حقاً أنها قمة فلسطين، كما أطلق عليها ووصفها وأسماها جلالة الملك عبد الله: قمة فلسطين.
قمة فلسطين، استجابة لطلب دولة فلسطين المحتلة، وتأكيداً لمظاهر التضامن والتفاعل العربي، خاصة من قبل دولة البحرين باعتبارها رئيس الدورة العادية الثالثة والثلاثين للقمة العربية المتتالية، وبمبادرة من مصر التي دعت لها، واحتضنت اجتماعها.
قمة فلسطين، لم تكن لتعقد في دورة طارئة، بين دورة الانعقاد الماضية التي عُقدت في المنامة يوم 16 آيار/ مايو 2024، وقبل انعقاد الدورة العادية المقبلة، لم تكن تُعقد لولا التطورات التي شهدتها فلسطين، وفرضت حضورها، واهتمام العالم بها، لما حققته على جبهة المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية من نتائج لصالح فلسطين، وللمساهمة في تعرية المستعمرة، وكشف حقيقتها كمشروع استعماري توسعي عنصري احتلالي إحلالي:
أولاً: مبادرة كفاحية يوم 7 أكتوبر 2023، خلقت تأثيراً وصدمة لدى مختلف مؤسسات صنع القرار الإسرائيلي، صدر على أثرها تقرير التقييم من قبل جيش المستعمرة، وتقرير آخر من قبل المخابرات الشاباك، والدال على حجم المفاجأة والصدمة غير المسبوقة للمستعمرة منذ حرب أكتوبر عام 1973، والتهرب المتعمد من قبل نتنياهو في تشكيل لجنة تحقيق مماثلة رسمية مدنية.
ثانياً: على الرغم من الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة واحتلاله بالكامل، بعد عمليات قصف مركزة لكافة المؤسسات والمنشآت الرسمية المختلفة التي أفقدت القطاع خدمات البنى التحتية، وتدمير بيوت المدنيين والأحياء السكنية، وجعل قطاع غزة غير مؤهل للسكن والحياة الطبيعية، فقد أذهل الشعب الفلسطين العالم وكافة المراقبين بصموده، وعدم رحيله، وعودته للأحياء المدمرة ورفضه الرحيل والهجرة والتشرد عن وطنه الذي لا وطن له غيره.
ثالثاً: عجز قوات المستعمرة وفشلها في اكتشاف أماكن الأسرى الإسرائيليين وعدم القدرة على إطلاق سراحهم بدون عملية تبادل.
رابعاً: صمود المقاومة الفلسطينية وإدائها المنظم الرفيع، وقدراتها على التفاوض من موقع الند متمسكة بالثوابت الوطنية والأمنية، وتسهيلات لكافة الإجراءات التي تساعد على وقف إطلاق النار، والتوصل لصفقة التهدئة بمراحلها الثلاث.
خامساً: الإحساس العربي بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتجاوب مع متطلبات حاجاته الأساسية، وفرض احترامه ومكانته أمام الشعوب العربية ومختلف أنظمتها المتعددة.
سادساً: التعاون والتنسيق العربي بين العربية السعودية ومصر والأردن وقطر والإمارات.
سابعاً: نتائج قمة الرياض الخماسية يوم 21-2-2025، شكلت المقدمة والأرضية لعقد القمة الطارئة في القاهرة يوم 4 آذار/ مارس 2025.
في التدقيق في خطابات القادة العرب، ونتائج ما أسفرت عنه من بيان تفصيلي، تجعل المراقب يتوصل إلى حصيلة أن ثمة تحول إيجابي واقعي ملموس لدى النظام العربي، يستجيب لمتطلبات الاحتياجات الفلسطينية، وضرورة التضامن والتماسك والتنسيق العربي، بعد سلسلة الحروب البينية المدمرة التي عصفت بمستقرات العديد من البلدان العربية: العراق، سوريا، اليمن، السودان، مع أخذ بعين الاعتبار التحولات الإيجابية لدى أوروبا، على خلفية التطرف العدواني الإسرائيلي، وكسر كافة القرارات والقيم الدولية والتي أدت إلى بروز التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين برئاسة العربية السعودية مع الاتحاد الأوروبي والنرويج، ومشروع عقد المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين برئاسة العربية السعودية وفرنسا المقرر عقده لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال شهر حزيران/ يونيو 2025.
قمة القاهرة، حقاً هي قمة فلسطين ولفلسطين.
شارك برأيك
قمة فلسطين