Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الجمعة 18 أكتوبر 2024 4:32 مساءً - بتوقيت القدس

مع مقتل السنوار، بايدن يكشف عن الدور الأميركي النشط في الحرب على غزة

واشنطن – سعيد عريقات





أقرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء ، بأن وكالة المخابرات المركزية  سي.آي.إيه (CIA ( وقوات العمليات الخاصة العسكرية  الأميركية، كانت تساعد إسرائيل في تحديد مواقع قادة حماس وتعقبهم، وهو تورط في حرب غزة يتجاوز بكثير ما كشفت عنه الحكومة سابقًا. يأتي هذا الكشف في أعقاب مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة المقاومة حماس يوم الأربعاء، ولكنه يأتي أيضًا بعد أشهر من التأكيدات من البيت الأبيض بأن المخابرات الأميركية والعملاء الخاصين كانوا متورطين فقط في استعادة الرهائن.


على الرغم من حقيقة أن السنوار قُتل بالصدفة (وليس كجزء من عملية مستهدفة)، فإن يأس إدارة بايدن لانتزاع بعض الأضواء هو رغبة سياسية في إظهار النجاح في قرارها بدعم إسرائيل. كما يُظهر قبولًا لأحد المعتقدات الأساسية لإسرائيل بشأن حروبها ضد أعدائها في ما يسمى بمحور المقاومة ، وهو ما تبنته الولايات المتحدة: أن قتل القادة سيقضي على التهديدات، بل إنه يعادل النصر.


وتطالب إسرائيل حماس بأنه يجب أن تطلق الحركة سراح الرهائن و"تستسلم"، ويدفعون خيالهم وروايتهم حول أهمية وفاة السنوار، والتي تُستخدم من أجل الاستمرار في الحرب على غزة إلى ما لا نهاية. ولكن في خضم كل هذا الضجيج، ضاعت حقيقة مفادها أن واشنطن كذبت باستمرار على الشعب الأميركي.


وبات واضحا إن الولايات المتحدة لديها قوات برية في إسرائيل. وتشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإسرائيلية على غزة منذ عام (وعلى لبنان) . والولايات المتحدة جزء لا يتجزأ من "قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد أعدائها" وفق ما تكرره الإدارة يوميا . كما أنها الضامن - وفق الخبراء - للمغامرات العسكرية الإسرائيلية. وكل هذا دون قدرة كبيرة أو اهتمام واضح بكبح جماح إسرائيل أو السعي إلى أي نتيجة تفاوضية حقيقية.


وقال الرئيس بايدن الأربعاء إثر الإعلان عن مقتل السنوار  في بيان صحفي: "بعد وقت قصير من مذابح السابع من تشرين الأول (2023)، وجهت أفراد العمليات الخاصة ومحترفي الاستخبارات لدينا للعمل جنبًا إلى جنب مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تحديد موقع وتعقب السنوار وغيره من قادة حماس المختبئين في غزة" فيما أصدرت نائبت الرئيس هاريس بيانًا متطابقًا تقريبًا.


يشار إلى أنه في تشرين الأول من العام الماضي، عندما سُئل المتحدث باسم البنتاغون،  اللواء بات رايدر ، عما إذا كان هناك عملاء خاصون أميركيون على الأرض في إسرائيل، رد بشكل مراوغ. "نحن نقدم الدعم التخطيطي والاستخباراتي للإسرائيليين، فيما يتعلق باستعادة الرهائن". لقد ظل استرداد الرهائن هو الخط الرسمي للإدارة منذ ذلك الحين. وكانت مثل هذه التصريحات مصحوبة في كثير من الأحيان بتذكير بأن المواطنين الأميركيين من بين الرهائن الذين احتجزتهم حماس. بالنسبة لواشنطن، كان الأمر بمثابة تلاعب ماهر: من الذي يمكن أن يعارض إنقاذ الأميركيين؟


ولكن خلف الكواليس، كانت إدارة بايدن تقدم المساعدة لتحديد مكان ليس فقط السنوار ولكن أيضًا قيادات حماس الأخرى (إلى جانب أكثر من 50 ألف طن من العتاد والعدة العسكرية). إن تبني نفس إطار البحث عن قيادات الحركة الفلسطينية ، على غرار الحرب على الإرهاب الذي تبنته إدارة بوش بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، يتعارض مع الخطاب العام لبايدن "حول حاجة إسرائيل إلى مقاومة إغراء الانتقام".


 يشار إلى أنه عندما سُئل رايدر الأربعاء عما إذا كان العملاء الخاصون الأميركيون (عناصر الاستخبارات الأميركية) قد حددوا مكان السنوار، رفض رايدر الخوض في تفاصيل بيان البيت الأبيض، ملمحًا إلى أن مهمة استعادة الرهائن استخدمت دائما لتتبع قادة حماس.


"وقال رايدر "لن أتحدث عن الاستخبارات، وما سأقوله هو أن هذه كانت عملية إسرائيلية وأننا كنا نتبادل المعلومات والاستخبارات لدعم جهود استعادة الرهائن وتتبع هؤلاء القادة الذين كانوا يحتجزون رهائن، بما في ذلك الرهائن الأمريكيين. وبالتالي، بقدر ما ساعد ذلك في إعلام العمليات الإسرائيلية بشكل عام، فقد لعب دورًا بالتأكيد".


ويزعم المسؤولون أنه "بعد أكثر من 20 عامًا من مطاردة القاعدة والإرهابيين الآخرين"، أصبحت الاستخبارات الأميركية بارعة جدًا في المهمة الشاقة، وإتقان معالجة المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي، وتحديد الموقع الجغرافي الدقيق، والهجوم السريع على الأفراد. لقد أضيفت مصادر متعددة إلى ترسانة ما بعد الحادي عشر من أيلول ، من تحليل البيانات الضخمة إلى جمع الإشارات الدقيقة للغاية. كما تم تطوير أسلحة وطائرات بدون طيار جديدة. وتم إنشاء منظمات متخصصة.


كما أنه وراء كل هذا يوجد برنامج وصول خاص في خلية مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية ( CIA) والجيش الأميركي في مقر سي.أي.إيه في ماكلين بولاية فرجينيا والتي توجه ما تسميه ب"الاستهداف عالي القيمة" الأكثر حساسية.


ويبحث الخبراء عن أي نقطة تشير إلى موقع الهدف، وهي العملية التي تعد شكلاً من أشكال التحليل الجنائي الذي يشمل الاستطلاع الجوي، واعتراض الإشارات، والكشف على الأرض. ويقول الخبراء إن أمريكا زودت إسرائيل بنفس الكفاءة، لكن الولايات المتحدة لديها العديد من الأدوات - من الأقمار الصناعية الخفية إلى خوارزميات التتبع المتطورة - والتي يمكن أن تغطي منطقة بشكل أكثر اكتمالاً وكفاءة. ومع ذلك، لم يُقتل السنوار نتيجة لعمل هذا الجهاز، وليس بعد عام من العمل المكثف. إن واشنطن تبالغ في تقدير تأثير الجهد الهائل كوسيلة ليس فقط لمواصلة الحرب الدائمة في الشرق الأوسط ولكن أيضًا لخلق هالة النجاح، وهي النتيجة التي تفلت من أيدي كل من إسرائيل والولايات المتحدة.


وقام الرئيس جو بايدن الأربعاء بمقارنة بين الغارة التي قتلت أسامة بن لادن في عام 2011 على الرغم من أن وفاته لا تشبه حرب إسرائيل على غزة . وبحثت الولايات المتحدة عن بن لادن لمدة عقد من الزمان، وعلى الرغم من أن وفاته كانت بمثابة تبرير للجهود المبذولة، إلا أنها جاءت في وقت كانت فيه "القاعدة" المتمركزة في أفغانستان قد تحولت بالفعل إلى منظمات أخرى. إن إشادة بايدن بهذه القوات نفسها بمساعدة إسرائيل في بعض النواحي يثبت أن الحرب لم تنته أبدًا ولن تنتهي أبدًا.


قد تزعم إسرائيل أن وفاة السنوار تشكل نقطة تحول، لكن هذا – بحسب الخبراء - لا يبدو مرجحًا. وفيما تواصل حماس (وحزب الله في لبنان) خوض حرب بلا زعيم. لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أن أيًا من المجموعتين منهكة أو متراجعة في جهودها.

دلالات

شارك برأيك

مع مقتل السنوار، بايدن يكشف عن الدور الأميركي النشط في الحرب على غزة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)