أقلام وأراء
الأحد 08 سبتمبر 2024 9:37 صباحًا - بتوقيت القدس
الشرعية تكتسب ولا تمنح من المجتمع الدولي!
في هذا العام الاستثنائي الذي شهدته الساحة الفلسطينية، تزايدت الدعوات والمقترحات الخارجية للتعامل مع القضية الفلسطينية. وبالرغم من أهمية هذه المبادرات والدعم الدولي الذي قد تقدمه، إلا أن الحقيقة الراسخة في العمل السياسي هي أن الشرعية الحقيقية لأي حل لا تأتي من رضى القوى الخارجية، بل من قبول الشارع الفلسطيني نفسه، فالشرعية تُكتسب ولا تُمنح.
القيادة الحقيقية للفلسطينيين لا يمكن أن تُصنع من الخارج. القائد الحقيقي هو الذي يستمد شرعيته من الشعب ومن الرأي العام، والقيادة تتطلب التشبث بالأرض والصمود عليها. إن التفاعل الحقيقي مع مطالب الشعب الفلسطيني وطموحاته، هو ما يعطي أي قائد القدرة على توجيه المسار الوطني. وأي قائد يغفل هذا، ويقدم المصالح الشخصية أو الفئوية على المصلحة الوطنية، يفقد الشرعية والقدرة على تحقيق أهداف الشعب.
لا شك أن للمجتمع الدولي دورًا مهمًا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وتطبيق القانون الدولي. ولكن يجب أن ندرك أن المقترحات الخارجية، مهما كانت نواياها حسنة، غالباً ما تفشل في تلبية احتياجات الفلسطينيين الحقيقية. التاريخ أثبت أن الحلول التي جاءت من الخارج لم تخدم المصلحة الفلسطينية بشكل كافٍ.
إن طرح المقترحات والحلول هو جزء طبيعي ومهم من عملية صنع القرار. لكن الأساس هو الحصول على موافقة الشعب الفلسطيني أولاً، لأن أية مبادرة تفتقر للدعم الشعبي لن تحظى بالشرعية الكافية وقد تواجه مقاومة داخلية.
من المهم أن نفهم أن إجراء "استفتاء" على الحلول في العواصم العالمية، أو بين صناع القرار الدوليين لا يمنحها الشرعية. الشرعية الحقيقية تأتي من الشعب الفلسطيني ومن أولئك الذين يعايشون التحديات اليومية تحت الاحتلال. لذلك، الحلول التي تُطرح يجب أن تُعطى للشعب الفلسطيني ليقرر قبولها أو رفضها.
الحصول على الرضا الشعبي أهم من إرضاء القوى الدولية. يجب أن تأتي الشرعية أولاً وأخيراً من الشارع الفلسطيني، من القرى والمدن والمخيمات التي تعاني يومياً تحت الاحتلال. هؤلاء هم من يحق لهم رسم مستقبلهم، وليس صناع السياسة في الخارج. التحدي الحقيقي يكمن في بناء توافق داخلي يعكس طموحات الفلسطينيين. وبالتالي، أي حل يأتي من الخارج دون التفاعل مع الشعب قد يزيد من الانقسام.
الحل القابل للتطبيق هو الحل الذي ينبع من إرادة الشعب الفلسطيني ويحترم تضحياته. الشرعية في القضية الفلسطينية لا تُمنح من الخارج، بل تُكتسب من الداخل. القادة الحقيقيون هم من يستمدون شرعيتهم من الشعب ومن تلبية طموحاته.
في النهاية، يمكن ويحق لأي جهة تقديم مقترحات، ولكن نجاحها يعتمد على مدى قبول الشعب الفلسطيني لها وليس على قبول المجتمع الدولي فقط. الشرعية تأتي من الشعب، والقائد الذي يفشل في اكتساب هذه الشرعية من الداخل لا يمكن أن يمثل طموحات الشعب الفلسطيني بشكل حقيقي.
الحصول على الرضا الشعبي أهم من إرضاء القوى الدولية. يجب أن تأتي الشرعية أولاً وأخيراً من الشارع الفلسطيني، من القرى والمدن والمخيمات التي تعاني يومياً تحت الاحتلال.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الوضع المتأزم بصراع الصواريخ فوق الشرق العربي إلى أين؟
كريستين حنا نصر
حتى لا نطلق النار على رأس مشروعنا الوطني
جمال زقوت
هاريس وترامب وجهان لعملة واحدة
حديث القدس
ماذا لو فاز ترامب؟ وماذا لو فازت هاريس؟
هاني المصري
أين ترقد الجامعة العربية؟
عقل صلاح
إذا فاز ترامب فسيقول له نتنياهو ما قاله شارون لبوش: لقد فازت المبادئ
حمدي فراج
انتخابات الرئيس الأمريكي
حمادة فراعنة
سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.. هل تتغير؟
جيمس زغبي
سياسة إسرائيلية منسقة لتدمير النظام الصحي الفلسطيني
حديث القدس
ما الذي سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية؟
راسم عبيدات
نتنياهو وزيف الجبروت المزعوم
مصطفى البرغوثي
قبل يوم من الانتخابات الأمريكية
بهاء رحال
تحذير أميركي لإيران
حمادة فراعنة
التعليم كما يراه باولو فريرو وجون ديوي وخليل السكاكيني
فواز عقل
107 سنوات من محاولات تعريف الوطن والشعب والدولة
أحمد رفيق عوض
كيف ننهي الحرب في غزة
غيرشون باسكن
(ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا)
حديث القدس
وزن الكتاب ذهــــباً
رمزي الغزوي
"م.ت.ف".. بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية
مجدي الشوملي
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
دلال صائب عريقات
الأكثر تعليقاً
لقاء بين "فتح" و "حماس" في القاهرة
الرئيس عباس يصل القاهرة غدًا ويلتقي السيسي في زيارة ستستمر ليومين
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
مستوطنون يحرقون 20 مركبة ويخطون شعارات عنصرية في رام الله
تقديرات إسرائيلية: إدارة بايدن ستضغط لإنهاء الحرب بغزة
واشنطن تندد بعنف المستوطنين وتطالب إسرائيل بمحاسبة الجناة ووقف أعمالهم
الدفاع المدني بغزة: أكثر من 100 ألف مواطن في الشمال بلا طعام أو شراب أو دواء
الأكثر قراءة
لقاء بين "فتح" و "حماس" في القاهرة
فتح وحماس تبحثان بالقاهرة إنشاء لجنة لإدارة غزة
الشاباك يؤكد اعتقال موظفين بمكتب نتنياهو والأخير ينفي
نجاة قائدي منطقتي الشمال والضفة بجيش الاحتلال
الرئيس يتسلم دعوة للمشاركة في قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض
والحركة تنعيه.. جيش الاحتلال يعلن اغتيال عضو مكتب سياسي من حماس في خان يونس
حماس توضح بخصوص ما نشرته وسائل إعلام حول محمد الضيف
أسعار العملات
الثّلاثاء 05 نوفمبر 2024 8:35 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.75
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.29
شراء 5.27
يورو / شيكل
بيع 4.08
شراء 4.06
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 63)
شارك برأيك
الشرعية تكتسب ولا تمنح من المجتمع الدولي!