أقلام وأراء

السّبت 07 سبتمبر 2024 8:41 صباحًا - بتوقيت القدس

بأي ذنب قتلتا ؟

تسلط حادثة اغتيال المتضامنة الأجنبية الاميركية ، من أصول تركية أيسينور ( عائشة) إيجي في قرية بيتا والطفلة الصغيرة بانا أمجد بكر البالغة ١٣ ربيعا في بيتها بقرية قريوت برصاص جيش الاحتلال ، الأضواء مجددا على الجريمة الاسرائيلية الممنهجة والمبرمجة ضد شعبنا الفلسطيني والمتضامنين معه ، دون التفريق بين صغير او كبير ، شاب او امرأة ، والهدف هو بدافع القتل وسفك الدماء الفلسطينية ، في اطار مسلسل متواصل من حرب الابادة والمجازر والإعدام في كل بقعة من بقاع الجغرافيا الفلسطينية ..


ان قتل المتضامنة الأجنبية هو رسالة تهديد واضحة من دولة الاحتلال لكل من يحاول ان يتضامن مع عدالة القضية الفلسطينية ، ليستهدفه الرصاص القاتل من قبل جيش الاحتلال لخنق وقتل كل الأصوات المطالبة بوقف العدوان والمؤمنة بعدالة قضيتنا ، ويأتي ذلك في اطار برنامج الرعب الذي تتقاسم أدواره مؤسسة الاحتلال الرسمية وعصابات وميليشيات المستوطنين لقمع كل صوت ينادي بحرية شعبنا ..


لقد قتلت المتضامنة الأجنبية وهي على راس حملة سلمية تضامنية بعنوان ( فزعة) لمساندة ومساعدة الفلسطينيين وحماية أراضيهم ومزروعاتهم التي تستباح من قبل الجيش والمستوطنين ، ليقتلها الاحتلال بدم بارد حتى يقضي على دورها الإنساني ودور كل المتضامنين ، لتعود بنا الذاكرة إلى العام ٢٠٠٣ عندما قتل الاحتلال الناشطة الأميركية راشيل كوري في رفح، جنوبي قطاع غزة بينما كانت تتضامن في محاولة لمنع هدم منازل هناك.


لم يمض وقت طويل حتى اعلن عن استشهاد الطفلة بانا بكر البالغة ١٣ عاما في قريوت القريبة جراء استخدام الاحتلال الرصاص الحي في جريمة اخرى تضاف إلى مسلسل جرائم الابادة بحق شعبنا ، وفي الوقت الذي يقف العالم متاثرا لمقتل ستة من الرهائن الاسرائيليين ، فانه لازال صامتا على مجازر قتل اكثر من ٤٠ الف فلسطيني في قطاع غزة ، ووسط تجاهل اسرائيلي تام في محاولة لإخفاء معاناة الفلسطينيين وقتل احلام وامنيات أطفالهم ، بينما مقتل اسرائيلية شابة يثير التعاطف والتضامن الدولي من قبل العالم ، مقارنة باستشهاد مراهقة فلسطينية من جباليا ، حيث ان الأمر هنا لا يعني العالم الذي يكيل بمكيالين ..

لقد علقت صحيفة هآرتس العبرية على تحويل مأساة الرهائن الإسرائيليين إلى قصة عالمية ، في مقابل التجاهل التام لمصير الاف الفلسطينيين الذين يقتلون بلا ذنب وهم في عمر الطفولة والبراءة والجمال ، واصفة الأمر بالمريض وغير الأخلاقي ، وانه يعتبر بمثابة نزع للصفات الإنسانية دون ادنى ذرة احترام للضحايا ، وحتى الأطفال الذين قتلتهم او شرّدتهم او يتّمتهم او جوّعتهم اسرائيل .

هذه دعوة متكررة ومتجددة للمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكافة مؤسساتها السياسية والإنسانية والحقوقية والقضائية، للعمل فوراً وبخطوات عملية للجم وصد الاحتلال، ومحاسبة حكومته اليمينية المتطرفة على سلوكها المتنكر لكافة القوانين الدولية، ودعوة خاصة للإدارة الأميركية المنحازة والداعمة لجرائم ومجازر الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني لمراجعة سياساتها ، والوقوف عند مسؤولياتها لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها الشامل على شعبنا ..

نتساءل باي ذنب قتلت المتضامنة في بيتا وطفلة قريوت ، وباي ذنب تقتل إسرائيل الاف الفلسطينيين الأبرياء …إلا تكفي هذه الجرائم لتحريك ضمير العالم الصامت والساكت عن جرائم الاحتلال والساكت عن الحق ( شيطان اخرس)

دلالات

شارك برأيك

بأي ذنب قتلتا ؟

المزيد في أقلام وأراء

غزة : دوامة موت لا تتوقف

حديث القدس

عام قاسٍ من الألم والتضحيات والمقاومة البطولية المفعمة بالأمل

مصطفى البرغوثي

معركة 7 أكتوبر

الذكرى الأولى لـ "طوفان الأقصى"

أسامة خليفة

من يوقف العدوان

بهاء رحال

رسائل صمود من غزة والضفة

حديث القدس

معركة 7 أكتوبر

حمادة فراعنة

كيف لم يعرفوا، كيف لم يمنعوا ، كيف لم يخجلوا ؟!

حمدي فراج

عام على طوفان الأقصى ... هل حان وقت التقييم؟

هاني المصري

بعد عام من حرب الإبادة والتصفية .. المسؤولية الوطنية لمواجهة المخاطر المحدقة

جمال زقوت

الثقافة الفلسطينية قوة ناعمة في مواجهة الإبادة

د. سارة محمد الشماس

إعفاء أبناء العمال من الرسوم: قرار مهم ولكن...

المحامي إبراهيم الذويب

٧ أكتوبر.. عام على حرب الإبادة

بهاء رحال

حال الناس (6)

د.غسان عبد الله

معركة 7 أكتوبر

السنة الأصعب: ما الذي تغير فينا وفيهم ؟

د. أحمد رفيق عوض

مآلات الحرب

بهاء رحال

الشراكة الأميركية الإسرائيلية

حمادة فراعنة

عام من الإبادة و76 عامًا من الاحتلال: الكولونيالية الحديثة باطار براغماتي

بقلم: د. دلال صائب عريقات

قتلتها كلمة!!!

رام الله - المديرية العامة للشرطة

أسعار العملات

الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.82

شراء 3.8

دينار / شيكل

بيع 5.39

شراء 5.37

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.17

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%17

%83

(مجموع المصوتين 342)