادل.
ويرون أن استشهاد السنوار لن يؤدي إلى إضعاف حماس، لكنهم يشيرون إلى أن رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس المقبلة قد تعود إلى الخارج، كما كانت في السابق، وهذا قد يعكس تغييرات في توازنات الحركة الداخلية وتوجهاتها المستقبلية بالنظر إلى طبيعة المرحلة، مشيرين إلى أن تداعيات استشهاد السنوار قد تعزز من فكر المقاومة، خاصة داخل حركة حماس، حيث أصبح نموذجاً للقادة القادمين، ما يجعل استمرار المقاومة أمراً مؤكداً.
استشهاد السنوار وهو يقاتل يؤكد زيف رواية الاحتلال
يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش أن "الرواية الإسرائيلية التي كانت تصور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بصورة سلبية، مشيرة إلى أنه يختبئ في الأنفاق، قد تم دحضها بظهور حقيقة استشهاده وهو يقاتل في ساحة المعركة. فالحقيقة التي ظهرت بعد استشهاده أظهرت زيف الرواية الإسرائيلية، حيث تبين أن السنوار كان مقاتلاً في الميدان، وليس مختبئاً كما زعمت إسرائيل".
ووفق هواش، فإنه "على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة حول كيفية استشهاد السنوار ما زالت غير مؤكدة، فإن المعلومات المستندة إلى رواية الاحتلال، والتي تم تعديلها عدة مرات، أثبتت كذب المحاولات الإسرائيلية لتشويه صورته".
ويشير إلى أن الاحتلال كان يسعى إلى ترويج صورة الفلسطيني كإرهابي، لكن استشهاد السنوار وصوره التي أظهرت نضاله في ساحة القتال، أكدت أن الفلسطيني هو مقاوم ضد الاحتلال، وهذا يفند الدعاية الإسرائيلية بشكل واضح، ويعيد التأكيد على أن المقاومة هي حق للفلسطينيين ضد الاحتلال.
ومن ناحية تأثير استشهاد السنوار على سير المعركة في قطاع غزة، يؤكد هواش أن غيابه لن يؤثر تأثيراً جوهرياً على مجريات الحرب في غزة أو على بنية حركة حماس، فقد تحولت المعركة إلى مقاومة فردية تنتشر في كل مناطق قطاع غزة، ولم تعد تقتصر على قيادة مركزية كما كانت في بداية الحرب، وبالتالي، فإن غياب أي قائد لن يغير من مسار الحرب بشكل كبير، على الرغم من التأثير المعنوي الذي قد يخلفه استشهاده.
وبالنسبة لحركة حماس، يرى هواش أن استشهاد السنوار لن يؤثر على استمراريتها أو بنيتها التنظيمية، فقد شهدت الحركة اغتيالات عديدة لقادتها على مر السنين، ولم تؤد تلك الاغتيالات إلى إضعاف الحركة، بل بالعكس، كانت تدفع دائماً إلى بروز قادة جدد يقودون الحركة في مختلف المجالات، كما أن الاغتيالات السابقة لم تحقق الأهداف المعلنة لإسرائيل في هذه الحرب، ولن تؤدي إلى تأثير حقيقي على بنية الحركة.
وتطرق هواش إلى مسألة القيادة المستقبلية لحركة حماس، مشيراً إلى أن مجلس شورى الحركة، الذي يتكون من قطاعات واسعة داخل فلسطين وخارجها، سيبحث في مسألة تعيين قيادة جديدة بعد استشهاد السنوار.
انتقال الثقل القيادي لـ"حماس" إلى الخارج
وعلى الرغم من أن قطاع غزة كان يتمتع بثقل كبير في رئاسة الحركة خلال السنوات العشر الماضية، فإن هواش يرى أن نتائج المعركة قد تؤدي إلى انتقال هذا الثقل خارج القطاع، خاصة أن المرحلة المقبلة قد تتطلب قائداً من الخارج، وليس قائداً عسكرياً ميدانياً.
أما بالنسبة للتوازنات داخل حماس، فيوضح هواش أن الحركة، بوصفها حركة سياسية متعددة الأطياف، تضم تباينات في الآراء، خاصة في ما يتعلق بالتحالفات الخارجية، فبينما هناك قيادات تسعى للابتعاد عن المحور الإيراني وتفضل تبني موقف متوازن بين إيران والدول العربية، فإن الجناح العسكري للحركة يميل أكثر نحو التحالف مع إيران، لكن هذه الخلافات يتم حسمها داخل إطار مجلس الشورى، حيث يتم الاتفاق على استراتيجية الحركة بشكل جماعي.
الإسرائيليون هم من يرفضون الصفقة
وفي ما يتعلق بملف صفقة تبادل الأسرى، يرى هواش أن الإسرائيليين، وتحديداً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، هم من يرفضون إبرام الصفقة، وليس حركة حماس.
ويؤكد هواش أن غياب السنوار لن يؤدي إلى تغيير في شروط الصفقة، حيث تتمسك حماس بالشروط التي تم الاتفاق عليها سابقاً، التي وضع السنوار خطوطها الحمراء قبل استشهاده، وقد أكد ذلك نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية في تصريحاته التي تلت الإعلان عن استشهاد السنوار، مما يدل على أن الحركة لن تتراجع عن مواقفها السابقة فيما يتعلق بصفقة التبادل.
إسرائيل ماضية في إصرارها على الإبادة في غزة
يشير الكاتب والمحلل السياسي والمتابع لشؤون الأحزاب السياسية الفلسطينية، سري سمور، إلى أن محرقة غزة ما زالت مستمرة سواء قبل أو بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.
ويؤكد سمور أن إسرائيل ماضية في إصرارها على إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم التوقعات التي أثيرت بأن استشهاد السنوار قد يكون مقدمة لوقف إطلاق النار.
ويوضح سمور أن استشهاد السنوار وهو في حالة اشتباك مباشر مع العدو يبرهن على كونه شخصية نادرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، بل وفي تاريخ الثورات العالمية، فقد كان بإمكان السنوار، بحكم موقعه وسنه، أن يتجنب المشاركة في المواجهات الميدانية، لكنه فضل أن يكون في الصفوف الأمامية، وهو ما يعكس تفانيه وإلهامه للكثيرين.
ويعتبر سمور أن السنوار رجل استثنائي ومعجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيراً إلى أنه بعد إطلاق سراحه من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد 23 عامًا، كان بإمكانه أن يختار حياة هادئة سواء في غزة، أو الخروج إلى خارج قطاع غزة دون أن يلومه أحد، إلا أنه فضّل البقاء في الميدان، مبرهناً على أن أفعاله تعكس أقواله وأنه كان صادقاً ومخلصاً في توجهاته.
تباين في الرؤى داخل الأوساط الإسرائيلية
ويتحدث سمور عن التصورات التي ظهرت فور إعلان استشهاد السنوار، في ما يتعلق بإبرام صفقة تبادل، حيث توقع البعض أن هذا الحدث قد يسرّع من إبرام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، مشيراً إلى أن بعض الأصوات في الولايات المتحدة وأوروبا دعمت هذه الفكرة، فيما أثارها أيضاً بعض المسؤولين الإسرائيليين.
ومع ذلك، يوضح سمور أنه لم يتوقف العدوان الإسرائيلي، ما يشير إلى وجود تباين في الرؤى داخل الأوساط الإسرائيلية، فبينما يرى بعضهم ضرورة وقف الحرب، يعتقد آخرون أن استمرار العمليات العسكرية يحقق إنجازات ملموسة.
ويتطرق سمور إلى نقطة مهمة تتعلق بتسريب الجيش الإسرائيلي صورًا للسنوار قبل الإعلان رسمياً عن استشهاده، مرجحًا أن هذا التسريب قد يكون متعمدًا من الجيش لتسريع الأمور نحو إبرام صفقة تبادل الأسرى.
وفي ما يتعلق بخليفة السنوار المحتمل، يرجح سمور أن يكون القائد القادم من قطاع غزة، سواء يقيم في الخارج كخليل الحية، أو من داخل القطاع مثل محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار.
وبالرغم من استشهاد السنوار، يؤكد سمور أن تأثير استشهاد السنوار على حركة حماس ليس كبيراً، نظراً لأن الحركة تعتمد على مؤسسات وهيكل تنظيمي متين، مما يضمن استمرارها، بالرغم من فقدان قادتها في الميدان.
استشهاد السنوار لا يعني نهاية الحرب ولا بداية السلام بغزة
يرى د. قصي حامد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، أن استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في قطاع غزة على المدى القريب.
ويوضح حامد أن إسرائيل مستمرة في حربها الشاملة التي تهدف إلى فرض واقع جديد على القطاع، وأن استشهاد السنوار لا يعني نهاية الحرب ولا بداية السلام في غزة، فالحرب مستمرة.
ومن ناحية تأثير استشهاد السنوار على حركة حماس، يرى حامد أن غيابه يعتبر ضربة كبيرة للحركة، خصوصاً بالنظر إلى مكانته كأحد القيادات التي جمعت بين القوة السياسية والعسكرية، ويعتبر السنوار من القيادات التاريخية والأكثر تأثيراً في الحركة، سواء على مستوى اتخاذ القرار في قطاع غزة أو على مستوى الهيكل التنظيمي لحماس.
وبحسب حامد، فإن السنوار كان شخصية استثنائية داخل الحركة، ما يجعل استبداله أمراً صعباً للغاية في الفترة القريبة.
لكن في المقابل، يشير حامد إلى أن حماس لديها آليات تنظيمية تتيح لها إعادة إنتاج القيادات بشكل مستمر، فمنذ تأسيسها اعتادت الحركة على التعامل مع استشهاد أو اغتيال قياداتها، وهي دائماً ما تجهز قادة بديلين من الميدان لتحمل المسؤولية.
ومع ذلك، يعتقد حامد أن استبدال شخصية بوزن وقيمة السنوار في المستقبل القريب سيكون صعباً، نظراً لتأثيره الكبير على الحركة.
من جانب آخر، يشير حامد إلى أن استشهاد السنوار قد يعيد قيادة المكتب السياسي للحركة إلى الخارج، فاختياره كقائد للحركة من الداخل كان استثناءً للقاعدة التي اتبعتها حماس منذ تأسيس مكتبها السياسي، حيث كانت قيادة المكتب السياسي دائمًا تتمركز في الخارج.
ويرى حامد أن غياب السنوار قد يعيد هذا التقليد، مشيراً إلى أن إسماعيل هنية، الذي تولى قيادة الحركة في الداخل لفترة، خرج لاحقاً إلى الخارج، وتحديداً إلى قطر، ما سهّل عليه إدارة الأمور من الخارج.
وبالنسبة لدور السنوار في المعركة الأخيرة، يوضح حامد أن استشهاده أثناء اشتباك ميداني يشير إلى مدى انخراطه الشخصي في قيادة العمليات اليومية.
ويشير حامد إلى أن السنوار لم يكن فقط العقل المدبر لضربة "طوفان الأقصى" الأولى، بل كان أيضاً يدير العمليات الميدانية بشكل مباشر ويشرف على تفاصيلها الدقيقة، حيث ان هذا الالتزام بالمشاركة الميدانية يعكس مدى التزام السنوار بالعمل العسكري، ويجعل استشهاده مشتبكاً في الميدان أمراً غير مفاجئ بالنظر إلى تاريخه كقائد ميداني قبل أن يكون قائداً سياسياً أو عسكرياً.
استشهاد السنوار لن يسرع من إتمام الصفقة
وفي ما يتعلق بتأثير استشهاد السنوار على مجريات إبرام صفقة تبادل الأسرى، يرى حامد أن استشهاد السنوار لن يسرع من إتمام الصفقة، بل قد يؤدي إلى تشبث حماس بشروطها.
ويشير إلى أن السنوار لم يكن عائقاً أمام إتمام الصفقة، بل على العكس، كان يسعى لإتمامها بشروط محددة وضعتها الحركة.
المشكلة الحقيقية، بحسب حامد، تكمن في رفض نتنياهو عقد الصفقة إلا وفق شروط إسرائيلية محدودة، أبرزها إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة دون تلبية باقي شروط حماس.
حامد يعتقد أن استشهاد السنوار قد يعزز من تمسك حماس بمطالبها، سواء وفاءً للسنوار أو للتضحيات التي قدمها أهالي قطاع غزة، وهذا التمسك بالشروط قد يكون رداً على محاولة إسرائيل فرض واقع جديد في القطاع، حيث يريد نتنياهو إخراج المحتجزين الإسرائيليين دون تقديم تنازلات في الشروط التي وضعتها حركة حماس وهي: انسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة، وعودة النازحين، وإعادة إعمار غزة، والإفراج عن الأسرى.
احتمال تولي شخصية بارزة في الخارج قيادة الحركة
أما بالنسبة لخليفة السنوار في قيادة حركة حماس، يرى حامد أن استبدال السنوار بشخصية تحمل نفس الوزن والتأثير سيكون صعباً.
ويعتقد حامد أن حماس قد تتجه إلى تعيين رئيس جديد للمكتب السياسي من أعضائه خارج فلسطين، وقد لا تعلن اسم خليفته بشكل علني نظرًا للاستهدافات الإسرائيلية المستمرة.
ويشير حامد إلى احتمال أن يتولى أحد الشخصيات البارزة في الخارج، مثل خالد مشعل أو خليل الحية، رئاسة المكتب السياسي للحركة.
ويعتقد حامد أن استشهاد السنوار لن يؤدي إلى انتهاء حركة حماس أو جناحها العسكري، مؤكداً أن الحركة لا تزال تملك هيكلاً تنظيمياً قوياً وقادة جاهزين لاستلام القيادة والاستمرار في القتال بالنظر إلى تاريخ كبير من الاستهدافات الإسرائيلية لها.
عبء كبير على من سيخلف السنوار
يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن استشهاد يحيى السنوار، قائد "طوفان الأقصى"، وهو في الخطوط الأمامية من ساحة المعركة، سيضع عبئاً كبيراً على كل من سيخلفه في قيادة حركة حماس.
ويوضح ياغي ان استشهاد السنوار في الميدان يشكل نموذجاً وقدوة لكل قائد جديد، ما يعني أن المقاومة ستستمر، وأن القائد القادم يجب أن يكون في ساحة المعركة كذلك، حيث أصبح السنوار أيقونة للمقاومة الفلسطينية، لا يمكن لأي قائد آخر أن يتجاهل هذه الرمزية.
ياغي يربط استشهاد السنوار بالمرحلة التي أعقبت استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، والذي وضع خطوطاً حمراء لمفهوم السلام، حيث لا يمكن تجاوز ما قبله من تفاهمات أو مواقف.
ويشير ياغي إلى أن استشهاد السنوار لا يؤثر فقط على غزة أو حركة حماس، بل يترك تأثيراً عميقاً على الداخل الفلسطيني ككل، فهو يمثل استمراراً لفكر المقاومة ضد الاحتلال، ورسالة بأن الصراع مع إسرائيل طويل ومستنزف.
ويرى ياغي أن السنوار جاء بمعركة "طوفان الأقصى"، ليعيد الصراع إلى جذوره، حيث يؤكد أن الاحتلال هو أساس القضية، وأن مقاومته واجب لا بد منه.
ويتناول السيناريوهات المحتملة لقيادة حماس بعد استشهاد السنوار، مشيراً إلى أن الحركة قد تختار عدم الإعلان عن خليفته بشكل علني، والاعتماد على قيادة جماعية لتفادي استهداف القادة المنتخبين من قبل الاحتلال.
ولكن ياغي يؤكد أن تداعيات استشهاد السنوار ستعزز من فكر المقاومة داخل حماس، وأن من يعتقد أن قادة معتدلين سيأتون بعده مخطئ، لأن المعركة تجاوزت حدود غزة وحماس، وأصبحت إقليمية تشمل المنطقة بأسرها.
ويعتقد ياغي أن استشهاد السنوار في منطقة تل السلطان، التي يسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها منذ نحو أربعة أشهر، يُظهر طبيعة شخصيته المتواضعة وفهمه لدوره كقائد.
ووفق ياغي، فإن السنوار كان بإمكانه أن يختبئ في مكان آمن، لكنه اختار أن يكون مع جنوده في الميدان، مدافعاً عن القضية على الأرض.
ويوضح ياغي أن وجود السنوار في ساحة المعركة يُرسل رسالة قوية بأن الحرب مفتوحة ويجب على الجميع المشاركة فيها، من القائد إلى الجندي.
ويلفت ياغي إلى أن استشهاد السنوار جاء ليفند كل التحريض الإسرائيلي ضد قيادات المقاومة بأنها تختبئ ولا تشارك في المعارك، بل على العكس، فإن السنوار تقدم الصفوف وكان في مناطق السيطرة الإسرائيلية، بعيداً عن المدنيين، ما دحض رواية الاحتلال الكاذبة على مستوى العالم، وتتم مهاجمة الدعاية الإسرائيلية.
ويشير ياغي إلى أن استشهاد السنوار قد يعقد بشكل كبير أي محاولات لحل ملف صفقة تبادل الأسرى، حيث ستتمسك حماس بمطالب السنوار السابقة ولن تتنازل عنها.
نتنياهو لا يبدو مهتماً بوقف النار وإنجاز الصفقة
وفي المقابل، فإن ياغي يتطرق إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يبدو مهتماً بإبرام صفقة أو التوجه نحو وقف إطلاق النار، حيث أن نتنياهو يسعى لاستمرار الحرب، معتبراً أن ذلك يمنحه فرصة لضرب إيران وتوجيه ضربة قاضية لفصائل المقاومة في المنطقة، ما سيمكنه من إعلان نصره النهائي والسيطرة على قطاع غزة والضفة الغربية لتحقيق رؤيته لـ"إسرائيل الجديدة" مع نفوذ أكبر في المنطقة.
ويرى ياغي أن حسابات نتنياهو خاطئة، حيث إن استمرار المعركة ودخول الولايات المتحدة إلى الساحة قد يؤدي إلى حرب استنزاف طويلة تشمل المنطقة بأسرها، وليس فقط غزة، وإذا لم يسع نتنياهو لإبرام صفقات أو التوصل إلى تسويات، فإنه سيخسر كل المكاسب التكتيكية التي يعتقد أنه حققها حتى الآن.
ويشير ياغي إلى أن نتنياهو لن يتجه إلى أي تسوية سياسية سواء في الجنوب أو الشمال، لأنه لا يزال يطمح إلى تحقيق أهدافه بالقوة.
تأثير استشهاد السنوار سيكون إيجابياً على حماس
يرى الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بالرغم من أهميته ورمزيته التي تعاظمت بعد السابع من أكتوبر، لن يؤثر على البنية التنظيمية للحركة.
ويشير الصباح إلى أن حماس تعتمد على نظام انتخابي قائم على الشورى، ولديها مؤسسات عميقة ومنظمة تاريخياً، ما يجعلها قادرة على الاستمرار دون أي اهتزاز تنظيمي.
ويعتقد الصباح أن تأثير استشهاد السنوار سيكون إيجابياً على الحركة، لا سيما من الناحية الرمزية، حيث سيظل يُذكر كقائد استشهد وهو يقاتل.
هذه الصورة، بحسب الصباح، ستبقى في أذهان الأجيال، ليس فقط اليوم، بل على مدار التاريخ، مشبهاً إياها بالرمزية التي تركها الشهيد القائد عبد القادر الحسيني الذي استشهد مقاتلاً في معركة القسطل.
ويؤكد الصباح أن هذه الصورة ستعزز من مكانة حركة حماس ومستقبلها، سواء لدى قواعدها أو بين الجماهير الفلسطينية بشكل عام.
الصباح يشدد على أهمية الطريقة التي استشهد بها السنوار، والتي جاءت لتدحض الصورة التي حاولت إسرائيل رسمها له، إذ كان الاحتلال يسعى إلى تصويره كقائد مختبئ في نفق ويستخدم المحتجزين كدروع بشرية، ولكن استشهاده على أرض المعركة، مشاركاً في القتال إلى جانب رفاقه، نسف هذه الرواية تماماً.
ويعتبر الصباح أن هذه الصورة الجديدة للسنوار، وهو قائد يشارك في المعارك اليومية، ستبقى محفورة في أذهان الشعب الفلسطيني، وستعزز من مكانته كبطل شعبي وليس مجرد قائد عسكري.
استشهاد السنوار ليس مجرد حدث عابر
ويرى الصباح أن استشهاد السنوار ليس مجرد حدث عابر، بل هو رسالة قوية تؤكد أن المقاومة الفلسطينية وحماس تحديداً لن تتراجع عن طريق المقاومة الذي خطه السنوار بدمه.
ووفق الصباح، فإن استشهاد قائد بحجم السنوار لن يكون فرصة للاحتلال لتحقيق أهدافه، بل على العكس، سيزيد من تمسك المقاومة بمواقفها الثابتة.
وفي ما يتعلق بخلافة السنوار، يعتقد الصباح أنه ليس من مصلحة حماس الإعلان عن خليفته في هذا التوقيت، نظراً للأوضاع الحالية والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وبخاصة حركة حماس.
ويشير الصباح إلى أنه قد يكون من الأفضل للحركة أن تحتفظ بسرية منصب رئيس المكتب السياسي، كما فعل حزب الله عندما لم يعلن عن خليفة أمينه العام حسن نصر الله في مراحل حرجة.
ويؤكد الصباح أن حماس في هذه المرحلة لا تحتاج للإفصاح عن القيادة البديلة، مشيراً إلى أن الحفاظ على السرية قد يكون من مصلحة الحركة في ظل الاستهدافات الإسرائيلية المستمرة، لافتا إلى أنه من الافضل للمراقبين والمحللين ان لا يدخلوا بسباق التكهنات حول من يخلف السنوار خشية ان يقدموا معلومات تخدم الاحتلال الإسرائيلي.
ويشدد الصباح على أن استشهاد السنوار لن يعطل مسار حماس، بل سيعزز من ثباتها واستمراريتها، ويزيد من تمسكها بالخط الذي رسمه الشهيد.
دلالات
B b vcc قبل حوالي شهر واحد
هل ستحقق الوعود الصادق 3. بدعم القوه_ناعمه المصالحة_السعوديه_الايرانيه. والقوه ناعمه الغير مباشرة المصرية #عهد والوعد الصادق3 ما بعد نصرالله وسنوار اجتياح_جليل من قبل قوات الرضوان ....اطلاق 1101 صاروخ 🚀 تحو إسرائيل #محور_المقاومة...جلس سيد
الأكثر تعليقاً
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال.. محاولة للتعمية على الجريمة الـمُدوّية
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 79)
شارك برأيك
ماذا بعد استشهاد السنوار؟ التصعيد أم عودة المفاوضات من جديد؟