Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الخميس 17 أكتوبر 2024 8:46 صباحًا - بتوقيت القدس

في انتظار الضربة الإسرائيلية لإيران.. الهدوء الذي يسبق العاصفة!

رام الله- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم

د. جمال حرفوش: الضربة الإسرائيلية المرتقبة لإيران ستعتمد على تحقيق تأثيرٍ رادعٍ أكبر لا رد فعلٍ مباشر

اللواء واصف عريقات: الضربة بحاجة لاستعدادات وسيناريوهاتها تعتمد بشكل أساسي على حجم الدعم الأمريكي

ساري عرابي: الضربة الإسرائيلية أصبحت وشيكة في ظل اكتمال التجهيزات والردود ستستمر لكن ببطء

د. سعد نمر:  توقيت الضربة الإسرائيلية قد يكون قريباً جداً وحجمها يحدد تطور مسار الأحداث في المنطقة

نهاد أبو غوش: متوالية الرد جزء من حرب الاستنزاف وإسرائيل تهدف للقضاء على المشروع النووي الإيراني 


تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط مع تزايد الحديث عن ضربة إسرائيلية مرتقبة ضد إيران، وسط تساؤلات حول تداعياتها المحتملة على المنطقة بأكملها، إن كانت المنطقة ستدخل بمتواليةٍ من الرد ورد الفعل، أم الانزلاق نحو حرب إقليمية خطيرة.


ويرى كتاب ومحللون وأكاديميون، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن الرد الإسرائيلي قد يكون مصمماً لتحقيق تأثير رادع أكبر مما هو مجرد رد فعل مباشر، حيث من المتوقع أن تستهدف الضربة أهدافاً عسكرية حيوية في إيران، وربما تنفيذ اغتيالات، لكنهم يشيرون إلى أن إسرائيل تواجه تحديات لوجستية وتكتيكية تتعلق بتنفيذ هذه الضربة ضد ايران، إلا أن ما ينقذها هو التعاون مع الولايات المتحدة التي توفر دعماً استخبارياً ولوجستياً، غير أنها تسعى في الوقت نفسه إلى ضبط الأوضاع لتجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة، وبالرغم من ذلك ستضطر للدخول في الحرب حال انزلقت الأمور إلى نحوٍ خطير، وخرجت الأوضاع عن السيطرة.



ضربات جوية دقيقة ضد أهداف عسكرية حيوية في إيران


تشير التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط إلى تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد الضربة الإيرانية الأخيرة، التي جاءت قبل التهديد الإسرائيلي بالرد، وفق ما يشير إليه د.جمال حرفوش، أستاذ مناهج البحث العلمي والدراسات السياسية في جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في البرازيل.

ويرى حرفوش أن الرد الإسرائيلي المتوقع سوف يعتمد على تحقيق تأثيرٍ رادعٍ أكبر، بدلاً من أن يكون مجرد رد فعلٍ مباشر. 

السيناريو الأكثر ترجيحاً، بحسب حرفوش، يتمثل في توجيه إسرائيل ضربات جوية دقيقة ضد أهداف عسكرية حيوية في إيران، مثل المنشآت النووية ومراكز القيادة والتحكم العسكري، باستخدام الطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى، علاوةً على وجود احتمالٍ لتوسيع نطاق الرد ليشمل بنية تحتية حساسة، مثل مصافي النفط ومحطات الطاقة الإيرانية.


إلى جانب ذلك، يتوقع حرفوش وقوع سيناريو آخر، يتمثل في تصعيد إقليمي أوسع يشمل ضربات إسرائيلية ضد حلفاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، حيث يهدف هذا التصعيد إلى قطع الدعم العسكري واللوجستي لإيران، وتقليل قدرتها على الرد من خلال حلفائها. 


في هذا السياق، يشير حرفوش إلى أن إسرائيل قد تستهدف مواقع إطلاق الصواريخ أو مخازن الأسلحة التي تدار من قبل تلك الوحدات، ما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع ليشمل دولاً أُخرى في المنطقة.


استراتيجية "الصدمة والرعب"


ويرى حرفوش أن السيناريو الأسوأ يتمثل في سعي إسرائيل إلى اعتماد استراتيجية "الصدمة والرعب"، عبر توجيه ضربات واسعة النطاق قد تطال مراكز القيادة في طهران نفسها أو محاولات لاستهداف القادة العسكريين الإيرانيين، غير أن هذه الخطوة سوف تكون محفوفة بالمخاطر، لأنها قد تؤدي إلى تصعيد شامل يشمل حرباً إقليمية واسعة، وهو ما قد يستدعي تدخل دول كبرى مثل روسيا أو الصين، سواء دبلوماسياً أو عسكرياً، لحماية مصالحها في المنطقة.


ويحذر من أن المنطقة قد تدخل في "دوامة تصعيد متزايدة"، وهو ما يُعرف في العلوم السياسية بـ"متوالية الفعل ورد الفعل"، فالضربة الإيرانية ضد إسرائيل فتحت الباب أمام رد إسرائيلي، وإذا كان هذا الرد قاسياً، فإن إيران قد تتبنى أساليب غير تقليدية للرد، وكذلك تصاعد الحرب بالوكالة عبر حلفاء ايران في المنطقة، وهذا قد يؤدي إلى استهداف مصالح إسرائيلية أو حتى مصالح لحلفائها، ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلًا لوقف التصعيد.


ويلفت حرفوش إلى أن الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، قد تكون مضطرة للتدخل دبلوماسياً لتجنب انزلاق الأوضاع نحو صراع مفتوح لا يمكن السيطرة عليه. 


ويشير حرفوش إلى أن الرد الإسرائيلي أصبح أكثر حتمية بعد الضربة الإيرانية، إذ تعتبر إسرائيل أي هجوم إيراني مباشر تهديداً وجودياً. 


ويعتقد أن إسرائيل تنتظر اللحظة المناسبة لاستهداف البنية التحتية الإيرانية بشكل يؤدي إلى شل قدراتها العسكرية والنووية لفترة طويلة، وربما تسعى من خلال ذلك إلى تغيير توازن القوى في المنطقة لصالحها.


التزام أمريكي بحماية إسرائيل ودعمها


أما في ما يتعلق بالتدخل الأمريكي، فيعتبره حرفوش محورياً في هذا السياق، حيث إن الولايات المتحدة لها مصالح كبيرة في استقرار المنطقة، لكنها في الوقت نفسه ملتزمة بحماية ودعم حليفتها إسرائيل، ومن المحتمل أن تقدم واشنطن دعماً استخبارياً ولوجستياً كبيراً لإسرائيل، بما في ذلك الاستخدام المشترك للقواعد العسكرية الأمريكية في الخليج العربي. ومع ذلك، تحاول الولايات المتحدة ضبط النفس وتجنب التدخل العسكري المباشر خشيةً من تفاقم الوضع وتحوله إلى حرب إقليمية شاملة. 


ويعتقد حرفوش أن واشنطن قد تتجه في البداية نحو الحلول الدبلوماسية، عبر الضغط على الجانبين لوقف العمليات العسكرية، لكن إذا تصاعدت الأوضاع نحو مواجهة شاملة، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرةً للدخول في الحرب إلى جانب إسرائيل، خاصة إذا استُهدفت المصالح الأمريكية أو مصالح حلفائها.


غزة قد تصبح ساحة ثانوية ضمن الصراع الأوسع


وبالنسبة إلى قطاع غزة، يشير حرفوش إلى احتمال أن تصبح غزة ساحة ثانوية ضمن الصراع الأوسع بين إسرائيل وإيران، وقد تستغل الفصائل الفلسطينية المسلحة هذا الصراع لاستهداف إسرائيل وفتح جبهة جديدة، ما يزيد من الضغط العسكري على إسرائيل، إلا أن إسرائيل قد تسعى إلى احتواء التصعيد في غزة من خلال ضربات عسكرية محدودة أو عمليات أمنية تهدف إلى منع تفاقم الوضع. 


ومع ذلك، يرى حرفوش أن تهميش غزة قد يمنح الفصائل الفلسطينية هامشاً أكبر للتحركَين العسكري والسياسي، ما يؤدي إلى تصاعد الأوضاع في القطاع وتفاقم الأزمتين الإنسانية والاقتصادية هناك، فيما قد تندلع بالتوازي انتفاضة شعبية في الضفة الغربية.


الضربة بحاجة لاستعدادات وإمكانات كبيرة


يرى الخبير العسكري والأمني الاستراتيجي، اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات، أن السيناريوهات المحتملة للضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران تعتمد بشكل أساسي على حجم الدعم الأمريكي.


ويوضح عريقات أن إسرائيل تحتاج إلى إمكانات كبيرة لضمان نجاح هذه الضربة لإيران، بما يشمل تأمين مسارات الطائرات وتوفير معلومات أمنية واستخباراتية دقيقة، فيما يؤكد عريقات أنه بدون الدعم الأمريكي، من الصعب أن تحقق إسرائيل أهدافها من الضربة المحتملة.


ويشدد عريقات على أن أحد الأسئلة المهمة يتعلق بمحددات الضربة الإسرائيلية، حيث لا يزال غير واضح ما إذا كانت هناك أهداف مستثناة من الهجوم، مثل المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، أو ما إذا كان الخيار مفتوحاً أمام إسرائيل لاستهداف أي هدف تختاره. 


أهداف محتملة للضربة الإسرائيلية


وفي هذا السياق، يشير عريقات إلى أن المتاح لإسرائيل إذا ما أخذت بالتوصيات الأمريكية هو استهداف منشآت عسكرية حساسة داخل إيران، وقد تكون على سبيل المثال مقرات الحرس الثوري الإيراني، أو فيلق القدس، أو مقرات الجيش الإيراني، كذلك، قد تشمل الأهداف المحتملة شخصيات قيادية على مستوى كبير داخل إيران، ومن السيناريوهات تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات إيرانية بارزة.


ويلفت عريقات إلى أن إسرائيل قد تسعى لاستهداف أهداف حيوية حساسة داخل إيران لرد الاعتبار لها بعد الهجوم الإيراني الذي وقع في وقت سابق من الشهر الجاري.


ويشير عريقات إلى إمكانية الانجرار إلى سلسلة متوالية من الرد والرد على الرد بين إسرائيل وإيران، حيث إن كل طرف قد يستمر في تصعيد رده بشكل أكبر وأقوى من سابقه، ما يزيد من تعقيد الوضع، كما أن استمرار هذه الضربات الموجعة قد يفضي إلى فقدان السيطرة على الأوضاع وتدحرجها للمجهول، خاصة إذا كانت نتائج الهجمات وحجم الخسائر كبيرين.


استبعاد مشاركة الجيش الأمريكي بشكل مباشر


ويتطرق عريقات إلى الاجتماع الأخير الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستمر ثلاث ساعات، ولم يطلب موافقة الوزراء على الضربة حيث ترك الباب مفتوحاً بشأن موعد تنفيذها، فيما يشير عريقات إلى أن الأمر قد يكون مرتبطاً بوصول وتجهيز منظومة الدفاع الأمريكية "ثاد".


ويشير عريقات إلى أن الضربة الإسرائيلية قد تأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية إذا ما استُكملت التحضيرات.


وبالرغم من ذلك، يستبعد عريقات مشاركة الجيش الأمريكي بشكل مباشر في الضربة ضد إيران، لكنه يؤكد أن جميع المنظومات الرادارية والدفاعية الأمريكية سوف تكون في خدمة إسرائيل، حيث إن هزيمة إسرائيل في هذه المعركة يعتبرها الغرب والولايات المتحدة هزيمة لهم، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لهم.


قطاع غزة سيظل ساحة رئيسية في الحرب


وفي ما يتعلق بإعلان إسرائيل أن غزة تُعد ساحة قتال ثانوية في خضم التصعيد، يعتقد عريقات أن هذا التوصيف غير دقيق، مشيراً إلى أن القطاع سيظل ساحة رئيسية في هذه الحرب في ظل الهدف الاستراتيجي لإسرائيل. 


وبحسب عريقات، فإنه مع أن التركيز الإسرائيلي الآن على الجبهة الشمالية تبعاً لحجم التحديات والتهديد الذي تشكله هذه الجبهة، خاصة في الاستعدادات والإمكانات القتالية وتعقيدات الجغرافيا وإمكانية الإمداد والتزويد، سواء على الجيش أو على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ومع أنها نقلت بعض الفرق العسكرية من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية، لكنها أبقت أدوات القتل من طائرات ومدفعية على حالها، بل وزادت من بطشها وارتكابها المجازر وجرائم الحرب.


وفي هذا المجال، يعتقد عريقات أن التطورات على الجبهة الشمالية تفتح الباب على احتمالات متعددة، ومنها  توسع دائرة القتال وتحولها إلى حرب إقليمية وربما أكثر، ما يضعها في دائرة الاهتمام.


عوامل تأخّر الرد الإسرائيلي


يوضح الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن تأخر الرد الإسرائيلي على إيران، كون إسرائيل تدرس حجم الضربة وتفاصيل أهدافها بعناية. 


ويشير عرابي إلى أن هناك عوامل أُخرى تؤخر الرد الإسرائيلي، منها الترتيبات اللوجستية التي تتطلب تعاوناً مع الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى انتظار التجهيزات الدفاعية التي ستتعامل مع أي رد إيراني محتمل، ويأتي ضمن هذه التحضيرات نشر منظومة الدفاع الجوي الأمريكية "ثاد" في إسرائيل، وهي خطوة قد تعزز من قدرة الاحتلال على التصدي لأي تهديدات إيرانية، وفي ظل اكتمال هذه التجهيزات، يرى عرابي أن الضربة الإسرائيلية لإيران أصبحت وشيكة. 


ويشير عرابي إلى أن المناخ العام، كما يتم الحديث عنه في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية، يفيد بأن الضربة ستستهدف مواقع عسكرية إيرانية، ومن المحتمل أن تشمل منشآت استراتيجية مثل مصانع الصواريخ والطائرات المسيّرة، إلى جانب أهداف عسكرية أخرى. 


وبالرغم من الحديث عن التركيز على الأهداف العسكرية، يلفت عرابي إلى احتمال أن تشمل الضربة مواقع مدنية أو اقتصادية حساسة، ما يجعل من الصعب الوثوق بما يجري تداوله في الأوساط العامة الأمريكية والإسرائيلية، حيث قد تكون هذه الأحاديث جزءاً من استراتيجية خداع إسرائيلي-أمريكي تجاه إيران.


ويوضح عرابي أن سلسلة الردود بين إسرائيل وإيران بطيئة، لكنها ستستمر.


هل سترد إيران في حال تم ضربها؟


وفي ما يتعلق بإيران، يثير عرابي تساؤلات حول ما إذا كانت سترد فعلاً كما صرح بعض قادتها، أو أنها ستفضل امتصاص الضربة الإسرائيلية، بناءً على حسابات اقتصادية وسياسية داخلية، ويرى أن الحسابات الإيرانية تأخذ في الاعتبار أن المعركة لم تكن مباشرة مع طهران، إضافة إلى عوامل داخلية أخرى.


وفي سياق الضربة الإيرانية الأخيرة، يشير عرابي إلى أن الضربة لم تكن مجرد رد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أو الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورد الاعتبار لحزب الله، بل جاءت كخطوة استباقية، خشيةً من أن تكون إيران مستهدفة في ضربات أوسع قد تصل إلى العاصمة طهران، وهذا يطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت إيران سترد بقوة على إسرائيل أم أنها ستتجنب تصعيد المواجهة.


مشاركة أمريكية مباشرة


وحول الدعم الأمريكي لإسرائيل، يعتقد عرابي أن الولايات المتحدة تلعب دوراً محورياً في تقديم الدعم اللوجستي والاستخباري، وهذا الدعم يشمل توفير صور الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخبارية التي تساعد إسرائيل في استهداف المواقع الإيرانية، وربما حتى مشاركة أمريكية مباشرة في العمليات العسكرية بطرق خفية. 


ويشير عرابي إلى أن الولايات المتحدة ستكون فاعلة في الدفاع عن إسرائيل من أي رد إيراني محتمل، خاصة إذا استهدفت الضربات الإيرانية العمق الإسرائيلي.


على صعيد آخر، يوضح عرابي أن غزة أصبحت ساحة ثانوية من حيث الجهد الحربي الإسرائيلي، حسب التصريحات الإسرائيلية، لكن هذا لا يعني أن غزة فقدت أهميتها بالكامل، فهي لا تزال ساحة رئيسية في البعد السياسي، حيث تظل إسرائيل تراقب وتتعامل مع الأوضاع في القطاع بشكل مستمر.


سيناريوهات الضربة تتحكم بمسار التطورات الإقليمية


يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت، د. سعد نمر، أن الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران تحكمها عدة سيناريوهات قد تحدد مسار الأحداث الإقليمية. 


ويوضح نمر أن السيناريو الأول يرتكز على رغبة الولايات المتحدة في تجنب إشعال حرب إقليمية واسعة، وبالتالي تحاول واشنطن توجيه إسرائيل نحو رد متزن وغير مبالغ فيه على إيران، كما حدث في المرة السابقة، والهدف من ذلك هو تجنب استفزاز إيران لتقوم برد آخر، ما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع، وهذا السيناريو يشير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى لضبط الأمور على نحو يحول دون التصعيد.


أما السيناريو الثاني، فهو مرتبط بآراء متباينة داخل إسرائيل، حيث توجد تيارات تدفع نحو توجيه ضربة مباشرة للبرنامج النووي الإيراني أو استهداف المصالح النفطية الحيوية لإيران، بحسب نمر.


ويشير نمر إلى أن تحقق هذا السيناريو سيؤدي بالضرورة إلى اندلاع حرب إقليمية، وهو ما تخشاه واشنطن في حال اختارت إسرائيل تنفيذ رد غير متزن وقوي، لهذا السبب، زودت الولايات المتحدة إسرائيل بمنظومة "ثاد" الدفاعية المتطورة وأفرادها، ما يعني أن واشنطن متورطة بشكل أكبر في أي تصعيد محتمل.


إسرائيل تسعى إلى جر المنطقة لحرب إقليمية واسعة


ويتوقع نمر أن هذه الضربة قد تؤدي إلى متوالية من الأفعال وردود الأفعال بين الطرفين، لكن هذه السلسلة من الضربات قد تخرج عن السيطرة وتؤدي إلى تصعيد خطير قد يمتد إلى حرب إقليمية واسعة، وفقاً لحجم الضربات الإسرائيلية.


ويرى نمر أن توقيت الضربة الإسرائيلية لإيران قد يكون قريباً جداً، وربما سيتم تنفيذها قبل الانتخابات الأمريكية. 


ويشير نمر إلى أن إسرائيل تهدف إلى جر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة قد تخدم أهداف الحكومة الإسرائيلية. 


نتنياهو سيُبقي جبهة غزة مفتوحة


وفي سياق آخر، يوضح نمر أن إعلان إسرائيل أنها تتعامل مع غزة كساحة ثانوية في الوقت الحالي، من أجل أن يتركز الجهد العسكري الإسرائيلي على جنوب لبنان ومواجهة حزب الله.


وفي هذا الإطار، يشير نمر إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه السياسة إلى إغلاق ملف الأسرى وإيقاف المفاوضات وإطلاق النار بشكل مؤقت أو دائم، في محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتهدئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة. 


ورغم ذلك، يرى نمر أن نتنياهو سيبقي جبهة غزة مفتوحة، لكن دون أن يوليها نفس الأهمية التي يمنحها للجبهة اللبنانية، حيث قلصت إسرائيل من وجودها العسكري هناك، إلا أن ذلك لا يعني توقف الجرائم والمجازر.


في حين، يشير نمر إلى أن حديث إسرائيل ان غزة هي ساحة ثانوية قد يكون خطوة منها لتوجيه الأنظار الإعلامية والعالمية بعيداً عن القطاع، وتحويل التركيز نحو جنوب لبنان والمواجهة المحتملة مع حزب الله، مع غض الطرف عن المجازر التي ترتكبها في غزة.


هدفان إسرائيليان للحرب


يوضح الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش أن إسرائيل تتبنى هدفين متكاملتين في ضربتها المرتقبة لإيران، حيث تسعى أولاً لاستعادة قوة الردع التي تأثرت بعد وصول إيران إلى أهداف عسكرية إسرائيلية، إذ تريد إسرائيل تمرير رسالة بأنها تمتلك القدرة على استهداف أي هدف إيراني في أي مكان، مستندة إلى دعم عسكري وسياسي قوي من الولايات المتحدة.


أما الهدف الثاني والأكثر أهمية، بحسب أبو غوش، فهو توجيه ضربة عسكرية للقضاء على المشروع النووي الإيراني، الذي يعتبر تهديداً وجودياً لإسرائيل. 

ويشير أبو غوش إلى أن هناك توقعات بأن إسرائيل قد تستهدف منشآت نووية ونفطية وعسكرية وقيادية في إيران، بالرغم من نصائح الأمريكيين لإسرائيل بتجنب استهداف المنشآت النفطية والنووية، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يراوغ، على رغم التصريحات حول استجابته للتوصيات الأمريكية.


ويرى أبو غوش أن أي ضربة إسرائيلية تستهدف المشروع النووي الإيراني لن تكون كافية للقضاء عليه، نظراً لتوزع المنشآت النووية على آلاف المواقع في مساحات شاسعة من إيران.


ويلفت إلى أن إسرائيل بناء على توجيه ضربة لإيران فإنها ليست في مأمن من ردود الفعل الإيرانية، وأكثر ما تخشاه إسرائيل هو أن تجد نفسها في خضم حرب استنزاف، وهو سيناريو قد يكون مدمراً بالنسبة لها، لافتاً إلى أن المتوالية المحتملة للردود الإيرانية تشكل جزءاً من هذه الحرب الاستنزافية.


ويستنتج أبو غوش أن تصعيد الحرب كان من الممكن تجنبه لو أن إسرائيل أنهت الحرب على قطاع غزة وابرمت صفقة، لكن الرغبة في استهداف البرنامج النووي الإيراني فرصة بالنسبة لإسرائيل. 


ويتوقع أبو غوش أن الضربة الإسرائيلية لإيران قد تقترب بشكل كبير جداً، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.


شراكة أمريكية وتدخل غير مباشر


أما في ما يتعلق بالتدخل الأمريكي، فيوضح أبو غوش أن هذا التدخل ليس مباشراً، بل يتمثل في شراكة قريبة من المشاركة المباشرة، حيث توفر الولايات المتحدة الأمريكية الشرعية لأي عدوان إسرائيلي وكذلك تعهداتها بالمشاركة العسكرية في الدفاع عن إسرائيل وتزويدها بالمعدات الدفاعية، وليس بمشاركة فعلية.


ويشدد أبو غوش على أن أمريكا بلا شك تعتبر شريكة في هذه الحرب، بالرغم من أن دورها المباشر ما زال محدوداً، كما أن الولايات المتحدة حتى الآن تصرح بأنها تشارك في الدفاع وليس في الهجوم في هذه الحرب.


إعلان غزة ساحة قتال ثانوية خدعة إسرائيلية


وبخصوص الوضع في غزة، يصف أبو غوش إعلان غزة كساحة قتال ثانوية بأنه خدعة إسرائيلية تهدف لصرف الأنظار عن ما يجري هناك. 


ويؤكد أبو غوش أنه على العكس أصبحت غزة ساحة لتنفيذ إسرائيل مجازر تتم في الخفاء دون أن يسمع بها العالم، في مسعى إسرائيلي لحصد نتائج الحرب المستمرة منذ نحو عام.

دلالات

شارك برأيك

في انتظار الضربة الإسرائيلية لإيران.. الهدوء الذي يسبق العاصفة!

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)