Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الإثنين 23 سبتمبر 2024 12:09 مساءً - بتوقيت القدس

التدرج في التدحرج.. ماذا بعد بعد انهيار قواعد الاشتباك في الشمال؟

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

د. أشرف بدر: إصرار إسرائيل على إبعاد حزب الله عن الحدود وإعادة المستوطنين للشمال يجعل التصعيد شبه حتمي

داود كتّاب: ما يجري من تصعيد حالياً ليس مجرد تجاوز لقواعد الاشتباك بل هو إعلان حرب من جانب إسرائيل

د. عبدالمجيد سويلم: مهاجمة حزب الله مواقع حساسة بالشمال تجاوزت قواعد الاشتباك السابقة ووصلت سقوفاً جديدة 

سري سمور: إسرائيل ومحور المقاومة يدركان أنهما دخلا في مواجهة تحمل دلالات معركة وجودية وليست حرباً عابرة

سليمان بشارات: رد حزب الله على الهجمات الإسرائيلية أعاد التوازن لساحة المعركة وأبقى الباب مفتوحاً أمام التصعيد 

فايز عباس: الحرب بين حزب الله وإسرائيل دخلت مرحلة جديدة.. ولا توجد مؤشرات على وجود ضوابط أو قيود تحد منها

 

 تصاعدت حدة التوتر على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، بعد الاعتداءات الكبيرة التي شنتها دولة الاحتلال على لبنان من خلال هجومين سيبرانيين وقصف عنيف استهدف الضاحية الجنوبية وأوقع عددا كبيرا من الشهداء بينهم قيادات عسكرية كبيرة في حزب الله، إضافة إلى آلاف الجرحى، وما تلاها من رد نوعي من طرف حزب الله الذي استهدف بالصواريخ مواقع  لصناعات عسكرية حساسة قرب حيفا، ما أثار المخاوف من انزلاق المواجهة وتوسيع نطاق الحرب. 


وقال كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة مع "ے"، إن إسرائيل تهدف من التصعيد إلى إضعاف حزب الله وإجباره على فك ارتباطه بجبهة غزة، وهو ما يرفضه الحزب حتى الآن، ما يزيد من احتمالية تصاعد الحرب، رغم ان الكتاب والمحللين يرون أن التصعيد الحالي لا يزال تحت سقف الحرب الشاملة.

 

احتمالات التصعيد أقوى

 

الكاتب والمحلل السياسي د. أشرف بدر يطرح سيناريوهين أساسيين لمستقبل التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، الأول يتمثل في احتمال قبول حزب الله بشروط إسرائيل، والتي تتضمن فك ارتباطه بقطاع غزة والانسحاب إلى حدود نهر الليطاني، رغم أن هذا السيناريو يعتبر ضعيفاً نظراً لتصريحات حزب الله المتكررة حول رفضه التخلي عن دعم غزة واستعداده لدفع الثمن، لكن يبقى احتمالاً وارداً في ظل الضغوط المستمرة.


أما السيناريو الثاني، فيشير بدر إلى احتمال استمرار التصعيد مع تباين في شدته، فإما أن يتطور بشكل تدريجي دون الوصول إلى حرب شاملة أو استهداف مباشر للمدنيين والبنية التحتية، أو أن يتفاقم الوضع ليصل إلى استهداف المدنيين والبنية التحتية والمنشآت الحيوية، ومن ثم يتبع ذلك اجتياح بري محتمل لجنوب لبنان، مرجحا هذا السيناريو.


وأشار بدر إلى إصرار إسرائيل على إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية وإعادة المستوطنين إلى مناطقهم في الشمال، ما يجعل التصعيد أمراً شبه حتمي.


ويرى بدر أن إسرائيل قد تلجأ إلى استخدام كامل قوتها العسكرية دون الحديث عن استخدام السلاح النووي، مستحضراً سيناريو "شمال غزة" لتطبيقه في جنوب لبنان، حيث إن هذا السيناريو يشمل قصفاً مكثفاً وتهجير السكان بهدف إقامة منطقة عازلة، وهو ما يتماشى مع الخطط الإسرائيلية لضمان أمن الحدود الشمالية.


على الجانب الآخر، أشار بدر إلى أن حزب الله قد يرد بإطلاق صواريخ أكثر دقة وفتكاً، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية، على غرار الصاروخ الذي أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل مؤخراً. 

 

توحد الإسرائيليين خلف نتنياهو في حروبه

 

وفي ما يتعلق بالتأثيرات الداخلية، يرى بدر أن المجتمع الإسرائيلي سيكون متوحداً خلف قيادته في هذه الحرب، إذ تعتبر الحرب على حزب الله مطلباً شعبياً واسعاً داخل إسرائيل، خاصة مع الرغبة في إعادة المستوطنين إلى الشمال. 


وعلى الرغم من وجود أصوات تطالب بعقد صفقة مع قطاع غزة لتهدئة الجبهة الشمالية، فإن هذه الأصوات لا تزال ضعيفة ولا تحظى بتأييد كبير وصوتها غير مسموع.


أما في لبنان، قال بدر إن المجتمع يبدو منقسماً على نفسه، وسيزداد هذا الانقسام مع تصاعد حدة الجدل حول الحرب، مشيراً إلى أن لبنان، الذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية طاحنة، قد يشهد زيادة في حالة الاستقطاب الداخلي، ما قد يؤثر على قدرته على مواجهة التحديات المقبلة بشكل موحد، لكنه يرجح امكانية حزب الله على الإمساك بزمام الأمور.

 

 

إما وقف الحرب على غزة أو التصعيد في الشمال

 

ويرى الكاتب والمحلل السياسي داود كتُّاب أن الحرب بين حزب الله وإسرائيل لن تتوقف إلا في حالتين، الأولى تتمثل في التوصل إلى صفقة تتعلق بقطاع غزة، وفي هذه الحالة سيتوقف حزب الله عن إطلاق الصواريخ، أما الحالة الثانية فهي دخول إسرائيل في مغامرة حرب برية إلى داخل لبنان، وهو ما سيؤدي إلى خسائر فادحة للبنان وإسرائيل وربما احتلال مؤقت يتبعه اتفاق سياسي.


وقال كتاب أن استمرار القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله لن يحسم المعركة، وأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء التصعيد. 

 

حزب الله مستعد لجميع السيناريوهات

 

وأشار كتُّاب إلى أن إسرائيل بيدها التوصل إلى صفقة أو استمرار المناوشات، ويبقى الخيار أمامها فيما إذا كانت ترغب في تصعيد الأمور أو الوصول إلى حل سلمي. 


في المقابل، لفت كتّاب إلى أن حزب الله يبدو مستعد لجميع السيناريوهات المحتملة، واعتبره أكثر صدقاً في نواياه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.


كتُّاب يعتقد أن ما يجري من تصعيد حالياً ليس مجرد تجاوز لقواعد الاشتباك، بل إعلان حرب من إسرائيل كما وصفه الأمين العام لحزب حسن نصر الله، ومع ذلك، فإن حزب الله لا يسعى لخوض حرب شاملة بل يواصل دوره كجبهة إسناد للمقاومة في غزة، وذلك لأسباب مختلفة.


واستبعد أن يأخذ التصعيد منحى أكبر إلا إذا قررت إسرائيل الدخول في عملية برية، ومع ذلك، يرى كتّاب أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلى حسم الحرب أو تحقيق نصر واضح لأي من الطرفين، بل ستتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، مستبعداً استخدام أسلحة غير تقليدية في هذا التصعيد.


اما إذا حدث اجتياح بري، توقع كتُّاب أن تكون الخسائر كبيرة على الطرفين، سواء على مستوى القوات في الميدان أو بين المدنيين. 


وأشار كتُّاب إلى أن نتنياهو يسعى إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، لكنه لا يعتقد أن الأمور ستصل إلى هذا الحد.

 

 

ضربات حزب الله أذهلت الإسرائيليين ودحضت ادعاءات نتنياهو

 

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم، أن الوضع الحالي يشير إلى تصعيد محتمل في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت وتفجير أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله. 


وأشار سويلم إلى أن حزب الله لا يمكنه تأخير رده لفترة طويلة، أو أن الرد لن يكون بسيطاً أو محدوداً، بعد الضربات التي تلقاها، فقد طال الرد العمق الإسرائيلي واستهدف قواعد جوية وصناعات عسكرية ومعسكرات، إلا أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية حاولت التقليل من حجم هذه الضربات، مشيرة إلى أنها استهدفت مناطق مدنية أو خالية. 


ولفت سويلم إلى أن حزب الله لم يعلن رسمياً عن تفاصيل رده، واكتفى ببيان أولي أشار فيه إلى أن ضرباته جاءت دعماً لغزة، ما يعزز احتمالية تصعيد جديد.


وأشار سويلم إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة صدمة بعد تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي زعم فيها تدمير منصات الصواريخ التابعة لحزب الله، ما جعل الإسرائيليين يعتقدون أن الحزب لم يعد قادراً على الرد، ولكن ضربات حزب الله التي طالت مناطق حساسة وبعيدة، وصلت إلى 81 كم في العمق الإسرائيلي، أذهلت الإسرائيليين ودحضت ادعاءات نتنياهو. 

 

إسرائيل لا يمكن أن تتجاهل رد حزب الله

 

وأشار سويلم إلى أن نحو 300 ألف إسرائيلي نزحوا إلى الملاجئ بعد تلك الضربات، ما يؤكد أن حزب الله استعاد الكثير من قوته التي تأثرت خلال الأيام الماضية.


وأكد سويلم أن التصعيد قد يكون كبيراً في الأيام المقبلة، حيث لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل الرد، كما أثبت حزب الله أنه يمتلك قدرات كاملة للسيطرة والتحكم في الميدان، رغم ما تدعيه إسرائيل من تحقيق ضربات مؤلمة له، لافتا إلى أن إسرائيل تدعي تعطيل قدرات حزب الله الصاروخية، لكن الواقع على الأرض يشير إلى العكس.


وأوضح سويلم أن الضربات التي نفذها حزب الله، والتي شملت أطلاق 140 صاروخاً على مواقع حساسة في جنوب وشرق حيفا، تشير إلى تجاوز قواعد الاشتباك السابقة والوصول إلى سقوف جديدة في المواجهة. 


ولم يستبعد سويلم احتمال استخدام أسلحة غير تقليدية في الصراع، مشيراً إلى أن إسرائيل قد تلجأ لاستخدام الفسفور أو قنابل اليورانيوم المخضب، في حين يحتمل أن يمتلك حزب الله أسلحة غير تقليدية، وإن كان من غير المعروف بعد ما سيستخدمه في حال تطور المعارك.

 

تفخيخ أجهزة الاتصالات تم قبل سنوات

 

وأشار سويلم إلى أن تفخيخ أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله تم قبل سنوات ونفذ التفجير قبل أيام، ما يؤكد أن إسرائيل كانت تستهدف الحزب قبل السابع من أكتوبر، وتعتبره تهديداً استراتيجياً لوجودها، وهي تخشى قدرات حزب الله منذ سنوات.


وأضاف سويلم: "من غير المرجح أن تتمكن إسرائيل من إعادة النازحين إلى مستوطنات الشمال في ظل هذه الظروف".


وأوضح سويلم أن إسرائيل تجد نفسها الآن في دوامة حرب قد تستمر لسنوات، ولن تتمكن من الخروج منها بسهولة، معتبراً أن الحرب الدائرة لن تنتهي دون تدخل دولي.


وأشار سويلم إلى أن إسرائيل لا يمكن لها السيطرة دون خوض حرب برية بين الطرفين لكنها ستكون مكلفة للغاية لإسرائيل، حيث تحتاج إلى حشد 100 ألف جندي لخوضها، في حين أن حزب الله يمتلك قدرات برية تفوق تلك التي تمتلكها حركة حماس بكثير.


وشدد سويلم على أن المقاومة تتمتع بدعم شعبي قوي في المجتمع اللبناني، على عكس المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من الفوضى، وهو أمر هام في صراع البيئة والحاضنة الشعيبة.

 

مرحلة من التصعيد قد تتخذ أشكالاً متعددة

 

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي سري سمور أن المرحلة الحالية من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قد تتخذ أشكالاً متعددة، حيث من الممكن أن يتصاعد العنف دفعة واحدة أو بشكل تدريجي، ويتوقف ذلك على تطورات الميدان. 


ويرى سمور أن الحرب الحالية، رغم استخدام بعض الأسلحة المحدودة غير التقليدية، لا تزال مفتوحة على احتمالات عدة، دون أن يكون هناك توقع باستخدام أسلحة نووية، على سبيل المثال.


سمور يؤكد أن هذه المرحلة تمثل تصعيداً نوعياً في الحرب، حيث وجد حزب الله نفسه مضطراً للدخول في هذه المواجهة التي فرضت عليه، كونها تستهدف وجوده.


وأضاف سمور: "إن إسرائيل ومحور المقاومة يدركان انهما دخلا في مواجهة تحمل دلالات معركة وجودية، وليس مجرد حرب عسكرية عابرة.


وفيما يتعلق بالتأثير على الداخل الإسرائيلي، يشير سمور إلى أن هذه الحرب هي في الواقع "حرب أمريكية" تنفذها إسرائيل حتى لو كانت غير راغبة في ذلك.

 

توقع تصاعد الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي

 

ومع مرور الوقت، يتوقع سمور تصاعد الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، مع إمكانية حدوث هجرة إلى الخارج نتيجة الضغط المتزايد للحرب والواقع الداخلي الإسرائيلي.


ويشير سمور إلى أن المعارضة الإسرائيلية قد تجد نفسها مضطرة إلى كتم صوتها خلال فترة الحرب، نتيجة لتصاعد الضغوط الداخلية.


سمور يشير أيضاً إلى أن المجتمع الإسرائيلي قد يشهد العديد من التفاعلات الاجتماعية والسياسية، إلا أن هذه التحولات قد تتطلب وقتاً لتظهر بوضوح. 


في المقابل، يلفت سمور إلى أن لبنان يواجه انقسامات عميقة، تصل إلى حد التعاون مع إسرائيل ضد حزب الله، مستحضراً نموذج "جيش لحد" في فترة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، كما ان بعض الأطراف قد تستغل البعد الطائفي في لبنان.


علاوة على ذلك، يشير سمور إلى أن لبنان يواجه أزمات اقتصادية خانقة، قد تزداد سوءاً مع تصاعد القتال، مما قد يدفع ببعض اللبنانيين إلى النزوح نحو سوريا هرباً من الحرب. 


ومع ذلك، ورغم هذه الانقسامات والتحديات، يتوقع سمور أن يشهد لبنان حالة من التكاتف الوطني، مدعومة بتضامن عربي، أكثر مما شهده الفلسطينيون في مواجهاتهم مع إسرائيل، وذلك بسبب العلاقات التاريخية والتعقيدات الإقليمية التي تحيط بلبنان.

 

حزب الله مستمر في الإسناد طالما استمرت الحرب على غزة

 

وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات إن التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله والجبهة الشمالية يأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى إجبار الحزب على فك ارتباطه بدعم جبهة غزة، وهو ما يرفضه حزب الله حتى الآن. 


وأشار بشارات إلى أن إسرائيل ليست معنية بالتوصل إلى تسوية سياسية تمنح المقاومة الفلسطينية أي مكاسب، وبالتالي من المتوقع أن تستمر الحرب، وبالتالي استمرار جبهة الإسناد لغزة من قبل حزب الله.


ويرى بشارات أن هناك اتساقا بين الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل والولايات المتحدة في محاولة لإضعاف محور المقاومة وترتيب أوضاع منطقة الشرق الأوسط، حيث يأتي ذلك بعد أن أحدثت حركة حماس، في السابع من أكتوبر، بعثرة للأوراق والخطط التي وضعتها الولايات المتحدة للمنطقة.

 

التصعيد مرهون بتصرفات إسرائيل

 

من جهة أخرى، قال بشارات إن رد حزب الله على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، أعاد التوازن إلى ساحة المعركة، وأبقى الحزب الباب مفتوحاً أمام احتمال تصعيد أكبر، وهذا التصعيد مرهون بتصرفات إسرائيل. 


ولفت بشارات إلى أنه بعد مرور عام على الحرب في قطاع غزة، فقد ظهرت العديد من المتغيرات على الساحة الدولية، حيث لا يوجد رضا عالمي عن استمرار الحرب، وهناك ضغوطات متزايدة للتوصل إلى تسويات سياسية، والذهاب إلى حرب جديدة لا يوجد له غطاء دوليا.


وأضاف: "في حال تصعيد الاحتلال الإسرائيلي للحرب على لبنان بشكل شامل، فإن محور المقاومة سيرد بالمثل، مما قد يقود المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة. 


ومع ذلك، رجح بشارات أن تبقى الأمور ضمن حدود تصعيد متزايد دون الوصول إلى حرب شاملة في هذا التوقيت، مع الالتزام بعدم استخدام أسلحة غير تقليدية.


وأشار بشارات إلى أن تفجير أجهزة الاتصالات لحزب الله، بما في ذلك أجهزة "البيجر" المستخدمة في التواصل المدني، أثار حرجاً دولياً لإسرائيل بسبب تهديده لأمن الاتصالات المدنية. 


وقال بشارات: "حتى الآن، نحن في بداية مرحلة التصعيد، حيث يوجد دعم شعبي للحرب على جانبي إسرائيل وحزب الله. ومع تزايد تأثير الحرب على المجتمعات، ستتعالى الأصوات المطالبة بوقفها".

 

 

ضربات إسرائيلية قاسية ورد سريع من حزب الله

 

بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي فايز عباس: إننا نعيش مرحلة جديدة من الحرب بين حزب الله وإسرائيل بعد سلسلة من الضربات القاسية وغير المسبوقة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله، والتي اعتبرتها إنجازاً عسكرياً مهماً، ومع ذلك، جاء رد حزب الله سريعاً عبر قصف مكثف طال مناطق الشمال وصولاً إلى حيفا، ما تسبب في أضرار جسيمة لعدد من البلدات والمستوطنات هناك.


وأشار عباس إلى أن القتال دخل الآن مرحلة جديدة تتسم بزيادة في العنف واتساع نطاق القصف، حيث لم تعد العمليات مقتصرة على نطاق جغرافي محدود، بل أصبحت مفتوحة على جميع الجبهات، وفي الرد الأخير، استهدف حزب الله منطقة حيفا ومرج ابن عامر، المعروف إسرائيلياً بـ"عيمك يزراعيل"، وهي منطقة تحتوي على قاعدة عسكرية مهمة لسلاح الجو الإسرائيلي.


ولفت عباس إلى أن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت أكد أن القتال سيستمر حتى تحقق إسرائيل أهدافها الرئيسية، بما في ذلك إعادة النازحين إلى مستوطنات الشمال، وهو ما يشير إلى أن المرحلة الحالية من الحرب هي مرحلة "مفتوحة" ولا توجد مؤشرات على وجود ضوابط أو قيود تحد منها.


وأضاف: إن حزب الله وعلى الرغم من الضربات الإسرائيلية الشديدة له، لم يظهر أي تراجع في قوته العسكرية، بل زاد من حدة القصف، حيث أطلق أكثر من 120 صاروخاً باتجاه الشمال خلال فترة قصيرة، ويبدو أن اغتيال قيادات من الصف الأول في حزب الله لم يؤثر على سير العمليات، حيث أثبتت القيادة التي خلفتها قدرتها على الاستمرار في المواجهة.

 

إسرائيل استخدمت أسلحة غير تقليدية

 

في هذا السياق، أشار عباس إلى أن إسرائيل استخدمت أسلحة غير تقليدية، بما في ذلك أنظمة متطورة لتعطيل الاتصالات، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف حزب الله، ومع ذلك، لم يستخدم حزب الله بعد صواريخه بعيدة المدى التي يمكن، وفقاً للخبراء، أن تصل إلى تل أبيب.


وتطرق عباس إلى أنه في الساعات الأخيرة، لم تُسجل انتهاكات جديدة لقواعد الحرب المتعلقة باستخدام أنواع معينة من الأسلحة، لكن هناك توقعات بأن حزب الله قد يلجأ إلى استخدام أسلحة أكثر فتكاً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. 


وأشار عباس إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أوضح أن وقف إطلاق النار من جانب حزبه مرهون بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية المحتلة، وهو ما يؤكد ان الحرب لن تتوقف دون وقف العدوان على غزة.


من الناحية الدولية، أشار عباس إلى أن التحالفات الكبرى لن تتدخل بشكل مباشر في هذه الحرب، حيث ستكتفي الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، بتقديم الدعم العسكري والاستخباراتي، في المقابل، إيران لن تتدخل عسكرياً بشكل مباشر، لكنها ستواصل تزويد حزب الله بالسلاح.


أما عن الوضع الداخلي في إسرائيل، فأكد عباس أنه تأثر بشكل كبير نتيجة هذا التصعيد، حيث تسود حالة من الرعب والخوف بين السكان، ولا يُستبعد أن يقوم الإسرائيليون بالنزوح من المناطق الشمالية التي تتعرض للقصف إلى مناطق أكثر أماناً. 


وعلى الصعيد السياسي، أوضح عباس أن هذا التصعيد أدى إلى تأثيرات واضحة، حيث تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قراره بإقالة وزير الجيش يوآف غالانت، الذي كان من المفترض أن يُستبدل بجدعون ساعر.

دلالات

شارك برأيك

التدرج في التدحرج.. ماذا بعد بعد انهيار قواعد الاشتباك في الشمال؟

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)