حديث القدس
بعد تقريري مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة «بتسيلم»، والمنظمة الحقوقية الامريكية «هيومن رايتس ووتش» اللذين اكدا ان اسرائيل تدير نظام تمييز عنصري، «ابارتهايد» في الاراضي الفلسطينية المحتلة، اعلن سفيران اسرائيليان سابقا هما ايلان باروخ والون ليئيل، ان ما تمارسه السلطات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة هو نظام فصل عنصري «ابارتهايد» وان ما شاهداه في جنوب افريقيا حيث عملا كسفيرين في عهد الفصل العنصري، يحدث في الاراضي الفلسطينية وطالب العالم بالتدخل كما حدث في جنوب افريقيا لضمان «مستقبل من المساواة والكرامة والامن للفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء» في موقف شجاع عبرا عنه عبر مقالهما الذي نشرته وكالة «غراوند آب» في جنوب افريقيا .
هذا الاعتراف من قبل دبلوماسيين اسرائيليين سابقين يعرفان جريمة التمييز العنصري حيث عاصراها كسفيرين في بريتوريا، وان جاء متأخرا الا انه يكتسب اهمية خاصة في التأثير على الرأي العام العالمي اولا لأنه لم يصدر عن طرف فلسطيني او عربي بل عن جهة اسرائيلية تحديدا، وثانيا انهما يتوجهان للعالم قائلين «ان ما شهدناه في جنوب افريقيا منذ عقود هو ما يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة ايضا» عدا عن ان هذه الشهادة تدعم التقريرين الحقوقيين الصادرين عن «بتسيلم» و «هيومن رايتس ووتش».
ومن الواضح ان موقف الدبلوماسيين الاسرائيليين هذا كما التقريرين الحقوقيين من المؤكد انه يدعم التوجه الفلسطيني القائم لمحكمة الجنايات الدولية ويوفر المزيد من الادلة والدعم حول الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي المحتلة بما في ذلك جريمة التمييز العنصري.
ان ما يجب ان يقال هنا اولا ان هذه الشهادة يجب ان توضع امام الانظمة العربية التي سارعت الى الهرولة والتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي حتى يتأكد لها زيف ما ادعته اسرائيل حول سعيها للسلام ولتضاف الى باقي جرائم اسرائيل المتواصلة سواء فيما يتعلق بالاقصى والقدس او ما يتعلق بالاستيطان المتواصل والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة وفي مقدمته حملات الدهم والاعتقال والعقوبات الجماعية وعمليات الاعدام بدم بارد وحصار غزة وهدم منازل الفلسطينيين او الاستيلاء عليها .. الخ.
كما ان هذه الشهادة تضاف الى الكثير من الاوراق والملفات التي يحملها الجانب الفلسطيني لدى المحافل الدولية من اجل دفع المجتمع الدولي للقيام بجهد جاد وفاعل ليس فقط ضد التمييز العنصري وانما ايضا من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتمكين شعبنا من تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.
واخيرا نقول ان دولة الاحتلال المارقة التي ضللت العالم بما في ذلك بعض العواصم العربية لعقود حول كونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تشارك الغرب قيم الحرية والعدالة وحقوق الانسان ها هي اقنعتها تسقط الواحد تلو الاخر وها هي الشهادات والتقارير تتراكم حول بشاعة نظام الاحتلال الاسرائيلي وتناقضه مع القانون الدولي بل مع الحضارة الانسانية، وبالتالي حان الوقت للتصدي الفاعل فلسطينيا وعربيا ودوليا لهذا النظام.
شارك برأيك
أبارتهايد … ماذا بعد؟!