أقلام وأراء
الأربعاء 11 سبتمبر 2024 2:31 مساءً - بتوقيت القدس
غوتيريش: لكي يكون أميناً عاماً فعالاً وذا رؤية
كانت له كلمة حق في الأيام الأولى من طوفان الأقصى. قال عن 7 تشرين الأول: لم يأتِ من فراغ.
سمعت صباح الخميس 29 آب مناشدة منه لكيان الاحتلال لكي يسمح بانجاز حملة تطعيم للاطفال.
أؤيد حتماً حملة التطعيم.
لم أستمع إلى ما قالته النفس الخبيثة: وما فائدة تطعيم الأطفال وهم معرضون في كل وقت للقتل؟
كان يمكن لمن قال إن 7 تشرين لم يأتِ من فراغ، كان يمكن له أن يفسر قرار مجلس الأمن 2725 بأنه يوجب أولاً وقف إطلاق النار. صحيح أن الأمر ربط بالأسرى. لكن المقارنة بدأت بالوقف. لم تبدأ بتحرير الأسرى. القول أعلاه وقوف على حرف.
لكن حتى من دون القرار الملتبس كان يمكن لغوتيريش أن يقول معتمداً على ميثاق الأمم المتحدة بكليته:
"أوقفوا الحرب". لم يفعل. طالب بفسحة وقت للتطعيم. عمل حسن لا ريب. هو خير من لا شيء. يستطيع الأمين العام أن يكون فعالاً. أن يكون أكثر حماسة لدوره. يستطيع أن يصدر يومياً بياناً يقول فيه هذا هو اليوم الـ كذا بعد ذلك الفعل الذي لم يأت من فراغ. عليه أن يثير اهتماماً عالمياً يومياً. أصبح قتل العشرات كل يوم خبراً عادياً، والأمم المتحدة موجودة.
يتذكر غوتيريش لا ريب أن عصبة الأمم تهاوت نتيجة عدوان لم يوقف. أطلب منه، لا أرجوه ولا أناشده، أن يذكر هذا الأمر بمناسبة انعقاد الدورة الجديدة للجمعية العامة لمنظمة هدفها الأول صيانة السلم. أما كيف يمكن للأمين العام أن يكون ذا رؤية في قضية فلسطين فأمر له مقال خاص. وكل التمنيات الطيبة بنجاح حملة التطعيم
دمشق. بعد ظهر 29 آب 2024.
***
كتبت قبل أيام مقالاً قصيراً عنوانه: غوتيريش: لكي يكون أميناً عاماً فعالاً ذا رؤية. عالجت في المقال مسألة ما اعتبره عدم نجاعة ما تقوم به الأمم المتحدة من إجراءات لوقف القتل في غزة والضفة. ولأن الكلام عن الأمم المتحدة بالمجمل يبقى مغمضاً لا يعني أحداً بالتحديد فقد صغت الكلام لكي يفهم منه أنه موجه إلى غوتيريش، الأمين العام. هو الشخص الأعلى في العالم الذي يتشارك العالم كله في دفع راتبه.
هو الأمم المتحدة في حركتها اليومية. قلت في المقال السابق إن عليه أن يبدي مزيداً من الفعالية. هو عمل على تنظيم فعالية نافعة في غزة، أقصد بها حملة التطعيم ضد الجدري. والحمد لله فقد نجح في أداء جيد. إلا أنه لم ينجح في وقف القتل الذي يمارسه الاحتلال.
ابتدأ بالقول المحق عن 7 أكتوبر حين وصف صائباً ما جرى في ذلك اليوم بأنه لم يأت من فراغ، لكنه لم يحشد القوة الكافية لإيقاف القتل الممنهج منذ 8 تشرين الأول.
قلت في المقال السابق ان المطلوب منه أن يكون فعالاً حقاً. ونأتي اليوم إلى الصفة الثانية الأهم: عليه أن يكون ذا رؤية..
كيف؟
اثنان من أسلافه كانا من ذوي الرؤية. معظمهم لم يكن كذلك مع الاحترام للجميع:
الأول، هو همرشولد حاول أن يقود الأمم المتحدة لتكون في حلف مع الدول الناشئة. دفع حياته ثمناً.
الثاني، هو بطرس غالي. حاول أن يقود الأمم المتحدة لكي تقترب من دولة عالمية في عهد القطبية الأحادية على مسؤوليته الخاصة. نشر تقريراً عن عدوان تل أبيب على مركز للأمم المتحدة في لبنان.
دفع الثمن خسارته في ولاية ثانية متعارف عليها.
يواجه غوتيريش وضعاً غير مسبوق، ولم يكن أبداً مستبقاً حين بدأت عصبة الأمم باقامة ما أصبح الآن الكيان الوحيد الممارس للاحتلال في العالم الا وهو اسرائيل.
خلاصة، الوضع غير المسبوق هو أن العنف الأقصى المتولد من صك الانتداب على فلسطين إنما أتى في عهده، أي بعد مئة عام وعام من إقرار صك الانتداب.
خاطبته جامعة دمشق والرابطة السورية للأمم المتحدة في تموز 2022. قالتا له: الوضع الراهن خطير متفجر. طلبتا منه أن يهتم بمئة عام من صك الانتداب. هو صك أنتج كائناً يلتهم القانون الدولي.
ذات يوم سوف يتوقف القتل. سوف يقول نتنياهو بأنه حقق معظم أهدافه. إلا أن من الثابت أن مستقبل الكيان المحتل عاظم من شأن سؤال المستقبل. زاد الشك بإمكان استمرار الكيان الاستيطاني القائم بالاحتلال. هنا يحسن أن يكون الأمين العام ذا رؤية.
كيف؟
فلأكن صريحاً. منذ توسع 1967، وهو العام الذي فيه شعرت كمواطن سوري، شعرت بمسؤولية خاصة عن قضية فلسطين، آمنت بأن ما أطلق عليه بلفور اسم الوطن القومي إنما هو إلى زوال. ولأكن صريحاً أيضاً. لا أحب لأي من أفراد الكيان الاستيطاني أن يقتل أو حتى أن يعامل بخشونة. ولأكن صريحاً أيضاً وأيضاً. ويبدو لي زوال الكيان الاستيطاني تطوراً طبيعياً إلى إبعد الحدود. وأعلم أن معارضي قناعتي كُثر.
ماذا عن الأمين العام؟ ماذا عليه أن يفعل لكي يُوصف بأنه ذو رؤية؟
عليه أن يفكر، وحده أو معه بعض من يثق بهم ممن حوله من المفكرين، عليه أن يفكر بما سيكون عليه مستقبل اسرائيل، بما يمكن أن يساعد على وقف القتل، بما "يفرض" على من هم في العالم، أو على الأقل في مكان معين، هو فلسطين، يفرض عليهم الالتزام المطلق المخلص بالكلمات الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الانسان:
( يولد الناس أحراراً متساوين).
دمشق. بعد ظهر 4 أيلول 2024.
*رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي.
*مؤسس الرابطة السورية للامم المتحدة ورئيسها لمدة 18 عاما.
* مستشار رئاسي سوري سابق.
عن موقع "فينكس"
.................
خاطبته جامعة دمشق والرابطة السورية للأمم المتحدة في تموز 2022. قالتا له: الوضع الراهن خطير متفجر. طلبتا منه أن يهتم بمئة عام من صك الانتداب. هو صك أنتج كائناً يلتهم القانون الدولي.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
يُقتلون وهم يَلعبون!
المياه حق للجميع ….معاً وسوياً حتى نحصل على حقنا في المياه
في التأصيل للفلسطينية Palestinism
إياد البرغوثي
زيتون فلسطين يعانق أرز لبنان
حديث القدس
فلسطين في مواجهة المستعمرة
إسرائيل تدق مسماراً قاتلاً فى نعش "الأونروا"
سامي مشعشع
طوفان الأقصى" وما أعقبه من تداعيات على المنطقة العربية
كريستين حنا نصر
النيكروبوليتيكس والأهداف الجيوسياسية.. أداة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية
مروان أميل طوباسي
المقاطع الوحشية المصورة لعمليات التعذيب بحق المعتقلين
سري القدوة
الصين والشرق الأوسط الجديد.. من طريق الحرير لطريق الحزام والأمان
دلال صائب عريقات
الإصلاح الوطني وهندسة النظام السياسي
فهمي الزعارير
"ثورة الذكاء الاصطناعي تعيد الأمل: أول جهاز عصبي يتيح لانسلن مصاب " بالشلل" استعادة الحركة والإحساس"
في عصر الذكاء الاصطناعي: هل كلنا سواء؟
أُبيدت عائلات ومُحيت أجيال!
عدوان في كل مكان
حديث القدس
إسرائيل.. نهج "النحر الجماعي" مؤداه "الانتحار الذاتي"!
أسعد عبد الرحمن
شمال غزة.. جوع ومجازر وحصار
بهاء رحال
ما يجري في قطاع غزة جزء من خطة إبادة جماعية
سري القدوة
سبعُ نقاط في فهم الغُلوّ الصهيوني
بكر أبو بكر
هل اقترب وقف إطلاق النار؟
جواد العناني
الأكثر تعليقاً
حزب الله يعلن عن عملية نوعية عقب الهجوم على جنوب حيفا
الأردن: جرائم إسرائيل لن تتوقف ما لم تتم محاسبة نتنياهو ووزرائه المتطرفين
الاحتلال يمنع فلسطينيين من قطف الزيتون بالضفة
نيكاراغوا ستقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
مقتل مواطن في جريمة إطلاق نار شمال الخليل
الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: شهيد و4 إصابات واستهداف صحفيين
اليونيفيل ترفض دعوة إسرائيل للانسحاب وتحذر من حرب إقليمية
الأكثر قراءة
لليوم السابع: الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر في جباليا مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى
الاستيلاء على مقر الأونروا بالقدس.. محاولة قتل حاملة أختام القضية
ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة.. هل تعيد تحذيرات "أبو عبيدة" الملف من الظل إلى الواجهة؟
طائرات الاحتلال تشن عدة غارات على مركبة شرق طولكرم
الاحتلال يمنع فلسطينيين من قطف الزيتون بالضفة
دلالات تأخر الضربة الإسرائيلية المرتدة لإيران.. نتنياهو يحاول استجلاب الولايات المتحدة إلى ساحة المواجهة
قتلى وجرحى في جيش الاحتلال بهجوم مسيرة على قاعدة عسكرية قرب حيفا
أسعار العملات
الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.82
شراء 3.8
دينار / شيكل
بيع 5.39
شراء 5.37
يورو / شيكل
بيع 4.19
شراء 4.17
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%18
%82
(مجموع المصوتين 377)
شارك برأيك
غوتيريش: لكي يكون أميناً عاماً فعالاً وذا رؤية