فلسطين

الخميس 17 أكتوبر 2024 8:55 صباحًا - بتوقيت القدس

د. أيمن عليان لـ"ے": فكرتُ في دراسة الطب ولكن انحزتُ للرياضيات والكيمياء

رام الله- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم:

  1. اه-‬ عملتُ في مطعم أثناء دراستي بأمريكا.. وسنغافورة فتحت لي آفاقاً جديدة‬

- استطعت تحويل مواد خام مثل مخلفات البترول إلى مواد ثمينة للاستخدام الطبي

- أعتز بمساهمتي في تطوير دواء لعلاج التهاب الكبد الوبائي (هيبتايتس-C)

‫-‬ طفولتي في القدس من أجمل أيام عمري حيث امتلأت بالمغامرات ورفقة الأصدقاء‬

 

- فاز الدكتور المقدسي أيمن داود عليان، المنحدر من قرية دير أيوب المهجرة والمقيم في الولايات المتحدة، بجائزة "Heroes of Chemistry" (بطل الكيمياء)، وهي جائزة شرفية سنوية تُمنح من الأكاديمية الأمريكية للكيمياء لنخبة العلماء في هذا المجال. 


وجاء هذا التكريم تقديراً لدوره البارز في تطوير دواء "Rinvoq"، الذي أصبح شفاءً للآلاف من المرضى حول العالم، وحقق مبيعات تجاوزت الخمسة مليارات دولار سنوياً للشركه.


الدكتور أيمن استطاع حل معضلة تصنيع هذا الدواء، وحصل على براءة اختراع في مجال المبلمرات قبل عدة سنوات، ما ساهم في نجاح الدواء الذي يعالج أمراض المناعة المتنوعة، مثل: الروماتيزم، داء كرون (crohns disease) والأمراض الجلدية.


يذكر أن الدكتور أيمن عليان حصل على الثانوية العامة الفلسطينية وتخرج من مدرسة الكلية الإبراهيمية في القدس عام 1996.


يقول عليان لـ"ے" إنه يعتبر طفولته في القدس من أجمل أيام عمره، حيث امتلأت بالمغامرات ورفقة الأصدقاء. 


وأضاف أن حبه لمادتَي الرياضيات والكيمياء خلال دراسته المدرسية كان له تأثير كبير في توجهه الأكاديمي، مشيراً إلى أن معلميه كانوا يؤدون رسالتهم بإخلاص ولهم دور كبير في نجاحه.


الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة


بعد انتهائه من امتحان التوجيهي، قرر عليان التوجه إلى الولايات المتحدة، حيث توجه إلى مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، والتحق بجامعة الينوي هناك. 


وفي هذه الفترة، كان يعمل في مطعم لدعم نفسه مالياً، وكان يحرص على الموازنة بين الدراسة والعمل. وبالرغم من ساعات العمل الطويلة، استطاع تنظيم وقته بشكل جيد والتفوق في دراسته، حيث حصل على امتياز عدة مرات، وكان على لائحة الشرف.


وأضاف عليان: "في السنة الثانية، لم أكن متأكداً من التخصص الذي أرغب فيه، فكرت في دراسة الطب، ولكن بعد حضور حصص الرياضيات والكيمياء، أدركت أن الطب والتشريح ليسا الخيار المناسب لي". 

وبفضل تفوقه الأكاديمي، تم اختياره لتدريس الطلاب الذين كانوا يواجهون صعوبات في السنتين الأولى والثانية، وهي تجربة وصفها بأنها ساعدته في إتقان المواد بشكل أكبر. بعد ذلك، قرر التخصص في مجال الهندسة الكيميائية، وكانت جامعة إلينوي من أبرز الخيارات المتاحة، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس في العام 2000 وهو بعمر 21 عاماً.


المشاركة في برنامج تبادل طلابي مع جامعة سنغافورة


وخلال دراسته، أُتيحت له فرصة المشاركة في برنامج تبادل طلابي مع جامعة سنغافورة الوطنية، واحدة من أقوى الجامعات في العالم. وصف هذه التجربة بأنها فتحت له آفاقاً جديدة للتعرف على حضارات وثقافات شرق آسيا. وأجرى هناك أبحاثاً علمية، وحصل على درجة الماجستير.


وعن تجربته في سنغافورة، قال عليان إنها كانت دولة غنية وراقية تمتلك مراكز أبحاث حكومية سخية في دعم الأبحاث العلمية. واستغل هذه الفرصة لزيارة دول أخرى، مثل: ماليزيا وإندونيسيا، حيث كانت له رحلة دينية وعملية ممتازة أتاحت له التعرف على شعوبها وتقاليدها المتنوعة.


وأضاف: خلال برنامج تبادل طلابي، أُتيحت لي فرصة التعرف على أستاذ أمريكي كان يعمل في شركات أدوية في سويسرا، وأيضاً كبروفيسور في المعهد الوطني للأبحاث الكيميائية وجامعة سنغافورة. وبعد انتهاء برنامج التبادل وحصولي على درجة الماجستير، عرض عليّ الأستاذ الأمريكي العودة إلى سنغافورة لإكمال الدكتوراه والعمل في أبحاث متعلقة بتصنيع الأدوية، وقد رحبت بالفكرة.


وتابع عليان: "بعد عودتي إلى الولايات المتحدة والتحاقي بجامعة سنغافورة، كانت تجربتي البحثية غنية بفضل الدعم الحكومي السنغافوري اللامحدود للأبحاث. تمكنت من الوصول إلى أحدث الأجهزة والمعدات، الأمر الذي سهل بشكل كبير عمل الباحثين مقارنة بالولايات المتحدة".


أبحاث في تصنيع الأدوية


تركزت رسالة الدكتوراه لعليان على أبحاث في تصنيع الأدوية، حيث استطاع تحويل مواد خام أولية، مثل مخلفات البترول، إلى مواد ثمينة للاستخدام الطبي تحت حرارة عالية وبمساعدة العوامل الكيميائية. ونتجت عن هذه الأبحاث اكتشافات علمية جديدة ومساهمات كبيرة في فهم العمليات التي تحدث داخل المفاعلات الكيميائية، ما أتاح للعلماء الآخرين فرصة استخدام تلك الاكتشافات في تطوير أبحاثهم.


من بين إنجازاته، نشر أحد أبحاثه في مجلة علمية مرموقة، واختير ليكون على غلاف المجلة، وهو إنجاز يعتز به الدكتور عليان. وبعد إنهاء رسالته في عام 2006، توجه إلى جامعة بيركلي العريقة في مجال الكيمياء، حيث استفاد من خبراتها في الأبحاث المتعلقة بالتحويل الكيميائي للغازات الصادرة من السيارات إلى مواد صديقة للبيئة.


عاد إلى مدينة شيكاغو وقرر العمل في شركة صناعة الأدوية، وأول عمل له في شركات الأدوية كان معرفة مدى الخطر في تفاعل صناعة الأدوية من حيث خطورة المواد وكمية الحرارة الناتجة، وفي بعض الأحيان كانت تؤدي إلى انفجارات أو حوادث تؤذي حياة البشر.


المساهمة في تطوير دواء لعلاج التهاب الكبد الوبائي


وأعرب الدكتور عليان عن فخره بمساهمته في تطوير دواء لعلاج التهاب الكبد الوبائي (هيبتايتس-C)، حيث يعتبر هذا الدواء من بين العلاجات التي تحقق شفاءً كاملاً بعد فترة علاجية قصيرة، بخلاف العديد من الأدوية التي تعالج الأعراض فقط. وذكر أن هذا الإنجاز ساعد الآلاف من المرضى على التعافي التام من المرض.


ومن بين الإنجازات البارزة الأخرى التي حققها الدكتور عليان، تطوير دواء لعلاج أمراض الروماتيزم، الذي واجه فريق التصنيع تحديات كبيرة في إنتاجه. كانت المشكلة تكمن في عدم القدرة على تحويل المادة الفعالة إلى بلورات صلبة من خلال عملية التبلمر، ما كان يهدد المشروع بالفشل.


وشرح عليان كيف تمكن من حل هذه المعضلة باستخدام طرق غير تقليدية، حيث قام بتمرير السوائل التي تحتوي على المادة الفعالة تحت ضغوط عالية، ما أدى إلى تشكيل مبلمرات مستقرة وصالحة للاستخدام. وقد نجحت هذه الطريقة في إنتاج الدواء، وتم تسجيل براءة اختراع لهذا الابتكار.


وأضاف: إن هذا الدواء يتم تسويقه الآن في أكثر من 70 دولة حول العالم، وقد أثبت نجاحه في التجارب السريرية.


فوزه بجائزة "بطل الكيمياء" جاء تتويجاً لهذه الإنجازات، حيث أشادت الجمعية الكيميائية الأمريكية بإسهاماته في مجال الكيمياء الدوائية وتحقيق تقدم كبير في علاج الأمراض.

دلالات

شارك برأيك

د. أيمن عليان لـ"ے": فكرتُ في دراسة الطب ولكن انحزتُ للرياضيات والكيمياء

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 522)